ج1وج2.كتاب مستخرج أبي عوانة
يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم
أبو عوانة الإسفراينى النيسابورى
بسم الله الرحمن الرحيم
كِتَابُ الإِيمَانِ
بَيَانُ الأَعْمَالِ وَالْفَرَائِضِ الَّتِي إِذَا
أَدَّاهَا بِالْقَوْلِ وَالْعَمَلِ دَخَلَ الْجَنَّةَوَالدَّليلُ عَلَى أنَّه لا
يَنفَعُه الإقرارُ حتى يَسْتيقِنَ قَلبُه ويُريدُ به وَجهَ اللهِ بما يحرُمُ به عَلَى
النَّارِ
1 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ الرَّمْلِيُّ ، وَالْفَضْلُ
بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْمَرْوَزِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجَدِّيُّ وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ
الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ وَحَدَّثَنَا جَعْفَرُ
بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ حَيَّوَيْهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ثَابِتٌ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ ، قَالَ : كُنَّا نُهِينَا فِي الْقُرْآنِ أَنْ نَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم - عَنْ شَيْءٍ فَكَانَ يُعْجِبُنَا أَنْ يَجِيءَ الرَّجُلُ
الْعَاقِلُ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَيَسْأَلَهُ وَنَحْنُ نَسْمَعُ ، وَكَانُوا أَجْرَأَ
عَلَى ذَاكَ مِنَّا ، قَالَ : فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ ، فَقَالَ
: يَا مُحَمَّدُ ، أَتَانَا رَسُولُكَ فَزَعَمَ لَنَا أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ
اللَّهَ أَرْسَلَكَ ، قَالَ : صَدَقَ ، قَالَ : فَمَنْ خَلَقَ السَّمَاءَ ؟ قَالَ :
اللَّهُ ، قَالَ : فَمَنْ خَلَقَ الأَرْضَ ؟ قَالَ : اللَّهُ ، قَالَ : فَمَنْ
نَصَبَ هَذِهِ الْجِبَالَ ؟ قَالَ : اللَّهُ ، قَالَ : فَبِالَّذِي خَلَقَ
السَّمَاءَ وَخَلَقَ الأَرْضَ وَنَصَبَ فِيهَا هَذِهِ الْجِبَالَ وَجَعَلَ فِيهَا
هَذِهِ الْمَنَافِعَ ، اللَّهُ أَرْسَلَكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : قَالَ : وَزَعَمَ
رَسُولُكَ
أَنَّ عَلَيْنَا خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِنَا وَلَيْلَتِنَا
، قَالَ : صَدَقَ ، قَالَ : فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا ؟
قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا زَكَاةً فِي
أَمْوَالِنَا ، قَالَ : صَدَقَ ، قَالَ
: فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا ؟
قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا صَوْمَ شَهْرٍ فِي
سَنَتِنَا ، قَالَ : صَدَقَ ، قَالَ : فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ آللَّهُ أَمَرَكَ
بِهَذَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا حَجَّ الْبَيْتِ
مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا ، قَالَ : صَدَقَ ، قَالَ : فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ آللَّهُ
أَمَرَكَ بِهَذَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : ثُمَّ وَلَّى الرَّجُلُ ، ثُمَّ قَالَ
: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لا أَزْدَادُ عَلَيْهِنَّ شَيْئًا وَلا
أَنْتَقِصُ مِنْهُنَّ شَيْئًا ، ثُمَّ وَلَّى ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - : لَئِنْ صَدَقَ لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ ، مَعْنَى حَدِيثِهِمْ
وَاحِدٌ ، كُلُّهُم قَالُوا : قَدْ نُهِينَا فِي الْقُرْآنِ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ
الصَّائِغُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، وَسَعِيدُ بْنُ
سُلَيْمَانَ ، قَالا : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ ثَابِتٍ ،
عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : كُنَّا نُهِينَا أَنْ نَبْتَدِئَ النَّبِيَّ - صلى الله
عليه وسلم - وَكَانَ يُعْجِبُنَا ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ .
2 وحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ
الْبَصْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّان وَحَدَّثَنَا
حَمْدَانُ بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَحَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ عَفَّانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ
بْنُ مُوسَى وَحَدَّثَنَا أَبُو الْبَخْتَرِيّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
أُسَامَةَ ، كُلُّهُمْ قَالُوا
: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ
مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو أَيُّوبَ الأَنْصَارِيُّ ، أَنَّ
أَعْرَابِيًّا عَرَضَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ فِي مَسِيرٍ
فَأَخَذَ بِخِطَامِ نَاقَتِهِ ، فَقَالَ : يَارَسُولَ اللَّهِ أَوْ يَا مُحَمَّدُ
أَخْبِرْنِي مَا يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ ؟
قَالَ : تَعْبُدُ اللَّهَ وَلا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ، وَتُقِيمُ الصَّلاةَ ،
وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ ، مَعْنَى حَدِيثِهِمْ وَاحِدٌ ، قَالَ
أَبُو نُعَيْمٍ ، وَأَبُو أُسَامَةَ : عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ مَوْهَبٍ ، وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ أَيْضًا : مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ .
3 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ
الصَّاغَانِيُّ ، أنبا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ
خَالِدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ وَهُوَ ابْنُ عَمْرِو
بْنِ جَرِيرٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إِلَى رَسُولِ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، دُلَّنِي عَلَى
عَمَلٍ إِذَا أَنَا عَمِلْتُهُ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ ، قَالَ : تَعْبُدُ اللَّهَ
وَلا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ، وَتُقِيمُ الصَّلاةَ ، وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ
الْمَفْرُوضَةَ ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ الْحَدِيثَ ، قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي
بِيَدِهِ ، لا أَزِيدُ عَلَى هَذَا شَيْئًا وَلا أَنْقُصُ مِنْهُ ، فَلَمَّا
وَلَّى قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ
إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا .
4 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِشْكَابَ ، وَعَلِيُّ بْنُ
حَرْبٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي
سُفْيَانَ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : جَاءَ النُّعْمَانُ بْنُ قَوْقَلٍ إِلَى
رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
- ، فَقَالَ
: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ صَلَّيْتُ الْمَكْتُوبَات ، وَأَحْلَلْتُ
الْحَلال ، َوَحَرَّمْتُ الْحَرَامَ وَلَمْ أَزِدْ عَلَى ذَلِكَ أَأَدْخُلُ
الْجَنَّةَ ؟ قَالَ : نَعَمْ .
5 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ ، وَأَبُو أُمَيَّةَ
، وَعَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ،
قَالَ : حَدَّثَنَا شَيْبَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ جَابِرٍ
، قَالَ : قَالَ النُّعْمَانُ بْنُ قَوْقَلٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ
إِنْ صَلَّيْتُ الْمَكْتُوبَاتِ ، وَحَرَّمْتُ الْحَرَامَ ، وَأَحْلَلْتُ
الْحَلالَ ، وَلَمْ أَزِدْ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا أَدْخُلُ الْجَنَّةَ ؟ قَالَ :
نَعَمْ .
6 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا شَدَّادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو عَمَّارٍ ، وَكَانَ قَدْ
أَدْرَكَ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : قَالَ
أَبُو أُمَامَةَ : يَا عَمْرُو بْنَ عَبَسَةَ ، بِأَيِّ شَيْءٍ تَدَّعِي أَنَّكَ
رُبْعُ الإِسْلامِ ؟ فَقَالَ : إِنِّي كُنْتُ أَرَى النَّاسَ عَلَى ضَلالَةٍ ، وَلا أَرَى
الأَوْثَانَ بِشَيْءٍ ، ثُمَّ سَمِعْتُ عَنْ رَجُلٍ يُخْبِرُ أَخْبَارًا بِمَكَّةَ
، وَيُحَدِّثُ أَحَادِيثَ ، فَرَكِبْتُ رَاحِلَتِي حَتَّى أَقْدَمَ مَكَّةَ ، فَإِذَا
أَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُسْخَفِيًا ، وَإِذَا قَوْمُهُ
عَلَيْهِ جُرَءَاءُ فَتَلَطَّفْتُ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ : مَا أَنْتَ ؟
قَالَ : أَنَا نَبِيٌّ ، قُلْتُ : وَمَا نَبِيٌّ ؟ قَالَ : رَسُولُ اللَّهِ ،
فَقُلْتُ : اللَّهُ أَرْسَلَكَ ؟ قَالَ
: نَعَمْ ، قُلْتُ : فَبِأَيِّ شَيْءٍ ؟ قَالَ : بِأَنْ
يُوَحَّدَ اللَّهُ وَلا يُشْرَكَ بِهِ شَيْئًا ، وَكَسْرِ الأَوْثَانِ ، وَصِلَةِ
الأَرْحَامِ ، فَقُلْتُ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : حُرٌّ وَعَبْدٌ ، وَإِذَا
مَعَهُ بِلالٌ ، وَأَبُو بَكْرٍ ، الْحَدِيثُ ، فَقُلْتُ لَهُ : إِنِّي مُتَّبِعُكَ
، قَالَ : إِنَّكَ لا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ يَوْمَكَ هَذَا ، وَلَكِنِ ارْجِعْ إِلَى
أَهْلِكَ ، فَإِذَا سَمِعْتَ بِي قَدْ ظَهَرْتُ فَالْحَقْ ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ
بِطُولِهِ .
7 حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، وَمُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ، وَعِيسَى بْنُ أَحْمَدَ
الْعَسْقَلانِيُّ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ
جَابِرٍ يَعْنِي : عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَأَخْبَرَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ
، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، كِلَيْهِمَا ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ
، قَالَ : حَدَّثَنِي جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي
عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : مَنْ قَالَ :
أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ
مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَابْنُ
أَمَتِهِ ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ
حَقٌّ ، وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ
الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شَاءَ ، وَفِي حَدِيثِ الأَوْزَاعِيِّ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةُ
عَلَى مَا كَانَ مِنْ عَمَلٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا دُحَيْمٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَحَدَّثَنَا
أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ الْفَضْلِ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا مِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ ، كِلاهُمَا عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ،
عَنْ عُمَيْرٍ بِمِثْلِهِ .
8 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّوَيْهِ ، قَالَ : أنبا
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ ، عَنِ الْوَلِيدِ أَبِي بِشْرٍ وَحَدَّثَنَا
مَهْدِيُّ بْنُ الْحَارِثِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ،
وَمُسَدَّدٌ ، قَالا : حَدَّثَنَا بِشْرٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدٌ
الْحَذَّاءُ ، عَنِ الْوَلِيدِ أَبِي بِشْرٍ وَحَدَّثَنَا الصَّاغَانِيُّ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ
عُلَيَّةَ ، عَنْ خَالِدٍ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ
حُمْرَانَ ، عَنْ عُثْمَانَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم
- ، يَقُولُ : مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ
الْجَنَّةَ ، حَدَّثَنَا الصَّاغَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ
مُكْرَمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
، عَنْ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ الْعنبري ، عَنْ حُمْرَانَ ، عَنْ عُثْمَانَ ،
عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِمِثْلِهِ .
9 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ
خَالِدٍ الْحَذَّاءِ ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ الْعنبري ، عَنْ حُمْرَانَ ، عَنْ
عُثْمَانَ ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : مَنْ مَاتَ وَهُوَ
يَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ حَقٌّ دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَقَالَ مَرَّةً : مَنْ مَاتَ وَهُوَ
يَعْلَمُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ .
10 حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَهْلُ
بْنُ عُثْمَانَ ، وَأَبُو كُرَيْبٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ،
حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَوْ عَنْ أَبِي
سَعِيدٍ ، الشَّكُّ مِنَ الأَعْمَشِ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ غَزْوَةِ
تَبُوكَ أَصَابَ النَّاسَ مَجَاعَةٌ ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -
فَأَتَوُا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَوْ أَذِنْتَ
لَنَا فَنَحَرْنَا نَوَاضِحَنَا فَأَكَلْنَا وَادَّهَنَّا ، فَقَالَ : افْعَلُوا ،
فَجَاءَ عُمَرُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ قَلَّ
الظَّهْرُ ، وَلَكِنِ ادْعُهُمْ بِفَضْلِ أَزْوَادِهِمْ ، ثُمَّ ادْعُ اللَّهَ
عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ عَلَيْهَا بِالْبَرَكَةِ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَ فِي ذَلِكَ
، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : نَعَمْ .
11 حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرِ بْنِ بَرِّيٍّ الْقَطَّانُ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا قَتَادَةُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَتَادَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ
الأَعْمَشَ يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ :
خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزْوَةٍ فَنَزَلْنَا مَنْزِلا ،
فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَوْ ذَبَحْنَا بَعْضَ
الظَّهْرِ ، فَأَصَبْنَا مِنْهُ فَيَرَى الْمُشْرِكُونَ حُسْنَ حَالِنَا ، فَقَالَ
: مَا شِئْتُمْ ، فَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، فَقَالَ : لا ، وَلَكِنِ
اجْمَعْ أَزْوَادَنَا فَادْعُ عَلَيْهِ ، فَجَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - زَادَنَا فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِشَيْءٍ مِنَ السَّوِيقِ وَبِالشَّيْءِ
مِنَ التَّمْرِ ، قَالَ : فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ
قَالَ : عَلَيْكُمْ بِأَوْعِيَتِكُمْ ، قَالَ : فَمَلأُوهَا وَفَضَلَ فَضْلا كَثِيرًا
، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : أَنَا
عَبْدُ اللَّهِ وَأَنَا رَسُولُهُ ، مَنْ جَاءَ بِهِمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَمْ
يُحْجَبْ عَنِ الْجَنَّةِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ كِيلَجَةُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي
حَازِمٍ ، عَنْ سُهَيْلٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : كُنَّا مَعَهُ
فَنَفِدَتْ أَزْوَادُنَا فَأَرَدْنَا أَنْ نَنْحَرَ بَعْضَ ظُهُورِنَا ، وَذَكَرَ
الْحَدِيثَ .
12 حَدَّثَنِي ابْنُ نَاجِيَةَ ، وَقَاسِمٌ الْمُطَرِّزُ
، وَالْمَعْمَرِيُّ ، قَالُوا :
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي النَّضْرِ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ الأَشْجَعِيُّ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ
أَبِي الدُّمَيْكِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْفَضْلِ الزَّيْدِيُّ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا الأَشْجَعِيُّ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ وَحَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُتْبَةَ الْكُوفِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ حَمَّادٍ
اللُّؤْلُؤِيُّ ، وَكَانَ مِنَ الْبَكَّائِينَ ثِقَةٌ فَقِيهٌ لا يُفْتِي
بِالرَّأْيِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ وَحَدَّثَنَا الْمَعْمَرِيُّ ، أَوْ إِبْرَاهِيمُ
الْحَرْبِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَسْرُوقُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَل ، كُلُّهُمْ قَالُوا : عَنْ
طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ
النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي مَسِيرٍ فَنَفِدَتْ أَزْوَادُ الْقَوْمِ ،
قَالَ : حَتَّى هَمَّ بِنَحْرِ بَعْضِ جِمَالِهِمْ ، فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ
اللَّهِ ، لَوْ جَمَعْتَ مَا بَقِيَ مِنْ أَزْوَادِ الْقَوْمِ فَدَعَوْتَ اللَّهَ
عَلَيْهَا ، فَفَعَلَ فَجَاءَ ذُو الْبُرِّ بِبُرِّهِ ، وَذُو التَّمْرِ
بِتَمْرِهِ ، وَذُو النَّوَى بِالنَّوَاةِ ، قُلْتُ : وَمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ
بِالنَّوَى ؟ ، قَالَ : يَمُصُّونَهُ فَيَشْرَبُونَ عَلَيْهِ الْمَاءَ ، فَدَعَا
عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى مَلأَ الْقَوْمُ أَزْوِدَتَهُمْ
، قَالَ : فَقَالَ عِنْدَ ذَلِكَ
:
أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأَنِّي
رَسُولُ اللَّهِ ، لا يَلْقَى بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرُ شَاكٍ فِيهِمَا إِلا دَخَلَ
الْجَنَّةَ ، هَذَا لَفْظُ أَبِي النَّضْرِ ، وَحَدِيثُ اللُّؤْلُؤِيِّ : أَنْ
يُنْحَرَ بَعْضُ إِبِلِنَا ، قَالَ طَلْحَةُ : وَذُو النَّوَاةِ بِنَوَاهُ
بِمِثْلِهِ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : مَنْ لَقِيَ
اللَّهَ غَيْرَ شَاكٍ فِيهِ وَلا فِي رَسُولِهِ لَمْ يُحْجَبْ عَنِ الْجَنَّةِ .
13 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ
بْنُ عَمَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو كَثِيرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو
هُرَيْرَةَ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ نَبِيِّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذِ افْتَقَدْنَاهُ
فَلَمْ نَدْرِ أَيْنَ هُوَ ، وَخَشِينَا أَنْ يُقْتَطَعَ دُونَنَا ، قَالَ :
فَقُمْنَا وَقُمْتُ فِي أَوَّلِ النَّاسِ أَتْبَعُ أَثَرَهُ وَأَسْأَلُ عَنْهُ ،
حَتَّى آتِيَ حَائِطًا هُوَ فِيهِ ، فَجَعَلْتُ أَبْتَغِي طَرِيقًا إِلَيْهِ وَلا
أَجِدُ ، وَأَبْتَغِي ثُلْمَةً فَلا أَجِدُ ، وَأَتْبَعُ الْمَاءَ إِلَى
الْحَائِطِ مِنْ بِئْرٍ وَرَاءَهُ ، يَعْنِي جَدْوَلَ ، قَالَ : فَحَفَرْتُ مِثْلَ
مَا يَحْفِرُ الثَّعْلَبُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ ، قَالَ : أَبُو هُرَيْرَةَ ؟ فَقُلْتُ
: نَعَمْ يَا نَبِيّ اللَّهِ ، قَالَ : مَا جَاءَ بِكَ ؟ قُلْتُ : تَخَوَّفْنَا
عَلَيْكَ أَنْ تُقْتَطَعَ وَلَمْ نَدْرِ أَيْنَ أَنْتَ ، وَهَذَا أَبُو بَكْرٍ ،
وَعُمَرُ وَالنَّاسُ عَلَى أَثَرِي ، قَالَ : فَأَعْطَانِي نَعْلَيْهِ ، فَقَالَ :
اذْهَبْ بِنَعْلَيَّ هَذَيْنِ فَمَنْ لَقِيتَ مِنْ وَرَاءِ الْحَائِطِ يَشْهَدُ
أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ
مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ فَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ ، قَالَ : فَخَرَجْتُ
بِالنَّعْلَيْنِ فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ لَقِيَنِي عُمَرُبْنُ الْخَطَّابِ ، فَقَالَ
: مَا هَاتَانِ النَّعْلانِ ؟ فَقُلْتُ : أَعْطَانِيهِمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - وَأَمَرَنِي بِكَذَا وَكَذَا ، قَالَ : فَلَكَمَ صَدْرِي فَقَعَدْتُ
عَلَى أسْتِي ، وَقَالَ : ارْجِعْ ، فَرَجَعْتُ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - ، فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ ، وَجَاءَ عُمَرُ ،
فَقَالَ : يَا عُمَرُ فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا ؟ قَالَ : نَعَمْ يَا
نَبِيَّ اللَّهِ ، قَالَ : لِمَهْ ؟ قَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَتَّكِلُ
النَّاسُ وَلَكِنِ أتْرُكْهُمْ فَيَعْمَلُونَ ، قَالَ : فَنِعْمَ إِذًا ، قَالَ أَبُو
عَوَانَةَ : يُقَالُ إِنَّ هَذَا لأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
- الْمُوقِنِينَ وَلَمْ يَعُمَّ بِهِ ، وَإِنَّمَا قَالَ : مَنْ لَقِيتَ مِنْ
وَرَاءِ الْحَائِطِ ، فَلَمْ يَلْقَ إِلا عُمَرَ قَدْ بَشَّرَهُ النَّبِيُّ - صلى
الله عليه وسلم - بِالْجَنَّةِ
.
14 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَزِيزِ الأَيْلِيُّ ، قَالَ
: حَدَّثَنِي سَلامَةُ بْنُ رَوْحٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الْفَارِسِيُّ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي اللَّيْثُ ، كِلاهُمَا
عَنْ عَقِيلٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ
الْهَاشِمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، كِلَيْهِمَا عَنِ
ابْنِ شِهَابٍ ، أنه قال : أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيُّ ،
أَنَّهُ عَقَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَعَقَلَ مَجَّةً مَجَّهَا
مِنْ دَلْوٍ مِنْ بِئْرٍ كَانَتْ فِي دَارِهِمْ فِي وَجْهِهِ ، فَزَعَمَ مَحْمُودٌ
أَنَّ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، يَقُولُ : جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - ، فَقُلْتُ : إِنِّي أَنْكَرْتُ مِنْ بَصَرِي ، وَإِنَّ السَّيْلَ
يَأْتِي فَيَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ مَسْجِدِ قَوْمِي وَيَشُقُّ عَلَيَّ
اجْتِيَازُهُ ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَأْتِيَ فَتُصَلِّي فِي بَيْتِي مَكَانًا
أَتَّخِذُهُ مُصَلًّى فَافْعَلْ ، فَقَالَ : أَفْعَلُ ، فَغَدَا عَلَيَّ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
وَأَبُو بَكْرٍ بَعْدَمَا اشْتَدَّ النَّهَارُ ،
فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنْتُ لَهُ ، فَلَمْ يَجْلِسْ حَتَّى قَالَ : أَيْنَ تُحِبُّ
أَنْ أُصَلِّيَ مِنْ بَيْتِكَ ؟ فَأَشَرْتُ لَهُ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي أُحِبُّ
أَنْ أُصَلِّيَ فِيهِ ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَكَبَّرَ
وَصَفَفْنَا خَلْفَهُ فَصَلَّى لَنَا رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ احْتَبَسْتُهُ عَلَى
خَزِيرٍ يُصْنَعُ لَهُمْ ، وَسَمِعَ بِهِ رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الدَّارِ فَثَابُوا
حَتَّى كَثُرَ الرِّجَالُ فِي الْبَيْتِ ، فَقَالَ
رَجُلٌ : فَأَيْنَ مَالِكُ بْنُ الأَخْنَسِ أَوِ ابْنُ الدُّخْشُمِ
، شَكَّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، وَأَمَّا عَقِيلٌ ، فَقَالَ : مَالِكُ بْنُ
دُخْشُمٍ ، فَقَالَ : ذَلِكَ رَجُلٌ مُنَافِقٌ لا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، فَقَالَ
النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم
- : وَمَا يُدْرِيكَ ؟ فَقَالَ : أَمَّا نَحْنُ
فَوَاللَّهِ مَا نَرَى وُدَّهُ وَلاحَدِيثَهُ إِلا لِلْمُنَافِقِينَ ، فَقَالَ
النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : أَمَا تَرَاهُ قَالَ مَرَّةً وَاحِدَةً : لا
إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الآخِرَةِ ؟
فَقَالَ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : فَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ
أَنْ تَأْكُلَ مَنْ قَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ
اللَّهِ ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ : أَدْرَكْنَا الْفُقَهَاءَ وَهُمْ يَرَوْنَ أَنَّ
ذَلِكَ كَانَ مِنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَبْلَ أَنْ
تَنْزِلَ مُوجِبَاتُ الْفَرَائِضِ فِي الْقُرْآنِ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ قَدْ
أَنْزَلَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْكَلِمَةِ الَّتِي ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - النَّجَاةَ بِهَا فَرَائِضَ فِي كِتَابِهِ نَحْنُ نَخْشَى أَنْ
يَكُونَ الأَمْرُ قَدْ صَارَ إِلَيْهِنَّ ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لا يَغْتَرَّ فَلا
يَغْتَرَّ ، قَالَ مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ : فَخَرَجْنَا فِي غَزَاةٍ مَعَ
يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، مَعَنَا أَبُو أَيُّوبَ الأَنْصَارِيُّ فَحَدَّثْتُ
هَذَا الْحَدِيثَ ، فَقَالَ : مَا أَرَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ،
قَالَ هَذَا ، فَكَبُرَ ذَلِكَ عَلَيَّ فَرَجَعْتُ فَأَتَيْتُ عِتْبَانَ بْنَ
مَالِكٍ وَهُوَ فِي مَسْجِدِ قَوْمِهِ يَؤُمُّهُمْ وَقَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ ،
فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَتَعَرَّفْتُ إِلَيْهِ فَعَرَفَنِي
، ثُمَّ
سَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَحَدَّثَنِي بِهِ كَمَا حَدَّثَنِي بِهِ
أَوَّلَ مَرَّةٍ ، وَهَذَا لَفْظُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ وَهُوَ أَتَمُّهُمَا
حَدِيثًا ، وَأَمَّا عَقِيلٌ فَقَالَ : مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُن ، ِبِلا شَكٍّ وانْتَهَى
حَدِيثُهُ إِلَى قَوْلِهِ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ .
15 حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ ،
قَالَ : أنبا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : أنبا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ،
قَالَ : حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ ، عَنْ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ
: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ : إِنِّي أَنْكَرْتُ بَصَرِي ، وَإِنَّ
السُّيُولَ تَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ مَسْجِدِ قَوْمِي ، وَلَوَدِدْتُ أَنَّكَ
جِئْتَ فَصَلَّيْتَ فِي بَيْتِي مَكَانًا أَتَّخِذُهُ مَسْجِدًا ، فَقَالَ
النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -
: أَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، قَالَ : فَمَرَّ
النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَاسْتَتْبَعَهُ ،
فَانْطَلَقَ مَعَهُ ، فَاسْتَأْذَنَ فَدَخَلَ ، فَقَالَ : وَهُوَ قَائِمٌ : أَيْنَ
تُرِيدُ أَنْ أُصَلِّيَ ؟ قَالَ : فَأَشَرْتُ لَهُ حَيْثُ أُرِيدُ ، وَذَكَرَ
الْحَدِيثَ ، وَقَالَ فِيهِ : فَقَالَ رَجُلٌ : أَيْنَ مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُمِ ؟ .
16 وَقَالَ فِيهِ أَيْضًا : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - : فَلَنْ يُوَافِيَ عَبْدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ : لا
إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ إِلا حُرِّمَ عَلَى
النَّارِ .
17 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
عَفَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ : أنبا ثَابِثٌ ،
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ : أَنَّ عِتْبَانَ
بْنَ مَالِكٍ كَانَ قَدْ عَمِيَ ، فَقَالَ : يَارَسُولَ اللَّهِ تَعَالَى فَخُطَّ
لِي فِي دَارِي حَتَّى أَتَّخِذَ مُصَلًّى وَمَسْجِدًا ، فَجَاءَ فَاجْتَمَعَ
إِلَيْهِ قَوْمُهُ ، وَتَغَيَّبَ مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُمِ ، فَوَقَعُوا فِيهِ ،
فَقَالُوا : هُوَ مُنَافِقٌ ، فَقَالَ : أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا
اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ؟ قَالُوا : بَلَى ، يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا
فِي قَلْبِهِ ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ
- صلى الله عليه وسلم - : لا يَشْهَدُ أَحَدٌ أَنْ لا
إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَتُطْعَمُهُ النَّارُ ، قَالَ
حَمَّادٌ : وَلا أَعْلَمُهُ إِلا قَالَ : لَقِيَ عِتْبَانَ فَحَدَّثَهُ ،
حَدَّثَنَا الصَّاغَانِيُّ ، وَجَعْفَرٌ الصَّائِغُ ، قَالا : حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ
ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ ، عَنْ
عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، قَالَ أَنَسٌ : فَلَقِيتُ
عِتْبَانَ فَحَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ فَأَعْجَبَنِي فَكَتَبْتُهُ ،
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ
عَاصِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ ثَابِتٍ
بِمِثْلِهِ .
18 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ،
عَنْ صَالِحٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو الْجُمَاهِرِ الْحِمْصِيُّ ، وَأَبُو أُمَيَّةَ
قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ وَحَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ بَكَّارٍ الْكَلاعِيُّ
الْحِمْصِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ سَعِيدٍ ، كِلاهُمَا عَنْ شُعَيْبِ
بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، كِلاهُمَا عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ
الْمُسَيِّبِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ
جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلٍ ، وَعَبْدَ
اللَّهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - لأَبِي طَالِبٍ : يَا عَمُّ قُلْ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ كَلِمَةً
أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ ، قَالَ أَبُو جَهْلٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ
أَبِي أُمَيَّةَ : يَا أَبَا طَالِبٍ أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ
؟ فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُعْرِضًا عَلَيْهِ ،
وَيُعِيدَانِ بِتِلْكَ الْمَقَالَةِ حَتَّى قَالَ أَبُو طَالِبٍ : آخِرَ مَا كَلَّمَهُمْ
بِهِ هُوَ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَبَى أَنْ يَقُولَ : لا إِلَهَ
إِلا اللَّهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَمَا وَاللَّهِ
لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : { مَا كَانَ
لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ
كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ
الْجَحِيمِ } [سورة التوبة آية 113 ] ،
وَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي أَبِي طَالِبٍ قَوْلَهُ عَزَّ
وَجَلَّ : { إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ
وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } [سورة
القصص آية 56 ] ، حَدِيثُهُمُ الْمَعْنَى وَاحِدٌ وَهَذَا لَفْظُ شُعَيْبٍ ، حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ الصَّنْعَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ
، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، عَنْ أَبِيهِ بِمِثْلِهِ .
19 حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
مَنْصُورٍ أَبُو سَعِيدٍ الْبَصْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ
الْقَطَّانُ وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْجُنَيْدِ الدَّقَّاقُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ وَحَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ
كَيْسَانَ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : لَمَّا
حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ ، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - : يَا عَمُّ قُلْ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ أَشْهَدُ لَكَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
، قَالَ : لَوْلا أَنْ تُعَيِّرَنِي قُرَيْشٌ لأَقْرَرْتُ عَيْنَكَ بِهَا ، قَالَ
: فَنَزَلَتْ : { إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ } إِلَى قَوْلِهِ : { وَهُوَ
أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } [سورة القصص آية 56 ] ، مَعْنَى حَدِيثِهِمْ وَاحِدٌ
، وَبَعْضُهُمْ لَمْ يَذْكُرْ أَبَا طَالِبٍ ، وَإِنَّمَا قَالَ : قَالَ لِعَمِّهِ
، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
مُؤَمَّلُ بْنُ الْفَضْلِ ، قال : حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
يَزِيدُ ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ ، زَادَ ابْنُ كَثِيرٍ يَعْنِي : أَبَا طَالِبٍ .
20 حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ وَحَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ،
عَنِ ابْنِ عَجْلانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ ، عَنِ ابْنِ
مُحَيْرِيزٍ ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى عُبَادَةَ بْنِ
الصَّامِتِ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ فَبَكَيْتُ ، فَقَالَ : مَا لَكَ تَبْكِي ؟ فَوَاللَّهِ
لَوِ اسْتُشْهِدْتُ لأَشْهَدَنَّ لَكَ ، وَلَئِنْ شُفِّعْتُ لأَشْفَعَنَّ لَكَ ،
وَلَئِنِ اسْتَطَعْتُ لأَنْفَعَنَّكَ ، ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ مَا مِنْ حَدِيثٍ
سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَكُمْ فِيهِ خَيْرٌ إِلا
حَدَّثْتُكُمُوهُ إِلا حَدِيثًا وَاحِدًا ، وَسَوْفَ أُحَدِّثَكُمُوهُ الْيَوْمَ
وَقَدْ أُحِيطَ بِنَفْسِي ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
يَقُولُ : مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ
اللَّهِ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْحَرَّانِيُّ
، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْمُعَافَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ ،
عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ ، عَنْ زَيْدٍ ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ ،
بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ .
21 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ الأَصْبَهَانِيُّ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، وَسَلامٌ ،
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ ، عَنْ مُعَاذِ
بْنِ جَبَلٍ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لَهُ : تَدْرِي مَا
حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ ؟ قَالَ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ :
حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ،
وَحَقُّهُمْ عَلَيْهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أَنْ لا يُعَذِّبَهُمْ ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبِرْتِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ ، عَنْ
أَبِي حَصِينٍ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَقِيلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَفْصُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ ، عَنْ
سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا
الْفِرْيَابِيُّ وَحَدَّثَنَا الصَّاغَانِيُّ ، قَالَ : أنبا قَبِيصَةُ ، عَنْ
سُفْيَانَ وَحَدَّثَنَا أُسَيْدُ بْنُ عَاصِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ ، عَنِ الأَسْوَدِ
بْنِ هِلالٍ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، قَالَ : كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ - صلى
الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : يَا مُعَاذُ تَدْرِي ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ ، لا يُعَذِّبُهُمْ
أَوْ لا يُدْخِلُهُمُ النَّارَ ، حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ
بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ .
22 حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَارِسِيُّ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ، عَنْ أَنَسٍ : أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ ، قَالَ : كُنْتُ
رَدِيفَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلا
آخِرَةُ الرَّحْلِ ، فَقَالَ لِي : يَا مُعَاذ ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ
وَسَعْدَيْكَ ، قَالَ : ثُمَّ سَارَ سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَ لِي : يَا مُعَاذ ،
حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ قَالَ لِي : هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى
الْعِبَادِ ؟ قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : فَإِنَّ حَقَّ
اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، ثُمَّ
سَارَ سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَ : يَا مُعَاذُ ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا
رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ إِذَا
فَعَلُوا ذَلِكَ ؟ قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : فَإِنَّ حَقَّ
الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَنْ لا يُعَذِّبَهُمْ .
23 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ
عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - : مَنْ مَاتَ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ ،
وَقُلْتُ أَنَا : مَنْ مَاتَ ، يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ ،
هَذَا لَفْظُ أَبِي مُعَاوِيَةَ
.
24 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ ، قَالا : حَدَّثَنَا
الأَعْمَشُ ، قَالَ : أنبا سَخْتَوَيْهِ بْنُ مَازِيَارَ أَبُو عَلِيٍّ مَوْلَى
بَنِي هَاشِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ،
عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى
النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : مَا الْمُوجِبَتَانِ ؟ قَالَ :
مَنْ مَاتَ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ
بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ ، حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ السَّرِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ
، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ
جَابِرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَهُ ، وَعَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ
أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -
بِمِثْلِهِ .
25 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ وَحَدَّثَنَا أَبُو الأَزْهَرِ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي الْحَجَّاجِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ
خَالِدٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله
عليه وسلم - قَالَ : مَنْ لَقِيَ اللَّهَ لا يُشْرِكُ بِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ
لَقِيَهُ يُشْرِكُ بِهِ دَخَلَ النَّارَ .
26 حَدَّثَنَا الدَّنْدَانِيُّ ، وَاسْمُهُ : مُوسَى ،
قَالَ : حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامٌ
الدَّسْتُوَائِيُّ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ -
صلى الله عليه وسلم - قَال : مَنْ لَقِيَ اللَّهَ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا
أَدْخَلَهُ الْجَنَّةُ ، وَمَنْ لَقِيَهُ يُشْرِكُ بِهِ أَدْخَلَهُ النَّارَ .
27 حَدَّثَنِي أَبُو الْمُثَنَّى مُعَاذُ بْنُ
الْمُثَنَّى ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ :
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ وَاصِلٍ الأَحْدَبِ ، سَمِعَ الْمَعْرُورَ بْنَ
سُوَيْدٍ ، قَالَ : سَمِعَ أَبَا ذَرٍّ يُحَدِّثُ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله
عليه وسلم - مِثْلَ ذَلِكَ ، يَعْنِي مِثْلَ : جَاءَ جِبْرِيلُ يُبَشِّرُنِي أَنَّهُ
مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ .
28 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ شَيْبَانَ النَّصِيبِيُّ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، أَنَّ
يَحْيَى بْنَ يَعْمُرَ حَدَّثَهُ ، أَنَّ أَبَا الأَسْوَدِ الدِّيلِيَّ حَدَّثَهُ
، أَنَّ أَبَا ذَرٍّ حَدَّثَهُ ، قَالَ
: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ
نَائِمٌ عَلَيْهِ ثَوْبٌ أَبْيَضُ ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَإِذَا هُوَ نَائِمٌ ،
ثُمَّ أَتَيْتُهُ وَقَدِ اسْتَيْقَظَ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : مَا مِنْ عَبْدٍ
قَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ثُمَّ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ إِلا دَخَلَ الْجَنَّةَ
، قُلْتُ : وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ ؟ قَالَ : وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ ،
قُلْتُ : وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ ؟ قَالَ : وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ ، قُلْتُ
: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ ؟ قَالَ :
وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ ثَلاثًا ، عَلَى رَغْمِ
أَنْفِ أَبِي ذَرٍ ، فَخَرَجَ وَهُوَ يَجُرُّ إِزَارَهُ ، وَهُوَ يَقُولُ : عَلَى
رَغْمِ أَنْفِ أَبِي ذَرٍّ ، فَكَانَ أَبُو ذَرٍّ يُحَدِّثُ بِهِ ، وَهُوَ يَقُولُ
: عَلَى
رَغْمِ أَنْفِ أَبِي ذَرّ .
بَيَانُ الْمَعَاصِي الَّتِي يَخْرُجُ صَاحِبُهَا مِنَ
الإِيمَانِ عِنْدَ فِعْلِهَا ، وَالْمَعَاصِي الَّتِي يكون منافقاً وإن صلي ، وصام
، وأقر بالإسلام
29 أَخْبَرَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ
مَزِيدٍ الْعُذْرِيُّ ، قَالَ :
أَخْبَرَنِي أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ
، قَالَ : حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ الْمُسَيِّبِ ، وَأَبُو
سَلَمَةَ ، وَأَبُو بَكْرِ بن عبد الرحمن ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قَالَ : لا يَزْنِي الزَّانِي وَهُوَ
حِينَ يَزْنِي مُؤْمِنٌ ، وَلا يَسْرِقُ السَّارِقُ وَهُوَ حِينَ يَسْرِقُ
مُؤْمِنٌ ، وَلا يَشْرَبُ الْخَمْرَ وَهُوَ حِينَ يَشْرَبُهَا مُؤْمِنٌ ، وَلا
يَنْتَهِبُ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ يَرْفَعُ الْمُؤْمِنُونَ إِلَيْهِ فِيهَا
أَبْصَارَهُمْ وَهُوَ حِينَ يَنْتَهِبُهَا مُؤْمِنٌ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
يُوسُفَ السُّلَمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : أنبا مَعْمَرٌ
، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى
الله عليه وسلم - بِنَحْوِهِ ، وَزَادَ : وَلا يَغُلُّ أَحَدُكُمْ حِينَ يَغُلُّ
وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاكُمْ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ
الصَّاغَانِيُّ ، قَالَ : أنبا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ وَحَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي
إِيَاسٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ ذَكْوَانَ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِنَحْوِ حَدِيثِ
الزُّهْرِيِّ ، وَزَادَ فِي آخِرِهِ : وَالتَّوْبَةُ مَعْرُوضَةٌ بَعْدُ .
30 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : أنبا سُفْيَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو
، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ
مُنَافِقًا خَالِصًا ، وَمَنْ كَانَ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ
خَصْلَةٌ مِنْ نِفَاقٍ حَتَّى يَدَعْهَا : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ
أَخْلَفَ ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ ، حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ عَفَّانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ
بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ .
31 حَدَّثَنَا فَضْلَكُ الرَّازِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ :
أَخْبَرَنِي أَبُو سُهَيْلٍ نَافِعُ بْنُ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
قَالَ : آيَةُ النِّفَاقِ ثَلاثٌ : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ
، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ .
32 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ :
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ هُوَ الْوُحَاظِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ ،
عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،
أَنّ رَسُولَ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : عَلامَاتُ الْمُنَافِقِ ثَلاثَةٌ :
إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ .
33 حَدَّثَنَا أَبُو الأَزْهَرِ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ
حَيَّوَيْهِ ، وَأَبُو الأَحْوَصِ قَاضِي عُكْبَرا ، قَالُوا : حَدَّثَنَا عَارِمٌ
وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، قَالا : حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيِّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - : ثَلاثٌ فِي الْمُنَافِقِ وَإِنْ صَامَ ، وَصَلَّى وَذَكَرَ أَنَّهُ
مُؤْمِنٌ : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ
خَانَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْفَلاسُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ
الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بِمِثْلِهِ
، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ أَيْضًا ، قَالَ : أنبا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ
، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بِمِثْلِهِ .
بَيَانُ الْمَعَاصِي الَّتِي إِذَا قَالَهَا الرَّجُلُ
وَعَمِلَهَا كَانَ كُفْرًا وَفِسْقًا ، وَاسْتَوْجَبَ بها النار34 حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ
عُمَرَ ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : مَنْ كَفَّرَ أَخَاهُ
فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا
.
35 حَدَّثَنَا فَضْلَكُ الرَّازِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ رُسْتَةُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَيُّوبَ
، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه
وسلم - : إِذَا كَفَّرَ الرَّجُلُ أَخَاهُ فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا .
36 حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : مَنْ كَفَّرَ أَخَاهُ
فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا
.
37 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
ابْنُ فُضَيْلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ،
قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : أَيُّمَا رَجُلٍ قَالَ لأَخِيهِ :
يَا كَافِرُ ، فَإِنْ كَانَ كَمَا قَالَ ، وَإِلا بَاءَ أَحَدُهُمَا بِالْكُفْرِ .
38 حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي غَرَزَةَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا يَعْلَى ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ ، عَنْ
نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ
: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : أَيُّمَا
رَجُلٍ كَفَّرَ أَخَاهُ فَإِنْ كَانَ كَمَا قَالَ ، وَإِلا فَقَدْ بَاءَ
بِالْكُفْرِ .
39 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ : أنبا
ابْنُ وَهْبٍ : أَنَّ مَالِكًا أَخْبَرَهُ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
دِينَارٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :
إِذَا قَالَ رَجُلٌ لأَخِيهِ كَافِرٌ فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا .
40 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَبْدِ الْحَكَمِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ وَحَدَّثَنَا
أَبُو إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ ، وَأَبُو الزِّنْبَاعِ ، قَالا : حَدَّثَنَا يَحْيَى
بْنُ بُكَيْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي اللَّيْثُ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي
جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الأَشَجِّ ، عَنْ نَافِعٍ
، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : إِنْ قَالَ
رَجُلٌ لأَخِيهِ يَا كَافِرُ وَجَبَ الْكُفْرُ عَلَى أَحَدِهِمَا .
41 حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ
وَحَدَّثَنَا يُوسُفُ الْقَاضِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ ، قَالا
: أنبا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا وَهْبُ اللَّهِ ، قَالَ : قَالَ : حَدَّثَنَا
حَيْوَةُ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ ، كِلاهُمَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
دِينَارٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَيُّمَا
امْرِئٍ قَالَ لأَخِيهِ كَافِرٌ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا ، إِنْ كَانَ
كَمَا قَالَ ، وَإِلا رَجَعَتْ عَلَيْهِ .
42 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ الْبَصْرِيُّ
، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : لا يَرْمِي رَجُلٌ رَجُلا
بِالْكُفْرِ إِلا ارْتَدَّتْ إِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ كَذَلِكَ .
43 حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ خُرَّزَاذ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ وَحَدَّثَنَا صَالِحٌ الرَّازِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : أنبا عَبْدُ الْوَارِثِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، قَالَ :
أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ يَعْمُرَ ، أَنَّ أَبَا الأَسْوَدِ حَدَّثَهُ ، عَنْ
أَبِي ذَرٍّ ، سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : مَنِ ادَّعَى إِلَى
غَيْرِ أَبِيهِ فَلَيْسَ مِنَّا ، وَمَنِ ادَّعَى مَا لَيْسَ لَهُ فَلَيْسَ مِنَّا
، وَمَنْ رَمَى رَجُلا بِالْكُفْرِ أَوْ رَمَاهُ بِالْفِسْقِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ
ارْتَدَّتْ عَلَيْهِ .
44 حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ التَّرْقُفِيُّ ، وَيُوسُفُ
بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا حَيْوَةُ وَحَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، قَالَ : أنبا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ
وَحَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ ، كُلُّهُمْ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ ، عَنْ
عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : لا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ ، فَمَنْ رَغِبَ
عَنْ أَبِيهِ فَهُوَ كُفْرٌ ، قَالَ يُوسُفُ : فَإِنَّهُ كَافِرٌ ، وَقَالَ نَافِعُ
بْنُ يَزِيدَ : فَهُوَ كُفْرٌ .
45 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ زُبَيْدٍ ،
سَمِعَ أَبَا وَائِلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : سبَابُ
الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ ، قَالَ زُبَيْدٌ : قُلْتُ : أَنْتَ
سَمِعْتَ عَبْدَ اللَّهِ يُحَدِّثُه عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ؟
قَالَ : نَعَمْ .
46 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَيَّاشٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : أنبا شُعْبَةُ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي الأَعْمَشُ
، وَمَنْصُورٌ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ -
صلى الله عليه وسلم - قَالَ : سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ .
47 حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا رَوْحٌ وَحَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْغَزِّيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، عَنْ زُبَيْدٍ
الإِيَامِيِّ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ : أَنّ
رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : سِبَابُ الْمُسْلِمِ فِسْقٌ ، وَقِتَالُهُ
كُفْرٌ ، قَالَ زُبَيْدٌ : قُلْتُ لأَبِي وَائِلٍ : أَنْتَ سَمِعْتَ مِنِ ابْنِ
مَسْعُودٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ .
48 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حبِيبٍ ، وَعَمَّارُ بْنُ
رَجَاءٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ
عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ بْنَ عَمْرِو بْنِ
جَرِيرٍ يُحَدِّثُ ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : يَا جَرِيرُ ، اسْتَنْصِتِ النَّاسَ فِي حَجَّةِ
الْوَدَاعِ ، ثُمَّ قَالَ : لا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ
رِقَابَ بَعْضٍ حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ
عُمَرَ ، وَيَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ وَحَدَّثَنَا
الصَّاغَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ بِمِثْلِهِ
.
49 وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، وَأَبُو قِلابَةَ
، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ ، وَحَدَّثَنَا جَعْفَرٌ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ الْقَاضِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ ، سَمِعَ أَبَاهُ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : لا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا
يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ
.
50 أَخْبَرَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ
مَزِيدٍ الْعُذْرِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ
بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي مُحَمَّدِ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : كُنَّا نَتَحَدَّثُ بِحَجَّةِ الْوَدَاعِ وَلا نَدْرِي
أَنَّهُ الْوَادِعُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَلَمَّا كَانَ حَجَّةُ الْوَدَاعِ حَمِدَ اللَّهَ
وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ ذَكَرَ الْمَسِيحَ ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، ثُمَّ قَالَ
: وَيْلَكُمْ أَوْ وَيْحَكُمُ انْظُرُوا لا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ
بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ .
51 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَفَّانَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :
اثْنَتَانِ فِي النَّاسِ وَهُمْ بِهِمَا كُفْرٌ : الطَّعْنُ فِي النَّسَبِ ،
وَالنِّيَاحَةُ عَلَى الْمَيِّتِ
.
52 حَدَّثَنَا الصَّوْمَعِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي
أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ بِالْكُوفَةِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي
زَائِدَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ
: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ ، وَقِتَالُهُ
كُفْرٌ .
53 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ :
حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَنَّ مَالِكًا حَدَّثَهُ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ
كَيْسَانَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنْ
زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ ، قَالَ : صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - صَلاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ فِي إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ
مِنَ اللَّيْلِ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ ، فَقَالَ : هَلْ
تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ؟ ، قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ،
قَالَ : فَقَالَ : أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ ، فَأَمَّا مَنْ
قَالَ : مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ
بِالْكَوْكَبِ ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَى وَكَذَا وَكَذَى
فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ .
54 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، قَالَ :
صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ حَدَّثَنِي ، سَمِعَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ
يُحَدِّثُ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ ، قَالَ : مُطِرَ النَّاسُ
عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ لَيْلَةٍ ، فَلَمَّا
أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ
رَبُّكُمُ اللَّيْلَةَ ؟ قَالَ : مَا أَنْعَمْتُ عَلَى عِبَادِي مِنْ نِعْمَةٍ
إِلا أَصْبَحَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِهَا كَافِرِينَ ، فَأَمَّا مَنْ آمَنَ بِي
وَحَمِدَنِي عَلَى سُقْيَايَ فَذَلِكَ الَّذِي آمَنَ بِي وَكَفَرَ بِالْكَوْكَبِ ،
وَأَمَّا الَّذِي قَالَ : مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ الَّذِي
آمَنَ بِالْكَوْكَبِ وَكَفَرَ بِي أَوْ كَفَرَ نِعْمَتِي .
55 حَدَّثَنَا حَمْدَانُ السُّلَمِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ
عَمَّارٍ ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو زُمَيْلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ
، قَالَ : مُطِرَ النَّاسُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ،
فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : أَصْبَحَ مِنَ النَّاسِ مِنْهُمْ
شَاكِرٌ وَمِنْهُمْ كَافِرٌ ، قَالَ بَعْضُهُمْ : هَذِهِ رَحْمَةٌ وَضَعَهَا اللَّهُ
، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَقَدْ صَدَقَ نَوْءُ كَذَا وَكَذَا ، قَالَ : وَنَزَلَتْ
هَذِهِ الآيَةُ : { فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ حَتَّى بَلَغَ
وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ } [سورة الواقعة آية 75 – 82 ] ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْمَدَائِنِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ
بْنُ قُتَيْبَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ بِمَكَّةَ عِنْدَ ثَنِيَّةِ
الْمَدِينَةِ ، عَنْ سِمَاكٍ الْحَنَفِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ ،
فَذَكَرَ مِثْلَهُ .
56 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِصَامٍ الأَصْبَهَانِيُّ ،
وَيُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، وَأَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَسْكَرِيُّ ، قَالُوا :
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْغُدَانِيِّ ، سَمِعَ الشَّعْبِيَّ ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :
الْعَبْدُ الآبِقُ لا تُقْبَلُ لَهُ صَلاةٌ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى مَوَالِيهِ ،
حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ ، وَالْمَعْمَرِيُّ الصَّنْعَانِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا
أَبُو الْوَلِيدِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ مَنْصُورٍ الأَشَلِّ
بِمِثْلِهِ .
57 حَدَّثَنَا الصَّاغَانِيُّ ، وَأَبُو أُمَيَّةَ ، قَالا
: حَدَّثَنَا مَكِّيٌّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ يَزِيدَ الأَوْدِيُّ ،
عَنْ عَامِرٍ ، عَنْ جَرِيرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَال :
إِذَا أَبَقَ الْعَبْدُ فَلَحِقَ بِالْعَدُوِّ فَمَاتَ فَهُوَ كَافِرٌ .
58 حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا الأَعْرَجُ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ،
عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ
جَرِيرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : إِذَا
أَبَقَ الْعَبْدُ إِلَى الشِّرْكِ فَقَدْ حَلَّ دَمُهُ .
59 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ
، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ ، عَنْ جَرِيرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - : إِذَا أَبَقَ الْعَبْدُ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ .
بيان المعاصي التي إذا قالها العبد أو عملها لم يدخل
الجنة بمعصيته60 حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ
كُرْيَزَانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَاصِمٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ
يُحَدِّثُ ، عَنْ سَعْدٍ ، وأبي بكرة ، أن رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
قَالَ : مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ
أَبِيهِ فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ
.
61 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ
، وَمُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْعَطَّارُ الأَبْرَصُ ، قَالا : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ
عَطَاءٍ ، قَالَ : أنبا شُعْبَةُ ، عَنْ عَاصِمٍ ، أَنَّ أَبَا عُثْمَانَ قَالَ :
عَنْ سَعْدٍ ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَأَبَا
بَكْرَةَ ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ نَزَلَ مِنْ قَصْرِ الطَّائِفِ مُسْلِمًا ، قَالا : سَمِعْنَا
النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ
وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ .
62 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، وَالصَّاغَانِيُّ
، قَالا : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَاصِمٍ
الأَحْوَلِ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، عَنْ سَعْدٍ ، عَنْ رَسُولِ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
قَالَ : مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ
يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، بِمِثْلِهِ
.
63 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
مُعَاوِيَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي
بَكْرَةَ ، قَالَ : سَمِعَتْ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم - قَالَ : مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُ
أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ ، وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ ،
عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ سَعْدًا ، يَقُولُ :
سَمِعَتْ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ .
64 حَدَّثَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ الدَّيْرُعَاقُولِيُّ
، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ ، عَنْ
عَاصِمٍ الأَحْوَلِ ، قَالَ إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ : ثُمَّ لَقِيتُ عَاصِمً
الأَحْوَلَ بِمَكَّةَ فَحَدَّثَنِي ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ سَعْدٍ ، قَالَ
: سَمِعَتْ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -
أَنَّهُ قَالَ : مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ
حَرَامٌ ، ثُمَّ لَقِيتُ أَبَا بَكْرَةَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ : وَأَنَا
سَمِعَ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - .
65 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ :
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، قَالَ : أنبا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى : وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ ، كِلاهُمَا عَنِ الْعَلاءِ ،
عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
- قَالَ : لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ .
66 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَفَّانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَحَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الْكُوفِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي
صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا
، وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا ، أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَمْرٍ إِذَا
فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ ؟ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ ، وَمُحَمَّدُ
بْنُ مُوسَى ، وَابْنُ أَبِي شُعَيْبٍ ، وَحَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ
الْحَرَّانِيُّ ، وَأَبُو أُمَيَّةَ ، قَالا : حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ ،
كُلُّهُمْ قَالُوا : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ بِمِثْلِهِ .
67 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ النَّصِيبِيُّ ،
وَيَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَارِسِيُّ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ
الْبَصْرِيُّ ، وَأَبُو بَكْرٍ الرَّازِيُّ ، وَأَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ،
قَالُوا : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ
أَبَانَ بْنِ تَغْلِبَ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيِّ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
النَّخَعِيِّ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ
، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : لا يَدْخُلُ النَّارَ
مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ ، وَلا يَدْخُلُ الْجَنَّةُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ
مِنْ كِبْرٍ .
68 قَالَ رَجُلٌ : يَارَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ الرَّجُلَ
يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنٌ وَنَعْلُهُ حَسَنٌ ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ
جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْصُ النَّاسِ .
69 حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رَجَاءٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْلَى ، قَالا :
حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ هَمَّامٍ ، قَالَ : كُنْتُ
جَالِسًا عِنْدَ حُذَيْفَةَ فَمَرَّ رَجُلٌ ، فَقَالُوا : هَذَا يَرْفَعُ الْحَدِيثَ
إِلَى السُّلْطَانِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : لا
يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ ، قَالَ الأَعْمَشُ : وَالْقَتَّاتُ : النَّمَّامُ ،
وَهَذَا لَفْظُ يَعْلَى وَهُوَ أَتَمُّهُ حَدِيثًا .
70 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، وَمُحَمَّدُ
بْنُ عِيسَى الْمَدَائِنِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ،
عَنْ مَنْصُورٍ وَحَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ،
عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، قَالَ
: قِيلَ لِحُذَيْفَةَ فِي رَجُلٍ : إِنَّ هَذَا
يُبَلِّغُ الأُمَرَاءَ ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - يَقُولُ : لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ ، وَهَذَا لَفْظُ
حَدِيثِ أَبِي دَاوُدَ وَهُوَ أَتَمُّهُمَا حَدِيثًا .
71 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَفَّانَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، وَقَبِيصَةُ ، كلهم عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ مَنْصُورٍ
بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ حَدَّثَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَدَّثَنَا عَمَّارُ
بْنُ رَجَاءٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَبَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ
، كِلاهُمَا عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبٍ
الأَسْلَمِيِّ ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ
، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ
امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ فَقَدْ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ النَّارَ وَحَرَّمَ
عَلَيْهِ الْجَنَّةَ ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا يَا
رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : وَإِنْ كَانَ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ .
72 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ الْبَصْرِيُّ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ قَتَادَةَ ،
عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ ، أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ عَادَ مَعْقِلَ بْنَ
يَسَارٍ فِي مَرَضِهِ ، فَقَالَ لَهُ مَعْقِلٌ : إِنِّي مُحَدِّثُكَ حَدِيثًا
لَوْلا أَنِّي فِي الْمَوْتِ لَمْ أُحَدِّثْكَ بِهِ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : مَا مِنْ أَمِيرٍ يَلِي أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ
ثُمَّ لا يَجْهَدُ لَهُمْ وَيَنْصَحُ إِلا لَمْ يَدْخُلْ مَعَهُمُ الْجَنَّةَ ، فِي
هَذَا الْحَدِيثِ دَلِيلٌ أَنَّ الْعَاصِيَ يَسْتَوْجِبُ بِعِصْيَانِهِ النَّارَ
إِلا أَنْ يَلْقَى اللَّهَ وَهُوَ تَائِبٌ ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ فَهُوَ فِي
مَشِيئَةِ اللَّهِ إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ .
بَيَانُ نَفْيِ الإِيمَانِ عَنِ الَّذِي يُحَرِّمُ هَذِهِ
الأَخْلاقَ الْمُثْبَتَةَ فِي هَذَا الباب إيجاب النهي عن المنكر ونفي عمن لايتكره
بقلبه73 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
حَجَّاجٌ وَحَدَّثَنَا الصَّاغَانِيُّ ، قَالَ : أنبا أَبُو النَّضْرِ ، قَالا :
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، قَالَ : سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : لا يُؤْمِنُ
عَبْدٌ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ
أَجْمَعِينَ .
74 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
حَجَّاجٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي شُعْبَةُ وَحَدَّثَنَا الصَّاغَانِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
رَوْحٌ ، قَالا : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى
يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ .
75 حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ،
وَالصَّاغَانِيُّ ، وَأَبُو أُمَيَّةَ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ
عُبَادَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا
يُحِبُّ لِنَفْسِهِ مِنَ الْخَيْرِ
.
76 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا حَبَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
قَتَادَةُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَنَسٌ ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - قَالَ : لا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ
لِنَفْسِهِ .
77 حَدَّثَنَا السُّلَمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ ، قَالَ : أنبا مَعْمَرٌ وَحَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى
، قَالَ : أنبا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي يُونُسُ وَحَدَّثَنَا أَبُو
دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ
، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، كُلُّهُمْ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي
أَبُو سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ
النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ .
78 حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ ،
وَزَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ أَسَدٍ الْبَغْدَادِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، سَمِعَ نَافِعَ بْنَ
جُبَيْرٍ يُخْبِرُ ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى
الله عليه وسلم - قَالَ : مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ
الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ
الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ .
79 حَدَّثَنَا الصَّاغَانِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ
الْخَلِيلِ الْمُخَرِّمِيُّ ، وهانئ بن أحمد الرقي ، قَالُوا : حَدَّثَنَا أَبُو
الْجَوَّابِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ وَحَدَّثَنِي فَضْلَكُ
الرَّازِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَهَنَّادُ
بْنُ السَّرِيِّ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ ، كِلاهُمَا عَنْ أَبِي حَصِينٍ ،
عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم - : مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ
خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
فَلا يُؤْذِ جَارَهُ ، هَذَا لَفْظُ الصَّاغَانِيِّ ، وَهَانِئٍ ، عَنْ أَبِي
الْجَوَّابِ ، وَكَذَلِكَ حَدِيثُ أَبِي الأَحْوَصِ بِمِثْلِهِ .
80 حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الأَزْدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ
اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، كِلاهُمَا عَنْ قَيْسِ بْنِ
مُسْلِمٍ ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : أَوَّلُ مَنْ قَدَّمَ الْخُطْبَةَ
قَبْلَ الصَّلاةِ يَعْنِي فِي يَوْمِ عِيدٍ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ ، فَقَامَ رَجُلٌ
، فَقَالَ : خَالَفْتَ السُّنَّةَ يَا مَرْوَانُ ! فَقَالَ : قَدْ تُرِكَ مَا
هُنَاكَ ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ : أَمَّا هَذَا فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ ،
رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : إِذَا رَأَى أَحَدٌ مُنْكَرًا
فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ ، فَإِنْ لَمْ
يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَاكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ ، لَفْظُ الْفِرْيَابِيِّ ،
وَحَدِيثُ شُعْبَةَ مَا ذَكَرَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِمِثْلِهِ .
81 حَدَّثَنَا الصَّاغَانِيُّ ، قَالَ : أنبا ابْنُ
أَبِي مَرْيَمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ فُضَيْلٍ الْخَطْمِيُّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ
، عَنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : مَا كَانَ
مِنْ نَبِيٍّ إِلا وَلَهُ حَوَارِيُّونَ يَهْدُونَ بِهَدْيِهِ وَيَسْتَنُّونَ
بِسُنَّتِهِ ، ثُمَّ يَكُونُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لا
يَفْعَلُونَ ، وَيَعْمَلُونَ مَا يُنْكِرُونَ ، فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ
فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَمَنْ
جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُو مُؤْمِنٌ وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ
مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : أنبا
يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ فُضَيْلٍ
بِمِثْلِهِ .
82 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ،
عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ ، عَنِ الْحَارِثِ يَعْنِي ابْنَ فُضَيْلٍ ، عَنْ
جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ
يَعْنِي ابْنَ مَخْرَمَةَ ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مَسْعُودٍ ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : مَا مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ
اللَّهُ فِي أُمَّتِهِ قَبْلِي إِلا كَانَ لَهُ فِي أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ ،
وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ ، ثُمَّ إِنَّهَا
تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ ، وَيَفْعَلُونَ
مَا لا يُؤْمَرُونَ ، فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ
بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ
لَيْسَ مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ ، قَالَ أَبُو
رَافِعٍ : فَحَدَّثْتُهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ فَأَنْكَرَهُ عَلَيَّ ،
فَقَدِمَ ابْنُ مَسْعُودٍ فَنَزَلَ بِفِنَائِهِ وَاسْتَتْبَعَنِي إِلَيْهِ عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يَعُودُهُ فَأَنْطَلِقُ مَعَهُ فَلَمَّا جَلَسْنَا سَأَلْتُ
ابْنَ مَسْعُودٍ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَحَدَّثَنِيهِ كَمَا حَدَّثَتْهُ ابْنَ عُمَرَ .
83 حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الدَّارِمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو نُعَيْمٍ ، وَقَبِيصَةُ وَحَدَّثَنَا الدَّارِمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
حَبَّانُ بْنُ هِلالٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، عَنْ سُهَيْلٍ وَحَدَّثَنَا
الْغَزِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ
سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ ، عَنْ
تَمِيمٍ الدَّارِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
إِنَّمَا الدِّينُ النَّصِيحَةُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، قِيلَ : لِمَنْ يَا رَسُولَ
اللَّهِ ؟ ، قَالَ : لِلَّهِ ، وَلِرَسُولِهِ ، وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ
، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ
وَحَدَّثَنَا ابْنُ عُمَيْرَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ وَحَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : أنبا
الشَّافِعِيُّ ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنْ سُهَيْلٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ
يَزِيدَ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ ، حَدَّثَنَا وَحْشِيُّ بْنُ عَمْرِو بْنِ الرَّبِيعِ
، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي وَحَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبِي وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
الْمُقْرِئُ ، كُلُّهُمْ عَنِ اللَّيْثِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ
سُهَيْلٍ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ ، إِلاأنه قال : النَّصِيحَةُ مَرَّةً وَاحِدَةً .
84 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَكَّائِيُّ
الْكُوفِيُّ ، وَعَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، وَأَبُو أُمَيَّةَ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا
يَعْلَى وَحَدَّثَنَا يَزْدَادُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَزِينٍ الْهَمْدَانِيُّ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَحَدَّثَنَا أَبُو الْبَخْتَرِيِّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي
خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ جَرِيرٍ ، قَالَ : بَايَعْتُ النَّبِيَّ
- صلى الله عليه وسلم - عَلَى إِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ
وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : لِكُلِّ مُؤْمِنٍ .
85 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، وَزَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى
بْنِ أَسَدٍ ، وَعَبْدُ السَّلامِ بْنُ أَبِي فَرْوَةَ النصيبي ، قَالُوا :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ جَرِيرًا ، يَقُولُ : بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
عَلَى النُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ ، فَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ .
86 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ، قَالَ : أنبا سُفْيَانُ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ
عِلاقَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ جَرِيرًا يُحَدِّثُ حِينَ مَاتَ الْمُغِيرَةُ بْنُ
شُعْبَةَ ، خَطَبَ النَّاسَ ، فَقَالَ : أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَحْدَهُ لا
شَرِيكَ لَهُ ، وَالسَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ ، فَإِنِّي بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم - بِيَدِي هَذِهِ عَلَى الإِسْلامِ ، وَاشْتَرَطَ عَلَيَّ
النُّصْحَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ ، فَوَرَبِّ الْكَعْبَةِ إِنِّي لَكُمْ نَاصِحٌ
أَجْمَعِينَ ، وَاسْتَغْفَرَ وَنَزَلَ
.
87 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى الْمُعَدِّلُ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
زَكَرِيَّا ، قَالَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ،
عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - عَلَى إِقَامِ الصَّلاةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَالنُّصْحِ
لِكُلِّ مُسْلِمٍ ، قَالَ الشَّعْبِيُّ : فَكَانَ جَرِيرٌ رَجُلا فَطِنًا ، قَالَ : فَقُلْتُ : يَا
رَسُولَ اللَّهِ ، فِيمَا اسْتَطَعْتُ ، فَقَالَ : فِيمَا اسْتَطَعْتَ ، فَكَانَتْ
رُخْصَةً .
بَيَانُ الأَعْمَالِ الَّتِي يَسْتَوْجِبُ صَاحِبُهَا
عَذَابَ اللَّهِ وَغَضَبَهُ ، وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهُ لا ينفعه معها عمل إذا
لقي الله بها88 حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رَجَاءٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ،
عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينِ صَبْرٍ
لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ وَهُوَ فِيهَا فَاجِرٌ لَقِيَ اللَّهَ
وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ ، فَدَخَلَ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ ، فَقَالَ : مَا يُحَدِّثُكُمْ
أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ؟ قُلْنَا : كَذَا وَكَذَا ، قَالَ : صَدَقَ فِيَّ
نَزَلَتْ ، خَاصَمْتُ رَجُلا إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي أَرْضٍ
لَنَا ، فَقَالَ : بَيِّنَتُكَ ، قُلْتُ : لَيْسَتْ لِي بَيِّنَةٌ ، قَالَ :
فَيَمِينُهُ ، قُلْتُ : إِذًا يَحْلِفُ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - عِنْدَ ذَلِكَ : مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينِ صَبْرٍ لِيَقْتَطِعَ بِهَا
مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ وَهُوَ فِيهَا فَاجِرٌ لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ
غَضْبَانُ ، فَنَزَلَتْ { إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ
وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلا
} إِلَى قَوْلِهِ : { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [سورة
آل عمران آية :77 ] .
89 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَفَّانَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ شَقِيقٍ ، قَالَ : قَالَ
عَبْدُ اللَّهِ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : مَنْ حَلَفَ
عَلَى يَمِينِ صَبْرٍ لِيَقْتَطِعَ مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ وَهُوَ فِيهَا فَاجِرٌ
لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ
، قَالَ : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ الْهَرَوِيُّ ، كِلاهُمَا عَنْ شُعْبَةَ ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ
.
90 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ
الْمُنَادِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُسْهِرٍ ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ
، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ
وَلا يُزَكِّيهِمْ ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ : الْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى ،
وَالْمُسْبِلُ إِزَارَهُ ، وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ أَوِ
الْفَاجِرِ ، حَدَّثَنَا السُّلَمِيُّ ، وَأَبُو أُمَيَّةَ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ
سَيَّارٍ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : أنبا
شَيْبَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ ، وَقَالَ : الْمَنَّانُ :
الَّذِي لا يُعْطِي شَيْئًا إِلا مِنَّةً ، وَالْمُنْفِقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ
، لَمْ يَذْكُرْ شَيْبَانُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ فَقَطْ ، ذَكَرَ مُحَمَّدُ
بْنُ يَحْيَى ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنِ الثَّوْرِيِّ ، عَنِ الأَعْمَشِ ،
بِإِسْنَادِهِ .
91 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ وَحَدَّثَنَا الصَّاغَانِيُّ ، قَالَ : أنبا ابْنُ نُمَيْرٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ثَلاثَةٌ لا
يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ
أَلِيمٌ : شَيْخٌ زَانٍ ، وَمَلِكٌ كَذَّابٌ ، وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ .
92 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، وَعَمَّارُ بْنُ
رَجَاءٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَلِيِّ
بْنِ مُدْرِكٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ بْنَ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ
يُحَدِّثُ ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ثَلاثَةٌ لا يَنْظُرُ اللَّهُ
إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلا يُكَلِّمُهُمْ ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هَؤُلاءِ ؟ فَقَدْ خَابُوا وَخَسِرُوا ، فَقَالَ : الْمَنَّانُ ،
وَالْمُسْبِلُ إِزَارَهُ ، وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَكِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
عَفَّانُ وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ ،
وَأَبُو عُمَرَ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ ،
بِنَحْوِهِ . حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ
الْحَضْرَمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، بِإِسْنَادِهِ : ثَلاثَةٌ لا
يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ ، وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلا
يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ، أَعَادَ الآيَةَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ،
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ هُمْ ؟ بِمِثْلِهِ الْكَاذِبُ أَوِ
الْفَاجِرُ .
94 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، وَأَبُو عُمَرَ
الْعُطَارِدِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ
أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - : ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلا
يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ ، وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ : رَجُلٌ عَلَى
فَضْلِ مَاءٍ بِفَلاةٍ فَمَنَعَهُ ابْنَ السَّبِيلِ ، وَرَجُلٌ بَايَعَ رَجُلا
بِسِلْعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ فَحَلَفَ لَهُ بِاللَّهِ لأَخَذَهَا بِكَذَا وَكَذَا
فَصَدَّقَهُ وَهُوَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ ، وَرَجُلٌ بَايَعَ إِمَامًا لا
يُبَايِعُهُ إِلا لِدُنْيَا فَإِنْ أَعْطَاهُ مِنْهَا وَفَى لَهُ وَإِنْ لَمْ
يُعْطِهِ لَمْ يَفِ لَهُ .
95 حَدَّثَنَا الأَحْمَسِيُّ ، وَابْنُ أَبِي رَجَاءٍ ،
وابن أبي الخيبري ، قَالُوا : حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
الأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ ، وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ : رَجُلٌ مَنَعَ ابْنَ السَّبِيلِ
فَضْلَ مَاءٍ عِنْدَهُ ، وَرَجُلٌ حَلَفَ عَلَى سِلْعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ
كَاذِبًا فَصَدَّقَهُ وَاشْتَرَاهَا بِقَوْلِهِ ، وَرَجُلٌ بَايَعَ إِمَامًا
فَإِنْ أَعْطَاهُ وَفَى لَهُ وَإِنْ لَمْ يُعْطِهِ لَمْ يَفِ لَهُ ، حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ ، قَالا :
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا شَيْبَانُ ، عَنِ
الأَعْمَشِ بِمِثْلِه ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ عَفَّانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ
، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ بِمِثْلِهِ .
96 حَدَّثَنَا تَمْتَامٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنْ
شُعْبَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ بِإِسْنَادِهِ بِهَذَا الْحَدِيثِ ، وَقَالَ فِيهِ :
رَجُلٌ عَلَى فَضْلِ مَاءٍ بِالطَّرِيقِ ، وَقَالَ فِيهِ أَيْضًا : وَرَجُلٌ أَقَامَ
سِلْعَةً بَعْدَ الْعَصْرِ فِي سُوقِ الْمَدِينَةِ أَوْ بِالْبَقِيعِ فَحَلَفَ
لَقَدْ مَنَعَهَا مِنْ كَذَا وَكَذَا فَجَاءَ رَجُلٌ فَرَغِبَ فِيهَا فَأَخَذَهَا
، وَرَوَاهُ عَمْرٌو النَّاقِدُ ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمْرٍو ، عَنْ
أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أُرَاهُ مَرْفُوعًا بِهَذَا ، وَقَالَ
فِيهِ : رَجُلٌ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ بَعْدَ الْعَصْرِ عَلَى مَالِ الْمُسْلِمِ
فَاقْتَطَعَهُ .
بَيَانُ التَّشْدِيدِ فِي الَّذِي يَقْتُلُ نَفْسَهُ ،
وَفِي لَعْنِ الْمُؤْمِنِ وَأَخْذِ مَالِهِ والدَّليلُ علَى القاتلِ أن إذا مَاتَ
بِغيرِ تَوْبةٍ لم يَنْفَعْه إِسلامُه واجْتِهادُه ، ويخلُدُ في نارِ جهنمَ ، وأن
مَن قُتِلَ علَي المعصيةِ اسْتَوْجَبَ بمعصِيَتِه النارَ ، ولا يكونُ ذلك
كَفَّارَةَ مَعصيَتِه ، وبيانُ إباحةِ قَتْلِ مَن تَعَمَّدَ قِتالَه ، وأنه إنْ
قُتِلَ علَي مَنْعِ مالِه فهو شَهِيدٌ ، وبيانُ أنَّ الجنَّةَ لا يدخُلُها إلا المؤمنونَ
وأنه لا فَرْقَ بينَ الإيمانِ والإسلامِ
97 حَدَّثَنَا الأَحْمَسِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، وَيَعْلَى وَحَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ
بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، وَوَكِيعٌ ، وَيَعْلَى ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه
وسلم - : مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدَهُ يَجَأُ بِهَا
فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا ، وَمَنْ
تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَرَدَّى فِي نَارِ جَهَنَّمَ
خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا ، وَمَنْ حَسَا سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ
فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا
فِيهَا أَبَدًا ، حَدَّثَنِي أَبُو عَلَيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قِيرَاطٍ
الْعُذْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي مَرْوَانُ بْنُ جَنَاحٍ ،
عَنِ الأَعْمَشِ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِمِثْلِهِ ، حَدَّثَنَا
يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ وَحَدَّثَنَا عَبَّاسٌ
الدُّورِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ الْهَرَوِيُّ وَحَدَّثَنَا الصَّائِغُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
عَفَّانُ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ الأَعْمَشِ بِإِسْنَادِهِ
مِثْلَهُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى النَّهْرَتِيرِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ
بْنُ الْجُنَيْدِ الْبَزَّازُ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ زَبَّانَ الطَّائِيُّ ، قَالا
: حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ ، عَنْ دَاوُدَ
الطَّائِيِّ ، عَنِ الأَعْمَشِ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ .
98 حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنِي الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ،
فَقَالَ : أَرَأَيْتَ إِنْ جَاءَنِي رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِي ؟ قَالَ : فَلا
تُعْطِهْ مَالَكَ ، فَقَالَ : أَفَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلَنِي ؟ قَالَ : فَقَاتِلْهُ
، قَالَ : أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَنِي ؟ قَالَ : فَأَنْتَ شَهِيدٌ ، قَالَ : أَرَأَيْتَ إِنْ
قَتَلْتُهُ ؟ قَالَ : فَهُوَ فِي النَّارِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ،
قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ ، قَالَ
: حَدَّثَنِي الْعَلاءُ ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ
سَوَاءً .
99 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ
الأَحْوَلُ ، أَنَّ ثَابِتٌ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ : أَنَّهُ
لَمَّا كَانَ بَيْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، وَبَيْنَ عَنْبَسَةَ بْنِ
أَبِي سُفْيَانَ مَا كَانَ وَتَيَسَّرُوا لِلْقِتَالِ رَكِبَ خَالِدُ بْنُ
الْعَاصِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَوَعَظَهُ خَالِدٌ ، فَقَالَ عَبْدُ
اللَّهِ : أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : مَنْ قُتِلَ
دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ .
100 حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ سَعْدَانُ بْنُ يَزِيدَ
، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ وَحَدَّثَنَا أَبُو
الأَزْهَرِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ
وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ
وَحَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ،
كُلُّهُمْ قَالُوا : حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ ، قَالَ :
قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ فِي الدُّنْيَا
عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ قَذَفَ مُؤْمِنًا بِالْكُفْرِ فَهُوَ
كَقَتْلِهِ ، وَلَعْنُ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ ، وَلَيْسَ عَلَى الرَّجُلِ نَذْرٌ
فِيمَا لا يَمْلِكُ ، وَمَنْ حَلَفَ أَنَّهُ بَرِيءٌ مِنَ الإِسْلامِ ، فَهُوَ
كَمَا قَالَ ، هَذَا لَفْظُ وَهْبٍ ، وَحَدِيثُ عَبْدِ الصَّمَدِ مَعْنَاهُ ، إِلا
أَنَّهُ قَالَ : وَأَبُو دَاوُدَ أَيْضًا : وَمَنْ حَلَفَ بِمِلَّةٍ سِوَى
الإِسْلامِ كَاذِبًا فَهُوَ كَمَا قَالَ ، لَمْ يَأْتِ أَبُو دَاوُدَ بِتَمَامِهِ
، وَزَادَ عَبْدُ الصَّمَدِ أَيْضًا : وَمَنْ قَذَفَ مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهُوَ
كَقَتْلِهِ .
101 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الدِّمَشْقِيُّ
، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الْحِمْصِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلامٍ ، عَنْ يَحْيَى ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ
، أَنَّ ثَابِتَ بْنَ الضَّحَّاكِ أَخْبَرَهُ : أَنَّهُ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم - تَحْتَ الشَّجَرَةِ ، فَقَالَ : مَنْ حَلَفَ بِمِلَّةٍ سِوَى
الإِسْلامِ كَاذِبًا فَهُوَ كَمَا قَالَ ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ
بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلَيْسَ عَلَى الرَّجُلِ نَذْرٌ فِيمَا لا يَمْلِكُ .
102 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ السُّكَّرِيِّ الْكَفْرِتَاثِيُّ
، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو تَوْبَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلامٍ ،
بِمِثْلِهِ وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ
عُيَيْنَةَ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ
الضَّحَّاكِ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : مَنْ قَتَلَ
نَفْسَهُ بِشَيْءٍ فِي الدُّنْيَا عَذَّبَهُ اللَّهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
103 حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْغَزِّيُّ ،
حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ وَحَدَّثَنَا الدَّقِيقِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أنبا سُفْيَانُ ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ ،
عَنْ أَبِي قِلابَةَ ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ الأَنْصَارِيِّ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : مَنْ حَلَفَ بِمِلَّةٍ سِوَى
الإِسْلامِ كَاذِبًا مُتَعَمِّدًا فَهُوَ كَمَا قَالَ ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ
عَذَّبَهُ اللَّهُ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ .
104 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الصَّنْعَانِيُّ ، قَالَ : قَرَأْنَا عَلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : شَهِدْنَا مَعَ
رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَيْبَرَ ، أَوْ قَالَ : لَمَّا كَانَ
يَوْمُ خَيْبَرَ ، قَالَ لِرَجُلٍ مِمَّنْ كَانَ مَعَهُ يُدْعَى بِالإِسْلامِ :
هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، قَالَ
: فَلَمَّا حَضَرُوا الْقِتَالَ قَاتَلَ فَأَصَابَتْهُ
جِرَاحٌ ، فَقَائِل : قَدْ مَاتَ ، فَأُتِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -
فَقِيلَ لَهُ : الرَّجُلُ الَّذِي قُلْتَ هُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَإِنَّهُ
قَاتَلَ الْيَوْمَ قِتَالا شَدِيدًا وَقَدْ مَاتَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله
عليه وسلم - : إِلَى النَّارِ ، فَكَادَ بَعْضُ النَّاسِ أَنْ يَرْتَابَ ، فَبَيْنَا
هُمْ كَذَلِكَ ، إِذْ قِيلَ لَمْ يَمُتْ وَلَكِنْ بِهِ جِرَاحٌ شَدِيدَةٌ ،
فَلَمَّا كَانَ مِنَ اللَّيْلِ لَمْ يَصْبِرْ عَلَى الْجِرَاحِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ
، فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِذَلِكَ ، فَقَالَ : اللَّهُ
أَكْبَرُ أَشْهَدُ أَنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، ثُمَّ أَمَرَ بِلالا
فَنَادَى أَنَّهُ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلا نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ ، وَأَنَّ
اللَّهَ يُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ ، حَدَّثَنَا أَبُو
أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ ، قَالَ : أنبا شُعَيْبٌ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ
.
105 وَحَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ
مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ ، يَقُولُ :
حَدَّثَنَا جُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ مَا نَسِينَاهُ
مُنْذُ حَدَّثَنَا ، وَمَا نَخْشَى أَنَّ جُنْدُبًا كَذَبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
جُرِحَ رَجُلٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ جِرَاحَةً فَضَجِرَ ، فَعَمَدَ إِلَى
سِكِّينٍ فَقَطَعَ يَدَهُ ، فَلَمْ يَرْقَأِ الدَّمُ حَتَّى مَاتَ ، فَقَالَ
اللَّهُ : بَادَرَنِي عَبْدِي بِنَفْسِهِ حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ .
106 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
سَالِمٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ ، وأبو داود الحراني ،
قَالُوا : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
زَيْدٍ ، عَنِ الْحَجَّاجِ الصَّوَّافِ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ،
قَالَ : جَاءَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله
عليه وسلم - ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ لَكَ فِي حِصْنٍ حَصِينٍ
وَمَنَعَةٍ ؟ قَالَ : فَأَبَى ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
لِلَّذِي ذَخَرَ اللَّهُ لِلأَنْصَارِ ، فَلَمَّا هَاجَرَ النَّبِيُّ - صلى الله
عليه وسلم - إِلَى الْمَدِينَةِ هَاجَرَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو وَهَاجَرَ
مَعَهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ فَاجْتَوَوُا الْمَدِينَةَ فَمَرِضَ فَجَزِعَ
فَأَخَذَ مَشَاقِصَ فَقَطَعَ بِهِ بَرَاجِمَهُ ، فَشَخَبَتْ يَدَاهُ حَتَّى مَاتَ
، فَرَءَاهُ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فِي مَنَامِهِ ، فَقَالَ : مَا صَنَعَ بِكَ
رَبُّكَ ؟ قَالَ : غَفَرَ لِي بِهِجْرَتِي إِلَى نَبِيِّهِ - صلى الله عليه وسلم
- وَرَآهُ فِي هَيْئَةٍ حَسَنَةٍ وَرَآهُ مُغَطِّيًا يَدَيْهِ ، فَقَالَ : مَا لِي
أَرَاكَ مُغَطِّيًا يَدَيْكَ ؟ قَالَ : قِيلَ لِي : لَنْ نُصْلِحَ مِنْكَ مَا
أَفْسَدْتَ ، قَالَ : فَقَصَّهَا الطُّفَيْلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : اللَّهُمَّ وَلِيَدَيْهِ فَاغْفِرْ .
107 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى
، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ ، قَالا : حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ
عَمَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو زُمَيْلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، قَالَ :
لَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ قُتِلَ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - فَجَعَلُوا يَقُولُونَ : قُتِلَ فُلانٌ شَهِيدًا ، حَتَّى مَرُّوا بِرَجُلٍ
، فَقَالُوا : قُتِلَ فُلانٌ شَهِيدًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - : كَلا إِنِّي رَأَيْتُهُ فِي النَّارِ فِي عَبَاءَةٍ غَلَّهَا أَوْ
بُرْدَةٍ غَلَّهَا ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : يَا
ابْنَ الْخَطَّابِ نَادِ فِي النَّاسِ : لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلا
الْمُؤْمِنُونَ ، قَالَ : فَنَادَيْتُ أَلا إِنَّهُ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلا
الْمُؤْمِنُونَ ، هَذَا لَفْظُ أَبِي النَّضْرِ ، وَحَدِيثُ مُحَمَّدٍ بِمَعْنَاهُ
، وَقَالَ : فَقُمْتُ فَنَادَيْتُ ، رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقُ ، عَنْ
أَبِي عَاصِمٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ مِثْلَهُ ، قَالَ أَبُو عَوَانَةَ : قَدْ صَحَّ فِي
حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ بِلالا
أَنْ يُنَادِيَ : أَنَّهُ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلا نَفْسٌ مَسْلَمَةٌ ،
وَأَمَرَ عُمَرَ أَنْ يُنَادِيَ : لا يَدْخُلُ الْجَنَّةُ إِلا الْمُؤْمِنُونَ ،
وَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
: { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ
يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [سورة آل آية 85 ] ،
وَقَدْ وَصَفَ اللَّهُ صِفَةَ الْمُؤْمِنِينَ فِي
أَوَّلِ سُورَةِ الأَنْفَال ، وَفِي سُورَةِ
الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَ : { فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ
الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ } إِلَى قَوْلِهِ : { يُنْفِقُونَ } [سورة الأنفال
آية 1 – 3 ] ، وَقَالَ : { قَدْ أَفْلَحَ
الْمُؤْمِنُونَ }إِلَى قَوْلِهِ : { يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا
خَالِدُونَ } [سورة المؤمنون آية 1 – 11 ] ،
قَالَ أَبُو عَوَانَةَ : وَسَأَلْتُ الْمُزَنِيَّ فِي أَوَّلِ مَا وَقَعَ الْخَبَرُ
إِلَيْنَا بِمِصْرَ أَنَّ بِحَرَّانَ اخْتِلافٌ بَيْنَ أَهْلِ الْحَدِيثِ فِي
هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ فَسَأَلْتُهُ عَنِ الإِيمَانِ وَالإِسْلامِ ؟ فَقَالَ لِي :
هُمَا وَاللَّهِ وَاحِدٌ كَانَ بَلَغَنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ أَنَّهُ
فَرَّقَ بَيْنَهُمَا ، وَزَعَمَ أَنَّ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا ،
ثُمَّ حَدَّثَنَا بِهِ صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، عَنْ أَبِيهِ
بِذَلِكَ ، فَقَالَ لِي الْمُزَنِيُّ : هُمَا وَاحِدٌ ، فَاحْتَجَجْتُ عَلَيْهِ
بِحَدِيثِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ
يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَبُقُولِ الزُّهْرِيِّ فِي ذَلِكَ ، وَالأَحَادِيثِ الَّتِي
جَاءَتْ فِي أَنَّ جِبْرِيلَ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ،
فَسَأَلَهُ عَنِ الإِيمَانِ وَسَأَلَهُ عَنِ الإِسْلامِ فِي أَحَادِيثَ أُخَرَ ،
فَرَأَيْتُهُ لا يَرْجِعُ عَنْ قَوْلِهِ ، وَقُلْتُ لَهُ : { قَالَتِ الأَعْرَابُ
آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا } [سورة الحجرات آية
14] ، قَالَ : هَذِهِ اسْتَسْلَمْنَا ، فَقَالَ لِي فِيمَا قَالَ : قَالَ اللَّهُ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى : { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ
يُقْبَلَ مِنْهُ } [سورة آل آية 85 ] ، وَقَالَ لِي :
وَيْحَكَ أَفَدِينٌ أَعْلاهَا عِنْدَ اللَّهِ ؟ قَالَ اللَّهُ : { إِنَّ الدِّينَ
عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ } [سورة آل آية 19 ] ، وَكَذَلِكَ كَانَ إِسْمَاعِيلُ
الْقَاضِي ، يَقُولُ : إِنَّهُمَا وَاحِدٌ .
108 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ :
أنبا ابْنُ وَهْبٍ ، أن مالكا حَدَّثَهُ وَحَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَالِكٌ وَحَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ
ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ الدِّيلِيِّ ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ مَوْلَى ابْنِ مُطِيعٍ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - عَامَ خَيْبَرَ فَلَمْ يَغْنَمْ ذَهَبًا ، وَلا وَرِقًا ، إِلا الأَمْوَالَ
وَالثِّيَابَ ، قَالَ : فَوَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَحْوَ
وَادِي الْقُرَى وَقَدْ أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَبْدٌ أَسْوَدُ
يُقَالُ لَهُ مِدْعَمٌ ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِوَادِي الْقُرَى فَبَيْنَمَا
مِدْعَمٌ يَحُطُّ رَحْلَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذْ جَاءَهُ
سَهْمٌ عائِرٌ فَأَصَابَهُ فَقَتَلَهُ ، فَقَالَ النَّاسُ : هَنِيئًا لَهُ
الْجَنَّةُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : كَلا وَالَّذِي
نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ الشَّمْلَةَ الَّتِي أَخَذَهَا يَوْمَ خَيْبَرَ مِنَ الْمَغَانِمِ
لَمْ يُصِبْهَا الْمَقَاسِمُ لَتَشْتَعِلُ عَلَيْهِ نَارًا ، فَلَمَّا سَمِعَ
النَّاسُ ذَلِكَ جَاءَ رَجُلٌ بِشِرَاكٍ أَوْ شِرَاكَيْنِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : شِرَاكٌ مِنْ
نَارٍ أَوْ
شِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ .
بَيَانُ الْخُرُوجِ مِنَ الإِيمَانِ لِمَنْفَعَةٍ
يَنَالُهَا مِنْ عَرَضِ الدُّنْيَا فِي الْفِتْنَةِ ، وَالدَّليلُ علَي ذَهابِه
بميْله إلى صَاحبِها لمنفعةِ الدُّنيا وإيجابِ مُبادَرَةِ العَمَلِ قَبلَ حُلُولها
، وأن السَّريرةَ إذا كانت بخلافِ العَلانيِةَِّ لم يَنتَفِعْ بعَمَلِه ، وأنَّ
العَملَ بخوَاتيمِهِ
109 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ :
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ
الدَّرَاوَرْدِيُّ ، عَنِ الْعَلاءِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،
أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ
فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي
كَافِرًا ، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا ، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ
مِنَ الدُّنْيَا .
110 حَدَّثَنَا الصَّاغَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، قَالَ : أنبا أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ ،
قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ، أَنَّ رَجُلا كَانَ
مِنْ أَعْظَمِ الْمُسْلِمِينَ غَنَاءً عَنِ الْمُسْلِمِينَ فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا
مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ
أَهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا ، فَاتَّبَعَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ
وَهُوَ عَلَى ذَلِكَ أَشَدُّ النَّاسِ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ، حَتَّى جُرِحَ
فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَجَعَلَ ذُبَابَ سَيْفِهِ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ، حَتَّى
خَرَجَ مِنْ بَيْنَ كَتِفَيْهِ ، فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى
الله عليه وسلم - الَّذِي كَانَ مَعَهُ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - مُسْرِعًا ، فَقَالَ لَهُ : أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ، فَقَالَ لَهُ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : وَمَا لَكَ ؟ قَالَ : قُلْتَ لِفُلانٍ
: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ
إِلَى هَذَا ، فَكَانَ مِنْ أَعْظَمِنَا غِنًا عَنِ الْمُسْلِمِينَ ، فَعَرَفْتُ
أَنَّهُ لا يَمُوتُ عَلَى ذَلِكَ ، فَلَمَّا جُرِحَ اسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ
فَقَتَلَ نَفْسَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّ
الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ النَّارِ
، وَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ،
إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيم ، رَوَاهُ الْقَعْنَبِيُّ ، عَنْ عَبْدِ
الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِيه ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ، أَنّ
النَّبِيَّ -
صلى الله عليه وسلم - الْتَقَى هُوَ وَالْمُشْرِكُونَ
فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ . . . . . . َذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ بِمَعْنَاهُ .
بَيَانُ انْتِزَاعِ الأَمَانَةِ مِنَ الْقُلُوبِ
وَرَفْعِهَا ، وأن القلب إذا أشربه الميل إلى الفتنة وإلى صاحبها ولم ينكرها بقلبة
وركن إلى صاحب ران على قلبة وانتزع الأيمان منه
111 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ زَيْدِ
بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - حَدِيثَيْنِ ، فَرَأَيْتُ أَحَدَهُمَا وَأَنَا أَنْتَظِرُ الآخَرَ ،
حَدَّثَنَا : أَنَّ الأَمَانَةَ تَنْزِلُ فِي جِذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ ،
وَنَزَلَ الْقُرْآنُ فَعَلِمُوا مِنَ الْقُرْآنِ ، وَعَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ ،
ثُمَّ حَدَّثَنَا عَنْ رَفْعِهَا ، يَعْنِي : الأَمَانَةَ ، فَيَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ
فَتُقْبَضُ الأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ فَيَظَلُّ أَثَرُهَا كَأَثَرِ الْوَكْتِ ،
ثُمَّ يَنَامُ النَّوْمَةَ فَتُنْزَعُ الأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ فَيَظَلُّ
أَثَرُهَا كَأَثَرِ الْمَجْلِ كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ فَنَفِطَ
فَتَرَاهُ مُنْتَبِرًا وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ ، وَلَقَدْ كُنْتُ وَمَا أُبَالِي
أَيُّكُمْ بَايَعْتُ لَئِنْ كَانَ مُسْلِمًا لَيَرُدَّنَّهُ عَلَيَّ دِينُهُ ،
وَإِنْ كَانَ نَصْرَانِيًّا لَيَرُدَّنَّهُ عَلَيَّ سَاعِيهِ ، وَأَمَّا الْيَوْمَ
فَإِنِّي لَمْ أَكُنْ لأُبَايِعَ مِنْكُمْ إِلا فُلانًا وَفُلانًا ، فَيُصْبِحُ
النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ وَمَا يَكَادُ أَحَدُهُمْ يُؤَدِّي الأَمَانَةَ ، حَتَّى
يُقَالَ : إِنَّ فِي بَنِي فُلانٍ رَجُلا أَمِينًا ، وَحَتَّى يُقَالَ لِلرَّجُلِ
: مَا أَجْلَدَهُ ، وَمَا أَظْرَفَهُ
وَأَعْقَلَهُ ، وَمَا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ
مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، وَأَبُو دَاوُدَ
الْحَرَّانِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، بِإِسْنَادِهِ . . . . نَحْوَهُ .
112 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ
الدَّقِيقِيُّ الْوَاسِطِيُّ ، وَعَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أنبا أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ ، عَنْ
رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، أَنَّهُ قَدِمَ مِنْ عِنْدِ عُمَرَ ،
فَقَالَ لَمَّا جَلَسْنَا : أَيُّكُمْ سَمِعَ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - فِي الْفِتَنِ ؟ قَالُوا : نَحْنُ ، قَالَ : لَعَلَّكُمْ تَعْنُونَ فِتْنَةَ
الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَجَارِهِ ؟ قَالُوا : أَجَلْ ، قَالَ : لَسْتُ عَنْ
تِلْكَ أَسْأَلُ ، تِلْكَ تُكَفِّرُهَا الصَّلاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ ،
وَلَكِنْ أَيُّكُمْ سَمِعَ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي
الْفِتَنِ الَّتِي تَمُوجُ مَوْجَ الْبَحْرِ ؟ فَسَكَتَ الْقَوْمُ وَظَنَنْتُ
أَنَّهُ إِيَّايَ يُرِيدُ ، قُلْتُ : أَنَا سَمِعْتُهُ ، قَالَ : أَنْتَ لِلَّهِ
أَبُوكَ ، قَالَ : قُلْتُ : تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ عَرْضَ
الْحَصِيرِ فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَتْ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ،
وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ ، حَتَّى
تَصِيرَ الْقُلُوبُ عَلَى قَلْبَيْنِ : أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا لا تَضُرُّهُ
فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ ، وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَدًّا
كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا ، وَأَمَالَ كَفَّهُ ، لا يُعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلا
يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ ، وَحَدَّثْتُهُ أَنَّ
بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا بَابٌ مُغْلَقٌ يُوشِكُ أَنْ
يُكْسَرَ ، فَقَالَ : لا أَبَالَكَ أَيُكْسَرُ كَسْرًا ! ، قُلْتُ : نَعَمْ ،
قَالَ : فَلَوْ أَنَّهُ فُتِحَ كَانَ لَعَلَّهُ أَنْ يُعَادَ فَيُغْلَقَ ،
وَحَدَّثْتُهُ أَنَّ ذَلِكَ الْبَابَ رَجُلٌ يُقْتَلُ أَوْ يَمُوتُ ، حَدِيثًا
لَيْسَ بِالأَغَالِيطِ ، قَالَ أَبُو عَوَانَةَ : يُقَالُ إِنَّ تَفْسِيرَ مُرْبَدٌّ
: شِدَّةُ الْبَيَاضِ فِي السَّوَادِ ، وَتَفْسِيرُ الْكُوزُ مُجَخِّيًا ، قَالَ :
مَنْكُوسًا ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
النُّفَيْلِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ
الأَشْجَعِيُّ . . . . . بِنَحْوِهِ بِطُولِهِ ، وَرَوَاهُ غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ ،
عَنْ ثَابِتِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ
أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، أَنَّ عُمَرَ قَالَ : مَنْ يُحَدِّثُنَا
مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْفِتْنَةِ ، وَذَكَرَ
الْحَدِيثَ بِنَحْوِهِ ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ ، قَالَ حُذَيْفَةُ : حَدَّثْتُهُ
حَدِيثًا لَيْسَ بِالأَغَالِيطِ
.
بَيَانُ الْكَبَائِرِ وَالذُّنُوبِ الْمُوبِقَاتِ113
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ
اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
الْجُرَيْرِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ،
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَكْبَرِ
الْكَبَائِرِ ؟ قَالَهَا ثَلاثًا ، قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ :
الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ ، قَالَ : وَكَانَ جَالِسًا
وَكَانَ مُتَّكِئًا يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَجَلَسَ ،
قَالَ : وَقَوْلُ الزُّورِ ، قَالَ : فَمَا زَالَ يَقُولُهَا حَتَّى قُلْنَا :
لَيْتَهُ سَكَتَ ، كَذَا قَالَ ابْنُ عُلَيَّةَ : وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - جَالِسًا .
114 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ
بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : سُئِلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه
وسلم - عَنِ الْكَبَائِرِ ، فَقَالَ
: الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ ،
وَقَتْلُ النَّفْسِ ، وَشَهَادَةُ الزُّور ، أَوْ قَالَ : قَوْلُ الزُّورِ .
115 حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ ، عَنْ
ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ
رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : اجْتَنِبُوا السَّبْعَ
الْمُوبِقَاتِ ، قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ ؟ قَالَ : الإِشْرَاكُ
بِاللَّهِ ، وَالسِّحْرُ ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ
، وَأَكْلُ الرِّبَا ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ، وَالْمُولِّي يَوْمَ الزَّحْفِ
، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي
أَخِي ، عَنْ سُلَيْمَانَ . . .
. . بِمِثْلِهِ .
بَيَانُ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ116 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ
مُسْلِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي شُعْبَةُ ، عَنْ
سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَحَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ
، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ
الْعَاصِ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الذُّنُوبِ
أَنْ يَسُبَّ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ ، قَالُوا : وَكَيْفَ يَسُبُّ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ
؟ قَالَ : يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَاهُ فَيَسُبُّ أَبَاهُ ، وَيَسُبُّ أُمَّهُ
فَيَسُبُّ أُمَّهُ ، رَوَاهُ ابْنُ الْهَادِ ، عَنْ سَعْدٍ .
117 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو عَاصِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ
، وَحَدَّثَنَا الْغَزِّيُّ ، حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ ، عَنِ
ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ الذَّنْبِ
أَكْبَرُ ؟ قَالَ : أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ ، قَالَ : ثُمَّ
أَيُّ ؟ قَالَ : أَنْ تُقْتَلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ ، قَالَ : ثُمَّ أَيُّ ؟
قَالَ : أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ ، قَالَ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِيقَ قَوْلِ
رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
فِي كِتَابِهِ { وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ
إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا
بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا } [سورة
الفرقان آية 68 ] ، حَدَّثَنَا أَبُو
الأَزْهَرِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا رَوْحٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ مَنْصُورٍ
، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ،
قَالَ : سَأَلْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ ؟ قَالَ : أَنْ
تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ . . . . وَذَكَرَ نَحْوَهُ ، رَوَاهُ جَرِيرٌ
، عَنْ مَنْصُورٍ بِمِثْلِهِ .
بَيَانُ الأَعْمَالِ الَّتِي بَرِئَ رَسُولُ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم - مِنْ عاملها118 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ حَنْبَلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
جَعْفَرٍ ، قَالَ : أنبا شُعْبَةُ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ
رِبْعِيٍّ ، أَنَّ أَبَا مُوسَى أُغْمِيَ عَلَيْهِ فَبَكَتْ عَلَيْهِ ابْنَةُ
الدُّومِيِّ أُمُّ أَبِي بُرْدَةَ ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ : أَبْرَأُ إِلَيْكُمْ
مِمَّنْ حَلَقَ وَسَلَقَ وَشَقَّ
.
119 حَدَّثَنَا أَبُو حُمَيْدٍ الْعَوْهِيُّ الأَزْدِيُّ
الْحِمْصِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الصُّورِيُّ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَحَدَّثَنِي ابْنُ عَبْدُوسٍ ، وَأَبُو
حَفْصٍ الْقَاصُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى ، عَنْ يَحْيَى ابْنُ
حَمْزَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، أَنَّ الْقَاسِمَ
بْنَ مُخَيْمِرَةَ حَدَّثَهُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى
، قَالَ : وَجِعَ أَبُو مُوسَى وَجَعًا فَغُشِيَ عَلَيْهِ وَرَأْسُهُ فِي حِجْرِ
امْرَأَةٍ مِنْ أَهْلِهِ فَصَاحَتِ امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِهِ ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ
أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهَا شَيْئًا فَلَمَّا أَفَاقَ ، قَالَ : أَنَا بَرِيءٌ مِمَّنْ
بَرِئَ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم - ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - : بَرِيءٌ مِنَ الصَّالِقَةِ ، وَالْحَالِقَةِ ، وَالشَّالِقَةِ .
120 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ ،
بِإِسْنَادِهِ ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - : بَرِيءٌ مِنَ
السَّالِقَةِ ، وَالْحَالِقَةِ
.
121 حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلانِيُّ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَلامٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ يَزِيدَ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ
أَبِي مُوسَى قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَرِيءٌ مِنْ
أَقْوَامٍ ، وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّنْ بَرِئَ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم - : بَرِيءٌ مِمَّنْ سَلَقَ ، أَوْ
حَلَقَ ، أَوْ شَقَّ .
122 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ :
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، قَالَ : أنبا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ يَعْنِي : ابْنَ أَبِي
كَثِيرٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي الْعَلاءُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
، قَالَ : جَاءَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى السُّوقِ فَإِذَا حِنْطَةٌ
مُصْبَرَةٌ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا فَرَأَى بِهَا بَلَلا ، فَقَالَ : مَا هَذَا
يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ ؟ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَصَابَهُ مَطَرٌ فَهُوَ
هَذَا الْبَلَلُ الَّذِي تَرَى ، قَالَ : فَلا جَعَلْتَهُ عَلَى رَأْسِ الطَّعَامِ
حَتَّى يَرَاهُ النَّاسُ ، مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي ، مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي .
123 حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ خُرَّزَاذَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو الأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ
بْنُ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ سُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،
عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاحَ
فَلَيْسَ مِنَّا ، كَذَا رَوَاهُ يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ ، عَنْ عَبْدِ
الْعَزِيزِ يَرْفَعُهُ : مَنْ غَشَّنَا
. . . . . .
124 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : مَنْ سَلَّ عَلَيْنَا السِّلاحَ فَلَيْسَ مِنَّا .
125 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ الْقَوَّاسُ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ وَحَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ
عَفَّانَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحَارِثِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا
أَبُو أُسَامَةَ ، كُلُّهُمْ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ
عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : مَنْ حَمَلَ
عَلَيْنَا السِّلاحَ فَلَيْسَ مِنَّا
.
بَيَانُ الأَخْلاقِ وَالأَعْمَالِ الْمَحْمُودَةِ
الَّتِي جَعَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم مِن الإيمانِ
ونَسَبها إلى أهلِ الحجازِ ومَا يَليها ، والأخلاقِ والأعمالِ المذمومةِ التي
نسَبَها إلى الكُفْرِ وأنها قِبَل المشْرِقِ ،
وباللهِ التَّوْفِيقِ
126 حَدَّثَنَا الصَّنْعَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أنبا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ
قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ ، قَالَ :
أَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِيَدِهِ نَحْوَ الْيَمَنِ ،
فَقَالَ : الإِيمَانُ هَاهُنَا ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْيَمَنِ ، أَلا
وَإِنَّ الْقَسْوَةَ وَغِلَظَ الْقُلُوبِ فِي الْفَدَّادِينَ أَصْحَابِ الإِبِلِ حَيْثُ
يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ فِي رَبِيعَةَ ، وَمُضَرَ .
127 حَدَّثَنَا أَبُو الأَزْهَرِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ،
عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ ، أَنّ
رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : الإِيمَانُ هَاهُنَا ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ
إِلَى الْيَمَنِ ، وَالْجَفَاءُ وَغِلَظُ الْقُلُوبِ فِي الْفَدَّادِينَ عِنْدَ
أُصُولِ أَذْنَابِ الإِبِلِ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنَا الشَّيْطَانِ مِنْ رَبِيعَةَ
، وَمُضَرَ .
128 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ ، قَالَ : أنبا سَعِيدُ
بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، قَالَ : أنبا عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ ، عَنِ
الْعَلاءِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - : الإِيمَانُ يَمَانٍ ، وَالْكُفْرُ قِبَلَ الْمَشْرِقِ ،
وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ ، وَالْفَخْرُ وَالرِّئَاءُ فِي
الْفَدَّادِينَ أَهْلِ الْخَيْلِ وَأَهْلِ الْوَبَرِ .
129 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : أَتَاكُمْ
أَهْلُ الْيَمَنِ أَلْيَنَ قُلُوبًا وَأَرَقَّ أَفْئِدَةً ، الإِيمَانُ يَمَانٍ
وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ ، رَأْسُ الْكُفْرِ قِبَلَ الْمَشْرِقِ
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ الطَّائِيُّ ، عَنِ
الأَعْمَشِ بِمِثْلِهِ إِلَى قَوْلِهِ : وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ ،
وَالْقَسْوَةُ وَغِلَظُ الْقُلُوبِ فِي الْفَدَّادِينَ أَصْحَابِ الإِبِلِ قِبَلَ
الْمَشْرِقِ .
131 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ :
أنبا ابْنُ وَهْبٍ ، أن مالكا أخبره ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :
رَأْسُ الْكُفْرِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ ، وَالْفَخْرُ وَالْخُيَلاءُ ، فِي أَهْلِ
الْخَيْلِ وَالإِبِلِ وَالْفَدَّادِينَ أَهْلِ الْوَبَرِ ، وَالسَّكِينَةُ فِي
أَهْلِ الْغَنَمِ .
132 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ النُّفَيْلِيُّ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَالِكٌ ، عَنْ
أَبِي الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ -
صلى الله عليه وسلم - قَالَ : أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ هُمْ أَلْيَنُ قُلُوبًا
، وَأَرَقُّ أَفْئِدَةً ، الإِيمَانُ يَمَانٍ ، وَالْفِقْهُ يَمَانٍ ،
وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ .
133 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو
الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ
النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : غِلَظُ الْقُلُوبِ وَالْجَفَاءُ فِي
أَهْلِ الْمَشْرِقِ ، وَالإِيمَانُ فِي أَهْلِ الْحِجَازِ .
134 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو الْيَمَانِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ :
أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : الْفَخْرُ وَالْخُيَلاءُ فِي الْفَدَّادِينَ
أَهْلِ الْوَبَرِ ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ ، وَالإِيمَانُ يَمَانٍ ،
وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ .
135 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو الْيَمَانِ ، قَالَ : أنبا شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنِ ابْنِ
الْمُسَيِّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - ، يَقُولُ : جَاءَ
أَهْلُ الْيَمَنِ هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً وَأَضْعَفُ قُلُوبًا ، الإِيمَانُ
يَمَانٍ ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ . . . ، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَهُ ، رَوَاهُ
ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدٍ أَيْضًا كَمَا قَالَ
شُعَيْبٌ .
بَيَانُ أَفْضَلِ الأَعْمَالِ ، وَالدَّلِيلِ عَلَى
أَنَّ الإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ ، وأن مَن تَرَك الصَّلاةَ فقد كَفَرَ ،
والدَّليلُ علَي أنها أعْلَى الأعْمالِ إذْ تَارِكُها يَصِيرُ بتَرْكِها كَافرًاً
136 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ،
وَالدَّارِمِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ
أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
: لَيْسَ بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ إِلا تَرْكُ الصَّلاةِ .
137 حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رَجَاءٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ،
عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : بَيْنَ
الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاةِ .
138 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ
: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ كِلاهُمَا ، عَنِ الأَعْمَشِ
، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -
قَالَ : بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ أَوِ الشِّرْكِ تَرْكُ الصَّلاةِ ،
حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الدَّارِمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ مِثْلَهُ .
139 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي وَحَدَّثَنَا أَبُو
أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ الْعَبَّاسِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنِ ابْنِ
الْمُسَيِّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : إِيمَانٌ بِاللَّهِ
وَرَسُولِهِ ، قِيلَ : ثُمَّ مَاذَا ؟ قَالَ : ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ ، قِيلَ : ثُمَّ مَاذَا ؟ قَالَ : حَجٌّ مَبْرُورٌ ، حَدَّثَنَا
الدَّبَرِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ
بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ ، ثُمَّ حَجٌّ مَبْرُورٌ أَوْ عُمْرَةٌ .
140 حَدَّثَنَا الْعُطَارِدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
ابْنُ فُضَيْلٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ
: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : بَيْنَ الْمَرْءِ
وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاةِ .
141 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ ، وَأَبُو أُمَيَّةَ
، قَالا : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَحَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ
رَجَاءٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، قَالا : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ
كِلاهُمَا ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي مُرَاوِحٍ ،
عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : سَأَلْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَيُّ الأَعْمَالِ
أَفْضَلُ ؟ قَالَ : إِيمَانٌ بِاللَّهِ ، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ ، قَالَ :
قُلْتُ : فَأَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : أَغْلاهَا ثَمَنًا ، وَأَنْفَسُهَا
عِنْدَ أَهْلِهَا ، قَالَ : قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ ؟ قَالَ : تُعِينُ
ضَائِعًا ، أَوْ تَصْنَعُ لأَخْرَقَ ، قَالَ : قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ ؟
قَالَ : تَدَعُ النَّاسَ مِنَ الشَّرِّ ، فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ تَصَّدَّقُ بِهَا
عَلَى نَفْسِكَ .
142 حَدَّثَنَا الأَحْمَسِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي مُرَاوِحٍ ،
عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : سَأَلْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَيُّ الأَعْمَالِ
أَفْضَلُ ؟ قَالَ : إِيمَانٌ بِاللَّهِ ، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ .
143 حَدَّثَنَا الدَّبَرِيُّ ، قَالَ : أنبا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ ، قَالَ : أنبا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ حَبِيبٍ مَوْلَى
عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِي مُرَاوِحٍ الْغِفَارِيِّ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ :
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَسَأَلَهُ ، فَقَالَ
: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : إِيمَانٌ بِاللَّهِ
، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، قَالَ : فَأَيُّ الْعَتَاقَةِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ
: أَنْفَسُهَا ، قَالَ : أَفَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ أَجِدْ ؟ قَالَ : فَتُعِينُ
الضَّائِعَ ، وَتَصْنَعُ لأَخْرَقَ ، قَالَ : أَفَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ ؟
قَالَ : فَدَعِ النَّاسَ مِنْ شَرِّكَ ، فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ تَتَصَدَّقُ بِهَا
عَلَى نَفْسِكَ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الدَّبَرِيُّ ، قَالَ : أنبا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
أَبِي مُرَاوِحٍ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ بِنَحْوِهِ .
144 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ وَحَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ ، قَالا
: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ
ابْنُ الْعَيْزَارِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا صَاحِبُ هَذِهِ الدَّارِ وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى دَارِ عَبْدِ
اللَّهِ ، قَالَ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَيُّ الأَعْمَالِ
أَفْضَلُ ؟ قَالَ : الصَّلاةُ لِوَقْتِهَا ، قُلْتُ : ثُمَّ أَيُّ ؟ قَالَ : ثُمَّ
بِرُّ الْوَالِدَيْنِ ، قَالَ : قُلْتُ : ثُمَّ أَيُّ ؟ قَالَ : الْجِهَادُ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ ، فَحَدَّثَنِي بِهِنَّ وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي .
145 حَدَّثَنَا ابْنُ الْجُنَيْدِ الدَّقَّاقُ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بِإِسْنَادِهِ ،
حَدَّثَنِي صَاحِبُ هَذِهِ الدَّارِ يَعْنِي : عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ ،
سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ أَحَبِّ الأَعْمَالِ إِلَى
اللَّهِ ؟ قَالَ : الصَّلاةُ عَلَى وَقْتِهَا بِمِثْلِهِ ، ذَكَرَ عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ
، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ ، عَنِ الْوَلِيدِ
بْنِ الْعَيْزَارِ بِنَحْوِهِ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ ابْنُ أُخْتِ
الأَسْفَاطِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا الْفَزَارِيُّ ، عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ
الْعَيْزَارِ ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ
.
146 حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ
الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : أَفْضَلُ الأَعْمَالِ
الصَّلاةُ لِوَقْتِهَا ، وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ .
147 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ أَخُو خَطَّابٍ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْعَيْزَارِ
، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ،
قَالَ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ :
الصَّلاةُ لِوَقْتِهَا ، قَالَ
: ثُمَّ أَيَّةُ ؟ قَالَ : بِرُّ الْوَالِدَيْنِ ،
قُلْتُ : ثُمَّ أَيَّةُ ؟ قَالَ : الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فَمَا
تَرَكْتُ أَنْ أَسْتَزِيدَهُ إِلا إِرْعَاءً عَلَيْهِ .
بَيَانُ حَقْنِ دِمَاءِ مَنْ يُقِرُّ بِالإِسْلامِ مِنَ
الْكُفَّارِ فِي الْمُحَارَبَةِ ، وَإِنْ كانَ إقرارُه تُقْيَةً ، ودَرْءِ
القَوَدِ عَنْه بعدَ إقرارِه فيما أَصَابَ في كُفرِه ومحارَبَتِه ولا يُفَتِّشُ
باطِنُه ، والدَّليلُ علَي أن المؤمنَ يخرُجُ مِن إيمانِه إذا قَتَلَ المقِرَّ بالإسلامِ
148 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمِصِّيصِيُّ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجُ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ
شِهَابٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ
عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ أَخْبَرَنِي ، أَنَّ الْمِقْدَادَ أَخْبَرَهُ ، قَالَ :
يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ لَقِيتُ رَجُلا مِنَ الْكُفَّارِ فَقَاتَلَنِي
فَاخْتَلَفْنَا ضَرْبَتَيْنِ فَضَرَبَ إِحْدَى يَدَيَّ بِالسَّيْفِ فَقَطَعَهَا ،
ثُمَّ لاذَ مِنِّي بِشَجَرَةٍ ، فَقَالَ : أَسْلَمْتُ لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ ، أَفَأَقْتُلُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ بَعْدَ مَا قَالَهَا ؟ قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
: لا تَقْتُلْهُ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ
إِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ بَعْدَ مَا قَطَعَ يَدَيَّ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - : لا تَقْتُلْهُ فَإِنَّكَ إِنْ قَتَلْتَهُ فَإِنَّهُ
بِمَنْزِلَتِكَ قَبْلَ أَنْ تَقْتُلَهُ وَأَنْتَ بِمَنْزِلَتِهِ قَبْلَ أَنْ
يَقُولَ كَلَّمْتَهُ الَّتِي قَالَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْجُنَيْدِ الدَّقَّاقُ ، وَأَبُو
يُوسُفَ الْفَارِسِيُّ ، وَأَبُو أُمَيَّةَ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ
، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ مِثْلَهُ .
149 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ الْبَصْرِيُّ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ
يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيٍّ ، عَنِ الْمِقْدَادِ
بْنِ عَمْرٍو الْكِنْدِيِّ وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ ،
أَنَّهُ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ لَقِيتُ رَجُلا مِنَ
الْكُفَّارِ فَقَاتَلَنِي فَقَطَعَ إِحْدَى يَدَيَّ ثُمَّ لاذَ مِنِّي بِشَجَرَةٍ
، فَقَالَ : أَسْلَمْتُ لِلَّهِ ، أَفَأَقْتُلُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بَعْدَ
أَنْ قَالَهَا ؟ قَالَ : لا تَقْتُلْهُ فَإِنْ قَتَلْتَهُ فَإِنَّهُ بِمَنْزِلَتِكَ
قَبْلَ أَنْ تَقْتُلَهُ ، وَأَنْتَ بِمَنْزِلَتِهِ قَبْلَ أَنْ يَقُولُ
كَلَّمْتَهُ الَّتِي قَالَ ، سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ سُلَيْمَانَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ ، يَقُولُ : مَعْنَاهُ أَنْ يَصِيرَ مُبَاحُ الدَّمِ لا
أَنَّهُ يَصِيرُ مُشْرِكًا كَمَا كَانَ مُبَاحَ الدَّمِ قَبْلَ الإِقْرَارِ .
150 حَدَّثَنَا السُّلَمِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَهَلٍّ
الصَّنْعَانِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : أنبا مَعْمَرٌ
، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ ثُمَّ
الْجُنْدَعِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ ، أَنَّ
الْمِقْدَادَ بْنَ الأَسْوَدِ حَدَّثَهُ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ،
أَرَأَيْتَ إِنِ اخْتَلَفْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ضَرْبَتَيْنِ
بِالسَّيْفِ فَقَطَعَ يَدِي ، فَلَمَّا أَهْوَيْتُ إِلَيْهِ لأَضْرِبَهُ ، قَالَ :
لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ أَقْتُلُهُ أَمْ أَدَعُهُ ؟ قَالَ : لا بَلْ دَعْهُ ، قُلْتُ
: وَإِنْ قَطَعَ يَدِي ؟ قَالَ : وَإِنْ فَعَلَ ، فَرَاجَعْتُهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ
ثَلاثًا ، قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : إِنْ قَتَلْتَهُ بَعْدَ أَنْ
يَقُولَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَأَنْتَ مِثْلُهُ قَبْلَ أَنْ يَقُولَهَا ،
وَهُوَ مِثْلُكَ قَبْلَ أَنْ تَقْتُلَهُ ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ
الْجُنَيْدِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ
سِنَانٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ ، قَالا : حَدَّثَنَا اللَّيْثُ
بْنُ سَعْدٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ
صَالِحٍ وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ
جَرِيرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ كُلُّهُمْ
، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ وَحَدَّثَنَا
عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، عَنْ أُسَامَةَ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ
.
151 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ ، وَأَبُو أُمَيَّةَ ،
وَأَبُو عُبَيْدَةَ السري بن يحيى ، قَالُوا : حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أُسَامَةُ
بْنُ زَيْدٍ ، قَالَ : بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
سَرِيَّةً إِلَى الْحُرَقَاتِ فَنَذِرُوا بِنَا فَهَرَبُوا فَأَدْرَكْنَا رَجُلا ،
فَلَمَّا غَشِينَاهُ ، قَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَضَرَبْنَاهُ حَتَّى
قَتَلْنَاهُ ، فَعَرَضَ فِي نَفْسِي شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ ، فَذَكَرْتُهُ
لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : مَنْ لَكَ بِلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّمَا قَالَهَا
مَخَافَةَ السِّلاحِ ، وَالْقَتْلِ ، قَالَ : أَفَلا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ
حَتَّى تَعْلَمَ قَالَهَا مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَمْ لا ؟ مَنْ لَكَ بِلا إِلَهَ
إِلا اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ ، فَمَا زَالَ يَقُولُهَا ، حَتَّى وَدِدْتُ
أَنِّي لَمْ أُسْلِمْ إِلا يَوْمَئِذٍ ، قَالَ أَبُو ظَبْيَانَ : فَقَالَ سَعْدٌ : وَأَنَا
وَاللَّهِ لا أَقْتُلُ مُسْلِمًا حَتَّى يَقْتُلَهُ ذُو الْبَطِينِ يَعْنِي :
أُسَامَةَ ، فَقَالَ رَجُلٌ : أَلَيْسَ قَدْ قَالَ اللَّهُ : { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ
فِتْنَةٌ } [سورة البقرة آية 193
] ، فَقَالَ
سَعْدٌ : قَدْ قَاتَلْنَا حَتَّى لَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ ، وَأَنْتَ وَأَصْحَابُكَ
تُرِيدُونَ أَنْ تُقَاتِلُوا حَتَّى تَكُونَ فِتْنَةٌ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
حَرْبٍ ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، وَلَمْ يَذْكُرْ قَوْلَ
سَعْدٍ فِيهِ .
152 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ
الْوَاسِطِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْرَائِيلَ الْجَوْهَرِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ
إِسْحَاقَ الْخَيَّاطُ الْوَاسِطِيُّ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُورٍ
الْحَارِثُ بْنُ مَنْصُورٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ :
غَزَوْنَا أَهْلَ بَيْتٍ مِنْ جُهَيْنَةَ ، فَحَمَلْتُ عَلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ ، فَقَالَ
: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، فَقَتَلْتُهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه
وسلم - : قَتَلْتَ رَجُلا يَقُولُ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، قُلْتُ : إِنَّمَا
قَالَهَا تُقيَةً ، قَالَ : فَهَلا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ .
153 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ ، قَالَ : أنبا خَلَفُ
بْنُ سَالِمٍ ، قَالَ : أنبا هُشَيْمٌ ، قَالَ : أنبا حُصَيْنٌ وَحَدَّثَنَا الدَّنْدَانِيُّ
مُوسَى بْنُ سَعِيدٍ الطَّرَسُوسِيُّ بِهَا ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ ، قَالَ
: عَنْ حُصَيْنٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو ظَبْيَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ
أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ ، يَقُولُ
: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
إِلَى الْحُرَقَاتِ ، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ يَعْلَى بْنِ عُبَيْدٍ إِلَى
قَوْلِهِ : حَتَّى وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أُسْلِمْ إِلا يَوْمَئِذٍ ، حَدَّثَنَا
أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ ، عَنْ أَبِي كُدَيْنَةَ
، عَنْ حُصَيْنٍ ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ وَلَمْ يَذْكُرْ قَوْلَ سَعْدٍ .
بَيَانُ رَفْعِ الإِثْمِ عَنِ الَّذِي يَأْتِي الشَّيْءَ
الْمَنْهِيَّ عَنْهُ قَبْلَ عَلْمِهِ بالنَّهْي عنه ، وأن الكَافِرَ سَاقِطٌ عنه
ما عَمِلَ في كُفرِه إذا أَسلَمَ وحَسَنَ إسْلامُه ، ومَن أسَاءَ في إِسْلامِهِ لم
يَسْقُطْ عنه ما كان منه في كُفْرِه وأخَذَ بها
154 حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ
، قَالَ : أنبا ثَابِتٌ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ : { يَأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ } [سورة
الحجرات آية 2 ] ، قَعَدَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ فِي بَيْتِهِ ، فَفَقَدَهُ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ لِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ : يَا أَبَا
عَمْرٍو ، مَا شَأْنُ ثَابِثِ بْنِ قَيْسٍ لا نَرَاهُ ، اشْتَكَى ؟ فَقَالَ : مَا عَلِمْتُ
لَهُ مَرَضًا وَإِنَّهُ لَجَارِي ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدٌ فَذَكَرَ لَهُ قَوْلَ
النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : قَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي كُنْتُ
مِنْ أَشَدِّكُمْ رَفْعَ صَوْتٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ،
وَقَدْ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ وَقَدْ هَلَكْتُ أَنَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ ،
فَذَكَرَ سَعْدٌ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ -
صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : هُوَ مِنْ أَهْلِ
الْجَنَّةِ ، حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ ثَابِتٍ ، بِإِسْنَادِهِ
نَحْوَهُ وَأَتَمَّ مِنْهُ .
155 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ السَّمَّانُ ، قَالَ : أنبا ابْنُ عَوْنٍ ، قَالَ :
أَنْبَانِي مُوسَى بْنُ أَنَسٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنّ النَّبِيَّ -
صلى الله عليه وسلم - افْتَقَدَ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم - : مَنْ يَعْلَمُ لِي عَلِمَهُ ؟ قَالَ لَهُ رَجُلٌ : أَنَا
يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَأَتَاهُ فِي مَنْزِلِهِ فَوَجَدَهُ جَالِسًا فِي بَيْتٍ
مُنَكِّسٌ رَأْسَهُ ، فَقَالَ : مَا شَأْنُكَ ؟ قَالَ : شَرٌّ ، كُنْتُ أَرْفَعُ صَوْتِي
فَوْقَ صَوْتِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ
وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - فَأَخْبَرَهُ ، قَالَ مُوسَى بْنُ أَنَس : فَرَجَعَ وَاللَّهِ إِلَيْهِ فِي
الْمَرَّةِ الأَخِيرَةِ بِبِشَارَةٍ عَظِيمَةٍ ، فَقَالَ : اذْهَبْ فَقُلْ لَهُ :
إِنَّكَ لَسْتَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، وَلَكِنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ .
156 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ ، وَإِبْرَاهِيمُ
بْنُ مَرْزُوقٍ الْبَصْرِيَّيْنِ ، والصغاني ، وسليمان بن سيف ، قَالُوا :
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنِ ابْنِ شِمَاسَةَ الْمَهْرِيِّ ،
قَالَ : حَضَرْنَا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَهُوَ فِي سِيَاقَةِ الْمَوْتِ وَوَلَّى
وَجْهَهُ إِلَى الْحَائِطِ فَجَعَلَ يَبْكِي طَوِيلا ، فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ : مَا
يُبْكِيكَ ؟ أَمَا بَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِكَذَا ؟ أَمَا
بَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ قَالَ : ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ ، فَقَالَ :
إِنَّ أَفْضَلَ مَا تَعُدُّ عَلِيَّ : شَهَادَةَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ
وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، إِنِّي قَدْ رَأَيْتُنِي عَلَى أَطْبَاقٍ
ثَلاثٍ : لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَمَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ رَسُولِ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَلا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُونَ قَدِ
اسْتَمْكَنْتُ مِنْهُ فَقَتَلْتُهُ فَلَوْ مِتُّ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ لَكُنْتُ
مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، فَلَمَّا جَعَلَ اللَّهُ الإِسْلامَ فِي قَلْبِي أَتَيْتُ
رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
- ، فَقُلْتُ
: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ابْسُطْ يَدَكَ لأُبَايِعَكَ ، فَبَسَطَ يَمِينَهُ
فَقَبَضْتُ يَدِي ، فَقَالَ : مَا لَكَ يَا عَمْرُو ؟ فَقُلْتُ : أَرَدْتُ أَنْ
أَشْتَرِطَ ، فَقَالَ : تَشْتَرِطُ مَاذَا ؟ قُلْتُ : يُغْفَرَ لِي ، قَالَ : أَمَا
عَلِمْتَ يَا عَمْرُو أَنَّ الإِسْلامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ ، وَأَنَّ
الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهَا ، وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ
قَبْلَهُ ، فَبَايَعْتُهُ وَمَا كَانَ أَحَدٌ أَجَلُّ فِي عَيْنِي مِنْهُ ،
إِنِّي لَمْ أَكُنْ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَمْلأَ عَيْنِي
مِنْهُ إِجْلالا ، فَلَوْ سُئِلْتُ أَنْ أَصِفَهُ مَا أَطَقْتُ ، لأَنِّي لَمْ
أَكُنْ أَمْلأُ عَيْنِي مِنْهُ فَلَوْ مِتُّ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ لَرَجَوْتُ
أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، ثُمَّ وُلِّينَا أَشْيَاءَ لا أَدْرِي مَا
حَالِي فِيهَا ، فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَلا تَتْبَعْنِي نَائِحَةٌ وَلا نَارٌ ،
فَإِذَا دَفَنْتُمُونِي فِي قَبْرِي فَسُنُّوا عَلَيَّ التُّرَابَ سَنًّا ،
فَإِذَا فَرَغْتُمْ مِنْ دَفْنِي فَأَقِيمُوا عِنْدَ قَبْرِي قَدْرَ مَا تُنْحَرُ
جَزُورٌ وَيُقَسَّمُ لَحْمُهَا حَتَّى أَعْلَمَ مَا أُرَاجِعُ بِهِ رُسُلَ رَبِّي
فَإِنِّي أَسْتَأْنِسُ بِكُمْ ، مَعْنَى حَدِيثِهِمْ وَاحِدٌ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ
، قَالَ : أنبا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ
يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ .
157 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَخِي حُسَيْنٍ
الْجُعْفِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ وَحَدَّثَنَا ابْنُ عَفَّانَ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ
شَقِيقٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ - صلى الله عليه
وسلم - ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَنُؤَاخَذُ بِمَا كُنَّا نَعْمَلُ فِي
الْجَاهِلِيَّةِ ؟ فَقَالَ : مِنْ أَحْسَنَ فِي الإِسْلامِ لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا
عَمِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَمَنْ أَسَاءَ أُخِذَ بِالأَوَّلِ وَالآخَرِ .
158 حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ
مَنْصُورٍ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ
اللَّهِ أَيُؤَاخَذُ أَحَدُنَا بِمَا عَمِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ؟ قَالَ : مَنْ
أَحْسَنَ فِي الإِسْلامِ لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا عَمِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ،
وَمَنْ أَسَاءَ فِي الإِسْلامِ أُخِذَ بِالأَوَّلِ وَالآخَرِ .
159 ذَكَرَ أَبُو عَلِيٍّ الزَّعْفَرَانِيُّ ، عَنْ
حَجَّاجٍ وَحَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي يَعْلَى ابْنُ
مُسْلِمٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يُحَدِّثُ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
، أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ قَتَلُوا فَأَكْثَرُوا وَزَنَوْا
فَأَكْثَرُوا ، ثُمَّ أَتَوْا مُحَمَّدًا - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالُوا : إِنَّ الَّذِي تَقُولُ وَتَدْعُو
لَحَسَنٌ لَوْ تُخْبِرُنَا أَنَّ لِمَا عَمِلْنَا كَفَّارَةً ، فَنَزَلَتْ {
وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ
الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ
أَثَامًا يُضَاعَفْ } إِلَى قَوْلِهِ : { غَفُورًا رَحِيمًا } [سورة الفرقان آية
68 -70 ] ، وَنَزَلَتْ : { يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ
لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ
} [سورة الزمر آية 53 ] .
بَيَانُ أَنَّ الْكَافِرَ لا يَبْطُلَ مَعْرُوفُهُ فِي
كُفْرِهِ إِذَا أَسْلَمَ وكانَ علَى ذلك وأنَّ الشِّرْكَ يُسَمَّي ظُلْمًا160
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ : أنبا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ :
أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ ، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ أَخْبَرَهُ ، قَالَ :
أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، أَنَّ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ أَخْبَرَهُ
،أَنَّهُ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ أُمُورًا كُنْتُ أَتَحَنَّثُ
بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَالِي فِيهَا مِنْ شَيْءٍ ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَسْلَمْتَ عَلَى مَا أَسْلَفْتَ مِنْ خَيْرٍ ، وَالتَّحَنُّثُ
: هُوَ التَّعَبُّدُ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ ، وَأَبُو دَاوُدَ
الْحَرَّانِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : أنبا
يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ
حِزَامٍ ، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ
.
161 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ
صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ ، أَنَّ حَكِيمَ
بْنَ حِزَامٍ أَخْبَرَهُ ، أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
- : أَرَأَيْتَ أُمُورًا كُنْتُ أَتَحَنَّثُ بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ
صِلَةٍ ، وَعَتَاقَةٍ ، وَصَدَقَةٍ ، وَصِلَةِ رَحِمٍ ، فَهَلْ لِي فِيهَا مِنْ
أَجْرٍ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَسْلَمْتَ عَلَى مَا
سَلَفْتَ مِنْ خَيْرٍ ، رَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ ، بِمِثْلِهِ
، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : أنبا أَبُو الْيَمَانِ ، قَالَ : أنبا شُعَيْبٌ ،
عَنِ الزُّهْرِيِّ ، نَحْوَهُ ، إِلاأَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ شُعَيْبٌ صِلَةَ
الرَّحِمِ فَقَطْ .
162 حَدَّثَنَا الْعُطَارِدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ ،
قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ أَشْيَاءَ كُنْتُ
أَتَحَنَّثُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
- : أَسْلَمْتَ عَلَى مَا سَلَفَ لَكَ ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لا أَدَعُ
شَيْئًا مِمَّا كُنْتُ أَصْنَعُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِلا صَنَعْتُ فِي
الإِسْلامِ بِمِثْلِهِ ، وَكَانَ أَعْتَقَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِائَةَ رَقَبَةٍ فَأَعْتَقَ
فِي الإِسْلامِ مِائَةَ رَقَبَةٍ ، وَسَاقَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِائَةَ بَدَنَةٍ
وَسَاقَ فِي الإِسْلامِ مِائَةَ بَدَنَةٍ ، رَوَاه ابْنُ نُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ
بْنِ عُرْوَةَ ، عَن أَبِيهِ : أَنَّ حَكِيمًا أَعْتَقَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ
مِائَةَ رَقَبَةٍ َحَمَلَ عَلَى مِائَةِ بَعِيرٍ ، ثُمَّ أَعْتَقَ فِي الإِسْلامِ
مِثْلَهُ ، ثُمَّ أَتَىالنَّبِيَّ -
صلى الله عليه وسلم - ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ .
163 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، وَوَكِيعٌ ، قَالُوا
: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ لَمَّا نَزَلَتْ : { الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ }
[سورة الأنعام آية 82 ] ، شَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ
، وَأَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ؟ فَقَالَ : إِنَّهُ لَيْسَ الَّذِي
تَعْنُونَ ، أَلَمْ تَسْمَعُوا قَوْلَ الْعَبْدِ الصَّالِحِ : { يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ
إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ
} [سورة لقمان آية 13 ] ، إِنَّمَا هُوَ الشِّرْكُ .
164 حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ
النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : { وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ }
[سورة الأنعام آية 82 ] ، قَالَ :
بِالشِّرْكِ .
165 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ
الْقُرَشِيُّ ، وَالْعُطَارِدِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ،
قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ : { الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا
إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ } [سورة الأنعام آية 82 ] ، شَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ ،
فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَأَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ؟ قَالَ :
إِنَّهُ لَيْسَ الَّذِي تَعْنُونَ أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ
: { يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } [سورة
لقمان آية 13 ] ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْجُنَيْدِ ، وَأَبُو
أُمَيَّةَ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ وَحَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ حَرْبٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ : فَطَابَتْ أَنْفُسُنا وَحَدَّثَنَا
الصَّغَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْخَلِيلِ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْجُنَيْدِ أَبُو جَعْفَرٍ
، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ كِلاهُمَا ، عَنِ الأَعْمَشِ ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ ،
فَقَالُوا : يَارَسُولَ اللَّهِ ،
فَأَيُّنَا لا يَظْلِمُ نَفْسَهُ ؟ قَالَ : لَيْسَ
ذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ الشِّرْكُ ، أَلَمْ تَسْمَعُوا قَوْلَ لُقْمَانَ لابْنِهِ
وَهُوَ يَعِظُهُ : { يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ
عَظِيمٌ } [سورة لقمان آية 13 ] ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوَّابِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، بِمِثْلِهِ ، حَدَّثَنَا الْمَعْمَرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
كُرَيْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ ، قَالَ : حَدَّثَنِيهِ أَوَّلا أَبِي ، عَنْ
أَبَانَ بْنِ تَغْلِبَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، ثُمَّ سَمِعْتُهُ مِنَ الأَعْمَشِ ،
بِمِثْلِهِ .
بَيَانُ رَفْعِ الْخَطَأِ وَالنِّسْيَانِ عَنِ
الْمُسْلِمِينَ وَمَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا وَوَسْوَسَتْ167 حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
وَحَدَّثَ وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ آدَمَ بْنِ سُلَيْمَانَ مَوْلَى خَالِدٍ
، سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يُحَدِّثُ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ : { إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ
يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ } [سورة البقرة آية 284 ] ، قَالَ : دَخَلَ
قُلُوبَهُمْ مِنْهَا شَيْءٌ لَمْ يَدْخُلْ قُلُوبَهُمْ مِنْ شَيْءٍ ، فَقَالَ
النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : قُولُوا : سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا
وَسَلَّمْنَا ، قَالَ : فَأَلْقَى اللَّهُ الإِيمَانَ فِي قُلُوبِهِمْ ،
فَأَنْزَلَ اللَّهُ : { لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا إِلَى
قَوْلِهِ : أَوْ أَخْطَأْنَا } [سورة البقرة آية 286 ] ،
قَالَ : قَدْ فَعَلْتُ ، { رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ
عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا } [سورة البقرة آية 286 ] ،
قَالَ : قَدْ فَعَلْتُ ، { وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا } [سورة البقرة
آية 286 ] ، قَالَ : قَدْ فَعَلْتُ ، هَذَا لَفْظُ وَكِيعٍ ، وَحَدِيثُ يَزِيدَ
بِنَحْوِهِ ، وَلَمْ يَذْكُرْ قَوْلَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِيهِ .
168 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا آدَمُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ :
{ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ } [سورة البقرة آية 285
] ، قَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَلَمَّا قَالَ : {
غُفْرَانَكَ رَبَّنَا } [سورة البقرة آية 285 ] ، قَالَ اللَّهُ : قَدْ غَفَرْتُ
لَكَ ، قَالَ : { رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا }
[سورة البقرة آية 286] ، قَالَ اللَّهُ : لا أُؤَاخِذُكُمْ ، فَلَمَّا قَالَ : {
وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا
} [سورة البقرة آية 286 ] ، قَالَ : لا أَحْمِلُ عَلَيْكُمْ ، فَلَمَّا قَالَ : {
وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ } [سورة البقرة آية 286 ] ، قَالَ :
لا أُحَمِّلُكُمْ ، فَلَمَّا قَالَ : { وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا } [سورة
البقرة آية 286 ] ، قَالَ اللَّهُ : قَدْ عَفَوْتُ عَنْكُمْ وَقَدْ غَفَرْتُ
لَكُمْ ، فَلَمَّا قَالَ : { وَارْحَمْنَا } [سورة البقرة آية 286 ] ، قَالَ : قَدْ
رَحِمْتُكُمْ ، قَالَ : { فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } [سورة
البقرة آية 286 ] ، قَالَ : قَدْ
نَصَرْتُكُمْ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
مُسْلِمٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ
بِمِثْلِهِ .
169 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، وَأَبُو بَكْرٍ
الرَّازِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَحَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ
بْنُ بِسْطَامٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو
إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ خُرَّزَاذَ ، وَمَسْرُورُ بْنُ
نُوحٍ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابْنُ الْمِنْهَالِ ، قَالا : حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنِ الْعَلاءِ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
قَالَ : لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ : { لِلَّهِ مَا فِي
السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ إِلَى قَوْلِهِ : عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
[سورة التغابن آية 1 ] ، قَالَ : فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، ثُمَّ بَرَكُوا عَلَى الرُّكَبِ ، فَقَالُوا :
أَيْ رَسُولَ اللَّهِ ، كُلِّفْنَا مِنَ الأَعْمَالِ مَا نُطِيقُ : الصَّلاةَ ،
وَالصِّيَامَ ، وَالْجِهَادَ ، وَالصَّدَقَةَ ، وَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيْكَ هَذِهِ
الآيَةُ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَتُرِيدُونَ أَنْ تَقُولُوا
كَمَا قَالَ أَهْلُ الْكِتَابِ قَبْلَكُمْ : سَمِعْنَا وَعِصينَا ، بَلْ قُولُوا :
سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ، فَلَمَّا
أَقَرَّ بِهَا الْقَوْمُ وَذَلَّتْ بِهَا أَلْسِنَتُهُمْ ، أَنْزَلَ اللَّهُ فِي
إِثْرِهَا : { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ
وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ
إِلَى
قَوْلِهِ
: وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } [سورة البقرة آية 285 ] ،
فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ نَسَخَهَا اللَّهُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : { لا
يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا إِلَى قَوْلِهِ : أَوْ أَخْطَأْنَا }
[سورة البقرة آية 286 ] ، قَالَ : نَعَمْ ، { رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا
إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا } [سورة البقرة آية 286 ] ، قَالَ : نَعَمْ ، { رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا
مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ } [سورة البقرة آية 286 ] ، قَالَ : نَعَمْ ، إِلا {
وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى
الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } [سورة البقرة آية 286 ] ، قَالَ : نَعَمْ ، إِلا أَنَّ
مُحَمَّدَ بْنَ الْمِنْهَالِ قَدَّمَ بَعْضَ الْكَلامِ وَأَخَّرَ بَعْضًا ،
وَقَالَ : { اغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا } [سورة البقرة آية 286 ] ، قَالَ : قَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ وَرَحِمْتُكُمْ ،
وَالْحَدِيثُ كُلُّهُ وَاحِدٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ
إِمْلاءً ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْمِنْقَرِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ .
170 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ
الْوَاسِطِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْجُنَيْدِ ، قَالا : حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أنبا مِسْعَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ
بْنِ أَوْفَى ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - : إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي مَا تُحَدِّثُ بِهِ أَنْفُسَهَا
أَوْ وَسْوَسَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَتَكَلَّمْ بِهِ أَوْ تَعْمَلْ بِهِ ،
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رَجَاءٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا هِشَامٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، بِمِثْلِهِ مَرْفُوعٌ ، وَقَالَ فِيهِ :
إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لأُمَّتِي ، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ الْهَرَوِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي
عَرُوبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ ، إِلاأَنَّهُ قَالَ : مَا لَمْ
يَعْمَلْ بِيَدِهِ .
بَيانُ الوسْوَسَةِ التي يجدُها المؤمنُ في نَفْسِه مما
يَسْتَعْظِمُ أن يَتَكَلَّمَ بِه ، التي جَعَلَها النبيّ صَلَّي اللهُ علية وسلَّم
مِن الإِيمانِ إذا أنْكَرَهَا واجِدُها
171 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ الطَّرَسُوسِيُّ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ،
عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ
: جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا
شَيْئًا نُعْظِمُ أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهِ ، أَوِ الْكَلامَ بِهِ ، قَالَ : وَقَدْ
وَجَدْتُمُوهُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : ذَاكَ صَرِيحُ الإِيمَانِ .
172 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْخَلِيلِ الْمُخَرِّمِيُّ أَبُو جَعْفَرٍ ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوَّابِ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي
صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى
الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي أُحَدِّثُ نَفْسِي بِالْحَدِيثِ
لأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَكَلَّمَ بِهِ ، قَالَ
: ذَاكَ صَرِيحُ الإِيمَانِ ، هَذَا لَفْظُ عَمَّارٍ ، وَلَفْظُ شُعْبَةَ أَنَّ
النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، سُئِلَ عَمَّا يُحَدِّثُ بِهِ الرَّجُلُ
نَفْسَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ذَاكَ مَحْضُ
الإِيمَانِ .
173 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ ،
قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَثَّامٍ ، يَقُولُ : أَتَيْتُ سُعَيْرَ بْنَ الْخِمْسِ ،
فَسَأَلْتُهُ عَنْ حَدِيثِ الْوَسْوَسَةِ ، فَلَمْ يُحَدِّثْنِي ، فَأَدْبَرْتُ
أَبْكِي ، ثُمَّ لَقِيَنِي ، فَقَالَ لِي : تَعَالَ ، حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : سَأَلْتُ رَسُولَ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، عَنِ الرَّجُلِ يَجِدُ الشَّيْءَ لَوْ خَرَّ
مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ كَانَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ
يَتَكَلَّمَ بِهِ ، قَالَ : ذَاكَ مَحْضُ ، أَوْ صَرِيحُ الإِيمَانِ .
174 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ :
أنبا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ
شِهَابٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : نَحْنُ أَحَقُّ بِالشَّكِّ
مِنْ إِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ : { رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ
أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي } [سورة البقرة آية
260 ] ، قَالَ : وَيَرْحَمُ اللَّهُ لُوطًا لَقَدْ كَانَ يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ
شَدِيدٍ ، وَلَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ طُولَ لُبْثِ يُوسُفَ لأَجَبْتُ
الدَّاعِيَ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ النُّفَيْلِيُّ الْحَرَّانِيُّ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ الْقَاسِمِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
الْحَارِثِ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، بِإِسْنَادِهِ
مِثْلَهُ .
175 حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ الْمَرْوَزِيُّ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو أُوَيْسٍ وَحَدَّثَنَا حَمْدَانُ بْنُ عَلِيٍّ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي
دَاوُدَ الأَسَدِيُّ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنِ رَوْزَنَةَ ، وَإِسْمَاعِيلُ الْقَاضِي
، قَالُوا : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ ، عَنْ مَالِكٍ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ
دَاوُدَ ، عَنْ مَالِكٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ
الأَسْوَانِيُّ وَاسْمُهُ : مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بِمِصْرَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، كِلاهُمَا عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ ، وَأَبَا عُبَيْدٍ أَخْبَرَاهُ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : يَرْحَمُ
اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ نَحْنُ أَحَقُّ بِالشَّكِّ مِنْهُ قَالَ : { رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ
تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ
قَلْبِي } [سورة البقرة آية 260 ] ، زَادَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ :
ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ حَتَّى أَنْجَزَهَا ، وَقَالَ : وَيَرْحَمُ اللَّهُ
لُوطًا لَقَدْ كَانَ يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ، وَلَوْ لَبِثْتُ فِي
السِّجْنِ طُولَ مَا لَبِثَ يُوسُفَ ، ثُمَّ أَتَانِي الدَّاعِي لأَجَبْتُ ، قَالَ
أَبُو أُوَيْسٍ : ثُمَّ جَاءَنِي الدَّاعِي ، سَمِعْتُ أَبَا حَاتِمٍ الرَّازِيَّ
، يَقُولُ : يَعْنِي نَحْنُ أَحَقُّ بِالْمَسْأَلَةِ ، وَسَمِعْتُ الْقَاضِيَ
إِسْمَاعِيلَ ، يَقُولُ : كَانَ يَعْلَمُ بِقَلْبِهِ أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي
الْمَوْتَى ، وَلَكِنَّهُ أَحَبَّ أَنْ يَرَى
مُعَايَنَةً
.
بَيَانُ الْمَسْأَلَةِ الْمَكْرُوهَةِ الَّتِي لا
يَجُوزُ السُّؤَالُ عَنْهَا وَعَنْ رَدِّ جَوَابِهَا ، والدليل على إيجاب ترك
التفكير فيها وأنها من سؤال الشيطان ،
وما يحب أن يقول المسئول عنها من يجدها نفسه
176 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ
بْنُ عَمَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم - : لا يَزَالُونَ يَسْأَلُونَكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ حَتَّى
يَقُولُوا : هَذَا اللَّهُ خَلَقَنَا ، فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ ؟ ، قَالَ :
فَبَيْنَا أَنَا فِي الْمَسْجِدِ إِذْ جَاءَنِي نَاسٌ مِنَ الأَعْرَابِ ،
فَقَالُوا : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ هَذَا اللَّهُ ، فَمَنْ خَلَقَ اللَّهُ ؟ ،
قَالَ : فَأَخَذَ حَصًى بِكَفِّهِ فَرَمَاهُمْ ، ثُمَّ قَالَ : قُومُوا ، قُومُوا
، صَدَقَ خَلِيلِي - صلى الله عليه وسلم - .
177 حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ صَالِحُ بْنُ حَكِيمٍ
الْبَصْرِيُّ ، وَحَمْدَانُ بْنُ عَلِيٍّ ، قَالا : حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ
أَسَدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ وَحَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، قَالا جَمِيعًا : عَنْ
أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ
النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : لا يَزَالُ النَّاسُ يَسْأَلُونَ عَنِ
الْعِلْمِ حَتَّى يَقُولُوا : هَذَا اللَّهُ خَلَقَنَا ، فَمَنْ خَلَقَ اللَّهُ ؟
، قَالَ : فَبَيْنَمَا أَبُو هُرَيْرَةَ ذَاتَ يَوْمٍ آخِذٌ بِيَدِ رَجُلٍ وَهُوَ
يَقُولُ صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، قَالَ أَبُو
هُرَيْرَةَ : فَقَدْ سَأَلَنِي عَنْهَا رَجُلانِ وَهَذَا الثَّالِثُ ، هَذَا لَفْظُ الْمُعَلَّى .
178 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ
بْنِ عَفَّانَ ، قَالا : حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ ، عَنْ زَائِدَةَ ،
عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ
النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَ يَقُولُ :
لا يَزَالُ أُمَّتُكَ يَسْأَلُونَ حَتَّى يَقُولُوا : هَذَا اللَّهُ خَلَقَ كُلَّ
شَيْءٍ ، فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ ؟
.
179 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْجُنَيْدِ الدَّقَّاقُ
، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالا : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عَمِّهِ ،
قَالَ : أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ :
مَنْ خَلَقَ كَذَا وَكَذَا حَتَّى يَقُولَ لَهُ : مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ ؟ فَإِذَا بَلَغَ
ذَلِكَ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ وَلْيَنْتَهِ .
180 حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : لا يَزَالُ النَّاسُ يَسْأَلُونَ حَتَّى
يَقُولُون : هَذَا اللَّهُ خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ، فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ ؟ قَالَ :
فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ فَلْيَقُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ ، قَالُوا
لِسُفْيَانَ : هُوَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، لا شَكَّ فِيهِ .
181 حَدَّثَنَا الصَّائِغُ بِمَكَّةَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ وَحَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا فِهْرُ بْنُ بِشْرٍ السُّلَمِيُّ كِلاهُمَا ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ
بُرْقَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الأَصَمِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا
هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : لَيَسْأَلَنَّكُمُ
النَّاسُ حَتَّى يَقُولُوا : إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ، فَمَنْ خَلَقَهُ
؟ .
بَيَانُ ثَوَابِ حَسَنَةٍ يَعْمَلُهَا الْمُسْلِمُ
الَّذِي كَانَ حَسُنَ إِسْلامُهُ ، وثواب الذي هم بها ولم يعلمها ، وثواب من ترك
السيئة التي يهم بعملها من خشية الله ، وأن الاثم ساقط عنه ، وعن الذي يهم بالسيئة
حتى
يعملها
182 وَحَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، عَنِ الْعَلاءِ
وَحَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، قَالَ :
أنبا أَبُو غَسَّانَ ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ وَحَدَّثَنَا الْيَزَنِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
الْقَعْنَبِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
حَمْزَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ ، كُلُّهُمْ
قَالُوا : عَنِ الْعَلاءِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ رَسُولَ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : قَالَ اللَّهُ : إِذَا هَمَّ عَبْدِي
بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبْتُهَا لَهُ حَسَنَةً ، فَإِذَا عَمِلَهَا
فَهِيَ عَشْرُ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ ، وَإِذَا هَمَّ عَبْدِي بِسَيِّئَةٍ
فَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ أَكْتُبْهَا عَلَيْهِ ، فَإِنْ عَمِلَهَا كَتَبْتُهَا
لَهُ عَلَيْهِ سَيِّئَةً وَاحِدَةً ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ ، وَحَفْصٌ
فِي حَدِيثِهِمْ : قَالَ اللَّهُ
.
183 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : أنبا مَعْمَرٌ ، عَنْ هَمَّامِ
بْنِ مُنَبِّهٍ ، قَالَ : هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : قَالَ اللَّهُ : إِذَا تَحَدَّثَ عَبْدِي بِأَنْ
يَعْمَلَ حَسَنَةً فَأَنَا أَكْتُبُهَا حَسَنَةً مَا لَمْ يَعْمَلْهَا ،
فَإِذَاعَمِلَهَا فَأَنَا أَكْتُبُهَا لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ، وَإِذَا
تَحَدَّثَ عَبْدِي بِأَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً فَأَنَا أَغْفِرُهَا لَهُ مَا لَمْ
يَعْمَلْهَا ، فَإِذَا عَمِلَهَا فَأَنَا أَكْتُبُهَا بِمِثْلِهَا .
184 وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
إِذَا حَسَّنَ أَحَدُكُمْ إِسْلامَهُ فَكُلُّ حَسَنَةٍ يَعْمَلُهَا يُكْتَبُ
عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ ، وَكُلُّ سَيِّئَةٍ يَعْمَلُهَا
تُكْتَبُ لَهُ بِمِثْلِهَا حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ .
185 وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
قَالَتِ الْمَلائِكَةُ : يَا رَبِّ ذَاكَ عَبْدُكَ يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ
سَيِّئَةً ، وَهُوَ أَبْصَرُ بِهِ ، فَقَالَ : ارْقُبُوهُ ، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا
لَهُ بِمِثْلِهَا ، وَإِنْ تَرَكَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً إِنَّمَا تَرَكَهَا
مِنْ جَرَّايَ .
186 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله
عليه وسلم - : مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً ،
وَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةٍ ،
وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ ، فَإِنْ
عَمِلَهَا كُتِبَتْ سَيِّئَةً وَاحِدَةً .
187 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ
، قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ
، قَالَ : حَدَّثَنَا الْجَعْدُ أَبُو عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ
الْعُطَارِدِيِّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ قَالَ : إِنَّ رَبَّكَ رَحِيمٌ مَنْ هَمَّ
بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً ، فَإِنْ عَمِلَهَا
كُتِبَتْ عَشْرًا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ ، وَمَنْ
هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً ، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ
لَهُ وَاحِدَةً أَوْ يَمْحُوهَا اللَّهُ وَلا يَهْلِكُ عَلَى اللَّهِ إِلا هَالِكٌ .
بَيَانُ الأَعْمَالِ الْمَكْرُوهَةِ الَّتِي إِذَا
اجْتَنَبَهَا الْمُؤْمِنُ وَالْمَحْمُودَةِ الَّتِي مَنْ يَسْتَعْمِلُهَا دَخَلَ
الجنه بغير حِسَابْ188 حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، قَالَ : أنبا
حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
، فَقَالَ : أَيُّكُمْ رَأَى الْكَوْكَبَ الَّذِي انْقَضَّ الْبَارِحَةَ ؟ قَالَ :
قُلْتُ : أَنَا ، ثُمَّ قُلْتُ : أَمَا إِنِّي لَمْ أَكُنْ فِي صَلاةٍ وَلَكِنِّي
لُدِغْتُ ، قَالَ : فَمَا صَنَعْتَ ؟ فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ
، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ
فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - مَعَهُ الرَّهْطُ ، وَالنَّبِيُّ
مَعَهُ الرَّجُلُ ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلانِ ، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ
أَحَدٌ ، وَرُفِعَ لِي سَوَّادٌ عَظِيمٌ ، فَقُلْتُ : هَذَا نَبِيٌّ ، فَقِيلَ لِي
: هَذَا مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ وَقَوْمُهُ ، وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ
فَإِذَا سَوَّادٌ عَظِيمٌ ، فَقِيلَ لِي : انْظُرْ إِلَى الْجَانِبِ الآخَرِ
فَإِذَا سَوَّادٌ عَظِيمٌ ، فَقِيلَ لِي : هَذِهِ أُمَّتُكَ وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا
يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلا عَذَابٍ ، ثُمَّ نَهَضَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ ، وَخَاضَ النَّاسُ فِي
ذَلِكَ ، فَقَالُوا : مَنْ هَؤُلاءِ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ
حِسَابٍ وَلا عَذَابٍ ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَعَلَّهُمُ الَّذِينَ صَحِبُوا
النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَقَالَ بَعْضُهُمُ : الَّذِينَ وُلِدُوا فِي
الإِسْلامِ وَلَمْ يُشْرِكُوا بِاللَّهِ وَذَكَرُوا أَشْيَاءَ ، فَخَرَجَ
عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : مَا هَذَا الَّذِي
تَخُوضُونَ فِيهِ ؟ فَأَخْبَرُوا بِمَا قَالُوا ،
فَقَالَ : هُمُ الَّذِينَ لا يَرْقُونَ وَلا يَسْتَرْقُونَ
وَلا يَكْتَوُونَ وَلا يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ، فَقَامَ
عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ ، فَقَالَ : أَمِنْهُمْ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟
فَقَالَ : أَنْتَ مِنْهُمْ ، فَقَامَ آخَرُ ، فَقَالَ : أَنَا مِنْهُمْ ؟ فَقَالَ
: سَبَقَكَ إِلَيْهَا عُكَّاشَةُ ، ذَكَرَ عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ فُضَيْلٍ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
ابْنُ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَذَكَرَ
الْحَدِيثَ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ ، عَنْ حُصَيْنٍ
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِتَمَامِهِ مِثْلَ حَدِيثِ
هِشَامٍ ، إِلاأَنَّهُ قَالَ : فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَلَمْ
يَسْأَلُوهُ عَنِ الْحَدِيثِ فَأَفَاضَ النَّاسُ ، فَقَالُوا : نَحْنُ هُمُ اتَّبَعْنَا رَسُولَ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَآمَنَّا بِهِ ، فَلَعَلَّهُمْ أَبْنَاؤُنَا
الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الإِسْلامِ ، فَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - ذَلِكَ ، فَقَالَ : هُمُ الَّذِينَ لا يَكْتَوُونَ بِمِثْلِهِ .
189 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
مُوسَى بْنُ هِلالٍ الْعَبْدِيُّ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ ، عَنِ الْحَسَنِ ،
وَابْنِ سِيرِينَ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم - : أَعْطَانِي رَبِّي سَبْعِينَ أَلْفًا مِنْ أُمَّتِي
يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ ، قَالَ ابْنُ سِيرِينَ فِي حَدِيثِهِ : فَقَامَ
عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ
يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ، فَقَالَ : أَنْتَ مِنْهُمْ ، قَالَ : ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ آخَرُ ، فَقَالَ :
يَا رَسُولَ اللَّه ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ، قَالَ : سَبَقَكَ
بِهَا عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ ، رَوَاهُ عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنْ هِشَامٍ ،
عَنِ ابْنِ سِيرِينَ بِمِثْلِهِ
.
190 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ الْهَرَوِيُّ وَحَدَّثَنَا أَبُو الأَزْهَرِ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَنَفِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو حُرَّةَ ، عَنِ
ابْنِ سِيرِينَ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه
وسلم - قَالَ : يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ
حِسَابٍ لا يَكْتَوُونَ وَلا يَسْتَرْقُونَ وَلا يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ
يَتَوَكَّلُونَ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَنْصَارِيُّ
وَحَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ،
قَالا : أنبا هِشَامٌ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، قَالَ :
قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم
- : يَدْخُلُ الْجَنَّةَ ، وَذَكَرَ بِنَحْوِهِ
وَأَتَمَّ مِنْهُ .
بَيَانُ أَنَّهُ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلا نَفْسٌ
مُسْلِمَةٌ ، وأن نِصْفَ أهْلِ الجنَّةِ هم أُمَّةُ محمَّدٍ صلّي اللهُ علَيه
وسلَّم ، وَالدَّليلُ علَي أنه يَكونُ مِن أمةِ محمدٍ صلَّي اللهُ عليه وسلَم إلا
مُسْلِمًا ، وأن شفاعنَه لأمَّتِه دونَ سائرِ الأُمَمِ الذين يَتْبَعونَه
ويَقْتَدونَ به مِِن الأَقْرَبينَ و الأَبْعَدِينَ ، وأن التَّقَرُّبَ إلى النبيِّ
صلي الله علية وسلم بالتَّقْوَي
191 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي
أَبُو إِسْحَاقَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي
ابْنَ مَسْعُودٍ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي قُبَّةٍ
نَحْوًا مِنْ أَرْبَعِينَ ، فَقَالَ
: أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا رُبْعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ
؟ قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ
الْجَنَّةِ ؟ ، قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي
لأَرْجُوا أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَذَلِكَ أَنَّ الْجَنَّةَ لا يَدْخُلُهَا
إِلا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ ، وَمَا أَنْتُمْ فِي الشِّرْكِ إِلا كَالشَّعْرَةِ
الْبَيْضَاءِ فِي جَلْدِ الثَّوْرِ الأَسْوَدِ ، وَكَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي
جَلْدِ الثَّوْرِ الأَحْمَرِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ
الرَّقِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ جُنَادٍ ، وَعَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ
، قَالا : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ
، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ الأَوْدِيُّ
، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ ، يَقُولُ : قَالَ : النَّبِيُّ - صلى الله عليه
وسلم - بِمِثْلِهِ .
192 ذَكَرَ بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ .
وَسَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ عَبْدِ الصَّمَدِ ، قَالَ :
سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْهُ فَقَالَ : ثِقَةٌ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ
مِغْوَلٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، بِإِسْنَادِهِ ، قَالَ : خَطَبَنَا رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَى قُبَّةِ أَدَمٍ ، فَقَالَ : أَلا لا
يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ ، اللَّهُمَّ قَدْ بَلَّغْتُ
اللَّهُمَّ اشْهَدْ ، قَالَ : أَتُحِبُّونَ أَنَّكُمْ رُبْعُ أَهْلِ الْجَنَّةِ ،
وَذَكَرَ نَحْوَهُ ، وَقَالَ فِيهِ : مَا مِثْلُكُمْ فِيمَنْ سِوَاكُمْ إِلا
كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ .
193 وَحَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى وَاسْمُهُ : عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَشْمِينَ ،
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْخَيْبَرِيِّ
الْكُوفِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ
أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم
- : يَقُولُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : يَا آدَمُ قُمْ فَابْعَثْ بَعْثَ
النَّارِ ، قَالَ : فَيَقُولُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ
يَا رَبِّ ، وَمَا بَعْثُ النَّارِ ؟ فَقَالَ : مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعُمِائَةٍ
وَتِسْعَةٌ وَتِسْعِينَ ، قَالَ : فَحِينَئِذٍ يَشِيبُ الْمَوْلُودُ وَتَضَعُ
كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى
وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ، قَالَ : فَيَقُولُونَ : وَأَيُّنَا ذَلِكَ
الْوَاحِدُ ؟ قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
تِسْعُمِائَةٍ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعِينَ مِنْ يَأْجُوجَ ، وَمَأْجُوجَ وَمِنْكُمْ
وَاحِدٌ ، قَالَ : فَقَالَ النَّاسُ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - : وَاللَّهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبْعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ،
وَاللَّهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَاللَّهِ
إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، قَالَ : فَكَبَّرَ
النَّاسُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم - : مَا أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ فِي
النَّاسِ إِلا كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي الثَّوْرِ الأَسْوَدِ ، أَوِ
الشَّعَرَةِ السَّوْدَاءِ فِي الثَّوْرِ الأَبْيَضِ ، هَذَا لَفْظُ وَكِيعٍ .
194 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
- : يَقُولُ اللَّهُ لآدَمَ : قُمْ فَابْعَثْ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ بَعْثًا إِلَى
النَّارِ ، فَيَقُولُ يَا رَبِّ كَمْ ؟ فَيَقُولُ : مِنْ كُلِّ أَلْفٍ
تِسْعُمِائَةٍ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ وَيَبْقَى وَاحِدٌ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ
يَشِيبُ الصَّغِيرُ ، وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا ، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى
النَّاسِ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِمِثْلِهِ ، رَوَاهُ جَرِيرٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ،
فَقَالَ فِي آخِرِهِ : الرَّقْمَةُ فِي ذِرَاعِ الْحِمَارِ ، وَحَدَّثَنَا
عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ،
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنِ النَّبِيِّ
- صلى الله عليه وسلم - بِطُولِهِ إِلَى قَوْلِهِ :
شَطْرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَكَبَّرْنَا
.
195 حَدَّثَنَا الأَحْمَسِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
يَعْلَى ، وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ،
وَيَعْلَى ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،
قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ
فَعَجَّلَ كُلُّ نَبِيٍّ دَعْوَتَهُ ، وَاخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي ، شَفَاعَةً
لأُمَّتِي وَهِيَ نَائِلَةٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لا يُشْرِكُ
بِاللَّهِ شَيْئًا حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ
، قَالَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ الطَّائِيُّ ، عَنِ الأَعْمَشِ بِهَذَا .
196 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ :
أنبا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي مَالِكٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -
، قَالَ : لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ ، فَأُرِيدُ أَنْ أَخْتَبِئَ دَعْوَتِي إِنْ
شَاءَ اللَّهُ شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
197 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ وَحَدَّثَنَا
الصَّغَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا رَوْحٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ،
قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ
اللَّهِ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : لِكُلِّ
نَبِيٍّ دَعْوَةٌ قَدْ دَعَا بِهَا فِي أُمَّتِهِ ، وَاخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي
شَفَاعَةً لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
198 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو
الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ
النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، يَقُولُ : أَرْجُو أَنْ يَكُونَ مَنْ
يَتْبَعُنِي مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ رُبْعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ،
فَكَبَّرْنَا ، ثُمَّ قَالَ : أَرْجُو أَنْ يَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ،
قَالَ : فَكَبَّرْنَا ، قَالَ : أَرْجُو أَنْ يَكُونُوا الشَّطْرَ ، حَدَّثَنَا
الْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ قَاضِي خُوَارِزْمَ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ .
199 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ،
قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ
دَعْوَةً قَدْ دَعَا بِهَا فِي أُمَّتِهِ ، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي
شَفَاعَةً لأُمَّتِي ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
خَلادُ بْنُ يَحْيَى وَحَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ إِسْحَاقَ ، وَأَبُو أُمَيَّةَ ، قَالا
: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، يَقُولُ فَذَكَرَ بِمِثْلِهِ : لأُمَّتِي يَوْمَ
الْقِيَامَةِ .
200 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْبَخْتَرِيِّ
، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالا : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ عَمْرِو
بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ : { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ } [سورة
الشعراء آية 214 ] ، قَالَ : أَتَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الصَّفَا ،
فَصَعِدَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ نَادَى : يَا صَبَاحَاهُ ، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ
النَّاسُ بَيْنَ رَجُلٍ يَجِيءُ وَرَجُلٍ يَبْعَثُ رَسُولَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم - : يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ! يَا بَنِي فِهْرٍ ! يَا
بَنِي لُؤَيٍّ ! يَا بَنِي فُلانٍ ! لَوْ أَنِّي أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلا بِسَفْحِ
الْجَبَلِ تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ صَدَّقْتُمُونِي ؟ قَالُوا : نَعَمْ ،
قَالَ : فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ، قَالَ أَبُو
لَهَبٍ : تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ ، أَمَا جَمَعْتَنَا إِلا لِهَذَا ،
فَأَنْزَلَ اللَّهُ : { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ } [سورة المسد آية 1 ]
، حَدَّثَنَا الْعُطَارِدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ
الأَعْمَشِ بِنَحْوِهِ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَفْصٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، وَأَبُو
مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ .
201 وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ الْبَصْرِيُّ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ
التَّيْمِيُّ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ
الْمُخَارِقِ ، وَزُهَيْرِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالا : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ
: { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ } [سورة الشعراء آية 214 ] ، قَالَ :
أَتَى نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى رَضْفَةٍ فَعَلا أَعْلاهَا حَجَرًا
، ثُمَّ جَعَلَ يَقُولُ ، أَوْ يُنَادِي : يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافَاهُ ! إِنِّي
نَذِيرٌ ، إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَمَثَلِ رَجُلٍ رَأَى الْعَدُوَّ
فَذَهَبَ يَرْبَأُ أَهْلَهُ فَخَشِيَ أَنْ يَسْبِقَهُ الْعَدُوُّ إِلَيْهِمْ
فَجَعَلَ يُنَادِي أَوْ يَهْتِفُ : يَا صَبَاحَاهُ وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى
الْقَطَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا التَّيْمِيُّ بِمِثْلِهِ وَحَدَّثَنَا
الصَّغَانِيُّ ، قَالَ : أنبا عَفَّانُ وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْجُنَيْدِ الدَّقَّاقُ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ
، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ ، بِإِسْنَادِهِ بِمِثْلِهِ
بِمَعْنَاهُ .
202 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، وَإِبْرَاهِيمُ
بْنُ مَرْزُوقٍ ، وَأَبُو أُمَيَّةَ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ
وَحَدَّثَنَا الزَّعْفَرَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالا : عَنْ
عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ
: { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ } [سورة
الشعراء آية 214 ] ، قَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَنَادَى : يَا
بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ ، يَا بَنِي
عَبْدِ مَنَافٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ ، يَا بَنِي هَاشِمٍ
أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ
أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ ، يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ
أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ ، فَإِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا
غَيْرَ أَنَّ لَكُمْ رَحِمًا سَأَبُلُّهَا بِبَلالِهَا .
203 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، وَهِلالُ بْنُ
الْعَلاءِ ، وَأَبُو عُثْمَانَ التَّنُوخِيُّ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ
عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْحَرَّانِيُّ
، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا زَائِدَةُ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ : { وَأَنْذِرْ
عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ } [سورة الشعراء آية 214 ] فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم - قُرَيْشًا فَعَمَّ وَخَصَّ ، وَقَالَ : يَا مَعْشَرَ بَنِي
عَبْدِ مَنَافٍ ، يَا مَعْشَرَ بَنِي هَاشِمٍ ، يَا مَعْشَرَ بَنِي عَبْدِ
الْمُطَّلِبِ ، يَقُولُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لَكُمْ : أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ
مِنَ النَّارِ ، يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ
، فَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِلا أَنَّ لَكُمْ
رَحِمًا سَأَبُلُّهَا بِبَلالِهَا ، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، عَنْ
شَيْبَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، نَحْوَهُ .
204 حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو عَاصِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَوْفٌ ، عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ ،
قَالَ : قَالَ الأَشْعَرِيُّ : لَمَّا نَزَلَتْ : { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ
الأَقْرَبِينَ } [سورة الشعراء آية 214 ] ، قَامَ نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - ، فَقَالَ : يَا آلَ عَبْدِ مَنَافَاهُ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ .
205 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ :
أنبا وَهْبٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي يُونُسُ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَزِيزٍ
الأَيْلِيُّ ، وَيُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالا : حَدَّثَنَا سَلامَةُ
بْنُ رَوْحٍ ، عَنْ عُقَيْلٍ كِلاهُمَا ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي
سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أن أبا
هريرة ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : حِينَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ
: { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ } [سورة الشعراء آية 214 ] ، قَالَ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ،
اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللَّهِ لا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ،
يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ، يَا
عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لا أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ، يَا صَفِيَّةُ
عَمَّةَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - لا أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ
شَيْئًا ، يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي مَا شِئْتِ لا أُغْنِي عَنْكِ
مِنَ اللَّهِ شَيْئًا .
206 حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ أَحْمَدَ بْنُ عَبْدِ
الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ ، عَنْ هِشَامِ
بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : لَمَّا أُنْزِلَتْ : {
وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ } [سورة الشعراء آية 214 ] ، قَامَ رَسُولُ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ ! يَا
صَفِيَّةُ ! يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ! لا أَمْلِكُ لَكُمْ شَيْئًا سَلُونِي
مَا شِئْتُمْ مِنْ مَالِي .
207 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّوَيْهِ بْنِ مُوسَى
، قَالَ : أنبا أَبُو الْيَمَانِ ، قَالَ : أنبا شُعَيْبٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي
أَبُو الزِّنَادِ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ
، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
ذَكْوَانَ وَحَدَّثَنَا طَاهِرُ بْنُ خَالِدِ بْنِ نِزَارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ
عُقْبَةَ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : يَا
بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللَّهِ ، يَا بَنِي عَبْدِ
الْمُطَّلِبِ اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللَّهِ ، يَا أُمَّ الزُّبَيْرِ يَا
عَمَّةَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم - اشْتَرِيَا أَنْفُسَكُمَا مِنَ اللَّهِ ، لا أَمْلِكُ لَكُمَا
مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ، سَلانِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتُمَا ، هَذَا لَفْظُ
شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ وَمَعْنَى حَدِيثِهِمْ وَاحِدٌ ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ الْجَشَّاشُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ
دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَالِكٌ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، بِنَحْوِهِ .
208 وَحَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَحَدَّثَنَا
هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي آخَرِينَ ، قَالُوا :
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ
، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ
قَيْسٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ :
سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - جِهَارًا غَيْرَ سِرٍّ يَقُولُ : أَلا
إِنَّ آلَ أَبِي فُلانٍ لَيْسُوا لِي بِأَوْلِيَاءَ ، إِنَّمَا وَلِيِّي اللَّهُ وَصَالِحُ
الْمُؤْمِنِينَ ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ
، وَفَهْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَاصِ مِنْ وَلَدِ
سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ ،
عَنْ بَيَانٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، عَنِ ابْنِ الْعَاصِ ، سَمِعْتُ
النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، يَقُولُ : إِنَّ بَنِي فُلانٍ ، فَذَكَرَ
مِثْلَهُ ، وَلِيِّي اللَّهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَكِنْ لَهُمْ رَحِمٌ
أَبُلُّهَا بِبَلاهَا .
بَيَانُ تَهْوِينِ الْعَذَابِ عَلَى أَبِي طَالِبٍ بِشَفَاعَةِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ، وأنه تناله شفاعته بنجاه الله من النار
، والكافر لا ينفعة معروفه إذا مات
209 عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَن الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، قَالَ :
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ نَفَعْتَ أَبَا طَالِبٍ بِشَيْءٍ ؟ فَإِنَّهُ
قَدْ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لِغَضَبِكَ ، قَالَ : نَعَمْ ، هُوَ فِي
ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ ، وَلَوْلا ذَلِكَ لَكَانَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ
، حَدَّثَنَا الْبِرْتِيُّ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ
الْمُطَّلِبِ ، قَالَ : قُلْتُ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : مَاذَا
أَغْنَيْتَ عَنْ عَمِّكَ ؟ . .
. . . . وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِمِثْلِهِ ، حَدَّثَنَا
هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ
جَعْفَرٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ
عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ
بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَذَكَرَ
بِمِثْلِهِ .
210 حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَمِّي ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ ، عَنِ ابْنِ
الْهَادِ وَحَدَّثَنَا السُّلَمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ضِرَارٌ
، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ
الْهَادِ وَحَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدُوسِ بْنِ كَامِلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ
أَبِي عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ
الْهَادِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ
، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - : ذُكِرَ عِنْدَهُ عَمُّهُ أَبُو
طَالِبٍ ، فَقَالَ : لَعَلَّهُ يَنْفَعُهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ
فَيُجْعَلَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ تَبْلُغُ كَعْبَيْهِ يَغْلِي مِنْهُ
دِمَاغُهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْمَدِينِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ
بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ
مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ ،
بِإِسْنَادِهِ ، ذُكِرَ أَبُو طَالِبٍ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -
بِمِثْلِهِ : مِنَ النَّارِ يَغْلِي مِنْهُ أُمُّ دِمَاغِهِ .
211 حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ ، وَالصَّغَانِيُّ
، وَالصَّائِغُ بِمَكَّةَ 0 ، قَالُوا : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ
النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم - قَالَ : أَدْنَى أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يُنْعَلُ بِنَعْلَيْنِ مِنْ نَارٍ
يَغْلِي دِمَاغُهُ مِنْ حَرَارَةِ نَعْلَيْهِ .
212 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ
بِمَكَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَحَدَّثَنَا أَبُو قَيْسٍ عَبْدُ
الْبَرِّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُبَارَكِ الْبَصْرِيُّ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا حَمَّادُ
بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
أَهْوَنُ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا أَبُو طَالِبٍ وَفِي رِجْلَيْهِ نَعْلانِ مِنْ
نَارٍ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ ، وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ
الدِّمَشْقِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، مِثْلَهُ .
213 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ وَحَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
بَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
زَيْدٍ الْهَرَوِيُّ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ،
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - : إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا رَجُلٌ فِي أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ
جَمْرَتَانِ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ
، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سَابِقٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو
بْنُ أَبِي قَيْسٍ وَحَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ
يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ ، يَقُولُ : عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ ثِقَةٌ ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ ، بِمِثْلِهِ وَزَادَ : كَغَلْيِ الْمِرْجَلِ .
214 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ،
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ، قَالَ : قَالَ
النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا
يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ لَهُ نَعْلانِ مِنْ نَارٍ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ
كَمَا يَغْلِي الْمِرْجَلُ ، مَا يَرَى أَنَّ أَحَدًا أَشَدَّ عَذَابًا مِنْهُ
وَإِنَّهُ لأَهْوَنُهُمْ عَذَابًا
.
215 حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَحَدَّثَنَا
أَبُو دَاوُدَ السِّجْزِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ،
أَنَّ رَجُلا ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيْنَ أَبِي ؟ قَالَ : فِي
النَّارِ ، قَالَ : فَلَمَّا قَفَّى دَعَا بِهِ ، فَقَالَ : إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ .
216 حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ
حَرْبٍ بِصُورَ ، وَلَقَبُهُ مُوشٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ
، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ،
أَنَّهَا قَالَتْ : قُلْتُ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّ عَبْدَ
اللَّهِ بْنَ جُدْعَانَ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَقْرِي الضَّيْفَ وَيَصِلُ
الرَّحِمَ وَيَفُكُّ الْعَانِ وَيُحْسِنُ الْجِوَارَ ، فَأَثْنَيْتُ عَلَيْهِ ،
هَلْ نَفَعَهُ ذَلِكَ ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : لا إِنَّهُ
لَمْ يَقُلْ يَوْمًا اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ،
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الْقَلُوسِيُّ الْبَصْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
جَامِعُ بْنُ حَمَّادٍ ، قَالَ : عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ
الأَعْمَشِ بِإِسْنَادِهِ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ ابْنَ
جُدْعَانَ بِمِثْلِهِ ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ فَهَلْ يَنْفَعُهُ ذَلِكَ ، بِمِثْلِهِ
، اغْفِرْ لِي يَوْمَ الدِّينِ ، لَمْ يَذْكُرْ فِيهِ خَطِيئَتِي وَقَوْلُهُ
أَثْنَيْتُ عَلَيْهِ فَقَطْ .
217 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، وَجَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الْقَطَّانُ الرقي ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ
، قَالَ : حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ، عَنْ دَاوُدَ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ،
عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ
ابْنَ جُدْعَانَ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَصِلُ الرَّحِمَ وَيُطْعِمُ
الْمِسْكِينَ ، فَهَلْ ذَاكَ نَافِعُهُ ؟ قَالَ : لا يَا عَائِشَةُ ، إِنَّهُ لَمْ
يَقُلْ يَوْمًا رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ .
بَيَانُ أَنَّ السَّاعَةَ لا تَقُومُ مَا دَامَ فِي الأَرْضِ
مَنْ يُوَحِّدُ الله ، وأن الاسلام يعز في جميع الارض ويعود إلى المدينة كما بدأ
منها ، والدليل على ذهاب الاسلام في الفتنة
218 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الدَّبَرِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ
أَنَسٍ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : لا تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى
أَحَدٍ يَقُولُ : اللَّهَ اللَّهَ
.
219 حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ
الأَزْرَقُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شَاذَانُ ، قَالا : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - : لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لا يُقَالَ فِي الأَرْضِ :
اللَّهَ اللَّهَ
220 حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ أَحْمَدَ
الْجُنْدَيْسَابُورِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّ الإِيمَانَ لَيَأْرِزُ إِلَى الْمَدِينَةِ
كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَى جُحْرِهَا ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ
دِيزِيلَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنِي أَخِي ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ،
بِإِسْنَادٍ مِثْلِهِ ، حَدَّثَنَا الْمَيْمُونِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عُبَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ .
221 حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، وَحَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ
الرَّقِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَرْوَانَ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا
مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ
، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم - : بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا فَطُوبَى
لِلْغُرَبَاءِ .
222 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا أَبُومُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ
حُذَيْفَةَ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : أَحْصُوا لِي
كَمْ تَلَفَّظَ الإِسْلامَ ؟ قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَتَخَافُ عَلَيْنَا
وَنَحْنُ مَا بَيْنَ السِّتِّمِائَةِ إِلَى السَّبْعِمِائَةِ ؟ ! قَالَ : إِنَّكُمْ لا
تَدْرُونَ لَعَلَّكُمْ تُبْتَلُونَ ، فَابْتُلِيَنَا حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ
مِنَّا مَا يُصَلِّي إِلا سِرًّا ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اللَّيْثِ
الْمَرْوَزِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدَانُ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قِرَاءَةً
عَنِ الأَعْمَشِ بِإِسْنَادِهِ ، قَالَ
: بِمِثْلِهِ اكْتُبُوا لِي مَنْ يَلْفِظُ بِالإِسْلامِ
، فَكَتَبْنَاهُمْ فَوَجَدْنَاهُمْ خَمْسَمِائَةٍ ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ
اللَّهِ ، أَتَخَافُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ خَمْسُمِائَةٍ ؟ .
223 وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ
بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ سَلْمَانَ الأَغَرِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ
: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا مِنَ
الْيَمَنِ هِيَ أَلْيَنُ مَسًّا مِنَ الْحَرِيرِ فَلا يَبْقَى أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ
مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ إِلا قَبَضَتْ نَفْسَهُ .
بَيَانُ ثَوَابِ مَنْ آمَنَ بِمُحَمَّدٍ - صلى الله عليه
وسلم - مِنْ أَهْلِ الكتاب ، وأن من أدرك منهم محمداً أو سمع به فلم يؤمن به وبما
أرسل به من أهل النار وأن عيسي علية السلام إذا نزل يحكم بكتاب الله وسنه محمد صلي
الله علية وسلم ويكون إمامهم من أمة محمد صلي الله علية وسلم
224 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ
صَالِحٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ
، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ثَلاثَةٌ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ
مَرَّتَيْنِ : رَجُلٌ كَانَتْ لَهُ أَمَةٌ فَأَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ أَدَبَهَا ،
وَعَلَّمَهَا فَأَحْسَنَ تَعْلِيمَهَا ثُمَّ أَعْتَقَهَا فَتَزَوَّجَهَا ،
وَرَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمَنَ بِنَبِيِّهِ ثُمَّ أَدْرَكَ النَّبِيَّ
فَآمَنَ بِهِ ، وَعَبْدٌ أَدَّى حَقَّ اللَّهِ وَحَقَّ مَوَالِيهِ ، فَقَالَ
الشَّعْبِيُّ لِلرَّجُلِ : قُمْ فَقَدْ كَانَ يُرْحَلُ إِلَى الْمَدِينَةِ فِيمَا دُونَ
هَذَا ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْغَزِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ
، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ صَالِحٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ وَحَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ عَفَّانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، وَحَدَّثَنَا
أَبُو أُمَيَّةَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ حَدَّثَنَا
أَبُو الْكَرَوَّسِ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ تَمَامٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى
بْنُ الْوَلِيدِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَرْوَانُ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ يَزِيدَ
، قَالَ :
حَدَّثَنِي الشَّعْبِيُّ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ .
225 حَدَّثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو زُبَيْدٍ عَبْثَرٌ
، عَنْ مُطَرِّفٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ
، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : مَنْ كَانَتْ لَهُ جَارِيَةٌ
فَأَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا كَانَ لَهُ أَجْرَانِ .
226 حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ
الطَّيَالِسِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي
حَصِينٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، أَنّ النَّبِيَّ
- صلى الله عليه وسلم - قَالَ : مَنْ كَانَتْ لَهُ جَارِيَةٌ فَأَدَّبَهَا
فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَهَا ، ثُمَّ أَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا كَانَ لَهُ أَجْرَانِ .
227 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ ،
قَالا : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : أَنْبَا مَعْمَرٌ ، عَنْ
هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ
هَذِهِ الأُمَّةِ وَلا يَهُودِيٌّ وَلا نَصْرَانِيٌّ وَمَاتَ وَلَمْ يُؤْمِنْ
بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ .
228 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ :
أنبا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، أَنَّ أَبَا
يُونُسَ حَدَّثَهُ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - قَالَ : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ
مِنْ هَذِهِ الأمة يَهُودِيٌّ وَلا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ
بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ .
229 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَحَدَّثَنَا الْحِيرِيُّ أَبُو بَكْرٍ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا مَكِّيٌّ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ كِلاهُمَا ، قَالا : عَنِ
ابْنِ شِهَابٍ ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ
: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ،
لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا يَكْسِرُ
الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ ، وَيُوضَعُ الْجِزْيَةُ وَيَفِيضُ الْمَالُ
حَتَّى لا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ .
230 حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، قَالا :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ بِإِسْنَادِهِ ، يُوشِكُ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ
ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا وَإِمَامًا مُقْسِطًا فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلُ
الْخِنْزِيرَ ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ ، وَيَفِيضُ الْمَالُ حَتَّى لا يَقْبَلَهُ
أَحَدٌ .
231 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ،
عَنْ صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ حَدَّثَهُ ،
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ
فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلا فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلُ
الْخِنْزِيرَ ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ ، وَيَفِيضُ الْمَالُ حَتَّى لا يَقْبَلَهُ
أَحَدٌ ، وَحَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الْوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا
وَمَا فِيهَا ، ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ : اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ : { وَإِنْ مِنْ
أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ } [سورة النساء آية 159 ] ، أَخْبَرَنِي
الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ ، قَالَ :
أَخْبَرَنِي أَبِي وَحَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ كِلاهُمَا ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ،
بِمِثْلِ حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ
.
232 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ :
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، قَالَ : أنبا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ
وَحَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، قَالَ : ،
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ،
قَالَ : حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعْدٍ الْمَقْبُرِيُّ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ
مِينَاءَ مَوْلَى ابْنِ أَبِي ذُبَابٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ
: وَاللَّهِ لَيَنْزِلَنَّ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا
عَدْلا فَلَيَكْسِرَنَّ الصَّلِيبَ ، وَلَيَقْتُلَنَّ الْخِنْزِيرَ ،
وَلَيَضَعَنَّ الْجِزْيَةَ ، وَلَيَتْرُكَنَّ الْقِلاصَ ، فَلا يَسْعَى عَلَيْهَا
، وَلَيَذْهَبَنَّ الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغُضُ وَالتَّحَاسُدُ ، وَلَيَدْعُوَنَّ
إِلَى الْمَالِ فَلا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ
بِمِثْلِهِ .
233 أَخْبَرَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ ، قَالَ :
أَخْبَرَنِي أَبِي وَحَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ
بْنُ بَكْرٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ
شِهَابٍ ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ
رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ
فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ .
234 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،
أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : كَيْفَ بِكُمْ إِذَا نَزَلَ
فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ فَأَمَّكُمْ مِنْكُمْ ، قَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ :
يَعْنِي وَأَمَّكُمْ بِكِتَابِ رَبِّكُمْ وَسُنَّةِ نَبِيِّكُمْ مُحَمَّدٍ - صلى الله
عليه وسلم - .
235 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ ، وَعَبَّاسٌ الدُّورِيُّ
، ومحمد بن إسماعيل الصائغ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ
بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ
: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ،
يَقُولُ : لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ
ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، قَالَ : فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ
، فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ : تَعَالَى صَلِّ لَنَا ، فَيَقُولُ : لا إِنَّ بَعْضَكُمْ
عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءَ لِتَكْرِمَةِ اللَّهِ هَذِهِ الأُمَّةِ ، حَدَّثَنِي
مُضَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو
الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : قَرَأْنَا عَلَى مَعْقِلٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ،
عَنْ جَابِرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِمِثْلِهِ .
بَيَانُ الآيَاتِ الثَّلاثِ الَّتِي مَنْ آمَنَ بَعْدَ
خُرُوجِهَا لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ ، وأنه لم يبق أحد من الكفار يومئذ إلا آمن ورجع
عن كفره ، وصفته طلوع الشمس من مغربها ، ومستقرها ، وأنها لا تطلع كل يوم حتى
تستأذن
236 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : ثَلاثٌ
إِذَا خَرَجْنَ لَمْ يَنْفَعْ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ
أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا : الدَّجَّالُ ، وَالدَّابَّةُ ، وَطُلُوعُ
الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، أَوْ مِنَ الْمَغْرِبِ .
237 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي
حَازِمٍ ، عَنِ الْعَلاءِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ
النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم
- : اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ
مِنْ مَغْرِبِهَا ، فَإِذَا طَلَعَتْ آمَنَ النَّاسُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ،
فَيَوْمَئِذٍ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ
أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا
.
238 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ
، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدٌ ، عَنْ يُونُسَ ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، أَنّ النَّبِيَّ
- صلى الله عليه وسلم - قَالَ : أَتَدْرُونَ أَيْنَ تَذْهَبُ هَذِهِ الشَّمْسُ ؟
قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : إِنَّهَا تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا
تَحْتَ الْعَرْشِ فَتَخِرُّ سَاجِدَةً فَلا تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُقَالَ لَهَا
: ارْتَفِعِي فَارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ ، فَتُصْبِحُ طَالِعَةً فِي
مَطْلِعِهَا فَتَجْرِي لا يُنْكِرُ النَّاسُ مِنْهَا شَيْئًا ، فَيُقَالُ لَهَا :
اطْلُعِي مِنْ مَغْرِبِكِ ، قَالَ : فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِهَا ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَتَدْرُونَ أَيَّ يَوْمٍ
ذَلِكَ ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : ذَاكَ يَوْمَ لا
يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ .
239 حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ وَحَدَّثَنَا ابْنُ عَفَّانَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ
- صلى الله عليه وسلم - حِينَ وَجَبَتِ الشَّمْسُ ، فَقَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ ،
أَيْنَ تَذْهَبُ الشَّمْسُ ؟ قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ :
فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهَا فَتَسْتَأْذِنُ فِي الرُّجُوعِ
فَيُؤْذَنَ لَهَا ، وَكَأَنَّهَا قَدْ قِيلَ لَهَا : ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ
فَتَرْجِعُ إِلَى مَطْلِعِهَا فَذَلِكَ مُسْتَقَرُّهَا ، ثُمَّ قَرَأَ : {
وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا } [سورة يس آية 38 ] ، وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ
الدُّورِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ وَحَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى السَّابِرِيُّ ، وَأَبُو أُمَيَّةَ ، قَالا : حَدَّثَنَا
مُحَاضِرٌ ، قَالا : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ .
240 حَدَّثَنَا حَمْدَانُ بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ بِإِسْنَادِهِ ،
كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْمَسْجِدِ عِنْدَ غُرُوبِ
الشَّمْسِ ، قَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ ، أَتَدْرِي أَيْنَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ ؟
بِمِثْلِهِ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ عِنْدَ رَبِّهَا ، فَتَسْتَأْذِنُ
فَيُؤْذَنَ لَهَا ، وَيُوشِكُ أَنَّ تَسْتَأْذِنُ فَلا يُؤْذَنُ لَهَا حَتَّى
تَسْتَشْفِعَ وَتَطْلُبَ فَإِذَا طَالَ عَلَيْهَا قِيلَ لَهَا : أَنِ اطْلُعِي
مَكَانَكِ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : { وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا
ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } [سورة يس آية 38 ] .
بَيَانُ صِفَةِ مَبْعَثِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه
وسلم - وَأَنَّهُ أَكْثَرُ الأَنْبِيَاءِ تبعا ، والدليل على أنه قبل أن يوحي إليه
كان مؤمنا بالله ، وعلي أن أول ما أنزل من القران :اقرأ باسم ربك
241 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَفَّانَ ، وَعَبَّاسٌ
الدُّورِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنِ
الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : مَا صَدَقَ نَبِيٌّ مَا صَدَقْتُ ، إِنَّ مِنَ
الأَنْبِيَاءِ لَمَنْ يَجِيءُ وَمَا تَبِعَهُ مِنْ أُمَّتِهِ إِلا رَجُلٌ وَاحِدٌ .
242 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ وَحَدَّثَنَا
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّهْرَتِيرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ
أَبِي شَيْبَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : أَنَا أَكْثَرُ
الأَنْبِيَاءِ تَبَعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يَقْرَعُ بَابَ
الْجَنَّةِ .
243 حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ ، وَابْنُ أَبِي
الْحُنَيْنِ ، قَالا : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ ، قَالَ : قَالَ أَنَسٌ :
بَيْنَمَا نَحْنُ ذَاتَ يَوْمٍ نَذْكُرُ الأَنْبِيَاءَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - : أَنَا أَوَّلُ شَفِيعٍ فِي الْجَنَّةِ ، وَأَنَا أَكْثَرُ الأَنْبِيَاءِ
تَبَعًا ، وَإِنَّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ مَنْ يَأْتِي اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
مَا مَعَهُ مُصَدِّقٌ إِلا رَجُلٌ وَاحِدٌ .
244 أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ
: أنبا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ سَعِيدِ
بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ
رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : مَا مِنَ الأَنْبِيَاءِ مِنْ
نَبِيٍّ إِلا وَقَدْ أُعْطِيَ مِنَ الآيَاتِ مَا مِثْلُهُ آمَنَ عَلَيْهِ
الْبَشَرُ ، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ
فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
245 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ :
أنبا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ
، قَالَ : حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ
النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَخْبَرَتْهُ ، أَنَّهَا قَالَتْ : كَانَ
أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الْوَحْيِ
الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ فِي النَّوْمِ ، فَكَانَ لا يَرَى رُؤْيَا إِلا جَاءَتْ
مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ، ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلاءُ فَكَانَ يَخْلُو
بِغَارٍ يَتَحَنَّثُ فِيهِ وَهُوَ التَّعَبُّدُ بِاللَّيَالِي أُولاتِ الْعَدَدِ
قَبْلَ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ فَيَتَزَوَّدَ ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى
خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا حَتَّى فَجَأَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءَ
، فَجَاءَهُ الْمَلَكُ ، فَقَالَ : اقْرَأْ ، فَقَالَ : مَا أَنَا بِقَارِئٍ ،
قَالَ : فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي
، فَقَالَ : اقْرَأْ ، فَقُلْتُ : مَا أَنَا بِقَارِئٍ ، قَالَ : فَأَخَذَنِي
فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي ، فَقَالَ :
اقْرَأْ ، فَقُلْتُ : مَا أَنَا بِقَارِئٍ ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ
حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي ، فَقَالَ : اقْرَأْ ،
فَقُلْتُ : مَا أَنَا بِقَارِئٍ ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حَتَّى
بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي ، فَقَالَ : { اقْرَأْ بِاسْمِ
رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ
الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } [سورة
العلقآية 1 - 5] ، فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
تَرْجُفُ
بَوَادِرُهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ ، فَقَالَ :
زَمِّلُونِي ، فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ ، قَالَ لِخَدِيجَةَ :
أَيْ خَدِيجَةُ مَالِي ؟ وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ ، فَقَالَ : لَقَدْ خَشِيتُ
عَلَى نَفْسِي ، فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ : كَلا أَبْشِرْ وَاللَّهِ لا
يَحْزُنُكَ اللَّهُ أَبَدًا ، وَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ ، وَتَصْدُقُ
الْحَدِيثَ ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ ، وَتَقْرِي
الضَّيْفَ ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ ، فَانْطَلَقَتْ خَدِيجَةُ حَتَّى
أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى ، وَهُوَ
ابْنُ عَمِّ خَدِيجَةَ أَخِي أَبِيهَا ، وَكَانَ امْرَءًا تَنَصَّرَ فِي
الْجَاهِلِيَّةِ ، وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعَرَبِيَّ وَيَكْتُبُ مِنَ
الإِنْجِيلِ بِالْعَرَبِيَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ ، وَكَانَ شَيْخًا
كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ ، فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ : أَيْ عَمِّ ، اسْمَعْ مِنَ
ابْنِ أَخِيكَ ، فَقَالَ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ : يَا ابْنَ أَخِي ، مَاذَا تَرَى
؟ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَبَرَ مَا رَأَى ،
فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ : هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى مُوسَى ، يَا
لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا ، يَا لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ
قَوْمُكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَوَ مُخْرِجِيَّ
هُمْ ؟ فَقَالَ وَرَقَةُ : نَعَمْ ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمَا جِئْتَ بِهِ إِلا
عُودِي ، وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا ، ثُمَّ لَمْ
يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ وَفَتَرَ الْوَحْيُ فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِيمَا بَلَغَنَا ، فَغَدَا مِنْ أَهْلِهِ
مِرَارًا
لِكَيْ يَتَرَدَّى مِنْ رؤوسِ شَوَاهِقِ جِبَالِ
الْحَرَمِ ، فَكُلَّمَا أَوْفَى ذِرْوَةَ جَبَلٍ لِكَيْ يُلْقِيَ نَفْسَهُ
تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ
حَقًّا ، فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ جَأْشُهُ وَتَقِرُّ نَفْسُهُ وَيَرْجِعُ ، فَإِذَا
طَالَ عَلَيْهِ فَتْرَةُ الْوَحْيِ غَدَا لِمِثْلِ ذَلِكَ فَإِذَا أَوْفَى عَلَى
ذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ .
246 قَالَ ابْنُ شِهَابُ : فَأَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَكَانَ مِنْ
أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُحَدِّثُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْيِ ، قَالَ فِي
حَدِيثِهِ : فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ ،
فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءَ جَالِسًا عَلَى
كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - : فَجَثَثْتُ مِنْهُ فَرَقًا ، فَرَجَعْتُ ، فَقُلْتُ : زَمِّلُونِي
زَمِّلُونِي ، فَدَثَّرُونِي ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : { يَأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ
فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ }
[سورة المدثرآية 1- 5] ، وَهِيَ
الأَوْثَانُ ، قَالَ : ثُمَّ تَتَابَعَ الْوَحْيُ .
247 قَالَ : فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ،
قَالَ : وَقَدْ كَانَتْ خَدِيجَةُ تُوُفِّيَتْ قَبْلَ أَنْ يُفْرَضَ مِنَ
الصَّلاةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أُرِيتُ
لِخَدِيجَةَ بَيْتًا مِنْ قَصَبٍ لا سَخَبَ فِيهِ وَلا نَصَبَ ، وَهُوَ قَصَبُ
اللُّؤْلُؤِ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجُ
بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ . بِهَذَا الإِسْنَادِ ، وَقَالَ : فَخَذِيتُ ، فَجَثَثْتُ مِنْهُ
فَرَقًا ، حَتَّى هَوَيْتُ إِلَى الأَرْضِ ، قَالَ يُوسُفُ : فَخَذِيتُ :
انْكَسَرَتْ ، وَجَثَثْتُ : ارْتَعَدْتُ ، وَتَابَعَ يُونُسُ عَلَى قَوْلِهِ : لا
يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا ، وَذَكَرَ قَوْلَ خَدِيجَةَ : أَيِ ابْنَ عَمِّ
اسْمَعْ مِنَ ابْنِ أَخِيكَ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الدَّبَرِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي
الزُّهْرِيُّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، بِإِسْنَادِهِ وَذَكَرَ
الْحَدِيثَ نَحْوَ حَدِيثِ يُونُسَ ، وَقَالَ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ : { يَأَيُّهَا
الْمُدَّثِّرُ إِلَى قَوْلِهِ :وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ } [سورة المدثرآية 1 – 5 ] قَبْلَ أَنْ
تُفْرَضَ الصَّلاةُ ، وَهِيَ الأَوْثَانُ ، وَقَالَ : فَجَثَثْتُ مِنْهُ كَمَا قَالَ
عُقَيْلٌ ، قَالَ الزُّهْرِيُّ
: فَأَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْيِ ، وَذَكَرَ
الْحَدِيثَ ، وَقَالَ فِيهِ : فَجَثَثْتُ مِنْهُ رُعْبًا ، فَقُلْتُ : زَمِّلُونِي
، فَدَثَّرُونِي ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : { يَأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ إِلَى قَوْلِهِ
: وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [سورة المدثرآية 1 – 5 ]
قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلاةُ وَهِيَ الأَوْثَانُ .
248 أَخْبَرَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ
مَزِيدٍ الْعُذْرِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي ، قَالَ : أنبا الأَوْزَاعِيُّ
، قَالَ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا سَلَمَةَ
بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ : أَيُّ الْقُرْآنِ أُنْزِلَ قَبْلُ ؟ فَقَالَ : { يَأَيُّهَا
الْمُدَّثِّرُ } [سورة المدثر آية 1 ] ، قُلْتُ : أَوِ { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ } [سورة
العلق آية 1 ] ، قَالَ : سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، أَيُّ الْقُرْآنِ
أُنْزِلَ قَبْلُ ؟ فَقَالَ : { يَأَيُّهَا الْمُدَّثِّر } [سورة المدثر آية 1 ُ ] ، قُلْتُ :
أَوِ { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ } [سورة العلق آية 1 ] ، فَقَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِنِّي جَاوَرْتُ بِحِرَى شَهْرًا ، فَلَمَّا
قَضَيْتُ جِوَارِي نَزَلْتُ فَاسْتَبْطَنْتُ الْوَادِيَ ، فَنُودِيتُ ، فَنَظَرْتُ
بَيْنَ يَدَيَّ ، وَخَلْفِي ، وَعَنْ يَمِينِي ، وَعَنْ شِمَالِي ، فَلَمْ أَرَ
شَيْئًا ، ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَا هُوَ عَلَى الْعَرْشِ فِي
الْهَوَاءِ ، فَأَخَذَتْنِي وَحْشَةٌ ، فَأَتَيْتُ خَدِيجَةَ فَأَمَرْتُهُمْ
فَدَثَّرُونِي ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : { يَأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ
حَتَّى بَلَغَ : وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ } [سورة المدثر آية 1 - 4 ] حَدَّثَنَا
عَمَّارٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ وَحَدَّثَنَا أَبُو مُقَاتِلٍ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ
شَدَّادٍ وَحَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامٌ وَحَدَّثَنَا الصَّائِغُ بِمَكَّةَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبَانُ وَحَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ وَحَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، وَالْكَيْسَانِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ ، عَنِ
الأَوْزَاعِيِّ ، كُلُّهُمْ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ بِإِسْنَادِهِ
نَحْوَهُ .
249 حَدَّثَنَا أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ
، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، نَحْوَهُ بِهَذَا الإِسْنَادِ ، وَقَالَ فِيهِ
: قَالَ جَابِرٌ : أَلا أُخْبِرُكَ بِمَا حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ : فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَرَأَيْتُ شَيْئًا فَجَثَثْتُ
مِنْهُ ، فَأَتَيْتُ خَدِيجَةَ ، فَقُلْتُ : دَثِّرُونِي فَدَثَّرُونِي وَصَبُّوا
عَلَيَّ مَاءً بَارِدًا إِلَى آخِرِهِ .
250 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ مَيْمُونٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ
، عَنْ يَحْيَى ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ،
أَيُّ الْقُرْآنِ أُنْزِلَ قَبْلُ ؟ قَالَ : { يَأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ } [سورة
المدثر آية 1] ، فَقُلْتُ : أَوِ
{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ } [سورة العلق آية 1 ]فَقَالَ
: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : { يَأَيُّهَا
الْمُدَّثِّرُ 1 } [سورة المدثر آية] ، فَقُلْتُ : أَوِ { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ
} [سورة العلق آية 1 ] فَقَالَ : أُحَدِّثُكُمْ بِمَا حَدَّثَنَا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : جَاوَرْتُ بِحِرَاءَ شَهْرًا فَلَمَّا
قَضَيْتُ جِوَارِي نَزَلْتُ فَاسْتَبْطَنْتُ بَطْنَ الْوَادِي ، قَالَ :
فَنُودِيتُ فَنَظَرْتُ أَمَامِي وَخَلْفِي ، وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي ،
فَلَمْ أَرَ أَحَدًا ، ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَا هُوَ عَلَى
الْكُرْسِيِّ فِي الْهَوَاءِ ، فَأَخَذَتْنِي رَجْفَةٌ شَدِيدَةٌ ، فَأَتَيْتُ
خَدِيجَةَ فَأَمَرْتُهُمْ فَدَثَّرُونِي ، وَصَبُّوا عَلَيَّ الْمَاءَ ،
فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيَّ : { يَأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وربَّكَ
فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ
} [سورة المدثر آية 1 - 4] .
بَيَانُ غَسْلِ قَلْبِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم
- بِمَاءِ زَمْزَمَ بَعْدَ ما أخرج من جوفة ثم خيط أثره وحشي إيمانا وحكمة ، وصفة
البراق والمعراج ، والدليل على أن السماء بعضها فوق بعض ، وأن لها أبواباً وحجاباً
، وأنه عرج بنفس النبي صلي الله علية وسلم لا بروحه ، وأن الانبياء يرفعون إلى
السماء بعد موتهم ، والدليل على أن النبي صلي الله علية وسلم في صباه إلى أن أوحي
إليه مؤمناً مهتديا
251 حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامٌ
الدَّسْتُوَائِيُّ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ مَالِكِ
بْنِ صَعْصَعَةَ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : بَيْنَا
أَنَا بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ إِذْ سَمِعْتُ قَائِلا يَقُولُ : أَحَدُ الثَّلاثَةِ
بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ ، فَأُتِيتُ بِطَسْتٍ مُلِئَ حِكْمَةً وَإِيمَانًا ، فَشُقَّ
مِنَ النَّحْرِ إِلَى مَرَاقِ الْبَطْنِ ، ثُمَّ أُخْرِجَ الْقَلْبُ فَغُسِلَ
بِمَاءِ زَمْزَمَ وَمُلِئَ حِكْمَةً وَإِيمَانًا ، وَأُتِيتُ بِدَابَّةٍ دُونَ
الْبَغْلِ وَفَوْقَ الْحِمَارِ أَبْيَضَ يُقَالُ لَهُ الْبُرَاقُ ، وَذَكَرَ
الْحَدِيثَ .
252 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ
أَبِي عَرُوبَةَ وَحَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ
بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ،
قَالَ : أنبا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - قَالَ : بَيْنَا أَنَا عِنْدَ الْبَيْتِ بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ
إِذْ سَمِعْتُ قَائِلا يَقُولُ : أَحَدُ الثَّلاثَةِ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ ، قَالَ
: فَأُتِيتُ فَانْطُلِقَ بِي ، ثُمَّ أُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِيهَا مِنْ
مَاءِ زَمْزَمَ ، فَشُرِحَ صَدْرِي إِلَى كَذَا وَكَذَا ، قَالَ قَتَادَةُ : قُلْتُ لِلَّذِي
مَعِي مَا يَعْنِي ؟ قَالَ : قَالَ : إِلَى أَسْفَلِ بَطْنِي فَاسْتُخْرِجَ
قَلْبِي فَغُسِلَ بِمَاءِ زَمْزَمَ ، ثُمَّ أُعِيدَ مَكَانَهُ فَحُشِيَ إِيمَانًا
وَحِكْمَةً ، ثُمَّ أُتِيتُ بِدَابَّةٍ أَبْيَضَ ، يُقَالُ لَهُ : الْبُرَاقُ
فَوْقَ الْحِمَارِ دُونَ الْبَغْلِ ، فَحُمِلْتُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ انْطَلَقْنَا
حَتَّى أَتَيْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا ، ثُمَّ اسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ ، فَقِيلَ
: مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : جِبْرِيلُ ، قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ ،
قَالُوا : أَوَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالُوا : مَرْحَبًا بِهِ ، وَلَنِعْمَ
الْمَجِيءُ جَاءَ ، فَفُتِحَ لِي فَأَتَيْتُ عَلَى آدَمَ ، فَقُلْتُ : يَا
جِبْرِيلُ مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : هَذَا أَبُوكَ آدَمُ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ،
فَقَالَ : مَرْحَبًا بِالابْنِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ، ثُمَّ
انْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا السَّمَاءَ
الثَّانِيَةَ : فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ :
مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : جِبْرِيلُ ، قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ ،
قِيلَ : أَوَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالُوا : مَرْحَبًا بِهِ ،
وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ ، فَفُتِحَ لَنَا ، فَأَتَيْتُ عَلَى يَحْيَى ،
وَعِيسَى ، فَقُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَانِ ؟ قَالَ : هَذَانِ يَحْيَى ، وَعِيسَى
، قَالَ : وَأَحْسَبُهُ ، قَالَ : ابْنَا الْخَالَةِ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمَا ،
فَقَالا : مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ، ثُمَّ
انْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا السَّمَاءَ الثَّالِثَةَ : فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ
، فَقِيلَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ
: جِبْرِيلُ ، قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ :
مُحَمَّدٌ ، قِيلَ : وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالُوا :
مَرْحَبًا بِهِ ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَفُتِحَ لَنَا ، فَأَتَيْتُ عَلَى
يُوسُفَ ، فَقُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : هَذَا أَخُوكَ يُوسُفُ ،
فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ
، ثُمَّ انْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا السَّمَاءَ الرَّابِعَةَ : فَاسْتَفْتَحَ
جِبْرِيلُ فَقِيلَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : جِبْرِيلُ ، قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟
قَالَ : مُحَمَّدٌ ، قِيلَ : وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالُوا :
مَرْحَبًا بِهِ ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ ، فَفُتِحَ لَنَا ، فَأَتَيْتُ
عَلَى إِدْرِيسَ ، فَقُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : أَخُوكَ
إِدْرِيسُ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ
الصَّالِحِ ، قَالَ : قَالَ : فَكَانَ قَتَادَةُ يَقْرَأُ عِنْدَهَا : {
وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا } [سورة مريم آية 57] ،
ثُمَّ
انْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا السَّمَاءَ الْخَامِسَةَ : فَاسْتَفْتَحَ
جِبْرِيلُ ، فَقِيلَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : جِبْرِيلُ ، قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟
قَالَ : مُحَمَّدٌ ، قَالَ : وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالُوا :
مَرْحَبًا بِهِ ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ ، فَفُتِحَ لَنَا ، فَأَتَيْتُ
عَلَى هَارُونَ ، فَقُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : أَخُوكَ هَارُونُ ، فَسَلَّمْتُ
عَلَيْهِ ، فَقَالَ : مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ،
ثُمَّ انْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ :
فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ ، فَقِيلَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : جِبْرِيلُ ، قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟
قَالَ : مُحَمَّدٌ ، قِيلَ : أَوَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالُوا
: مَرْحَبًا بِهِ ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ ، فَفُتِحَ لَنَا ، فَأَتَيْتُ
عَلَى مُوسَى ، فَقُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : هَذَا أَخُوكَ
مُوسَى ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ
الصَّالِحِ ، فَلَمَّا جَاوَزْتُهُ بَكَى ، قِيلَ : وَمَا يُبْكِيكَ ؟ قَالَ :
رَبِّ هَذَا غُلامٌ بَعَثَتْهُ بَعْدِي يَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِهِ الْجَنَّةَ
أَكْثَرُ مِمَّا يَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِي ، ثُمَّ انْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا
السَّمَاءَ السَّابِعَةَ : فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ ، فَقِيلَ : مَنْ هَذَا ؟
قَالَ : جِبْرِيلُ ، قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ ، قَالُوا :
وَقَدْ بُعِثَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالُوا : مَرْحَبًا بِهِ ، وَلَنِعْمَ
الْمَجِيءُ جَاءَ ، فَفُتِحَ لَنَا ، فَأَتَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ ، فَقُلْتُ :
يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : أَبُوكَ إِبْرَاهِيمُ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ
، فَقَالَ : مَرْحَبًا بِالابْنِ الصَّالِحِ
وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ، ثُمَّ رُفِعَ لَنَا الْبَيْتُ
الْمَعْمُورُ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ إِذَا خَرَجُوا
مِنْهُ لَمْ يَعُودُوا فِيهِ آخِرَ مَا عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ رُفِعَتْ لَنَا
السِّدْرَةُ الْمُنْتَهَى ، فَحَدَّثَ نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
أَنَّ وَرَقَهَا مِثْلُ آذَانِ الْفِيَلَةِ ، وَأَنَّ نَبْقَهَا مِثْلُ قِلالِ
هَجَرَ ، وَحَدَّثَ نَبِيُّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَنَّهُ رَأَى
أَرْبَعَةَ أَنْهَارٍ يَخْرُجْنَ مِنْ أَصْلِهَا : نَهْرَانِ بَاطِنَانِ ،
وَنَهْرَانِ ظَاهِرَانِ ، فَقُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ مَا هَذِه الأَنْهَارُ ؟ قَالَ : أَمَّا
النَّهْرَانِ الْبَاطِنَانِ : فَنَهَرَانِ فِي الْجَنَّةِ ، وَأَمَّا النَّهْرَانِ
الظَّاهِرَانِ : فَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ ، قَالَ : ثُمَّ أُتِيتُ بِإِنَائَيْنِ :
أَحَدُهُمَا لَبَنٌ ، وَالآخَرُ خَمْرٌ ، فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ ، فَقِيلَ لِي :
أَصَبْتَ أَصَابَ اللَّهُ بِكَ وَأُمَّتُكَ عَلَى الْفِطْرَةِ ، وَفُرِضَتْ
عَلَيَّ خَمْسُونَ صَلاةٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ ، فَأَتَيْتُ عَلَى مُوسَى ، فَقَالَ :
بِمَا أُمِرْتَ ؟ قُلْتُ : فُرِضَتْ عَلَيَّ خَمْسُونَ صَلاةً كُلَّ يَوْمٍ ،
قَالَ : إِنِّي قَدْ بَلَوْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ
أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ ، وَإنَّ أُمَّتَكَ لا تُطِيقُ ذَلِكَ ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ
فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لأُمَّتِكَ ، قَالَ : فَرَجَعْتُ إِلَى رَبِّي فَحَطَّ
عَنِّي خَمْسًا ، ثُمَّ أَتَيْتُ عَلَى مُوسَى ، فَقَالَ : بِمَا أُمِرْتَ ؟ قُلْتُ : حَطَّ
عَنِّي خَمْسًا ، قَالَ : إِنِّي قَدْ بَلَوْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ
بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ ، وَإنَّ أُمَّتَكَ لا تُطِيقُ ذَلِكَ
، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لأُمَّتِكَ
، قَالَ :
فَرَجَعْتُ إِلَى رَبِّي فَحَطَّ عَنِّي خَمْسًا ، قَالَ : فَمَا زِلْتُ بَيْنَ
مُوسَى وَبَيْنَ رَبِّي حَتَّى صُيِّرَتْ إِلَى خَمْسِ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ
، فَأَتَيْتُ عَلَى مُوسَى ، فَقَالَ : بِمَا أُمِرْتَ ؟ قُلْتُ : صُيِّرَتْ إِلَى
خَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ ، قَالَ : إِنِّي بَلَوْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ
وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ ، وَإنَّ أُمَّتَكَ لا
تُطِيقُ ذَلِكَ ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لأُمَّتِكَ ،
فَقُلْتُ : لَقَدْ رَجَعْتُ إِلَى رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ وَلَكِنِّي أَرْضَى
وَأُسَلِّمُ ، قَالَ : فَنُودِيتُ أَنِّي قَدْ أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي وَخَفَّفْتُ
عَنْ عِبَادِي وَجَعَلْتُ الْحَسَنَةَ بِعَشَرَةٍ أَمْثَالِهَا .
253 حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ،
قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ
بْنُ زُرَيْعٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ، وَهِشَامٌ
وَحَدَّثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ بَكْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ
، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَحَدَّثَنَا مَسْرُورُ بْنُ
نُوحٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُثَنَّى ، قَالَ : حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ كِلاهُمَا ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ
الْفَارِسِيُّ ، وَأَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا عَمْرُو
بْنُ عَاصِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ،
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ مَالِكَ بْنَ صَعْصَعَةَ حَدَّثَهُمْ ، أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَدَّثَهُمْ عَنْ لَيْلَةِ الإِسْرَاءِ ،
قَالَ : بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ فِي الْحَطِيمِ ، وَرُبَّمَا قَالَ : فِي الْحِجْرِ
، إِذْ أَتَانِي آتٍ ، فَجَعَلَ يَقُولُ : أَحَدُ الثَّلاثَةِ ، قَالَ : فَأَتَانِي
فَشَقَّ ، وَرُبَّمَا قَالَ : فَقَدَّ مَا بَيْنَ هَذِهِ إِلَى هَذِهِ ، قَالَ
قَتَادَةُ : فَقُلْتُ لِلْجَارُودِ وَهُوَ قَائِدِي : مَا يَعْنِي ؟ قَالَ : مِنْ
ثُغْرَةِ نَحْرِهِ إِلَى شِعْرَتِهِ ، قَالَ : وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : مِنْ
قِصَّتِهِ إِلَى شِعْرَتِهِ ، قَالَ
: فَاسْتَخْرَجَ قَلْبِي فَغَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ ،
وَأُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءَةٍ إِيمَانًا وَحِكْمَةً ، فَغُسِلَ
قَلْبِي ، ثُمَّ حُشِيَ ، ثُمَّ أُعِيدَ ، ثُمَّ
أُتِيتُ بِدَابَّةٍ دُونَ الْبَغْلِ وَفَوْقَ الْحِمَارِ
أَبْيَضَ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ الْجَارُودُ : يَا أَبَا حَمْزَةَ ، أَهُوَ
الْبُرَاقُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، يَضَعُ خَطْوَهُ عِنْدَ أَقْصَى طَرَفِهِ ،
فَحُمِلْتُ عَلَيْهِ ، فَانْطَلَقَ بِي جِبْرِيلُ حَتَّى أَتَى بِي السَّمَاءَ
الدُّنْيَا ، فَاسْتَفْتَحَ ، فَقِيلَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : جِبْرِيلُ ، قَالَ :
وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ ، قِيلَ : أَوَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ :
نَعَمْ ، قِيلَ : مَرْحَبًا بِهِ ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ ، قَالَ :
فَفُتِحَ ، فَلَمَّا خَلَصْتُ إِذَا فِيهَا آدَمُ ، قَالَ : هَذَا أَبُوكَ آدَمُ فَسَلِّمْ
عَلَيْهِ ، قَالَ : فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ ، وَقَالَ مَرْحَبًا
بِالابْنِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ، ثُمَّ صَعِدَ بِي إِلَى
السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ : فَاسْتَفْتَحَ ، فَقِيلَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : جِبْرِيلُ ،
قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ
: مُحَمَّدٌ ، قِيلَ : أَوَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ؟
قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : مَرْحَبًا بِهِ ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ ، فَلَمَّا خَلَصْنَا
إِذَا يَحْيَى ، وَعِيسَى وَهُمَا ابْنَا خَالَةٍ ، فَقَالَ : هَذَا عِيسَى ، وَيَحْيَى
، فَسَلِّمْ عَلَيْهِمَا ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمَا فَرَدَّا ، وَقَالا :
مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ، ثُمَّ صَعِدَ حَتَّى
أَتَى السَّمَاءَ الثَّالِثَةَ : فَاسْتَفْتَحَ ، فَقِيلَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : جِبْرِيلُ ،
قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ
: مُحَمَّدٌ ، قِيلَ : وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ
: نَعَمْ ، قِيلَ : مَرْحَبًا بِهِ ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ ، فَلَمَّا
خَلَصْتُ إِذَا يُوسُفُ ، قَالَ : هَذَا يُوسُفُ ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَسَلَّمْتُ
عَلَيْهِ ، وَقَالَ : مَرْحَبًا
بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ، قَالَ :
ثُمَّ صَعِدَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ : فَاسْتَفْتَحَ ، فَقِيلَ : مَنْ هَذَا
؟ قَالَ : جِبْرِيلُ ، قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ ، قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ
إِلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قِيلَ : مَرْحَبًا بِهِ ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ
جَاءَ ، فَلَمَّا خَلَصْتُ إِذَا إِدْرِيسُ ، قَالَ : هَذَا إِدْرِيسُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ
، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ ، وَقَالَ : مَرْحَبًا بِالأَخِ
الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ، ثُمَّ صَعِدَ بِي إِلَى السَّمَاءِ
الْخَامِسَةِ : فَاسْتَفْتَحَ ، فَقِيلَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : جِبْرِيلُ ،
قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ قِيلَ : وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ؟
قَالَ : نَعَمْ ، قِيلَ : مَرْحَبًا بِهِ ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ ،
فَلَمَّا خَلَصْتُ إِذَا هَارُونُ ، قَالَ : سَلِّمْ عَلَيْهِ ، فَسَلَّمْتُ
عَلَيْهِ ، فَرَدَّ عَلَيَّ وَقَالَ : مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ
الصَّالِحِ ، ثُمَّ صَعِدَ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ السَّادِسَةَ : فَاسْتَفْتَحَ
، فَقِيلَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ
: جِبْرِيلُ ، قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ :
مُحَمَّدٌ ، قِيلَ : وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قِيلَ :
مَرْحَبًا بِهِ ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ ، فَلَمَّا خَلَصْتُ إِذَا مُوسَى ،
قَالَ : هَذَا أَخُوكَ مُوسَى ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ
فَرَدَّ عَلَيَّ وَقَالَ : مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ
، فَلَمَّا جَاوَزْتُهُ بَكَى ، فَقِيلَ لَهُ : مَا يُبْكِيكَ ؟ قَالَ : أَبْكِي أَنَّ
غُلامًا بُعِثَ بَعْدِي يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِهِ أَكْثَرُ مِمَّنْ
يَدْخُلُهَا مِنْ أُمَّتِي ، ثُمَّ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ
: فَاسْتَفْتَحَ ، فَقِيلَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ :
جِبْرِيلُ ، قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ ، فَقِيلَ : وَقَدْ أُرْسِلَ
إِلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قِيلَ : مَرْحَبًا بِهِ ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ
جَاءَ ، فَلَمَّا خَلَصْتُ إِذَا إِبْرَاهِيمُ ، قَالَ : هَذَا إِبْرَاهِيمُ ،
فَسَلِّمْ عَلَيْهِ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَقَالَ : مَرْحَبًا بِالابْنِ الصَّالِحِ
وَالأَخِ الصَّالِحِ ، ثُمَّ رُفِعَتْ لِي سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى فَإِذَا هُوَ
يَخْرُجُ مِنْ تَحْتِهَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ : نَهْرَانِ ظَاهِرَانِ ،
وَنَهْرَانِ بَاطِنَانِ ، فَقُلْتُ : مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : أَمَا
الْبَاطِنَانِ : فَنَهَرَانِ فِي الْجَنَّةِ ، وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ :
فَالنِّيلُ ، وَالْفُرَاتُ ، قَالَ : ثُمَّ رُفِعَتْ إِلَى الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ .
254 قَالَ قَتَادَةُ ، وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ
يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ ثُمَّ لا يَعُودُونَ فِيهِ ،
قَالَ : ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم - : ثُمَّ أُتِيتُ بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ ، وَإِنَاءٍ مِنْ
لَبَنٍ ، وَإِنَاءٍ مِنْ عَسَلٍ ، فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ ، فَقَالَ : هَذِهِ
الْفِطْرَةُ أَنْتَ عَلَيْهَا وَأُمَّتُكَ ، ثُمَّ فُرِضَتِ الصَّلاةُ خَمْسُونَ
صَلاةٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ ، قَالَ
: قَالَ : فَرَجَعْتُ فَمَرَرْتُ بِمُوسَى ، فَقَالَ :
مَا أُمِرْتُ ؟ فَقُلْتُ : أُمِرْتُ بِخَمْسِينَ صَلاةٍ كُلَّ يَوْمٍ ، قَالَ :
إِنِّي عَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَبْلَكَ ، وَإِنَّ أُمَّتَكَ لا تَسْتَطِيعُ
خَمْسِينَ صَلاةٍ ، وَإِنِّي قَدْ خَبَرْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ ، وَعَالَجْتُ بَنِي
إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ
التَّخْفِيفَ لأُمَّتِكَ ، قَالَ : فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا ، قَالَ :
فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى ، فَقَالَ : بِمَا أُمِرْتَ ؟ قُلْتُ : أُمِرْتُ
بِأَرْبَعِينَ صَلاةٍ ، قَالَ : إِنِّي خَبَرْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ
بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ
التَّخْفِيفَ لأُمَّتِكَ ، قَالَ : فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا ، قَالَ : فَرَجَعْتُ
إِلَى مُوسَى ، فَقَالَ : بِمَا أُمِرْتَ ؟ فَقُلْتُ : أُمِرْتُ بِثَلاثِينَ
صَلاةٍ ، قَالَ : إِنَّ أُمَّتَكَ لا تَسْتَطِيعُ ثَلاثِينَ صَلاةٍ وَإِنِّي قَدْ
خَبَرْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ
الْمُعَالَجَةِ ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ
لأُمَّتِكَ ، قَالَ : فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا
، قَالَ : فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى ، فَقَالَ : بِمَا أُمِرْتَ ؟ فَقَالَ :
أُمِرْتُ بِعِشْرِينَ صَلاةٍ ، فَقَالَ : إِنَّ أُمَّتَكَ لا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ ،
وَإِنِّي قَدْ خَبَرْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ
الْمُعَالَجَةِ ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ ، قَالَ :
فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِعَشْرِ صَلَوَاتٍ ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى ، فَقَالَ :
بِكَمْ أُمِرْتَ ؟ فَقُلْتُ : أُمِرْتُ بِعَشْرِ صَلَوَاتٍ ، قَالَ : إِنَّ
أُمَّتَكَ لا تَسْتَطِيعُ عَشْرَ صَلَوَاتٍ ، وَإِنِّي قَدْ خَبَرْتُ النَّاسَ
قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ
فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لأُمَّتِكَ ، قَالَ : فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِخَمْسِ
صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى ، فَقَالَ : بِمَا أُمِرْتَ ؟ قُلْتُ : أُمِرْتُ
بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ ، قَالَ : إِنَّ أُمَّتَكَ لا تُطِيقُ خَمْسَ صَلَوَاتٍ كُلَّ
يَوْمٍ وَإِنِّي قَدْ خَبَرْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ
أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لأُمَّتِكَ
، قَالَ : قُلْتُ : قَدْ سَأَلْتُ رَبِّي حَتَّى قَدِ اسْتَحْيَيْتُ وَلَكِنِّي
أَرْضَى وَأُسَلِّمُ ، قَالَ : فَلَمَّا نَفَذَتْ نَادَانِي مُنَادِي : إِنِّي
قَدْ أَنْفَذْتُ فَرِيضَتِي وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي ، هَذَا لَفْظُ هَمَّامٍ ،
عَنْ قَتَادَةَ ، وَفِي حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ بِنَحْوِهِ ،
وَلَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ الْحَسَنِ ، وَقَالَ مَكَانَ : قَدْ خَبَرْتُ النَّاسَ ،
قَالَ : بَلَوْتُ النَّاسَ ، وَزَادَ فِيهِ : عَنْ عِبَادِي وَجَعَلْتُ كُلَّ
حَسَنَةٍ عَشَرَةَ أَمْثَالِهَا ، وَلَيْسَ فِي حَدِيثِ
هَمَّامٍ أَيْضًا ذِكْرِ الْحَسَنِ وَلا الْجَارُودِ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنَادِي ، قَالَ :
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : شَيْبَانُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، أَنَّ مَالِكَ بْنَ صَعْصَعَةَ حَدَّثَهُمْ ،
وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الْحِمْصِيُّ
، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
شَيْبَانُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ بِطُولِهِ .
255 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أنبا مَعْمَرٌ وَحَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبِي ، عَنْ صَالِحٍ كِلاهُمَا ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ،
عَنْ جَابِرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - : لَمَّا كَذَّبَتْنِي قُرَيْشٌ حِينَ
أُسْرِيَ بِي إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ قُمْتُ فِي الْحِجْرِ وَأَثْنَيْتُ عَلَى
رَبِّي وَسَأَلْتُهُ أَنْ يُمَثِّلَ لِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ ، فَرُفِعَ لِي ،
فَجَعَلْتُ أَنْعَتُ لَهُمْ آيَاتِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ .
256 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ :
أنبا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ
أَبُو سَلَمَةَ : سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : لَمَّا
كَذَّبَتْنِي قُرَيْشٌ قُمْتُ فِي الْحِجْرِ ، فَجَلَّى اللَّهُ لِي بَيْتَ
الْمَقْدِسِ ، فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عَنْ آيَاتِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ .
257 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ
الْمُنَادِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ : أَنَّ
نَبِيَّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَتَاهُ جِبْرِيلُ وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ
الْغِلْمَانِ ، فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ ، فَشَقَّ عَنْ قَلْبِهِ ، فَاسْتَخْرَجَ
الْقَلْبَ ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً ، فَقَالَ : هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ ،
ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ ، ثُمَّ لأَمَهُ ، ثُمَّ
أَعَادَهُ فِي مَكَانِهِ ، وَجَاءَ الْغِلْمَانُ يَسْعَوْنَ إِلَى أُمِّهِ يَعْنِي
ظِئْرَهُ ، فَقَالُوا : إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ ، فَاسْتَقْبَلُوهُ وَهُوَ مُنْتَقِعُ
اللَّوْنِ ، قَالَ أَنَسٌ : وَكُنْتُ أَرَى أَثَرَ الْمِخْيَطِ فِي صَدْرِهِ .
258 حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ صَاحِبُ الشَّافِعِيِّ
، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ
، قَالَ : حَدَّثَنِي شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُنَا ، عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِرَسُولِ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ أَنَّهُ جَاءَهُ
ثَلاثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ فَلَمْ يُكَلِّمُوهُ حَتَّى
احْتَمَلُوهُ فَوَضَعُوهُ عِنْدَ بِئْرِ زَمْزَمَ ، فَتَوَلاهُ مِنْهُمْ جِبْرِيلُ
، فَشَقَّ جِبْرِيلُ مَا بَيْنَ نَحْرِهِ إِلَى لَبَّتِهِ حَتَّى فَرَّجَ عَنْ
صَدْرِهِ وَجَوْفِهِ ، فَغَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ حَتَّى أَنْقَى جَوْفَهُ ،
ثُمَّ أُتِيَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ نُورٌ مِنْ ذَهَبٍ مَحْشُوًّا إِيمَانًا وَحِكْمَةً
، فَحَشَا بِهِ صَدْرَهُ وَجَوْفَهُ ، ثُمَّ أَطْبَقَهُ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى
السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَضَرَبَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِهَا ، فَنَادَاهُ أَهْلُ
السَّمَاءِ مَنْ هَذَا ؟ قَالَ
: جِبْرِيلُ ، قَالُوا : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ :
مُحَمَّدٌ ، قَالُوا : قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالُوا :
مَرْحَبًا وَأَهْلا يَسْتَبْشِرُ بِهِ أَهْلُ السَّمَاءِ لا يَعْلَمُ أَهْلُ
السَّمَاءِ بِمَا يُرِيدُ اللَّهُ فِي الأَرْضِ حَتَّى يُعَلِّمَهُمْ ، وَذَكَرَ
الْحَدِيثَ .
259 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - قَالَ : أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ ، فَوْقَ
الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ ، يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ ،
فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ ، فَرَبَطْتُ الدَّابَّةَ
بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهَا الأَنْبِيَاءُ ، فَدَخَلْتُ فَصَلَّيْتُ
فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ، فَأَتَانِي جِبْرِيلُ بِإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ ، وَإِنَاءٍ
مِنْ خَمْرٍ ، فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ ، فَقَالَ لِي جِبْرِيلُ : اخْتَرْتَ
الْفِطْرَةَ ، فَعَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَاسْتَفْتَحَ
جِبْرِيلُ ، فَقِيلَ لَهُ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا جِبْرِيلُ ، وَقِيلَ :
مَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ ، قِيلَ : وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : قَدْ
بُعِثَ إِلَيْهِ ، فَفُتِحَ لَنَا ، فَإِذَا أَنَا بِآدَمَ فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ
، ثُمَّ عَرَجَ إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ : فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ ،
فَقِيلَ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : جِبْرِيلُ ، قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ :
مُحَمَّدٌ ، قِيلَ : وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ فَفُتِحَ لَهُ
، فَإِذَا أَنَا بِابْنَيِ الْخَالَةِ : يَحْيَى ، وَعِيسَى ، فَرَحَّبَا
وَدَعَوَا لِي بِخَيْرٍ ، ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ :
فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ ، فَقِيلَ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا جِبْرِيلُ ،
قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ ، قِيلَ : وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ
: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ، فَفُتِحَ لَنَا فَإِذَا أَنَا بِيُوسُفَ ، وَإِذَا
هُوَ قَدْ أُعْطِيَ شَطْرَ الْحُسْنِ فَرَحَّبَ ،
وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ ، ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ : فَاسْتَفْتَحَ
جِبْرِيلُ ، قِيلَ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا جِبْرِيلُ ، قِيلَ : وَمَنْ
مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ ، قِيلَ : وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : قَدْ
بُعِثَ إِلَيْهِ ، فَفُتِحَ لَنَا ، فَإِذَا أَنَا بِإِدْرِيسَ ، فَرَحَّبَ
وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ ، قَالَ : وَقَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ هَذِهِ الآيَةَ : {
وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا } [سورة مريم آية 57] ، ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى
السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ : فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ ، قِيلَ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ :
جِبْرِيلُ ، قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ ، قِيلَ : وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ
؟ قَالَ : قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ، فَفُتِحَ لَنَا ، فَإِذَا أَنَا بِهَارُونَ
فَرَحَّبَ لِي وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ ، ثُمَّ عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ
السَّادِسَةِ : فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ ، قِيلَ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ :
جِبْرِيلُ ، قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ ، قِيلَ : وَقَدْ بُعِثَ
إِلَيْهِ ؟ قَالَ : قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ، فَفُتِحَ لَنَا ، فَإِذَا أَنَا
بِمُوسَى فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ ، ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ
السَّابِعَةِ : فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ ، قِيلَ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : جِبْرِيلُ ،
قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ
: مُحَمَّدٌ ، قِيلَ : وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ :
قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ ، فَفُتِحَ لَنَا فَإِذَا أَنَا بِإِبْرَاهِيمَ ، وَإِذَا
هُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ ، وَإِذَا هُوَ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ
سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ ثُمَّ لا يَعُودُونَ إِلَيْهِ ، وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ ، ثُمَّ
انْتَهَيْتُ إِلَى السِّدْرَةِ الْمُنْتَهَى ، وَإِذَا
ثَمَرُهَا كَالْقِلالِ ، وَإِذَا وَرَقُهَا كَآذَانِ الْفِيَلَةِ
، فَلَمَّا غَشِيَهَا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا غَشِيَ تَغَيَّرَتْ حَتَّى مَا
يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ أَنْ يَنْعَتَهَا مِنْ حُسْنِهَا ،
فَأَوْحَى إِلَيَّ مَا أَوْحَى وَفَرَضَ عَلَيَّ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ
خَمْسِينَ صَلاةٍ ، فَنَزَلْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى مُوسَى ، فَقَالَ : مَا
فَرَضَ عَلَيْكَ رَبُّكَ ؟ قُلْتُ : خَمْسِينَ صَلاةٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ
، قَالَ : ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لأُمَّتِكَ ، فَإِنَّ
أُمَّتَكَ لا يُطِيقُونَ ذَلِكَ ، فَإِنِّي قَدْ بَلَوْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَجَرَّبْتُهُمْ
، قَالَ : فَرَجَعْتُ إِلَى رَبِّي ، فَقُلْتُ : يَا رَبِّي خَفِّفْ عَنْ أُمَّتِي
، فَحَطَّ عَنِّي خَمْسَةً ، فَنَزَلْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى مُوسَى ،
فَقَالَ : مَا صَنَعْتَ ؟ قُلْتُ
: حَطَّ عَنِّي خَمْسًا ، قَالَ : ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ
فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ ، فَلَمْ أَزَلْ بَيْنَ رَبِّي وَبَيْنَ مُوسَى حَتَّى
جَعَلَ خَمْسَ صَلَوَاتٍ لِكُلِّ صَلاةٍ عَشَرَةٌ فَتِلْكَ عَشَرَةٌ فَتِلْكَ خَمْسُونَ
، وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ حَسَنَةً وَاحِدَةً فَإِنْ
عَمِلَهَا كُتِبَتْ عَشْرًا ، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ
يَكْتُبْ شَيْئًا فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ سَيِّئَةً وَاحِدَةً ، فَنَزَلْتُ
حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى مُوسَى ، فَقَالَ : مَا صَنَعْتَ ؟ فَأَخْبَرْتُهُ ،
فَقَالَ : ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ ، فَقُلْتُ : قَدْ
رَجَعْتُ إِلَى رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ .
260 حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ الْبَكْرَاوِيُّ
، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ وَحَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ
رَجَاءٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالا : حَدَّثَنَا مَالِكُ
بْنُ مِغْوَلٍ ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ ،
عَنْ مُرَّةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : لَمَّا أُسْرِيَ
بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - انْتُهِيَ بِهِ إِلَى سِدْرَةِ
الْمُنْتَهَى وَهِيَ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ ، وَإِلَيْهَا يُنْتَهَى بِمَا
هَبَطَ مِنْ فَوْقِهَا حَتَّى يُقْبَضَ مِنْهَا ، وَإِلَيْهَا يُنْتَهَى بِمَا
عَرَجَ مِنْ تَحْتِهَا حَتَّى يُقْبَضَ مِنْهَا ، قَالَ : { إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ
مَا يَغْشَى } [سورة النجم آية 16 ] ، قَالَ : فَرَأَيْتُ فَرَاشًا مِنْ ذَهَبٍ ،
فَأُعْطِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ،
قُلْتُ : أُعْطِيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ ، وَأُعْطِيَ خَوَاتِيمَ سُورَةِ
الْبَقَرَةِ ، وَيُغْفَرُ لِمَا مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ
شَيْئًا الْمُقْحِمَاتُ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
سَهْلُ بْنُ عَامِرٍ الْبَجَلِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ
بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ ، هَذَا لَفْظُ يَحْيَى بْنِ آدَمَ ، وَزَادَ فِيهِ أَبُو
أَحْمَدَ ، فَقَالَ : إِلَيْهَا يُنْتَهَى بِمَا عُرِجَ مِنَ الأَرْوَاحِ
وَيُقْبَضُ بِهَا ، وَقَالَ أُعْطِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
عِنْدَهَا ثَلاث لَمْ يُعْطَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلَهُ ، فُرِضَ عَلَيْهِ خَمْسُ
صَلَوَاتٍ وَجُعِلَتْ بِخَمْسِينَ صَلاةٍ .
261 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصَّنْعَانِيُّ
، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : أنبا مَعْمَرٌ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : وَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : حِينَ أُسْرِيَ
بِهِ ، لَقِيتُ مُوسَى ، قَالَ
: فَنَعَتَهُ ، فَإِذَا رَجُلٌ حَسِبْتُهُ قَالَ :
مُضْطَرِبُ رَجِلُ الرَّأْسِ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ ، قَالَ :
وَلَقِيتُ عِيسَى ، نَعَتَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ :
رَبْعَةُ أَحْمَرُ كَأَنَّهُ خَرَجَ مِنْ دِيمَاسٍ ، قَالَ : وَرَأَيْتُ
إِبْرَاهِيمَ وَأَنَا أَشْبَهُ وَلَدِهِ بِهِ ، قَالَ : وَأُتِيتُ بِإِنَائَيْنِ :
فِي أَحَدِهِمَا لَبَنٌ ، وَفِي الآخَرِ خَمْرٌ ، فَقِيلَ لِي : خُذْ أَيَّهُمَا
شِئْتَ ، فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ فَشَرِبْتُهُ ، فَقِيلَ لِي هُدِيتَ لِلْفِطْرَةِ
أَوْ أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَخَذْتَ الْخَمْرَ ، غَوَتْ
أُمَّتُكَ ، وَالدِّيمَاسُ : حَمَّامٌ
.
262 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ :
حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ ، أَنَّ أَبَا
الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - قَالَ : عُرِضَ عَلَيَّ الأَنْبِيَاءُ ، فَإِذَا مُوسَى ضَرْبٌ مِنَ
الرِّجَالِ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ ، وَرَأَيْتُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ
فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ ، وَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ
فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ شَبَهًا صَاحِبُكُمْ يَعْنِي نَفْسَهُ ،
وَرَأَيْتُ جِبْرِيلَ فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا دِحْيَةُ بْنُ
خَلِيفَةَ .
263 حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
الْمُقْرِي ، قَالا : حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، أَنَّ أَبَا الزُّبَيْرِ
أَخْبَرَهُ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّه ِ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - قَالَ : عُرِضَ عَلَيَّ الأَنْبِيَاءُ ، فَإِذَا مُوسَى ضَرْبٌ
مِنَ الرِّجَالِ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ ، وَرَأَيْتُ عِيسَى ابْنَ
مَرْيَمَ فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ ،
وَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ فَإِذَا أَنَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا صَاحِبُكُمْ
يَعْنِي نَفْسَهُ ، وَرَأَيْتُ جِبْرِيلَ فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ
شَبَهًا دِحْيَةُ .
264 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ الْبَصْرِيُّ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ،
وَأَبُو الْحَسَنِ الْمَيْمُونِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ
النُّعْمَانِ الْجَوْهَرِيُّ ، قَالا
: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ ، عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَأَنَا فِي الْحِجْرِ
وَقُرَيْشٌ تَسْأَلُنِي عَنْ مَسْرَايَ ، فَسَأَلُونِي عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ بَيْتِ
الْمَقْدِسِ لَمْ أُثْبِتْهَا ، فَكُرِبْتُ كَرْبًا مَا كُرِبْتُ مِثْلَهُ ،
فَرَفَعَهُ اللَّهُ لِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ ، قَالَ : فَمَا يَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلا
أَنْبَأْتُهُمْ بِهِ ، وَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الأَنْبِيَاءِ
فَإِذَا مُوسَى قَائِمٌ يُصَلِّي ، فَإِذَا رَجُلٌ ضَرْبٌ جَعْدٌ كَأَنَّهُ مِنْ
رِجَالِ شَنُوءَةَ ، وَرَأَيْتُ عِيسَى قَائِمًا يُصَلِّي أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ
شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ ، وَإِذَا إِبْرَاهِيمُ قَائِمٌ يُصَلِّي
أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ صَاحِبُكُمْ يَعْنِي نَفْسَهُ ، فَحَانَتِ الصَّلاةُ
وَأَمَمْتُهُمْ فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنَ الصَّلاةِ ، قَالَ لِي قَائِلٌ : يَا
مُحَمَّدُ ، هَذَا مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ ، فَالْتَفَتُّ
إِلَيْهِ فَبَدَأَنِي بِالسَّلامِ ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ بَكَّارٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ ، قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ
أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ رَبِيعَةَ
الْهَاشِمِيِّ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ،
فَذَكَرَ مِثْلَهُ .
265 حَدَّثَنَا الْمَيْمُونِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ عُقَيْلٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ،
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : لَمَّا كَذَّبَتْنِي قُرَيْشٌ
قُمْتُ فِي الْحِجْرِ ، فَجَلا اللَّهُ لِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ ، فَطَفِقْتُ
أُخْبِرُهُمْ عَنْ آيَاتِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ .
مُبْتَدَأُ أَبْوَابٍ فِي الرَّدِّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ
، وَبَيَانِ أَنَّ الْجَنَّةَ مَخْلُوقَةٌ ، وأن النبي صلي الله عليه وسلم دخلها ،
وأنها فوق السموات والأرض ، وأن السدرة المنتهي فوقها ، وأن الله فوقها ، وأن
النبي صلي الله عليه وسلم انتهى إليها ، وأنه دنا من رب العزة ورب العزة دنا منه قاب
قوسين أو أدني ، وأن ما غشي السدرة من الألوان كان من نوره تبارك وتعالى ، وأن
الكوثر الذي أعطي محمد صلي الله عليه وسلم هو مخلوق وموجود ، وهو نهر من ماء ترابه
المسك ، وصفة الحوض ومائة ، وأن من بدل ما كان علي عهد النبي صلي الله عليه وسلم
من أمته لم يرد حوضه ، وأن النيل والفرات أصلهما في السماء ، وإثبات صريف الأقلام
فوق السموات السبع ، وأن موسى رفع فوق الأنبياء بكلامه تبارك وتعالى
266 حَدَّثَنَا حَمْدَانُ بْنُ الْجُنَيْدِ الدَّقَّاقُ
، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبْجَرَ ، وَمُطَرِّفُ بْنُ طَرِيفٍ ، سَمِعَا الشَّعْبِيَّ ،
يَقُولُ : سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ ، رَفَعَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم - : إِنَّ مُوسَى سَأَلَ رَبَّهُ ، قَالَ : أَيُّ أَهْلِ
الْجَنَّةِ أَدْنَى مَنْزِلَةً ؟ قَالَ : رَجُلٌ يَجِيءُ بَعْدَ مَا دَخَلَ أَهْلُ
الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ ، فَيُقَالُ لَهُ : ادْخُلِ الْجَنَّةَ ، فَيَقُولُ :
كَيْفَ وَقَدْ نَزَلُوا مَنَازِلَهُمْ وَأَخَذُوا أَخَذَاتِهِمْ ؟ فَيُقَالُ لَهُ : أَفَتَرْضَى
أَنْ يَكُونَ لَكَ مَا كَانَ لِمَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الدُّنْيَا ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ
، أَيْ رَبِّ ، فَيُقَالُ : ذَلِكَ لَكَ وَمَعَ هَذَا مَا اشْتَهَتْ نَفْسُكَ
وَلَذَّتْ عَيْنُكَ ، قَالَ مُوسَى
: أَيْ رَبِّ فَأَيُّ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَرْفَعُ
مَنْزِلَةً ؟ قَالَ : إِيَّاهَا أَرَدْتَ وَسَأُحَدِّثُكَ عَنْهُمْ : غَرَسْتُ
كَرَامَتَهُمْ بِيَدِي ، وَخَتَمْتُ عَلَيْهَا فَلا عَيْنٌ رَأَتْ وَلا أُذُنٌ
سَمِعَتْ وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ، وَذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ : {
فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا
يَعْمَلُونَ } [سورة السجدة آية 17
] .
267 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، وَأَبُو
عُبَيْدِ اللَّهِ ، قَالا : حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي يُونُسُ ، عَنِ
ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَخْبَرَهُ ، قَالَ : كَانَ أَبُو ذَرٍّ
حَدَّثَ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : فُرِّجَ سَقْفُ
بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ فَفَرَجَ صَدْرِي ، ثُمَّ
غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ
حِكْمَةً وَإِيمَانًا ، فَأَفْرَغَهَا فِي صَدْرِي ، ثُمَّ أَطْبَقَهُ ، ثُمَّ
أَخَذَ بِيَدِي ، فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ ، فَلَمَّا جِئْنَا السَّمَاءَ ،
قَالَ جِبْرِيلُ لِخَازِنِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا : افْتَحْ ، قَالَ : مَنْ هَذَا
؟ قَالَ : هَذَا جِبْرِيلُ ، قَالُوا : هَلْ مَعَكَ أَحَدٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ ،
مَعِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : أُرْسِلَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَفُتِحَ ، فَلَمَّا
عَلَوْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا إِذَا رَجُلٌ عَنْ يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ ، وَعَنْ
يَسَارِهِ أَسْوِدَةٌ ، فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى ، قَالَ : مَرْحَبًا
بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالابْنِ الصَّالِحِ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ
مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : هَذَا آدَمُ ، وَهَذِهِ الأَسْوِدَةُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ
شِمَالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ ، فَأَهْلُ الْيَمِينِ هُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ ،
وَالأَسْوِدَةُ الَّتِي عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّارِ ، فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ
يَمِينِهِ ضَحِكَ ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى ، قَالَ : ثُمَّ عَرَجَ
بِي جِبْرِيلُ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ : فَقَالَ لِخَازِنِهَا :
افْتَحْ ، فَقَالَ لَهُ خَازِنُهَا مِثْلَ مَا قَالَ خَازِنُ السَّمَاءِ
الدُّنْيَا فَفَتَحَ ، قَالَ أَنَسٌ : فَذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ فِي
السَّمَاوَاتِ آدَمَ ، وَإِدْرِيسَ ، وَمُوسَى ،
وَعِيسَى ، وَإِبْرَاهِيمَ ، وَلَمْ يُثْبِتْ كَيْفَ كَانَ مَنَازِلُهُمْ ، غَيْرَ
أَنَّهُ قَدْ ذَكَرَ : أَنَّهُ قَدْ وَجَدَ آدَمَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا ،
وَإِبْرَاهِيمَ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ ، قَالَ : فَلَمَّا مَرَّ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَجِبْرِيلُ بِإِدْرِيسَ ، قَالَ : مَرْحَبًا
بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالأَخِ الصَّالِحِ ، قَالَ : ثُمَّ مَرَّ ، فَقُلْتُ :
مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : هَذَا إِدْرِيسُ ، قَالَ : ثُمَّ مَرَرْتُ بِمُوسَى ، قَالَ
: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالأَخِ الصَّالِحِ ، قَالَ : قَالَ : قُلْتُ
: مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : هَذَا مُوسَى ، قَالَ : ثُمَّ مَرَرْتُ بِعِيسَى ، فَقَالَ
: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالأَخِ الصَّالِحِ ، قَالَ : قُلْتُ : مَنْ
هَذَا ؟ قَالَ : هَذَا عِيسَى ، قَالَ :
ثُمَّ مَرَرْتُ بِإِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : مَرْحَبًا
بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالابْنِ الصَّالِحِ ، قَالَ : قُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟
قَالَ : هَذَا إِبْرَاهِيمُ ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ حَزْمٍ ،
أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ ، وَأَبَا حَبَّةَ الأَنْصَارِيَّ كَانَا يَقُولانِ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : ثُمَّ عُرِجَ بِي حَتَّى ظَهَرْتُ بِمُسْتَوًى
أَسْمَعُ فِيهِ صَرِيفَ الأَقْلامِ ، قَالَ ابْنُ حَزْمٍ ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ
: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : فَفَرَضَ اللَّهُ عَلَى
أُمَّتِي خَمْسِينَ صَلاةٍ ، قَالَ
: فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ حَتَّى أَمُرَّ بِمُوسَى ،
فَقَالَ مُوسَى : مَا فَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ ؟ قُلْتُ : فَرَضَ
عَلَيْهِمْ خَمْسِينَ صَلاةٍ ، قَالَ لِي مُوسَى : فَرَاجِعْ رَبَّكَ ، فَإِنَّ
أُمَّتَكَ لا تُطِيقُ ذَلِكَ ، فَرَاجَعْتُ رَبِّي
فَوَضَعَ شَطْرَهَا ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى
فَأَخْبَرْتُهُ ، قَالَ : رَاجِعْ رَبَّكَ ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لا تُطِيقُ ذَلِكَ
، قَالَ : فَرَاجَعْتُ رَبِّي ، فَقَالَ : هِيَ خَمْسٌ ، وَهِيَ خَمْسُونَ لا
يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ ، قَالَ : فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى ، فَقَالَ :
رَاجِعْ رَبَّكَ ، فَقُلْتُ : قَدِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي ، قَالَ : ثُمَّ انْطَلَقَ بِي
حَتَّى نَأْتِيَ سِدْرَةَ الْمُنْتَهَى ، فَغَشِيَهَا أَلْوَانٌ لا أَدْرِي مَا هِيَ
، قَالَ : ثُمَّ أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا فِيهَا جَنَابِذُ اللُّؤْلُؤِ
وَإِذَا تُرَابُهَا الْمِسْكُ .
268 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ
الأَيْلِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلامَةُ بْنُ رَوْحٍ ، عَنْ عُقَيْلٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ ، قَالَ
: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ ،
قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - قَالَ : فُرِجَ سَقْفُ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ
فَفَرَجَ صَدْرِي ، ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ
مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءًا حِكْمَةً وَإِيمَانًا فَأَفْرَغَهَا فِي صَدْرِي ، ثُمَّ
ذَكَرَ الْحَدِيثَ بِمِثْلِ حَدِيثِ يُونُسَ بِتَمَامِهِ ، إِلا أَنَّهُ قَالَ :
عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَلَمْ يَقُلْ نَسَمَةً فَقَطْ .
269 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السِّجْزِيُّ ،
وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
قَالا : أنبا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ،
قَالَ : فُرِضَتْ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ
الصَّلَوَاتُ خَمْسِينَ ، ثُمَّ نُقِصَتْ حَتَّى جُعِلَتْ خَمْسًا ، ثُمَّ نُودِيَ
: يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّهُ لا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ ، وَإِنَّ لَكَ بِهَذِهِ
الْخَمْسِ خَمْسِينَ .
270 حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي
شَرِيكُ بْنُ أَبِي نَمِرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُنَا
عَنْ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :
فَوَجَدَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا آدَمَ ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ : هَذَا
أَبُوكَ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ ، فَرَدَّ عَلَيَّ ، فَقَالَ : مَرْحَبًا بِكَ
وَأَهْلا يَا بُنَيَّ ، فَنِعْمَ الابْنُ أَنْتَ ، فَإِذَا هُوَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا
بِنَهَرَيْنِ يَطَّرِدَانِ ، فَقَالَ : مَا هَذَانِ يَا جِبْرِيلُ ، قَالَ : هَذَا
النِّيلُ وَالْفُرَاتُ عُنْصُرُهُمَا ، ثُمَّ مَضَى بِهِ فِي السَّمَاءِ
الدُّنْيَا فَإِذَا بِنَهَرٍ آخَرَ عَلَيْهِ قَصْرٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدٍ
فَذَهَبَ يَشُمُّ تُرَابَهُ ، فَإِذَا هُوَ مِسْكٌ ، قَالَ : يَا جِبْرِيلُ ، مَا
هَذَا النَّهَرُ ؟ قَالَ : هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي خَبَأَ لَكَ رَبُّكَ ، ثُمَّ عُرِجَ
بِي إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ ، فَقَالَتْ لَهُ الْمَلائِكَةُ مِثْلَ مَا قَالَتْ
لَهُ فِي الأُولَى ، وَذَكَرَ قِصَّةَ السَّمَوَاتِ ، قَالَ : وَكُلُّ سَمَاءٍ فِيهَا أَنْبِيَاءُ
قَدْ سَمَّاهُمْ أَنَسٌ ، فَوَعَيْتُ مِنْهُمْ إِدْرِيسَ ، وَهَارُونَ ،
وَإِبْرَاهِيمَ فِي السَّادِسَةِ ، وَمُوسَى فِي السَّابِعَةِ بِفَضْلِ كَلامِهِ
اللَّهَ ، فَقَالَ مُوسَى : لَمْ أَظُنَّ أَنْ يُرْفَعَ عَلَيَّ أَحَدٌ ، ثُمَّ عَلا بِهِ
فِيمَا لا يَعْلَمُهُ إِلا اللَّهُ حَتَّى جَاءَ بِهِ سِدْرَةَ الْمُنْتَهَى ، وَدَنَا
الْجَبَّارُ رَبُّ الْعِزَّةِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، فَتَدَلَّى حَتَّى كَانَ
مِنْهُ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى اللَّهُ فِيمَا أَوْحَى خَمْسِينَ
صَلاةٍ عَلَى أُمَّتِهِ كُلَّ يَوْمٍ
وَلَيْلَةٍ ، ثُمَّ هَبَطَ حَتَّى بَلَغَ مُوسَى ،
فَاحْتَبَسَهُ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، مَا عَهِدَ إِلَيْكَ رَبُّكَ ؟ قَالَ :
عَهِدَ إِلَيَّ خَمْسِينَ صَلاةٍ عَلَى أُمَّتِي كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، قَالَ
: إِنَّ أُمَّتَكَ لا تَسْتَطِيعُ ، فَارْجِعْ فَلْتُخَفِّفْ عَنْكَ وَعَنْهُمْ ، فَالْتَفَتَ
إِلَى جِبْرِيلَ كَأَنَّهُ يَسْتَشِيرُهُ فِي ذَلِكَ وَأَشَارَ إِلَيْهِ أَنْ
نَعَمْ إِنْ شِئْتَ ، فَعَلا بِهِ جِبْرِيلُ حَتَّى أَتَى إِلَى الْجَبَّارِ
وَهُوَ فِي مَكَانِهِ ، فَقَالَ : يَا رَبِّ ، خَفِّفْ عَنَّا ، فَإِنَّ أُمَّتِي
لا تَسْتَطِيعُ هَذَا ، فَوَضَعَ عَنْهُ عَشْرَ صَلَوَاتٍ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى
مُوسَى فَاحْتَبَسَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُهُ مُوسَى إِلَى رَبِّهِ حَتَّى
صَارَ إِلَى خَمْسِ صَلَوَاتٍ ، ثُمَّ احْتَبَسَهُ عِنْدَ الْخَامِسَةِ ، فَقَالَ
: يَا مُحَمَّدُ قَدْ رَاوَدْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى أَدْنَى مِنْ هَذِهِ
الْخَمْسِ فَضَيَّعُوهُ وَتَرَكُوهُ ، وَأُمَّتُكَ أَضْعَفُ أَجْسَادًا ،
وَقُلُوبًا ، وَأَبْصَارًا ، وَأَسْمَاعًا ، فَارْجِعْ فَلْيُخَفِّفْ عَنْكَ
رَبُّكَ ، كُلُّ ذَلِكَ يَلْتَفِتُ إِلَى جِبْرِيلَ لِيُشِيرَ عَلَيْهِ فَلا
يَكْرَهُ ذَلِكَ جِبْرِيلُ ، فَيَرْفَعُهُ فَرَفَعَهُ عِنْدَ الْخَامِسَةِ ، فَقَالَ
: يَا رَبِّ ، إِنَّ أُمَّتِي ضِعَافٌ أَجْسَامُهُمْ ، وَقُلُوبُهُمْ ،
وَأَسْمَاعُهُمْ ، وَأَبْصَارُهُمْ ، فَخَفِّفْ عَنَّا ، فَقَالَ : إِنِّي لا
يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ هِيَ خَمْسُونَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ ، وَهِيَ خَمْسٌ
عَلَيْكَ فَرَجَعَ إِلَى مُوسَى ، فَقَالَ : كَيْفَ فَعَلْتَ ؟ فَقَالَ : خَفَّفَ
عَنَّا أَعْطَانَا بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا ، قَالَ : قَدْ رَاوَدْتُ
بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى أَدْنَى مِنْ هَذَا فَتَرَكُوهُ فَارْجِعْ فَلْتُخَفِّفْ
عَنْكَ أَيْضًا ، قَالَ : قَدِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ
رَبِّي مِمَّا أَخْتَلِفُ إِلَيْهِ ، قَالَ : فَاهْبِطْ بِسْمِ اللَّهِ .
271 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ
الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ الْفَضْلِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ ، عَنْ أَبِي
حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : حَوْضِي
أَبْعَدُ مِنْ أَيْلَةَ إِلَى عَدَنَ ، وَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ الثَّلْجِ ،
وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ ، وَلآنِيَتُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ النُّجُومِ ،
وَإِنِّي لأَصُدُّ النَّاسَ عَنْهُ كَمَا يَصُدُّ الرَّجُلُ إِبِلَ النَّاسِ عَنْ
حَوْضِهِ ، قُلْنَا : وَتَعْرِفُنَا يَوْمَئِذٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ :
نَعَمْ ، لَكُمْ سِيمَا لَيْسَتْ لأَحَدٍ مِنَ الأُمَمِ تَرِدُونَ عَلَيَّ غُرًّا
مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ كَعْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ
، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ
النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِنَحْوِهِ .
272 وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى
النَّيْسَابُورِيُّ ، قَالَ : وَفِيمَا قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ ،
وَحَدَّثَنِيهِ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنِ الْعَلاءِ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ إِلَى الْمَقْبَرَةِ ، فَقَالَ : السَّلامُ
عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ
لاحِقُونَ ، وَدِدْتُ أَنِّي قَدْ رَأَيْتُ إِخْوَانَنَا ، قَالُوا : رَسُولَ
اللَّهِ أَلَسْنَا بِإِخْوَانِكَ ؟ قَالَ : بَلْ أَنْتُمْ أَصْحَابِي ،
وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ ، قَالُوا : كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ
لَمْ تَرَ مِنْ أُمَّتِكَ ؟ قَالَ
: أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَتْ لِرَجُلٍ خَيْلٌ غُرٌّ
مُحَجَّلَةٌ فِي خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ أَلا يَعْرِفُ خَيْلَهُ ؟ قَالُوا : بَلَى ،
قَالَ : فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ
، وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ فَلَيُذَادَنَّ الرَّجُلُ عَنْ حَوْضِي
كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ أُنَادِيهِمْ أَلا هَلُمَّ ! أَلا هَلُمَّ !
َيُقَالُ : إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا ، فَأَقُولُ : فَسُحْقًا ، فَسُحْقًا ، فَسُحْقًا ،
حَدَّثَنَا يُونُسُ ، قَالَ : أنبا ابْنُ وَهْبٍ ، أن مالكا حَدَّثَهُ
بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ ، حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ
أَبِي مَرْيَمَ ، قَالَ : أنبا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ،
قَالَ : أَخْبَرَنِي الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ
، فَأَقُولُ : سُحْقًا سُحْقًا
.
بَيَانُ ضَحِكِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنْ عَبْدِهِ
وَإِلَى عَبِيْدِهِ ، وإن أول من يدخل الجنه تكون وجوهم علي صورة القمر ، ثم من
دخلها بعدهم نور وجوهم دون نور من تقدمهم
273 حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو عَاصِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو
الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَسْأَلُ عَنِ
الْوُرُودِ ، فَقَالَ : نَحْنُ نَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى كَذَا وَكَذَا ،
انْظُرْ أَيُّ ذَلِكَ فَوْقَ النَّاسِ فَتُدْعَى الأُمَمُ بِأَوْثَانِهَا وَمَا
كَانَتْ تَعْبُدُ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ ، ثُمَّ يَأْتِينَا رَبُّنَا تَبَارَكَ
وَتَعَالَى ، فَيَقُولُ : مَنْ تَنْتَظِرُونَ ؟ فَنَقُولُ : نَنْتَظِرُ رَبَّنَا ، قَالَ :
فَيَقُولُ : أَنَا رَبُّكُمْ ، قَالَ
: فَيَتَجَلَّى لَهُمْ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : يَضْحَكُ .
274 حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ ،
عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ،
وَأَحْمَدُ أخي ، قَالا : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا رَوْحٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّه ِ يَسْأَلَ عَنِ
الْوُرُودِ ، فَقَالَ : نَحْنُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ ،
فَيَقُولُونَ حَتَّى نَنْظُرُ إِلَيْكَ ، فَيَتَجَلَّى لَهُمْ يَضْحَكُ ، قَالَ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، يَقُولُ : حَتَّى يَبْدُوَ
لَهَوَاتُهُ أَوْ أَضْرَاسُهُ فَيَنْطَلِقُ رَبُّهُمْ فَيَتَّبِعُونَهُ وَيُعْطَى
كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ مُنَافِقٌ أَوْ مُؤْمِنٌ نُورًا وَتَغْشَى ، أَوْ كَلِمَةً
نَحْوَهَا ، ثُمَّ يَتَّبِعُونَهُ وَعَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ كَلالِيبُ وَحَسَكٌ
تَأْخُذُ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ يُطْفَأُ نُورُ الْمُنَافِقِينَ ، ثُمَّ
يَنْجُو الْمُؤْمِنُونَ ، فَيَنْجُو أَوَّلُ زُمْرَةٍ وُجُوهُهُمْ كَالْقَمَرِ
لَيْلَةَ الْبَدْرِ سَبْعُونَ أَلْفًا لا يُحَاسَبُونَ ، ثُمَّ الَّذِينَ
يَلُونَهُمْ كَأَضْوَأِ نَجْمٍ فِي السَّمَاءِ ، ثُمَّ كَذَلِكَ ، ثُمَّ تَحِلُّ
الشَّفَاعَةُ ، فَيَشْفَعُونَ حَتَّى يَخْرُجَ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ : لا
إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً
، فَيُجْعَلُونَ بِفِنَاءِ الْجَنَّةِ وَيَجْعَلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ يَرُشُّونَ
عَلَيْهِمُ الْمَاءَ ، ثُمَّ يَنْبُتُونَ نَبَاتَ الشَّيْءِ فِي السَّيْلِ
فَيَذْهَبُ حُرَاقُهُ ، ثُمَّ يُسْئِلُ حَتَّى يَجْعَلَ لَهُمُ الدُّنْيَا
وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا ،
هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ رَوْحٍ .
275 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو الْوَلِيدِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، سَمِعْتُ
أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : يَدْخُلُ
الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ ، فَقَالَ
عُكَّاشَةُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ،
فَدَعَا لَهُ ، فَقَامَ رَجُلٌ آخَرُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ادْعُ اللَّهَ
أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ، فَقَالَ
: سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ ، حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ
، قَالَ : حَدَّثَنَا خَلَفٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ بِمِثْلِهِ
، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِنَحْوِهِ .
276 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ :
أنبا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي
ابْنُ الْمُسَيِّبِ ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، يَقُولُ : يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي
زُمْرَةٌ هُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا يُضِيءُ وُجُوهُهُمْ إِضَاءَةُ الْقَمَرِ
لَيْلَةَ الْبَدْرِ ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ
الأَسَدِيُّ يَرْفَعُ نَمِرَةً عَلَيْهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ادْعُ
اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - : اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ ، ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ ،
فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ،
فَقَالَ : سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْجُمَاهِرِ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ ، قَالَ : أنبا شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ وَحَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ الْقَاضِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ ، عَنِ
الدَّرَاوَرْدِيِّ ، عَنِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ،
بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ ، حَدِيثُ شُعَيْبٍ بِمِثْلِهِ سَوَاءٌ ، وَالآخَرُ
بِنَحْوِهِ .
277 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ
، قَالَ : أنبا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، قَالَ : أنبا أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ
بْنُ مُطَرِّفٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ، أَنّ
النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ
أَلْفًا ، أَوْ سَبْعُمِائَةِ أَلْفٍ ، شَكَّ أَبُو حَازِمٍ فِي أَحَدِ
الْعَدَدَيْنِ ، مُتَمَاسِكُونَ آخِذٌ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ حَتَّى يَدْخُلَ
أَوَّلُهُمْ وَآخِرُهُمُ الْجَنَّةَ ، وَوُجُوهُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ
لَيْلَةَ الْبَدْرِ .
278 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ ، قَالَ : أنبا أَحْمَدُ
بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي
حَازِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - قَالَ : يَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا ، أَوْ
سَبْعُمِائَةِ أَلْفٍ لا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ ، قَالَ : مُتَمَاسِكُونَ
بَعْضُهُمْ آخِذٌ بِيَدِ بَعْضٍ ، لا يَدْخُلُ أَوَّلُهُمْ حَتَّى يَدْخُلَ
آخِرُهُمْ ، وُجُوهُهُمْ عَلَى ضَوْءِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ .
279 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْجُنَيْدِ الدَّقَّاقُ
، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أنبا حَمَّادُ بْنُ
سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : إِنَّ
آخِرَ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَرَجُلٌ يَمْشِي عَلَى الصِّرَاطِ فَيَنْكَبُّ
مَرَّةً وَيَمْشِي مَرَّةً وَتَسْفَعُهُ النَّارُ مَرَّةً ، فَإِذَا جَاوَزَ الصِّرَاطَ
الْتَفَتَ إِلَيْهَا ، فَقَالَ : تَبَارَكَ الَّذِي نَجَّانِي مِنْهَا لَقَدْ
أَعْطَانِي اللَّهُ مَالَمْ يُعْطِ أَحَدًا مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ ،
قَالَ : فَتُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ،
أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا وَأَشْرَبَ مِنْ
مَائِهَا ، فَيَقُولُ : يَا عَبْدِي ، فَلَعَلِّي إِنْ أَدْنَيْتُكَ مِنْهَا
سَأَلْتَنِي غَيْرَهَا ، فَيَقُولُ : لا يَارَبِّ ، وَيُعَاهِدُهُ أَنْ لا
يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا ، وَالرَّبُّ يَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَسْأَلُهُ لأَنَّهُ يَرَى
مَا لا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ ، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا ، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ
شَجَرَةٌ هِيَ أَحْسَنُ مِنْهَا ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ
، فَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا ، فَيَقُولُ : يَا عَبْدِي ،
أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا ؟ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ
هَذِهِ لا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا ، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا ، فَتُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ
عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ هِيَ أَحْسَنُ مِنْهُمَا ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ
أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ أَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا وَأَشْرَبُ مِنْ
مَائِهَا ، فَيَقُولُ : أَيْ عَبْدِي ، أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لا تَسْأَلَنِي
أقسام الكتاب
=================
ج2. كتاب : مستخرج أبي عوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم
أبو عوانة الإسفراينى النيسابورى
غَيْرَهَا ؟ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، هَذِهِ لا
أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا ، وَيُعَاهِدُهُ وَالرَّبُّ يَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَسْأَلُهُ
غَيْرَهَا لأَنَّهُ يَرَى مَا لا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ ، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا ، فَيَسْمَعَ
أَصْوَاتَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، قَالَ : فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ ، أَدْخِلْنِي
الْجَنَّةَ ، قَالَ : فَيَقُولُ : يَا عَبْدِي ، أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لا
تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا ؟ فَيُدْنِيهِ مِنْهَا ، قَالَ : فَيَقُولُ رَبُّنَا تَبَارَكَ
وَتَعَالَى : مَا يَصْرِي مِنْكَ ، أَيْ عَبْدِي أَيُرْضِيكَ أَنْ أُعْطِيَكَ مِنَ
الْجَنَّةِ مِثْلَ الدُّنْيَا وَمِثْلُهَا مَعَهَا ؟ قَالَ : فَيَقُولُ :
أَتَهْزَأُ بِي أَيْ رَبِّ وَأَنْتَ رَبُّ الْعِزَّةِ ، قَالَ : فَضَحِكَ عَبْدُ
اللَّهِ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ، قَالَ : أَلا تَسْأَلُونِي لَمْ ضَحِكْتُ ؟
قَالَ : لِضَحِكِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، ثُمَّ قَالَ لَنَا رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَلا تَسْأَلُونِي لِمَ ضَحِكْتُ ؟ قَالُوا :
لِمَ ضَحِكْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : لِضَحِكِ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ
حِينَ ، قَالَ : أَتَهْزَأُ بِي وَأَنْتَ رَبُّ الْعِزَّةِ .
280 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْجُنَيْدِ
أَبُو جَعْفَرٍ الدَّقَّاقُ أَيْضًا ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ
الْكِلابِيُّ ، قَالَ : أنبا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ
، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، أَنّ رَسُولَ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :
آخِرُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ يَمْشِي عَلَى
الصِّرَاطِ ، فَهُوَ يَكْبُو مَرَّةً ، وَيَمْشِي مَرَّةً ، وَتَسْفَعُهُ النَّارُ
، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ ، قَالَ : فَيَقُولُ : يَا رَبِّ
، أَتَسْتَهْزِيءُ بِي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ؟ فَضَحِكَ ابْنُ مَسْعُودٍ ،
فَقَالَ : أَلا تَسْأَلُونِي مِمَّا أَضْحَكُ ؟ فَقَالُوا : وَمَا يُضْحِكُكَ ؟
قَالَ : هَكَذَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَضَحِكَ ،
قَالَ : أَلا تَسْأَلُونِي مِمَّا أَضْحَكُ ؟ قَالُوا : وَمِمَّا تَضْحَكُ يَا
رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : مِنْ ضَحِكِ رَبِّ الْعَالَمِينَ حِينَ قَالَ : أَتَهْزَأُ بِي
وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ؟ ! قَالَ : فَيَقُولُ : إِنِّي لا أَسْتَهْزِئُ
بِكَ وَلَكِنِّي عَلَى مَا أَشَاءُ قَدِيرٌ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الصَّائِغُ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ
عَاصِمٍ .
بَيَانُ نُزُولِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى
السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، وأن الله لا ينام وأنه يخفض القسط ويرفعه ، وأن أعمال
النهار ترفع إليه كل يوم وأعمال الليل ترفع إلىة كل ليلة ، والدليل على أن النبي
صلي الله علية وسلم حجبه نور الرب تعالى عن النظر إلى وجهه الكريم
281 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْوَاسِطِيُّ
، قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُمَا ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :
يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ
اللَّيْلِ فَيَقُولُ : مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ ، مَنْ يَسْأَلُنِي
فَأُعْطِيَهُ ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْحَاقَ بْنِ الصَّبَّاحِ الصَّغَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ وَحَدَّثَنَا يُونُسُ ، قَالَ : أنبا ابْنُ وَهْبٍ ،
عَنْ مَالِكٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
، قَالَ : أنبا شُعَيْبٌ كُلُّهُمْ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ،
وأبي عبد الله الأغر صاحبي أبي هريرة ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ -
صلى الله عليه وسلم - بِمِثْلِهِ
.
282 أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ
، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَاضِرُ بْنُ الْمُوَرِّعِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعْدُ
بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ مَرْجَانَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ
أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : يَنْزِلُ
اللَّهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا لِشَطْرِ اللَّيْلِ أَوْ لَثُلُثِ اللَّيْلِ
الآخِرِ ، فَيَقُولُ : مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ ، أَوْ يَسْأَلُنِي
فَأُعْطِيَهُ ، ثُمَّ يَقُولُ : مَنْ يُقْرِضُ غَيْرَ عَدِيمٍ وَلا ظَلُومٍ ،
حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ ،
وَيَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ ، قَالا
: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، قَالَ : أنبا
سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي
سَعِيدُ بْنُ مَرْجَانَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله
عليه وسلم - بِمِثْلِهِ ، قَالَ صَالِحٌ فِي حَدِيثِهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مَرْيَمَ : ثُمَّ يَبْسُطُ
يَدَيْهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، فَيَقُولُ : مَنْ يُقْرِضُ غَيْرَ عَدِيمٍ وَلا
ظَلُومٍ ، يُقَالُ : مَرْجَانَةُ أُمُّهِ وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ .
283 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ
أَبِي عُبَيْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ ، فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ لا يَنَامُ وَلا
يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ ، يُرْفَعُ
إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ
عَمِلِ اللَّيْلِ ، حِجَابُهُ النُّورُ لَوْ كَشَفَهُ لأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ
مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ .
284 حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْغَزِّيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ
- صلى الله عليه وسلم - بِمِثْلِهِ : سُبُحَاتُ وَجْهِهِ كُلَّ شَىءٍ أَدْرَكَهُ
بَصَرُهُ .
285 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ الْبَصْرِيُّ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
جَرِيرٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ،
عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ ، قَالَ : قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ ، فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ لا يَنَامُ بِمِثْلِهِ
سُبُحَاتُ وَجْهِهِ كُلَّ شَيْءٍ أَدْرَكَهُ بَصَرُهُ .
286 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي شُعْبَةُ وَحَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
مُرَّةَ ، سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : قَامَ فِينَا
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِأَرْبَعٍ ، فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ لا
يَنَامُ وَلا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ ،
يَرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلَ النَّهَارِ قَبْلَ اللَّيْلِ ، وَعَمَلَ اللَّيْلِ
قَبْلَ النَّهَارِ ، قَالَ أَبُو دَاوُدَ : عَمَلَ النَّهَارِ بِاللَّيْلِ ،
وَعَمَلَ اللَّيْلِ بِالنَّهَارِ
.
287 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ ، قَالَ : قُلْتُ لأَبِي ذَرٍّ :
لَوْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَأَلْتُهُ عَنْ شَيْءٍ ، فَقَالَ
: مَا هُوَ ؟ قُلْتُ : كُنْتُ أَسْأَلُهُ هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ ؟ فَقَالَ أَبُو
ذَرٍّ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ ؟ فَقَالَ :
نُورًا أَنَّى أُرَاهُ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ ، وَأَبُو أُمَيَّةَ
، قَالا : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
سَهْلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَحَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ خُرَّزَاذَ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ قَتَادَةَ بِمِثْلِهِ ، قَالَ عُثْمَانُ هُوَ ابْنُ خُرَّزَاذَ
، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ ، يَقُولُ : مَا زِلْتُ مُنْكِرًا لِحَدِيثِ
يَزِيدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، حَتَّى حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، عَنْ هَمَّامٍ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ ، قَالَ : قُلْتُ لأَبِي ذَرٍّ :
لَوْ رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم - لَسَأَلْتُهُ ، قَالَ :
سَأَلْتُهُ عَنْ مَاذَا ؟ قَالَ : قُلْتُ : هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ ؟ فَقَالَ :
قَدْ سَأَلْتُهُ ، فَقَالَ : قَدْ رَأَيْتُ نُورًا أَنَّى أُرَاهُ ، قَالَ
عَفَّانُ : فَقَدِمَ عَلَيْنَا ابْنُ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيُّ يَعْنِي : مُعَاذٌ فَحَدَّثَنَا
، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ قَتَادَةَ ، مِثْلَ مَا قَالَ هَمَّامٌ بِهِ ، قَالَ
عُثْمَانُ بْنُ خُرَّزَاذَ : حَدَّثَنَاهُ الْقَوَارِيرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
قَتَادَةَ وَحَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، بِمِثْلِ حَدِيثِ
أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلِ ، وَفِي حَدِيثِ مُعَاذٍ ، قَالَ : قَدْ سَأَلْتُ ،
فَقَالَ : نُورًا أَنَّى أُرَاهُ ، وَرَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَفَّانَ
بِمِثْلِهِ .
بَيَانُ إِثْبَاتِ خَازِنِ النَّارِ ، والدليل على أنها
مخلوقة وإثبات عذاب القبر ، وصفة الدجال288 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ
الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ،
قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ
سَالِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لا وَاللَّهِ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - لِعِيسَى أَحْمَرُ ، وَلَكِنْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - قَالَ : بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ
فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ سَبْطُ الشَّعْرِ يَنْطِفُ رَأْسَهُ ، أَوْ يُهَرَاقُ
رَأْسُهُ مَاءً يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ فَقَالُوا :
هَذَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ، فَذَهَبْتُ أَلْتَفِتُ فَإِذَا رَجُلٌ أَحْمَرُ جَسِيمٌ
، جَعْدُ الشَّعْرِ ، أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى ، كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ
طَافِيَةٌ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ قَالُوا : الدَّجَّالُ ، فَأَقْرَبُ النَّاسِ
بِهِ شَبَهًا ابْنُ طَطَنٍ رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ هَلَكَ
فِي الْجَاهِلِيَّةِ .
289 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو الْيَمَانِ ، قَالَ : أنبا شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، بِإِسْنَادِهِ ،
أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : بَيْنَ أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي
أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ سَبْطُ الشَّعْرِ بَيْنَ رَجُلَيْنِ ،
يَنْطِفُ رَأْسُهُ مَاءً ، فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ فَقَالُوا : ابْنُ مَرْيَمَ ،
ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ إِلا ، أنه قال
: رَجُلٌ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ .
290 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي
مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ، عَنْ نَافِعٍ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : ذَكَرَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا بَيْنَ ظَهْرَانَيِ النَّاسِ
الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ ، فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ أَلا إِنَّ الدَّجَّالَ
أَعْوَرُ عَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّهَا عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ ، وَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أُرَانِي اللَّيْلَةَ فِي الْمَنَامِ عِنْدَ
الْكَعْبَةِ فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ ، كَأَحْسَنِ مَنْ يُرَى مِنْ أَدَمِ الرِّجَالِ
، يَضْرِبُ لِمَّتُهُ مَنْكِبَيْهِ ، رَجْلُ الشَّعْرِ ، يَقْطُرُ رَأْسُهُ
وَاضِعَ يَدَيْهِ عَلَى مَنْكِبَيْ رَجُلَيْنِ ، هُوَ بَيْنَهُمَا يَطُوفُ
بِالْبَيْتِ ، قُلْت : مَنْ هَذَا ؟ قَالُوا : هَذَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ
مَرْيَمَ ، ثُمَّ رَأَيْتُ رَجُلا وَرَاءَهُ جَعْدًا قَطَطًا أَعْوَرَ عَيْنِ
الْيُمْنَى كَأَشْبَهِ مَنْ رَأَيْتُ مِنَ النَّاسِ بِابْنِ قَطَنٍ وَاضع يَدَيْهِ
عَلَى مَنْكِبِي رَجُلَيْنِ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ ، قُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ قَالُوا : الْمَسِيحُ
الدَّجَّالُ ، وَقَالَ نَافِعٌ : كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقُولُ : لا وَاللَّهِ مَا
أَشُكُّ أنَّ الْمَسِيحَ ابْنُ الصَّيَّادِ .
291 أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ
: أنبا ابْنُ وَهْبٍ ، أن مالكا أخبره ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنّ
رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : أُرَانِي اللَّيْلَةَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ
فَرَأَيْتُ رَجُلا آدَمَ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنْ أَدَمِ الرِّجَالِ ،
لَهُ لِمَّةٌ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنَ اللِّمَمِ ، قَدْ رَجَّلَهَا
وَهِيَ تَقْطُرُ مَاءً مُتَّكِئًا عَلَى رَجُلَيْنِ ، أَوْ عَلَى عَوَاتِقِ
رَجُلَيْنِ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ ، فَسَأَلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ فَقِيلَ : الْمَسِيحُ
بْنُ مَرْيَمَ ، ثُمَّ إِذَا أَنَا بِرَجُلٍ جَعْدٍ قَطَطٍ أَعْوَرَ الْعَيْنِ
الْيُمْنَى كَأَنَّهَا عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ ، فَسَأَلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ فَقِيلَ : الْمَسِيحُ
الدَّجَّالُ ، حَدَّثَنَا التِّرْمِذِيُّ أَبُو إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
الْقَعْنَبِيُّ ، عَنْ مَالِكٍ ، مِثْلَهُ .
292 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي شُعْبَةُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي
الْعَالِيَةِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمْ - صلى الله عليه وسلم -
يَعْنِي : ابْنَ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : مَا يَنْبَغِي
لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ : أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى ، وَنَسَبَهُ
إِلَى أَبِيهِ ، وَذَكَرَ أَنَّهُ أُسْرِيَ بِهِ فَنَظَرَ إِلَى مُوسَى آدَمُ
طُوَالٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ ، وَذَكَرَ أَنَّهُ رَأَى عِيسَى ابْنَ
مَرْيَمَ مَرْبُوعًا إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ جَعْدٌ ، وَذَكَرَ أَنَّهُ
رَأَى الدَّجَّالَ ، وَمَالِكًا خَازِنَ النَّارِ ، حَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى
الطَّرَسُوسِيُّ الْمُحْتَسِبِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ
الْمَرْوَرُوذِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شَيْبَانُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، بِهَذَا الإِسْنَادِ
، وَقَالَ فِي آخِرِهِ : آيَاتٌ أَرَاهُنَّ اللَّهُ إِيَّاهُ ، فَلا يَكُنْ فِي مِرْيَةٍ
مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِ .
293 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ
زُرَيْعٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
قَتَادَةُ ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
- : رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي مُوسَى بْنَ
عِمْرَانَ رَجُلا طَوِيلا كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ ، وَرَأَيْتُ عِيسَى
رَجُلا مَرْبُوعَ الْخَلْقِ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ جَعْدَ الرَّأْسِ ،
وَرَأَيْتُ مَالِكًا خَازِنَ النَّارِ ، فِي آيَاتٍ أَرَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ .
294 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ :
أنبا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أنبا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ
هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى
الله عليه وسلم - ، كَانَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ
الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ .
295 حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ،
قَالَ : حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَمْرَةَ : أَنَّ يَهُودِيَّةً أَتَتْ عَائِشَةَ
تَسْأَلُهَا ، فَقَالَتْ : أَعَاذَكِ اللَّهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ؟ فَسَأَلَتْ
عَائِشَةُ : فَقُلْتُ : يَارَسُولَ اللَّهِ ، يُعَذَّبُ النَّاسُ فِي قُبُورِهِمْ ؟ فَقَالَتْ
عَمْرَةُ : قَالَتْ عَائِشَةُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
عَائِذًا بِاللَّهِ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - : إِنِّي قَدْ أُرِيتُكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ كَهَيْئَةِ
الدَّجَّالِ ، قَالَتْ عَمْرَةُ
: وَسَمِعْتُ عَائِشَةَ ، تَقُولُ : كُنْتُ أَسْمَعُ
رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَ ذَلِكَ يَتَعَوَّذُ بِاللَّهِ مِنْ
عَذَابِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ النَّارِ
.
296 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الأَزْهَرِ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ،
عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ ،
قَالَتْ : فَخَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم - النَّاسَ فَحَمِدَ اللَّهَ
وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ مَا مِنْ
شَيْءٍ لَمْ أَكُنْ رَأَيْتُهُ إِلا قَدْ رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي هَذَا حَتَّى
الْجَنَّةَ وَالنَّارَ ، وَإِنَّهُ قَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ
فِي الْقُبُورِ قَرِيبًا أَوْ مِثْلَ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ لا أَدْرِي
أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ يُؤْتَى أَحَدُكُمْ ، فَيُقَالُ لَهُ : مَا
عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ ؟ فَأَمَّا الْمُوقِنُ ، أَوِ الْمُؤْمِنُ لا أَدْرِي
أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ ، فَيَقُولُ : هُوَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ
جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى ، فَأَجَبْنَا وَاتَّبَعْنَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ
، فَيُقَالُ لَهُ : قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ إِنْ كُنْتَ لَتُؤْمِنُ بِهِ فَنَمْ
صَالِحًا ، وَأَمَّا الْمُنَافِقُ ، أَوِ الْمُرْتَابُ لا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ
قَالَتْ أَسْمَاءُ ، فَيَقُولُ : لا أَدْرِي سَمِعْتُ النَّاسَ ، قَالُوا شَيْئًا فَقُلْتُ
، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ هُوَ الْعَنْبَرِيُّ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ وَحَدَّثَنَا
أَبُو عُتْبَةَ هُوَ الْحِمْصِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ،
بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ ، وَحَدِيثُ أَبِي أُسَامَةَ أَتَمُّ مِنْ حَدِيثِ
شُعَيْبٍ .
297 حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ
مَزِيدٍ هُوَ الْعُذْرِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي ، قَالَ : سَمِعْتُ
الأَوْزَاعِيَّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ هُوَ الأَيْلِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ،
أَنَّهُ سَمِعَ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، تَقُولُ : قَامَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَخَطَبَنَا ، فَذَكَرَ الْفِتْنَةَ الَّتِي
يُفْتَنُ فِيهَا الْمَرْءُ فِي قَبْرِهِ ، فَلَمَّا ذَكَرَ ذَلِكَ ضَجَّ النَّاسُ
ضَجَّةً حَالَتْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَنْ أَسْمَعَ آخِرَ كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم - ، فَلَمَّا سَكَنَتْ ضَجَّتُهُمْ ، قُلْتُ لِرَجُلٍ قَرِيبٍ
مِنِّي : أَيْ بَارِكَ اللَّهُ فِيكَ ، مَاذَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - فِي آخِرِ قَوْلِهِ ؟ قَالَ : قَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ
تُفْتَنُونَ فِي قُبُورِكُمْ قَرِيبًا مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ .
بَيَانُ رُؤْيَةِ النَّبِيِّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِمَا
السَّلامُ فِي صُورَتِهِ ، وصفة جبريل ، واختلاف تفسير { قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ
أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى }
[سورة النجم آية 9 - 11]
298 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
أَبِي الْخَيْبَرِيِّ الْكُوفِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ
، عَنْ زِيَادِ بْنِ الْحُصَيْنِ ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
{ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى } [سورة النجم آية 11 ]{ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى }
[سورة النجم آية 13] ، قَالَ : رَآهُ بِفُؤَادِهِ مَرَّتَيْنِ.
299 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَفَّانَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ بِإِسْنَادِهِ { مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى }
[سورة النجم آية 11]قَالَ : رَآهُ بِقَلْبِهِ ، زِيَادُ بْنُ حُصَيْنٍ أَبُو
جُهَيْمَةَ ، رَوَى عَنْهُ وَكِيعٌ ، وَقَالَ غَيْرُهُ : أَبُو جَهْمَةَ ، رَوَاهُ
سَحْتَوَيْهِ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ سُعَيْرٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، بِإِسْنَادِهِ .
300 حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ الْقَاضِي ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، قَالَ :
حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ الْحُصَيْنِ أَبُو جُهَيْمَةَ
، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : { مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا
رَأَى } [سورة النجم آية 11 ]قَالَ : رَآهُ بِفُؤَادِهِ مَرَّتَيْنِ .
301 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ هُوَ الطَّائِيُّ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ
الشَّيْبَانِيُّ ، عَنْ زِرٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، فِي قَوْلِهِ : { قَابَ
قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى } [سورة النجم آية 9] ، قَالَ : رَأَى النَّبِيُّ - صلى
الله عليه وسلم - جِبْرِيلَ لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ .
302 حَدَّثَنَا السُّلَمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
النُّفَيْلِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ
الشَّيْبَانِيُّ ، قَالَ : أَتَيْتُ زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ ، وَعَلَيَّ دُرَّتَانِ ،
فَسَأَلْتُهُ عَنْ { قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى } [سورة النجم آية 9] ؟
فَقَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - أَنَّهُ : رَأَى جِبْرِيلَ لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ .
303 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ سُلَيْمَانَ
الشَّيْبَانِيِّ ، قَالَ : مَرَّ بِنَا زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ
فَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ جَلَّ وَعَزّ { لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ
رَبِّهِ الْكُبْرَى } [سورة النجم آية 18] ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : أَيْ
جِبْرِيلَ فِي صُورَتِهِ لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ .
304 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى هُوَ
النَّيْسَابُورِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أنبا
دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ عَامِرٍ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، قَالَ : كُنْتُ
مُتَّكِئًا عِنْدَ عَائِشَةَ ، فَقَالَتْ : يَا أَبَا عَائِشَةَ ، ثَلاثَةٌ مَنْ
قَالَهُنَّ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ : مَنْ زَعَمَ أَنَّ
مُحَمَّدًا رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللهِ الْفِرْيَةَ ، قَالَ :
فَجَلَسْتُ ، فَقُلْتُ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، انْظُرِي أَلَيْسَ اللَّهُ
يَقُولُ : { وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى } [سورة النجم آية 13] ، { وَلَقَدْ
رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ } [ سورة التكوير آية 23 ] ؟ ، فَقَالَتْ : أَنَا أَوَّلُ
مَنْ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ هَذَا ، فَقَالَ : ذَاكَ
جِبْرِيلُ لَمْ أَرَهُ فِي صُورَتِهِ الَّتِي خُلِقَ فِيهَا إِلا مَرَّتَيْنِ ،
رَأَيْتُهُ مُنْهَبِطًا مِنَ السَّمَاءِ سَادًّا عِظَمُ خَلْقِهِ مَا بَيْنَ
السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، أَوَلَيْسَ اللَّهُ يَقُولُ : { لا تُدْرِكُهُ
الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } [سورة
الأنعام آية 103] ، { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا
أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا
يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ } [سورة الشورى آية 51] ؟ وَمَنْ قَالَ : إِنَّ
مُحَمَّدًا كَتَمَ شَيْئًا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَقَدْ أَعْظَمَ
عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ ، وَاللَّهُ يَقُولُ : { يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ
مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ
} [سورة المائدة آية 67 ] ، وَمَنْ قَالَ : إِنَّ مُحَمَّدًا - صلى الله عليه وسلم - يَعْلَمُ
مَا فِي غَدٍ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ
، وَاللَّهُ يَقُولُ : { قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ
الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } [سورة النمل آية
65 ] ، حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ ، وَأَبُو أُمَيَّةَ ، قَالا : حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ،
عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، أَنَّهَا قَالَتْ :
ثَلاثٌ مَنْ قَالَ وَاحِدًا مِنْهُنَّ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ
، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ يَزِيدَ أَوْ قَرِيبًا مِنْهُ .
305 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، عَنْ
عَامِرٍ : أَنَّ مَسْرُوقً أَتَى عَائِشَةَ ، فَقَالَ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ
، رَأَى مُحَمَّدٌ رَبَّهُ ؟ فَقَالَتْ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، لَقَدْ قَفَّ
شَعْرِي مِمَّا قُلْتَ ، ثَلاثٌ مَنْ حَدَّثَكَ فَقَدْ كَذَبَ : مَنْ حَدَّثَكَ
أَنَّ مُحَمَّدًا رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ كَذَبَ ، ثُمَّ قَرَأَتْ : { لا تُدْرِكُهُ
الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ } [سورة الأنعام آية 103] ، {
وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا
وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ } [سورة لقمان آية 34] ، وَمَنْ حَدَّثَكَ
أَنَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ فَقَدْ كَذَبَ ، ثُمَّ قَرَأَتْ : { إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ
عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ } [سورة الشورى آية 51 ]الآيَةَ كُلَّهَا
، وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا كَتَمَ ، فَقَدْ كَذَبَ ، رَوَاهُ ابْنُ
نُمَيْرٍ ، وَوَكِيعٌ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ مَسْرُوقٍ
قُلْتُ لِعَائِشَة .
306 حَدَّثَنِي أَبُو زَيْدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
طَرِيفٍ الْكُوفِيُّ مِنْ بَجِيلَةَ 61 ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَسْوَدَ ، عَنْ بَيَانٍ ،
عَنْ قَيْسٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا رَأَى
رَبَّهُ فَقَدْ كَذَبَ ، قَالَ اللَّهُ : { لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ } [سورة
الأنعام آية 103 ] .
307 حَدَّثَنِي أَبُو عِمْرَانَ التُّسْتَرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا ، عَنِ ابْنِ أَشْوَعَ ، عَنْ عَامِرٍ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ،
قَالَ : قُلْتُ لِعَائِشَةَ فَأَيْنَ قَوْلُهُ : { ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى }[سورة
النجم آية 8 ] ؟ قَالَتْ : إِنَّمَا ذَاكَ جِبْرِيلُ يَأْتِيهِ فِي صُورَةِ
الرِّجَالِ ، وَأَنَّهُ أَتَاهُ فِي هَذِهِ الْمَرَّةِ فِي صُورَتِهِ الَّتِي هِيَ
صُورَتُهُ ، فَسَدَّ أُفُقَ السَّمَاءِ
.
308 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ :
أنبا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، أَنَّ عَبْدَ
رَبِّهِ بْنَ سَعِيدٍ حَدَّثَهُ ، أَنَّ دَاوُدَ بْنَ أَبِي هِنْدٍ حَدَّثَهُ ،
عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ الأَجْدَعِ ، أَنَّهُ سَمِعَ
عَائِشَةَ ، تَقُولُ : أَعْظَمُ الْفِرْيَةِ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ
قَالَ ثَلاثَةً : مَنْ قَالَ : إِنَّ مُحَمَّدًا رَأَى رَبَّهُ ، وَأَنَّ
مُحَمَّدًا كَتَمَ شَيْئًا مِنَ الْوَحْيِ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا - صلى الله عليه
وسلم - يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ وَمَا
رَآهُ ؟ ، قَالَتْ : لا إِنَّمَا ذَاكَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ رَآهُ
مَرَّتَيْنِ : فِي صُورَتِهِ مَرَّةً بِالأُفُقِ الأَعْلَى ، وَمَرَّةً
سَادًّا آفَاقَ السَّمَاءِ .
بَيَانُ نَظَرِ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَى وَجْهِ
رَبِّهِمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
309 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ هُوَ
الْبَصْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَأَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ
الأَعْلَى ، قَالَ : أنبا أَسَدٌ هُوَ ابْنُ مُوسَى وَحَدَّثَنَا حَمْدَانُ بْنُ
الْجُنَيْدِ الدَّقَّاقُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ
وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ هُوَ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ
، قَالُوا : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ صُهَيْبٍ ، قَالَ عَفَّانُ ، عَنِ
النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، وَقَالَ الأَسْوَدُ : قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم - هَذِهِ الآيَةِ : { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى
وَزِيَادَةٌ }[سورة يونس آية 26]
، قَالَ :
إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ ، نَادَى
مُنَادٍ : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ ، إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَوْعُودًا
يُرِيدُ أَنْ يُنْجِزَكُمُوهُ ، قَالُوا : وَمَا هَذَا الْمَوْعُودُ ؟ أَلَيْسَ
قَدْ ثَقَّلَ مَوَازِينَنَا ؟ أَلَمْ يُبَيِّضْ وُجُوهَنَا وَأَدْخَلَنَا
الْجَنَّةَ وَنَجَّانَا مِنَ النَّارَ ؟ قَالَ : فَيُرْفَعُ الْحِجَابُ
فَيَنْظُرُونَ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ
مِنَ النَّظَرِ ، قَالَ عَفَّانُ : إِلَيْهِ ، وَقَالَ الأَسْوَدُ : إِلَى
وَجْهِهِ .
310 حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَحَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَفَّافُ
الأَنْطَاكِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ وَحَدَّثَنَا الصَّاغَانِيُّ
، قَالَ : أنبا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا أَبُو قُدَامَةَ
الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ الإِيَادِيُّ وَحَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا دَاوُدُ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو الْحَارِثِ بْنُ قُدَامَةَ ، قَالُوا
كُلُّهُمْ عنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - : جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ أَرْبَعٌ : ثِنْتَانِ آنِيَتُهُمَا وَحُلِيُّهُمَا
وَمَا فِيهِمَا مِنْ ذَهَبٍ ، وَثِنْتَانِ مِنْ فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا
وَحُلِيُّهُمَا وَمَا فِيهِمَا ، وَمَا بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا
إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ إِلا رِدَاءُ الْكِبْرِيَاءِ عَلَى وَجْهِهِ فِي
جَنَّةِ عَدْنٍ ، زَادَ أَبُو نُعَيْمٍ ، وَالْهَيْثَمُ فِي حَدِيثِهِمَا :
وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَشْخَبُ مِنْ جَنَّاتِ عَدْنٍ ثُمَّ تَصَدَّعُ بَعْدُ
أَنْهَارًا ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ الْحَارِثِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ
بْنُ مَنْصُورٍ بِمِثْلِهِ بِتَمَامِهِ : وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَشْخَبُ مِنْ
جِنَّةِ عَدْنٍ فِي جَوْبَةٍ ، ثُمَّ تَصَدَّعُ بَعْدُ أَنْهَارًا ، حَدَّثَنَا
إِدْرِيسُ بْنُ بَكْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، بِمِثْلِ
حَدِيثِ مَهْدِيٍّ .
بَيَانُ تَضَرُّعِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى اللَّهِ
عَزَّ وَجَلَّ واجتهاده في الدعاء لأمته حتى أعطي رضاه فيهم ، وأنه أول من يشفع ،
وأنه أول من يفتح له خازن الجنه بابها
311 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ :
أنبا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، أَنَّ بَكْرَ
بْنَ سَوَادَةَ حَدَّثَهُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - :
تَلا قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي إِبْرَاهِيمَ : { رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ
كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي
فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }[سورة إبراهيم آية 36 ] ، وَقَالَ عِيسَى : { إِنْ
تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }[سورة المائدة آية 118 ] ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ ، وَقَالَ :
اللَّهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي ، وَبَكَى ، فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى :
يَا جِبْرِيلُ ، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ فَسَلْهُ مَا يُبْكِيهِ
؟ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَسَأَلَهُ ، فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - بِمَا قَالَ وَهُوَ أَعْلَمُ ، فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : يَا
جِبْرِيلُ ، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُلْ لَهُ : إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي
أُمَّتِكَ وَلا نَسُوءُكَ ، رَوَاهُ يُونُسُ ، عَن مُسْلِمٍ بِمِثْلِهِ .
312 حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ الْمُخْتَارِ
بْنِ فُلْفُلٍ ، قَالَ : قَالَ أَنَسٌ : بَيْنَمَا نَحْنُ ذَاتَ يَوْمٍ نَذْكُرُ
الأَنْبِيَاءَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَنَا أَوَّلُ
شَفِيعٍ فِي الْجَنَّةِ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ ، عَنْ
أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِمِثْلِهِ .
313 حَدَّثَنَا ابْنُ الْجُنَيْدِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ
، عَنْ أَنَسٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ حَيَّانَ الْمُؤَذِّنُ
فِي مَسْجِدِ الرَّصَافَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ
: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : آتِي بَابَ الْجَنَّةِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ ، فَاسْتَفْتِحَ ، فَيَقُولُ الْخَازِنُ : مَنْ أَنْتَ ؟ فَأَقُولُ :
مُحَمَّدٌ ، فَيُقَالُ : بِكَ أُمِرْتُ لا أَفْتَحُ لأَحَدٍ قَبْلَكَ ، رَوَاهُ
يُوسُفُ الْقَطَّانُ عَنْ أَبِي النَّضْرِ ، يَقُولُ : لَمْ أَفْتَحْهُ لأَحَدٍ قَبْلَكَ
وَبِكَ أُمِرْتُ أَنْ أَفْتَحَهُ فَفَتَحَهُ .
بَيَانٌ فِي رُؤْيَةِ رَبِّ الْعِزَّةِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ ، وصفة الصراط وأنه جسر جهنم وأن من يجوز محمد وأمته ، وأن النار
تأكل ابن آدم إلا أثر السجود ممن يشهد أن لا إله إلا الله ، وصفة آخر من يخرج من
النار وآخر من يدخل الجنه وما يعطى فيها من النعيم ، وأن المرائين بأعمالهم في
الدنيا تصير ظهورهم طبقاً واحداً فلا يقدرون علي السجود إذا سجد المؤمن حين يكشف
عن ساق ويطفئ نورهم
314 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْوَاسِطِيُّ
هُوَ الدَّقِيقِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ
الزُّهْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عَطَاءِ
بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ : أَنَّ أُنَاسًا
قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : هَلْ تُضَارُّونَ فِي الْقَمَرِ
لَيْلَةَ الْبَدْرِ ؟ ، قَالُوا : لا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : هَلْ
تُضَارُّونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ ؟ ، قَالُوا : لا ، قَالَ :
فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ كَذَلِكَ ، يَجْمَعُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ،
فَيَقُولُ : مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتَّبِعْهُ ، فَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ
الشَّمْسَ الشَّمْسَ ، وَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الْقَمَرَ الْقَمَرَ ،
وَيَتْبَعُ مَنْ يَعْبُدُ الطَّوَاغِيتَ الطَّوَاغِيتَ ، وَتَبْقَى هَذِهِ
الأُمَّةُ فِيهَا مُنَافِقُوهَا ، ثُمَّ يَأْتِيهِمُ اللَّهُ فِي صُورَةٍ غَيْرِ
صُورَتِهِ الَّذِي يَعْرِفُونَ ، فَيَقُولُ : أَنَا رَبُّكُمْ ، فَيَقُولُونَ :
نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ هَذَا مَكَانُنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا رَبُّنَا ، فَإِذَا
جَاءَ رَبُّنَا عَرَفْنَاهُ ، فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ فِي صُورَتِهِ الَّتِي
يَعْرِفُونَ
، فَيَقُولُ
: أَنَا رَبُّكُمْ ، فَيَقُولُونَ : أَنْتَ رَبُّنَا ، فَيَتَّبِعُونَهُ
وَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ ، فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي
أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُهُ ، وَلا يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ إِلا الرُّسُلُ ، وَدَعْوَى
الرُّسُلُ يَوْمَئِذٍ : اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ ، وَفِي جَهَنَّمَ كَلالِيبُ
مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ هَلْ رَأَيْتُمُ السَّعْدَانَ ؟ قَالُوا : نَعَمْ يَا
رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ غَيْرَ أَنَّهُ
لا يَعْلَمُ مَا قَدْرَ عِظَمِهَا إِلا اللَّهُ تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ
، فَمِنْهُمُ الْمُؤْمِنُ لَقِيَ بِعَمَلِهِ وَذَكَرَ كَلِمَةً وَمِنْهُمُ الْمُجَازَى
، ثُمَّ يُنَجِّي اللَّهُ ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنَ الْقَضَاءِ بَيْنَ
الْعِبَادِ وَأَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ بِرَحْمَتِهِ مَنْ أَرَادَ مِنْ أَهْلِ
النَّارِ أَمَرَ الْمَلائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ لا
يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا مِمَّنْ أَرَادَ أَنْ يَرْحَمَهُ مِمَّنْ يَقُولُ : لا
إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، فَيَعْرِفُونَهُمْ فِي النَّارِ ، يَعْرِفُونَهُمْ بِأَثَرِ
السُّجُودِ ، وَتَأْكُلُ النَّارُ ابْنَ آدَمَ إِلا أَثَرَالسُّجُودِ وَحَرَّمَ
اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ ، فَيَخْرُجُونَ مِنَ
النَّارِ قَدِ امْتَشَجُوا ، فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مَاءُ الْحَيَاةِ فَيَنْبُتُونَ
فِيهِ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ ، ثُمَّ يَفْرُغُ اللَّهُ مِنَ
الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ وَيَبْقَى رَجُلٌ مُقْبِلٌ عَلَى النَّارِ
بِوَجْهِهِ هُوَ آخِرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولا الْجَنَّةَ ، فَيَقُولُ : رَبِّ
اصْرِفْ وَجْهِي عَنِ النَّارِ ، فَإِنَّهُ قَدْ قَشَبَنِي رِيحُهَا وَأَحْرَقَنِي
ذَكَاؤُهَا ، فَيَدْعُو
اللَّهَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدْعُوَهُ ، ثُمَّ
يَقُولُ اللَّهُ : هَلْ عَسَيْتَ إِنْ أَفْعَلْ ذَلِكَ بِكَ تَسْأَلْ غَيْرَهُ ؟
فَيَقُولُ : لا وَعِزَّتِكَ لا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ ، وَيُعْطِي رَبَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ مَا شَاءَ اللَّهُ ، فَيَصْرِفُ اللَّهُ وَجْهَهُ
عَنِ النَّارِ ، فَإِذَا أَقْبَلَ عَلَى الْجَنَّةِ وَرَآهَا سَكَتَ مَا شَاءَ
اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ ، ثُمَّ يَقُولُ : أَيْ رَبِّ ، قَدِّمْنِي إِلَى بَابِ
الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ : أَلَسْتَ قَدْ أَعْطَيْتَ عُهُودَكَ
وَمَوَاثِيقَكَ لا تَسْأَلُنِي غَيْرَ الَّذِي أَعْطَيْتُكَ ؟ وَيْلَكَ يَا ابْنَ
آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ ، فَيَقُولُ
: أَيْ رَبِّ يَدْعُو اللَّهَ ، حَتَّى يَقُولُ : فَهَلْ
عَسَيْتَ إِنْ أَعْطَيْتُ ذَلِكَ أَوْ أَعْطَيْتُكَ ذَلِكَ أَنْ تَسْأَلَ غَيْرَهُ
؟ فَيَقُولُ : لا وَعِزَّتِكَ ، فَيُعْطِي رَبَّهُ مَا شَاءَ مِنْ مَوَاثِيقِ وَعُهُودٍ
فَيُقَدِّمُهُ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ ، فَإِذَا قَامَ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ
وَانْفَهَقَتْ لَهُ الْجَنَّةُ فَرَأَى مَا فِيهَا مِنَ الْحِبَرَةِ وَالسُّرُورِ
، فَيَسْكُتُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ ، ثُمَّ يَقُولُ : أَيْ رَبِّ ،
أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ : أَلَسْتَ قَدْ أَعْطَيْتَ
عُهُودَكَ وَمَوَاثِيقَكَ لا تَسْأَلُ غَيْرَ مَا أَعْطَيْتُكَ ؟ وَيْلَكَ يَا
ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ ، فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ ، لا أَكُونُ أَشْقَى
خَلْقِكَ ، فَلا يَزَالُ يَدْعُو اللَّهَ حَتَّى يَضْحَكَ اللَّهُ مِنْهُ ،
فَإِذَا ضَحِكَ اللَّهُ مِنْهُ ، قَالَ : ادْخُلِ الْجَنَّةَ ، فَإِذَا دَخَلَهَا
، قَالَ اللَّهُ لَهُ : تَمَنَّهْ ، فَيَسْأَلُ رَبَّهُ وَيَتَمَنَّى حَتَّى إِنَّ
اللَّهَ لَيُذَكِّرُهُ ، يَقُولُ : مَنْ كَذَا وَكَذَا حَتَّى إِذَا
انْقَطَعَتْ بِهِ الأَمَانِيُّ ، قَالَ اللَّهُ : ذَاكَ
لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ ، قَالَ عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ : وَأَبُو سَعِيدٍ
الْخُدْرِيُّ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ لا يَرُدُّ عَلَيْهِ شَيْئًا مِنْ حَدِيثِهِ
حَتَّى إِذَا حَدَّثَ أَبُو هُرَيْرَةَ : أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
قَالَ لِذَلِكَ الرَّجُلِ : وَمِثْلُهُ مَعَهُ ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ
: وَعَشْرَةُ أَمْثَالِهِ مَعَهُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ :
مَا حَفِظْتُ إِلا قَوْلَهُ : ذَلِكَ لَكَ ، وَمِثْلُهُ مَعَهُ ، قَالَ أَبُو
سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ : أَشْهَدُ أَنِّي حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - قَوْلَهُ : ذَلِكَ لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ ، قَالَ أَبُو
هُرَيْرَةَ : وَذَلِكَ الرَّجُلُ آخِرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولا ، حَدَّثَنَا
فَضْلَكُ الرَّازِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ زُغْبَةَ ، قَالَ : أنبا اللَّيْثُ
بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ بِإِسْنَادِهِ
بِطُولِهِ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَارِسِيُّ ، وَأَبُو
أُمَيَّةَ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ ، قَالَ : أنبا شُعَيْبٌ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ ، وَعَطَاءُ بْنُ
يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ ، أن أبا هريرة أخبرهما ، أن الناس قَالُوا لِلنَّبِيِّ -
صلى الله عليه وسلم - : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ
الْقِيَامَةِ ؟ وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِمِثْلِ مَعْنَى حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
سَعْدٍ .
315 حَدَّثَنَا السُّلَمِيُّ ، وَالدَّبَرَيُّ ، قَالَ
السُّلَمِيُّ حَدَّثَنَا ، وَقَالَ الدَّبَرِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، قَالَ
: أنبا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، فِي قَوْلِهِ : { كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى
كِتَابِهَا }[سورة الجاثية آية 28 ] ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ النَّاسُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا
يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ : النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : هَلْ
تُضَارُّونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ ؟ قَالُوا : لا يَا رَسُولَ
اللَّهِ ، قَالَ : هَلْ تُضَارُّونَ فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْسَ
دُونَهُ سَحَابٌ ؟ قَالُوا : لا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : فَإِنَّكُمْ
تَرَوْنَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ ، فَيَقُولُ :
مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتَّبِعْهُ ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ ،
وَقِصَّةَ أَبِي سَعِيدٍ أَيْضًا ، حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ
سَهْلِ بْنِ أَيُّوبَ الأَهْوَازِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ الْمُبَارَكِ ، حَدَّثَنَا قُرَيْشُ بْنُ حَيَّانَ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ
وَائِلٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الأَغَرِّ كَذَا ، قَالَ
: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ نَرَى
رَبَّنَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، هَلْ تُضَارُّونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا
سَحَابٌ ؟ قُلْنَا : لا ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ ، وَفِيهِ قِصَّةُ أَبِي
سَعِيدٍ أَيْضًا ، وَفِيهِ زِيَادَاتٌ ، قَالَ أَبُو عَوَانَةَ : بَلَغَنِي أَنَّ
مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى كَتَبَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنَ ابْنِهِ حَيْكَانَ .
316 حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ ، وَالصَّغَانِيُّ
، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ بِمَكَّةَ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ
سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ ، عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : إِنَّ أَدْنَى
أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً رَجُلٌ صَرَفَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ
قَبْلَ الْجَنَّةَ ، وَمَثَلَ لَهُ شَجَرَةً ذَاتَ ظِلٍّ ، فَقَالَ : أَيْ رَبِّ ،
قَدِّمْنِي إِلَى هَذِهِ الشَّجَرَةِ أَكُونُ فِي ظِلِّهَا وَآكُلُ مِنْ ثَمَرِهَا
، قَالَ اللَّهُ لَهُ : فَهَلْ عَسَيْتَ إِنْ أُعْطِيكَ أَنْ تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ ؟
فَيَقُولُ : لا وَعِزَّتِكَ ، فَيُقَدِّمُهُ اللَّهُ إِلَيْهَا ، فَتُمَثَّلُ لَهُ شَجَرَةٌ
أُخْرَى ذَاتُ ظِلٍّ وَثَمَرَةٍ وَمَاءٍ ، فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ ، قَدِّمْنِي
إِلَى هَذِهِ الشَّجَرَةِ أَكُونُ فِي ظِلِّهَا وَآكُلُ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَشْرَبُ
مِنْ مَائِهَا ، فَيَقُولُ لَهُ : هَلْ عَسَيْتَ إِنْ فَعَلْتُ أَنْ تَسْأَلَنِي
غَيْرَهُ ؟ فَيَقُولُ : لا وَعِزَّتِكَ ، لا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ ، فَيَبْرُزُ
لَهُ بَابُ الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُ
: أَيْ رَبِّ ، قَدِّمْنِي إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ ،
فَأَكُونُ تَحْتَ نِجَافِ الْجَنَّةِ ، فَأَنْظُرُ إِلَى أَهْلِهَا ،
فَيُقَدِّمُهُ اللَّهُ إِلَيْهَا ، فَيَرَى أَهْلَ الْجَنَّةِ وَمَا فِيهَا
فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ ، فَيُدْخِلُهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ
، فَإِذَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، قَالَ : هَذَا لِي ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ : تَمَنَّ ،
فَيَتَمَنَّى وَيُذَكِّرُهُ اللَّهُ سَلْ مِنْ كَذَا سَلْ مِنْ كَذَا ، حَتَّى
إِذَا انْقَطَعَتْ بِهِ الأَمَانِيُّ ، قَالَ
اللَّهُ لَهُ : هُوَ لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ ،
ثُمَّ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ تَبْدُرُ عَلَيْهِ زَوْجَتَاهُ مِنَ الْحُورِ الْعَيْنِ
، فَتَقُولانِ لَهُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَاكَ لَنَا ، وَأَحْيَانَا
لَكَ ، فَيَقُولُ : مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُعْطِيتُ ، قَالَ الصَّائِغُ فِي
حَدِيثِهِ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَبَّأَكَ لَنَا وَخَبَّأَنَا لَكَ .
317 حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ،
قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ ، وَابْنُ أَبْجَرَ ، سمعنا الشعبي ، يَقُولُ : سَمِعْتُ
الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ ، وَهُوَ يُخْبِرُ النَّاسَ عَلَى الْمِنْبَرِ ،
يَرْفَعُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : سَأَلَ مُوسَى رَبَّهُ عَنْ
أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً ؟ قَالَ : هُوَ رَجُلٌ يَجِيءُ بَعْدَمَا
يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ ، فَيَقُولُ لَهُ : ادْخُلِ الْجَنَّةَ ،
فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ ! وَكَيْفَ أَدْخُلُ وَقَدْ نَزَلَ النَّاسُ مَنَازِلَهُمْ
وَأَخَذُوا أَخَذَاتِهِمْ ؟ قَالَ : فَيُقَالُ لَهُ : أَتَرْضَى أَنْ يَكُونَ لَكَ
مِثْلُ مَا يَكُونُ لِمَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الدُّنْيَا ؟ فَيَقُولُ : رَضِيتُ أَيْ
رَبِّ ، فَيَقُولُ لَهُ : فَإِنَّ لَكَ هَذَا وَمِثْلَهُ وَمِثْلَهُ وَمِثْلَهُ ،
فَيَقُولُ : رَضِيتُ وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهِ ، فَيَقُولُ : رَضِيتُ رَبِّ ،
فَيُقَالُ لَهُ : لَكَ هَذَا وَمَا اشْتَهَتْ نَفْسُكَ وَلَذَّتْ عَيْنُكَ ، قَالَ
مُوسَى : أَيْ رَبِّ ، فَأَيُّ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَرْفَعُ مَنْزِلَةً ؟ قَالَ :
إِيَّاهَا أَرَدْتَ ، وَسَأُحَدِّثُكَ عَنْهُمْ : غَرَسْتُ كَرَامَتَهُمْ بِيَدِي
، وَخَتَمْتُ عَلَيْهَا ، فَلا عَيْنٌ رَأَتْ ، وَلا أُذُنٌ سَمِعْتُ ،
وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بِشْرٍ ، وَذَلِكَ فِي كِتَابِ
اللَّهِ : { فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ
جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }[سورة السجدة آية 17 ] .
318 حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الزَّعْفَرَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
الأَعْمَشُ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَبِيدَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِنِّي لأَعْرِفُ آخِرَ أَهْلِ
النَّارِ خُرُوجًا مِنَ النَّارِ ، رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنْهَا زَحْفًا ، فَيُقَالُ
لَهُ : انْطَلِقْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ فَيَذْهَبُ فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ ، فَيَجِدُ
النَّاسَ قَدْ أَخَذُوا الْمَنَازِلَ ، فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ ، قَدْ أَخَذَ النَّاسُ
الْمَنَازِلَ ، فَيَقُولُ لَهُ
: أَتَذْكُرُ الزَّمَانَ الَّذِي كُنْتَ فِيهِ ؟
فَيَقُولُ : نَعَمْ ، فَيُقَالُ لَهُ : تَمَنَّ فَيَتَمَنَّى ، فَيُقَالُ لَهُ :
لَكَ الَّذِي تَمَنَّيْتَ وَعَشَرَةُ أَضْعَافِ الدُّنْيَا ، فَيَقُولُ :
أَتَسْخَرُ بِي وَأَنْتَ الْمَلِكُ ؟ فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ، حَدَّثَنَا
الزَّعْفَرَانِيُّ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا عَفَّانُ
، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ
، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، وَعَبِيدَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ،
رَفَعَ الْحَدِيثَ ، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ أَبِي مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ .
319 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ الْجَوْهَرِيُّ
، قَالَ : حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ،
عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَبِيدَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِنِّي
لأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا ، وَآخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ
دُخُولا الْجَنَّةَ ، رَجُلٌ يَحْبُو حَبْوًا ، فَيَقُولُ اللَّهُ : اذْهَبْ
فَادْخُلِ الْجَنَّةَ ، فَيَأْتِيهَا ، فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلأَى
فَيَرْجِعُ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلأَى ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ : ارْجِعْ
فَادْخُلِ الْجَنَّةَ ، وَيَأْتِيهَا فَيُمَثَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلأَى
فَيَرْجِعُ ، فَيَقُولُ : وَجَدْتُهَا مَلأَى ، فَيَقُولُ : ارْجِعْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ ، وَذَكَرَ
الْحَدِيثَ بِنَحْوِهِ ، وَقَالَ فِي آخِرِ حَدِيثِهِ : فَكَانَ يُقَالُ ذَلِكَ
أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ
أَبِي سَعْدٍ الْعَسْقَلانِيُّ بِالرَّمْلَةِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا آدَمُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شَيْبَانُ
، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ .
320 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ
الدَّقِيقِيُّ ، وَأَبُو أُمَيَّةَ ، وَالصَّاغَانِيُّ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا
جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي
سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ نَرَى
رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ : هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ
بِالظَّهِيرَةِ صَحْوًا لَيْسَ فِيهَا سَحَابٌ ؟ قَالُوا : لا ، قَالَ : فَهَلْ
تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ صَحْوًا لَيْسَ فِيهَا
سَحَابٌ ؟ قَالُوا : لا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : مَا تُضَارُّونَ فِي
رُؤْيَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلا كَمَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ أَحَدِهِمَا
، إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادِي : أَلا لِيَلْحَقْ كُلُّ أُمَّةٍ
مَا كَانَتْ تَعْبُدُ ، فَلا يَبْقَى أَحَدٌ كَانَ يَعْبُدُ صَنَمًا ، وَلا
وَحَدَّثَنَا ، وَلا صُورَةً ، إِلا ذَهَبُوا حَتَّى يَتَسَاقَطُوا فِي النَّارِ ،
وَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ مِنْ بَرٍّ ، وَفَاجِرٍ ،
وَغُبَّرَاتُ أَهْلِ الْكِتَابِ ، ثُمَّ تُعْرَضُ جَهَنَّمُ كَأَنَّهَا سَرَابٌ
يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا ، ثُمَّ يُدْعَى الْيَهُودُ ، فَيُقَالُ : مَاذَا
كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ ؟ فَيَقُولُونَ : عُزَيْرَ ابْنَ اللَّهِ ، فَيَقُولُ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : كَذَبْتُمْ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ صَاحِبَةٍ وَلا وَلَدٍ ،
فَمَاذَا تُرِيدُونَ ؟ فَيَقُولُونَ : أَيْ رَبَّنَا ظَمِئْنَا فَاسْقِنَا ، فَيَقُولُ
: أَلا تَرِدُونَ مَاءً ، فَيَذْهَبُوا حَتَّى يَتَسَاقَطُوا فِي النَّارِ ، ثُمَّ
يُدْعَى النَّصَارَى ، فَيَقُولُ : مَاذَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ ؟ فَيَقُولُونَ :
الْمَسِيحَ
ابْنَ اللَّهِ ، فَيَقُولُ : كَذَبْتُمْ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ
صَاحِبَةٍ وَلا وَلَدٍ ، فَمَاذَا تُرِيدُونَ ؟ فَيَقُولُونَ : أَيْ رَبَّنَا
ظَمِئْنَا فَاسْقِنَا ، فَيَقُولُ : أَلا تَرِدُونَ مَاءً ، فَيَذْهَبُونَ حَتَّى
يَتَسَاقَطُوا فِي النَّارِ ، وَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ مِنْ بَرٍّ وَفَاجِرٍ
، ثُمَّ يَتَبَدَّى اللَّهُ لَنَا فِي صُورَةٍ غَيْرِ صُورَتِهِ الَّتِي
رَأَيْنَاهُ فِيهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ، فَيَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ،
لَحِقَتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِمَا كَانَتْ تَعْبُدُ وَبَقِيتُمْ ، فَلا يُكَلِّمُهُ
يَوْمَئِذٍ إِلا الأَنْبِيَاءُ : فَارَقْنَا النَّاسَ فِي الدُّنْيَا وَنَحْنُ كُنَّا
إِلَى صَحَبَتِهِمْ فِيهَا أَحْوَجَ ، لَحِقَتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِمَا كَانَتْ
تَعْبُدُ ، وَنَحْنُ نَنْتَظِرُ رَبَّنَا الَّذِي كُنَّا نَعْبُدُ ، فَيَقُولُ :
أَنَا رَبُّكُمْ ، فَيَقُولُونَ : نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ ، فَيَقُولُ : هَلْ
بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ اللَّهِ مِنْ آيَةٍ تَعْرِفُونَهَا ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ،
فَيُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ، فَنَخِرَّ سُجَّدًا أَجْمَعِينَ ، وَلا يَبْقَى أَحَدٌ
كَانَ يَسْجُدُ فِي الدُّنْيَا سُمْعَةً وَرِئَاءً وَلا نِفَاقًا إِلا عَلَى
ظَهْرِهِ طَبَقٌ وَاحِدٌ كُلَّمَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ خَرَّ عَلَى قَفَاهُ ،
قَالَ : ثُمَّ يُرْفَعُ بَرُّنَا وَمُسِيئُنَا وَقَدْ عَادَ لَنَا فِي صُورَتِهِ
الَّتِي رَأَيْنَاهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ ، فَيَقُولُ : أَنَا رَبُّكُمْ ،
فَيَقُولُونَ : نَعَمْ أَنْتَ رَبُّنَا ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ يُضْرَبُ بِالْجَسْرِ
عَلَى جَهَنَّمَ ، فَقُلْنَا : وَأَيِّمَا الْجِسْرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِينَا
وَأَمِّنَا ؟ قَالَ : دَحْضٌ مَزِلَّةٌ لَهُ كَلالِيبُ ، وَخَطَاطِيفُ ،
وَحَسَكَةٌ تَكُونُ بِنَجْدٍ عَقِيفًا يُقَالُ لَهُ : السَّعْدَانُ ،
فَيَمُرُّ الْمُؤْمِنُونَ كَلَمْحِ الْبَرْقِ ،
وَكَالطَّرْفِ ، وَكَالرِّيحِ ، وَكَالطَّيْرِ ، وَكَأَجْوَدِ الْخَيْلِ ،
وَكَالرَّاكِبِ وَالرَّاكِبِ ، فَنَاجٍ مُسْلَمٍ ، وَمَخْدُوشٌ ، وَمُرْسَلٌ ،
وَمُكَرْدَسٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ ، حَدَّثَنَا
يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنِي اللَّيْثُ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ بِمِثْلِهِ .
321 حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ عَبَّادٍ الرُّؤَاسِيُّ وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
حَرْبٍ ، قَالَ : أَبُو هَاشِمِ بْنِ أَبِي خِدَاشٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَخْلَدُ
بْنُ يَزِيدَ ، قَالا : حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ
أَسْلَمَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، أَنَّ
نَاسًا ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ
الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : نَعَمْ ، وَذَكَرَ
الْحَدِيثَ .
322 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الْحِمْصِيُّ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ
سَعْدٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ ، عَنْ
زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، يَقُولُ :
يَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقٍ فَيَسْجُدُ لِلَّهِ كُلُّ مُؤْمِنٍ ، وَيَبْقَى مَنْ
كَانَ يَسْجُدُ لَهُ فِي الدُّنْيَا رِئَاءً وَسُمْعَةً ، فَيَذْهَبُ لِيَسْجُدَ
فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا وَاحِدًا
.
323 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَفَّانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
ابْنُ نُمَيْرٍ وَحَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنِ
الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم - : إِنِّي لأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولا ،
وَآخَرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا ، رَجُلٌ يُؤْتَى بِهِ فَيُقَالُ :
اعْرِضُوا عَلَيْهِ صِغَارَ ذُنُوبِهِ ، وَارْفَعُوا عَنْهُ كِبَارَهَا ، قَالَ :
فَتُعْرَضُ عَلَيْهِ صِغَارُ ذُنُوبِهِ ، فَيُقَالُ : عَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا
وَكَذَا كَذَا وَكَذَا ، وَعَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا ، فَيَقُولُ
: نَعَمْ ، لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنْكِرَ ، وَهُوَ مُشْفِقٌ مِنْ كِبَارِ
ذُنُوبِهِ أَنْ تُعْرَضَ عَلَيْهِ ، فَيُقَالُ لَهُ : فَإِنَّ لَكَ مَكَانَ كُلِّ
سَيِّئَةٍ حَسَنَةً ، فَيَقُولُ : رَبِّ قَدْ عَمِلْتُ أَشْيَاءَ لا أَرَى
هَاهُنَا ، قَالَ : فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ضَحِكَ حَتَّى
بَدَتْ نَوَاجِذُهُ حَدِيثُهُمَا وَاحِدٌ .
324 حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رَجَاءٍ الْمِصِّيصِيُّ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ
سُوَيْدٍ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - : يُؤْتَى بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيُقَالُ : اعْرِضُوا
عَلَيْهِ صِغَارَ ذُنُوبِهِ ، وَيَخْبَأُ عَنْهُ كِبَارُهَا ، فَيُقَالُ :
عَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا كَذَا وَكَذَا ، وَعَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا ،
وَعَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، قَالَ : وَهُوَ مُقِرٌّ لَيْسَ
بِمُنْكِرٍ ، وَهُوَ مُشْفِقٌ مِنَ الْكَبَائِرِ أَنْ تَجِيءَ ، قَالَ : فَإِذَا
أَرَادَ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا ، قَالَ : أَعْطُوهُ مَكَانَ كُلِّ سَيِّئَةٍ
حَسَنَةً ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ إِنَّ لِي ذَنُوبًا مَا رَأَيْتُهَا هَاهُنَا ،
فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَضْحَكُ حَتَّى بَدَتْ
نَوَاجِذُهُ ، ثُمَّ تَلا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : { فَأُولَئِكَ
يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ }[سورة الفرقان آية 70 ] .
325 حَدَّثَنَا السُّلَمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : أنبا مَعْمَرٌ ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِنَّ
أَدْنَى مَقْعَدِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ أَنْ يُقَالَ لَهُ : تَمَنَّ ،
فَيَتَمَنَّى وَيَتَمَنَّى أَوْ يُقَالَ لَهُ : هَلْ تَمَنَّيْتَ ؟ فَيَقُولُ :
نَعَمْ ، فَيُقَالَ لَهُ : فَإِنَّ لَكَ مَا تَمَنَّيْتَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ .
بَابٌ فِي صِفَةِ الشَّفَاعَةِ وأن نبينا صلى الله علية
وسلم سيد الناس يوم القيامة وأن آدم خلقه الله بيده326 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحَارِثِيُّ الْكُوفِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو
أُسَامَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو حَيَّانَ ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا
بِلَحْمٍ ، فَرَفَعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعَ وَكَانَ يُعْجِبُهُ ، فَنَهَسَ مِنْهَا نَهْسَةً
، ثُمَّ قَالَ : أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَهَلْ تَدْرُونَ
بِمَا ذَاكَ ؟ إِنَّ اللَّهَ يَجْمَعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الأَوَّلِينَ
وَالآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ ، فَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي ، وَيَنْفُذُهُمُ
الْبَصَرُ ، وَتَدْنُوا الشَّمْسُ مِنْهُمْ ، فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنَ الْغَمِّ
وَالْكَرْبِ مَا لا يُطِيقُونَ وَلا يَحْتَمِلُونَ ، فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ
لِبَعْضٍ : أَلا تَرَوْنَ مَا أَنْتُمْ فِيهِ ؟ أَلا تَرَوْنَ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ ؟ أَلا
تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ إِلَى رَبِّكُمْ ؟ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ
: أَبُوكُمْ آدَمُ ، فَيَأْتُونَ آدَمَ ، فَيَقُولُونَ : يَا آدَمُ ، أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ
خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ ، وَأَمَرَ
الْمَلائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ، أَلا تَرَى إِلَى
مَا نَحْنُ فِيهِ ؟ أَلا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا ؟ فَيَقُولُ لَهُمْ : إِنَّ
رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ ، وَلا
يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ، وَإِنَّهُ نَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُ
نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي ، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي ، اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ ، فَيَأْتُونَ
نُوحًا ، فَيَقُولُونَ : يَا نُوحُ ، أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ
الأَرْضِ ، سَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا ، أَلا تَشْفَعُ لَنَا إِلَى
رَبِّكَ ؟
أَلا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ ؟ أَلا تَرَى مَا
قَدْ بَلَغَنَا ؟ فَيَقُولُ لَهُمْ : إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا
لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ، وَإِنَّهُ
كَانَتْ لِي دَعْوَةٌ دَعَوْتُ بِهَا عَلَى قَوْمِي نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي ،
اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي ، اذْهَبُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ ، فَيَأْتُونَ
إِبْرَاهِيمَ ، فَيَقُولُونَ : يَا إِبْرَاهِيمُ ، أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَخَلِيلُهُ مِنْ
أَهْلِ الأَرْضِ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ، أَلا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ ؟ أَلا
تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا ؟ فَيَقُولُ لَهُمْ إِبْرَاهِيمُ : إِنَّ رَبِّي قَدْ
غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ ، وَلَنْ يَغْضَبَ
بَعْدَهُ مِثْلَهُ ، وَذَكَرَ كَذَبَاتِهِ نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي ،
اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي ، اذْهَبُوا إِلَى مُوسَى ، فَيَأْتُونَ مُوسَى ،
فَيَقُولُونَ : يَا مُوسَى أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ فَضَّلَكَ اللَّهُ
بِرِسَالاتِهِ وَبِكَلامِهِ عَلَى النَّاسِ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلا
تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ ؟ أَلا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا ؟ فَيَقُولُ لَهُمْ
: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ ،
وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ، إِنِّي قَتَلْتُ نَفْسًا لَمْ أُؤْمَرْ
بِقَتْلِهَا ، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي ، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي ،
اذْهَبُوا إِلَى عِيسَى ، فَيَأْتُونَ عِيسَى ، فَيَقُولُونَ : يَا عِيسَى أَنْتَ
رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرَوْحٌ مِنْهُ ، كَلَّمْتَ
النَّاسَ فِي الْمَهْدِ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ
فِيهِ ؟ أَلا تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا ؟ فَيَقُولُ لَهُمْ عِيسَى : إِنَّ
رَبِّي
قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ
مِثْلَهُ وَلَمْ يَذْكُرْ ذَنْبًا ، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي ، اذْهَبُوا
إِلَى غَيْرِي ، اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - ، فَيَأْتُونِي
، فَيَقُولُونَ : يَا مُحَمَّدُ ، أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ ، وَخَاتَمُ
النَّبِيِّينَ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ، اشْفَعْ
لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ ؟ أَلا تَرَى إِلَى مَا
قَدْ بَلَغَنَا ؟ فَأَنْطَلِقُ فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ ، فَأَخِرَّ سَاجِدًا
لِرَبِّي ، ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ وَيُلْهِمُنِي مِنْ مَحَامِدِهِ
وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ قَبْلِي
، ثُمَّ يُقَالُ : يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ ، سَلْ تُعْطَهْ ، اشْفَعْ تُشَفَّعْ
، فَأَرْفَعُ رَأْسِي ، فَأَقُولُ : أُمَّتِي أُمَّتِي ، ثَلاثَ مَرَّات ،
فَيُقَالُ : يَا مُحَمَّدُ ، أَدْخِلِ الْجَنَّةَ مَنْ لا حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنَ
الْبَابِ الثَّامِنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا
سِوَى ذَلِكَ مِنَ الأَبْوَابِ ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، إِنَّ مَا
بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ لَكَمَا بَيْنَ مَكَّةَ
وَهَجَرَ وَكَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى .
327 حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ ، وَأَبُو دَاوُدَ
الْحَرَّانِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ
جَرِيرٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - فِي دَعْوَةٍ ، فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ وَكَانَ يُعْجِبُهُ
، فَنَهَسَ مِنْهَا نَهْسَةً ، ثُمَّ قَالَ : أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ ، تَدْرُونَ مِمَّ ذَاكَ ؟ يَجْمَعُ اللَّهُ الأَوَّلِينَ
وَالآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ ، فَيُبْصِرُهُمُ النَّاظِرُ وَيَسْمَعُهُمُ
الدَّاعِي ، وَتَدْنُو مِنْهُمُ الشَّمْسُ ، فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ : أَمَا تَرَوْنَ
مَا أَنْتُمْ فِيهِ ؟ أَمَا تَرَوْنَ إِلَى مَا قَدْ بَلَغْتُمْ ؟ أَلا
تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ ؟ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ
لِبَعْضٍ : أَبُوكُمْ آدَمُ ، فَيَأْتُونَ آدَمَ ، فَيَقُولُونَ : يَا آدَمُ ،
أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ
وَأَسْكَنَكَ الْجَنَّةَ ، وَأَمَرَ الْمَلائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ أَلا تَرَى
إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ ؟ أَلا تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا ؟ أَلا تَشْفَعُ
لَنَا إِلَى رَبِّكَ ؟ فَيَقُولُ آدَمُ : إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ
غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ، وَإِنَّهُ
نَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُ ، نَفْسِي نَفْسِي ، اذْهَبُوا إِلَى
غَيْرِي ، اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ ، فَيَأْتُونَ نُوحًا ، فَيَقُولُونَ : يَا نُوحُ
، أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ وَسَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدًا
شَكُورًا ، أَلا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ ؟ أَلا تَرَى إِلَى مَا قَدْ
بَلَغَنَا ؟ أَلا تَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ؟
فَيَقُولُ نُوحٌ : إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ
مِثْلَهُ قَبْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ مِثْلَهُ بَعْدَهُ ، نَفْسِي نَفْسِي ،
اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي ، قَالَ مُحَمَّدُ ابْنُ عُبَيْدٍ : لا أَدْرِي إِلَى
مَنْ أَرْشَدَهُمْ مِنَ الأَنْبِيَاءِ ، حَتَّى يَأْتِيَ إِلَيَّ ، فَأَجِيءُ
فَأَسْجُدُ تَحْتَ الْعَرْشِ ، فَيُقَالُ : يَا مُحَمَّدُ ، ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ
تُعْطَهْ ، اشْفَعْ تُشَفَّعْ .
328 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ ، وَأَبُو إِسْمَاعِيلَ
التِّرْمِذِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، قَالَ : أنبا ابْنُ
الْمُبَارَكِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ ، عَنْ أَبِي
زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : أُتِيَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
بِلَحْمٍ ، فَدُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ ، وَكَانَ
يُعْجِبُهُ فَنَهَسَ مِنْهَا نَهْسَةً ، ثُمَّ قَالَ : أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ ،
ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ حَدِيثَ أَبِي أُسَامَةَ بِطُولِهِ وَمَعْنَاهُ ، إِلا
أَنَّهُ قَالَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ : نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي ، وَقَالَ : ذَكَرَ
أَبُو حَيَّانَ الْكَلِمَاتِ الَّذِي قَالَ إِبْرَاهِيمُ : كَذَبْتُ كَذِبَاتٍ وَلَمْ
يُبَيِّنْهُ فِي الْحَدِيثِ ، وَقَالَ : مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ
مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ ، وَحِمْيَرَ أَوْ كَمَا بَيْنَ
مَكَّةَ ، وَبُصْرَى .
329 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ :
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ سَلْمَانُ
الأَشْجَعِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ : أَكْرَمُ النَّاسِ
عَلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خَمْسَةٌ يَقُولُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
لآدَمَ : اسْتَفْتِحْ لَنَا بَابَ الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُ آدَمُ : وَهَلْ أَخْرَجَكُمْ
مِنَ الْجَنَّةِ إِلا خَطِيئَتِي لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَاكَ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ
خَلِيلَ رَبِّهِ ، فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ .
330 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَلُّوَيْهِ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ
مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ ، عَنْ رِبْعِيِّ
بْنِ حِرَاشٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - : يَقُولُ إِبْرَاهِيمُ
: يَا رَبَّاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيَقُولُ لَهُ
الرَّبُّ : يَا لَبَّيْكَاهُ ! فَيَقُولُ : أَحْرَقَتْ بَنِيَّ ؟ فَيَقُولُ :
أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ بُرَّةٍ مِنْ
إِيمَانٍ ، مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ .
331 حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الأَصْبَهَانِيِّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ ، عَنْ
أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَعَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ، عَنْ
حُذَيْفَةَ ، قَالا : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَضَلَّ
اللَّهُ عَنِ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا ، فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ
السَّبْتِ ، وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الأَحَدِ ، فَجَاءَ اللَّهُ بِنَا
فَهَدَانَا لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ ، فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ وَالسَّبْتَ وَالأَحَدَ ،
وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، نَحْنُ الآخَرُونَ مِنْ
أَهْلِ الدُّنْيَا الأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، الْمَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ
الْخَلائِقِ ، قَالَ أَبُو عَوَانَةَ : هَذَا حَدِيثٌ طَوِيلٌ فِي الْقِيَامَةِ .
332 حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ الْعَسْقَلانِيُّ
الْبَلْخِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رَجَاءِ بْنِ السِّنْدِيِّ ، وَسَعِيدُ بْنُ
مَسْعُودٍ الْمَرْوَزِيُّ ، قَالُوا
: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلِ بْنِ خَرَشَةَ
الْمَازِنِيُّ أَبُو الْحَسَنِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو نَعَامَةَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو هُنَيْدَةَ الْبَرَاءُ بْنُ نَوْفَلٍ ، عَنْ وَالانَ
الْعَدَوِيِّ ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ
، قَالَ : أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، ذَاتَ يَوْمٍ فَصَلَّى
الْغَدَاةَ ، ثُمَّ جَلَسَ حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ الضُّحَى ضَحِكَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، ثُمَّ جَلَسَ مَكَانَهُ حَتَّى صَلَّى الأُولَى
، وَالْعَصْرَ ، وَالْمَغْرِبَ ، كُلُّ ذَلِكَ لا يَتَكَلَّمُ حَتَّى صَلَّى
الْعِشَاءَ الآخِرَةَ ، ثُمَّ قَامَ إِلَى أَهْلِهِ ، فَقَالَ النَّاسُ لأَبِي
بَكْرٍ : سَلْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا شَأْنُهُ ؟ صَنَعَ
الْيَوْمَ شَيْئًا لَمْ يَصْنَعْهُ قَطُّ ، فَسَأَلَهُ ، فَقَالَ : نَعَمْ ،
عُرِضَ عَلَيَّ مَا هُوَ كَائِنٌ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَأَمْرِ الآخِرَةِ ،
فَجُمِعَ الأَوَّلُونَ وَالآخَرُونَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ ، فَفَظِعَ النَّاسُ
لِذَلِكَ حَتَّى انْطَلِقُوا إِلَى آدَمَ وَالْعَرَقُ كَادَ يُلْجِمُهُمْ ،
فَقَالُوا : يَا آدَمُ ، أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ وَأَنْتَ اصْطَفَاكَ اللَّهُ ،
اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ، قَالَ : قَدْ لَقِيتُ مِثْلَ الَّذِي لَقِيتُمْ ، انْطَلِقُوا
إِلَى أَبِيكُمْ بَعْدَ أَبِيكُمْ إِلَى نُوحٍ : { إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ
وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ }[سورة آل آية
33 ] ، قَالَ : فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى نُوحٍ ، فَيَقُولُونَ : اشْفَعْ لَنَا إِلَى
رَبِّكَ وَأَنْتَ اصْطَفَاكَ اللَّهُ ، وَاسْتَجَابَ
لَكَ فِي دُعَائِكَ ، وَلَمْ يَدَعْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا
، فَيَقُولُ : لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِي ، وَلَكِنِ انْطَلِقُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ
، فَإِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَهُ خَلِيلا ، قَالَ : فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ ،
فَيَقُولُ : لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِي ، وَلَكِنِ انْطَلِقُوا إِلَى مُوسَى ،
فَإِنَّ اللَّهَ كَلَّمَهُ تَكْلِيمًا ، فَيَقُولُ مُوسَى : لَيْسَ ذَاكُمْ
عِنْدِي ، وَلَكِنِ انْطَلِقُوا إِلَى عِيسَى ، فَإِنَّهُ يُبْرِيءُ الأَكْمَهَ
وَالأَبْرَصَ وَيُحْيِي الْمَوْتَى ، فَيَقُولُ عِيسَى : لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِي ،
وَلَكِنِ انْطَلِقُوا إِلَى سَيِّدِ وَلَدِ آدَمَ ، فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ
عَنْهُ الأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، انْطَلِقُوا إِلَى مُحَمَّدٍ - صلى الله
عليه وسلم - ، فَلْيَشْفَعْ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ ، قَالَ : فَيَنْطَلِقُ ،
فَآتِي جِبْرِيلَ ، فَيَأْتِي جِبْرِيلُ ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ : ائْذَنْ لَهُ
وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ ، قَالَ
: فَيَنْطَلِقُ بِهِ جِبْرِيلُ ، فَيَخِرُّ سَاجِدًا
قَدْرَ جُمُعَةٍ ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ : يَا مُحَمَّدُ ، ارْفَعْ رَأْسَكَ ،
وَقُلْ تُسْمَعْ ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ ، قَالَ : فَيَرْفَعُ رَأْسَهُ ، فَإِذَا نَظَرَ
إِلَى رَبِّهِ خَرَّ سَاجِدًا قَدْرَ جُمُعَةٍ أُخْرَى ، فَيَقُولُ اللَّهُ : يَا
مُحَمَّدُ ، ارْفَعْ رَأْسَكَ ، وَقُلْ تُسْمَعْ ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ ، قَالَ :
فَيَذْهَبُ لَيَقَعُ سَاجِدًا ، قَالَ : فَيَأْخُذُ جِبْرِيلُ بِضَبْعَيْهِ ،
فَيَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ الدُّعَاءِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى
بِشْرٍ قَطُّ ، قَالَ : فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ ، جَعَلْتَنِي سَيِّدَ وَلَدِ
آدَمَ وَلا فَخْرَ ، وَأَوَّلَ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ وَلا فَخْرَ ، حَتَّى إِنَّهُ لِيَرِدُ
عَلَيَّ الْحَوْضَ لأَكْثَرُ مِمَّا بَيْنَ صَنْعَاءَ ، وَأَيْلَةَ ، ثُمَّ
يُقَالُ : ادْعُوا الصِّدِّيقِينَ فَيَشْفَعُونَ ، ثُمَّ يُقَالُ : ادْعُوا
الأَنْبِيَاءَ ، قَالَ : فَيَجِيءُ النَّبِيُّ مَعَهُ الْعِصَابَةُ ، وَالنَّبِيُّ
مَعَهُ الْخَمْسَةُ وَالسِّتَّةُ ، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ ، ثُمَّ يُقَالُ
: ادْعُوا الشُّهَدَاءَ ، قَالَ : فَيَشْفَعُونَ لِمَنْ أَرَادُوا ، فَإِذَا
فَعَلَتِ الشُّهَدَاءُ ذَلِكَ ، قَالَ : يَقُولُ اللَّهُ : أَنَا أَرْحَمُ
الرَّاحِمِينَ ، ادْخُلُوا جَنَّتِي مَنْ كَانَ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا ،
قَالَ : فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ، قَالَ : ثُمَّ يَقُولُ : انْظُرُوا فِي
النَّارِ هَلْ مِنْ أَحَدٍ عَمِلَ خَيْرًا قَطُّ ، قَالَ : فَيَجِدُونَ فِي
النَّارِ رَجُلا ، فَيُقَالُ لَهُ : هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا قَطُّ ؟ فَيَقُولُ : لا
، غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ أُسَامِحُ النَّاسَ فِي الْبَيْعِ ، فَيَقُولُ :
أَسْمِحُوا لِعَبْدِي كَإِسْمَاحِهِ إِلَى عَبِيدِي ، ثُمَّ يُخْرِجُونَ مِنَ
النَّارِ رَجُلا آخَرَ ، فَيَقُولُ : هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا قَطُّ ؟ ، فَيَقُولُ :
لا ، غَيْرَ أَنِّي أَمَرْتُ وَلَدِي إِذَا مِتُّ فَأَحْرِقُونِي بِالنَّارِ ،
ثُمَّ اطْحَنُونِي حَتَّى إِذَا كُنْتُ مِثْلَ الْكُحْلِ ، فَاذْهَبُوا إِلَى الْبَحْرِ
فَذَرُّونِي فِي الرِّيحِ ، قَالَ : فَقَالَ اللَّهُ : لِمَ فَعَلْتَ ذَلِكَ ؟
قَالَ : مِنْ مَخَافَتِكَ ، قَالَ : فَيَقُولُ : انْظُرْ إِلَى مُلْكِ أَعْظَمِ
مَلِكٍ ، فَإِنَّ لَكَ مِثْلَهُ وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهِ ، قَالَ : فَيَقُولُ :
لِمَ تَسْخَرُ بِي وَأَنْتَ الْمَلِكُ ؟ فَذَلِكَ الَّذِي ضَحِكْتُ مِنْهُ مِنَ
الضُّحَى .
الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ أَوَّلَ مَنْ يَسْتَشْفِعُ إِلَى
الأَنْبِيَاءِ وَإِلَى مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ الله عليهم أجمعين هم المؤمنين ،
ليرحهم الله من مقامهم ، وأن الشفاعة لأهل النار بعد الرب من القضاء
333 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ وَحَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو دَاوُدَ ، قَالا : حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :
يُجْمَعُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَهْتَمُّونَ لِذَلِكَ ، فَيَقُولُونَ
: لَوِ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا ،
فَيَأْتُونَ آدَمَ ، فَيَقُولُونَ : يَا آدَمُ ، أَنْتَ أَبُ النَّاسِ خَلَقَكَ
اللَّهُ بِيَدِهِ ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلائِكَتَهُ ، وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ
شَيْءٍ ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا ،
فَيَقُولُ : لَسْتُ هُنَاكَ ، وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ ، وَلَكِنِ
ائْتُوا نُوحًا أَوَّلَ الرُّسُلِ بَعَثَهُ اللَّهُ ، فَيَأْتُونَ نُوحًا ، فَيَقُولُ
: لَسْتُ هُنَاكُمْ ، وَيُذْكَرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ ، وَلَكِنِ ائْتُوا
إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ ، فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ ، فَيَقُولُ :
لَسْتُ هُنَاكُمْ ، وَيُذْكَرُ لَهُمْ خَطَايَا أَصَابَهَا ، وَلَكِنِ ائْتُوا
مُوسَى عَبْدًا آتَاهُ اللَّهُ التَّوْرَاةَ وَكَلَّمَهُ تَكْلِيمًا ، فَيَأْتُونَ
مُوسَى ، فَيَقُولُ : لَسْتُ هُنَاكُمْ ، وَيُذْكَرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ ،
وَلَكِنِ ائْتُوا عِيسَى عَبْدَ اللَّهِ وَرَسُولَهُ وَكَلِمَةَ اللَّهِ وَرُوحَهُ
، فَيَأْتُونَ عِيسَى ، فَيَقُولُ : لَسْتُ هُنَاكُمْ ، وَلَكِنِ ائْتُوا مُحَمَّدًا -
صلى الله عليه وسلم - عَبْدًا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ
مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ ، فَيَأْتُونِي ، فَأَنْطَلِقُ فَأَسْتَأْذِنُ
عَلَى رَبِّي ، فَيُؤْذَنَ لِي ، فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ لَهُ سَاجِدًا
، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي ، ثُمَّ يُقَالُ لِي : ارْفَعْ
مُحَمَّدُ ، قُلْ تُسْمَعْ ، وَسَلْ تُعْطَ ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ ، فَأَحْمَدُ
رَبِّي بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ ، ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحِدُّ لِي حَدًّا
فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ ، ثُمَّ أَرْجِعُ فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ لَهُ
سَاجِدًا ، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي ، ثُمَّ يُقَالُ لِي :
ارْفَعْ مُحَمَّدُ ، قُلْ تُسْمَعْ ، وَسَلْ تُعْطَهْ ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ ،
فَأَحْمَدُ رَبِّي بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ ، ثُمَّ أَشْفَعُ ، فَيَحِدُّ لِي حَدًّا
فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ ، ثُمَّ أَرْجِعُ فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ
سَاجِدًا ، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي ، ثُمَّ يُقَالُ :
ارْفَعْ مُحَمَّدُ ، قُلْ تُسْمَعْ ، وَسَلْ تُعْطَهْ ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ ،
فَأَحْمَدُ رَبِّي بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ ، ثُمَّ اشْفَعْ فَيَحِدُّ لِي
حَدًّا فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ ، ثُمَّ أَرْجِعُ ، فَأَقُولُ : يَا رَبِّ ، مَا
بَقِيَ فِي النَّارِ إِلا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ أَيْ وَجَبَ عَلَيْهِ
الْخُلُودُ ، هَذَا لَفْظُ رَوْحٍ ، وَحَدِيثُهُمَا قَرِيبٌ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ
، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، وَيُوسُفُ الْقَاضِي ، قَالا : حَدَّثَنَا
مُسْلِمٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامٌ ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ .
334 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ،
أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : يَجْتَمِعُ الْمُؤْمِنُونَ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيَقُولُونَ : لَوِ اسْتَشْفَعْنَا عَلَى رَبِّنَا ،
وَيُلْهَمُونَ ذَلِكَ ، فَأَرَاحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا فَيَأْتُونَ آدَمَ ،
وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ بِمِثْلِهِ ، وَحَدَّثَنَا يُوسُفُ الْقَاضِي ، قَالَ
: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
يَحْيَى الْقَطَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ،
بِإِسْنَادِهِ بِطُولِهِ ، وَحَدَّثَنَا يُوسُفُ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ .
335 حَدَّثَنَا حَمْدَانُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ ، وَأَبُو
أُمَيَّةَ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ الثَّقَفِيُّ
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ سُلَيْمٍ الْبَصْرِيِّ ،
قَالا : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ صُهَيْبٍ الْفَقِيرُ ، قَالَ : كُنْتُ قَدْ
شَغَفَنِي رَأْيٌ مِنْ رَأْيِ الْخَوَارِجِ وَكُنْتُ رَجُلا شَابًّا ، فَخَرَجْنَا
فِي عِصَابَةٍ ذَوِي عَدَدٍ نُرِيدُ أَنْ نَحُجَّ ، ثُمَّ نَخْرُجَ عَلَى النَّاسِ
، قَالَ : فَمَرَرْنَا عَلَى الْمَدِينَةِ فَإِذَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
يُحَدِّثُ الْقَوْمَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جَالِسٌ إِلَى
سَارِيَةٍ ، وَإِذَا هُوَ قَدْ ذَكَرَ الْجَهَنَّمِيُّونَ ، فَقُلْتُ لَهُ : يَا
صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ ، مَا هَذَا الَّذِي تَحَدَّثُونَ ، وَاللَّهُ يَقُولُ :
{ إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ }[سورة آل آية 192 ] وَ {
كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا }[سورة السجدة آية
20 ] ، فَمَا هَذَا الَّذِي تَقُولُونَ ؟
قَالَ : أَيْ بُنَيَّ أَتَقْرَأُ الْقُرْآنَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ :
أَسَمِعْتُمْ بِمَقَامِ مُحَمَّدٍ الْمَحْمُودِ الَّذِي يَبْعَثُهُ اللَّهُ فِيهِ
؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَإِنَّهُ مَقَامُ مُحَمَّدٍ الْمَحْمُودِ الَّذِي يُخْرِجُ
اللَّهُ بِهِ مِنْ يُخْرِجُ مِنَ النَّارِ ، قَالَ : ثُمَّ نَعَتَ وَضْعَ
الصِّرَاطِ وَمَرَّ النَّاسِ عَلَيْهِ ، قَالَ : فَأَخَافُ أَنْ لا أَكُونَ
حَفِظْتُ ذَاكَ غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ زَعَمَ أَنَّ قَوْمًا يَخْرُجُونَ مِنَ
النَّارِ بَعْدَ أَنْ يَكُونُوا فِيهَا ،
قَالَ : فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمْ عِيدَانُ
السَّمَاسِمِ ، قَالَ : فَيَدْخُلُونَ نَهْرًا مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ
فَيَغْتَسِلُونَ فِيهِ فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمُ الْقَرَاطِيسُ الْبِيضُ ، قَالَ
: فَرَجَعْنَا فَقُلْنَا : وَيْحَكُمْ أَتَرَوْنَ هَذَا الشَّيْخَ يَكْذِبُ عَلَى
رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ؟ فَرَجَعْنَا وَوَاللهِ مَا خَرَجَ
مِنَّا رَجُلٌ غَيْرَ وَاحِدٍ ، هَذَا لَفْظُ أَبِي عَاصِمٍ ، وَقَالَ عَبْدُ
الْوَاحِدِ بْنُ سُلَيْمٍ فِي آخِرِ حَدِيثِهِ : قَالَ جَابِرٌ : الشَّفَاعَةُ
بَيِّنَةٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ
: { مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ
الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ
الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ
فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ }[سورة المدثر آية 42 - 48 ] .
بَيَانُ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الشَّفَاعَةَ لِمَنْ
قَالَ : لا إِلَهَ إلا الله وكان في قلبه شيء من الخير ، وأنه لا تحرق النار صورهم
، وأن الشفاعة لا تنفع من قال : لا إله إلا الله ولم يكن في قلبه من الخير شئ
336 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ
الْوَاسِطِيُّ ، وَأَبُو أُمَيَّةَ ، وَالصَّغَانِيُّ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا
جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ زَيْدِ
بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ،
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : إِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ
مِنَ النَّارِ وَأَمِنُوا ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَحَدٌ بِأَشَدَّ
مِنَّا شِدَّةً فِي الْحَقِّ يُرِيدُ مُضِيًّا لَهُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي
إِخْوَانِهِمْ إِذَا رَأَوْهُمْ قَدْ خَلَصُوا مِنَ النَّارِ ، يَقُولُونَ : أَيْ
رَبَّنَا إِخْوَانُنَا كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا ، وَيَصُومُونَ مَعَنَا ،
وَيَحُجُّونَ مَعَنَا ، وَيُجَاهِدُونَ مَعَنَا ، قَدْ أَخَذَتْهُمُ النَّارُ ،
فَيَقُولُ : اذْهَبُوا فَمَنْ عَرَفْتُمْ صُورَتَهُ فَأَخْرِجُوهُ ، وَتُحَرَّمُ صُورَتُهُمْ
عَلَى النَّارِ ، فَيَجِدُونَ الرَّجُلَ قَدْ أَخَذْتُهُ النَّارُ إِلَى
قَدَمَيْهِ ، وَإِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ ، وَإِلَى رُكْبَتَيْهِ ، وَإِلَى
حِقْوَيْهِ ، فَيُخْرِجُونَ مِنْهَا بَشَرًا كَثِيرًا ، ثُمَّ يَعُودُونَ
فَيَتَكَلَّمُونَ ، فَيَقُولُ : اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ
مِثْقَالَ قِيرَاطٍ مِنْ خَيْرٍ فَأَخْرِجُوهُ ، فَيُخْرِجُونَ مِنْهَا بَشَرًا
كَثِيرًا ، ثُمَّ يَعُودُونَ فَيَتَكَلَّمُونَ ، فَيَقُولُ : اذْهَبُوا فَمَنْ
وَجَدْتُمْ فِيهِ أَوْ قَالَ : فِي قَلْبِهِ نِصْفَ قِيرَاطِ خَيْرٍ ، أَوْ قَالَ : مِثْقَالَ
نِصْفِ قِيرَاطِ خَيْرٍ فَأَخْرِجُوهُ ، فَيُخْرِجُونَ مِنْهَا بَشَرًا كَثِيرًا ،
ثُمَّ يَعُودُونَ فَيَتَكَلَّمُونَ فَلا يَزَالُ يَقُولُ ذَلِكَ لَهُمْ حَتَّى
يَقُولَ : اذْهَبُوا فَأَخْرِجُوا مَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ
مِنْ خَيْرٍ فَأَخْرِجُوهُ ، فَكَانَ أَبُو سَعِيدٍ
إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ يَقُولُ : إِنْ لَمْ تُصَدِّقُوا فَاقْرَأُوا : {
إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا
وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا }[سورة النساء آية 40 ] ، فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا لَمْ
نَذَرْ فِيهَا خَيْرًا ، فَيَقُولُ : قَدْ شَفَعَتِ الْمَلائِكَةُ ، وَشَفَعَتِ
الأَنْبِيَاءُ ، وَشَفَعَ الْمُؤْمِنُونَ ، فَهَلْ بَقِيَ إِلا أَرْحَمَ
الرَّاحِمِينَ ، قَالَ : فَيَأْخُذُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ ، فَيُخْرِجُ قَوْمًا
قَدْ عَادُوا حُمَمَةً لَمْ يَعْمَلُوا لَهُ عَمَلَ خَيْرٍ قَطُّ ، فَيُطْرَحُونَ
فِي نَهَرٍ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ ، يُقَالُ لَهُ : نَهْرُ الْحَيَاةِ ،
فَيَنْبُتُونَ فِيهِ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي
حَمِيلِ السَّيْلِ ، أَلَمْ تَرَوْهَا وَمَا يَلِيهَا مِنَ الظِّلِّ أُصَيْفِرُ ، وَمَا
يَلِيهَا مِنَ الشَّمْسِ أُخَيْضِرُ ؟ قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَأَنَّكَ
كُنْتَ فِي الْمَاشِيَةِ ، قَالَ : فَيَنْبُتُونَ كَذَلِكَ ، فَيَخْرُجُونَ مِنْهُ
مِثْلَ اللُّؤْلُؤِ ، فَيُجْعَلُ فِي أَعْنَاقِهِمُ الْخَوَاتِيمُ ، ثُمَّ
يُرْسَلُونَ فِي الْجَنَّةِ ، يَقُولُونَ : هَؤُلاءِ الْجَهَنَّمِيُّونَ هَؤُلاءِ
الَّذِينَ أَخْرَجَهُمُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ بِغَيْرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ ، وَلا
خَيْرٍ قَدَّمُوهُ ، يَقُولُ اللَّهُ لَهُمْ : خُذُوا فَلَكُمْ مَا أَخَذْتُمْ
فَيَأْخُذُونَ حَتَّى يَنْتَهُوا ، ثُمَّ يَقُولُونَ : رَبَّنَا أَعْطَيْتَنَا مَا
لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ ، فَيَقُولُ اللَّهُ : فَإِنِّي
أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِمَّا أَخَذْتُمْ ، فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا وَمَا أَفْضَلُ
مِمَّا أَخَذْنَا ؟ فَيَقُولُ : رِضْوَانِي فَلا أَسْخَطُ
عَلَيْكُمْ أَبَدًا ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ الْقَاضِي ،
قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
ثَوْرٍ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، بِنَحْوِهِ .
337 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّوَيْهِ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا مَعْبَدُ بْنُ هِلالٍ ، قَالَ : اجْتَمَعْنَا نَاسُ مِنْ
أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، فَانْطَلَقْنَا إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، وَذَهَبْنَا
مَعَنَا بِثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ، يَسْأَلُهُ لَنَا عَنْ حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ ،
وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ ، وَقَالَ : خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ ، فَلَمَّا كُنَّا
بِظَهْرِ الْجَبَّانِ قُلْنَا : لَوْ مِلْنَا إِلَى الْحَسَنِ فَسَلَّمْنَا
عَلَيْهِ ، وَهُوَ مُسْتَخْفِي فِي دَارِ أَبِي خَلِيفَةَ ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ
فَحَدَّثْنَاهُ الْحَدِيثَ ، فَقَالَ : قَدْ حَدَّثَنَاهُ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً
، وَلَقَدْ تَرَكَ شَيْئًا مَا أَدْرِي أَنَسِيَ الشَّيْخُ أَمْ كَرِهَ أَنْ
يُحَدِّثَكُمْ فَتَتَّكِلُوا ، قُلْنَا لَهُ : حَدَّثَنَا ، فَقَالَ : قال يَعْنِي
النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - : ثُمَّ أَرْجِعُ إِلَى رَبِّي فِي
الرَّابِعَةِ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا ،
فَيُقَالُ : يَا مُحَمَّدُ ، ارْفَعْ ، وَقُلْ تُسْمَعْ لَكَ ، وَسَلْ تُعْطَ ،
وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ ، فَأَقُولُ : يَا رَبِّ ، ائْذَنْ لِي فِيمَنْ قَالَ : لا إِلَهَ
إِلا اللَّهُ ، قَالَ : لَيْسَ ذَاكَ لَكَ أَوْ قَالَ : لَيْسَ ذَاكَ إِلَيْكَ ،
وَلَكِنْ وَعِزَّتِي وَكِبْرِيَائِي وَعَظَمَتِي لأُخْرِجَنَّ مَنْ قَالَ : لا
إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، قَالَ : فَأَشْهَدُ عَلَى الْحَسَنِ أَنَّهُ حَدَّثَنَا
أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ
.
338 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي شُعْبَةُ ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ وَحَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ
، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ ، قَالَ : أنبا شُعْبَةُ ، عَنْ قَتَادَةَ ،
عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : أَخْرِجُوا
مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَمَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ
الْخَيْرِ مَا يَزِنُ بُرَّةً ، أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ : لا إِلَهَ
إِلا اللَّهُ وَمَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً ، أَخْرِجُوا
مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَمَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ
مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ ذَرَّةً
.
339 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا هِشَامٌ وَحَدَّثَنَا الصَّاغَانِيُّ ،
وَعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا هِشَامٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه
وسلم - قَالَ : يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَفِي
قَلْبِهِ وَزْنُ شَعِيرَةٍ مِنَ الْخَيْرِ ، وَيَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ
: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَفِي قَلْبِهِ وَزْنُ بُرَّةٍ مِنَ الْخَيْرِ ،
وَيَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَفِي قَلْبِهِ
وَزْنُ ذَرَّةٍ ، قَالَ هِشَامٌ : قَالَ : ذَرَّةٍ ، وَقَالَ شُعْبَةُ : قَالَ :
بُرَّةٍ .
340 حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ ، وَالرَّبِيعُ
بْنُ سُلَيْمَانَ ، وَيُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالا : حَدَّثَنَا ،
وَقَالَ يُونُسُ أنبا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي مَالِكٌ ، عَنْ عَمْرِو
بْنِ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : يُدْخِلُ
اللَّهُ أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ بِرَحْمَتِهِ ، وَيُدْخِلُ
أَهْلَ النَّارِ النَّارَ ، ثُمَّ يَقُولُ : انْظُرُوا مَنْ وَجَدْتُمْ فِي
قَلْبِهِ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ ،
فَيَخْرُجُونَ مِنْهَا حُمَمًا قَدِ امْتُحِشُوا ، فَيُلْقَوْنَ فِي نَهْرِ
الْحَيَاةِ ، أَوْ نَهَرِ الْحَيَا ، فَيَنْبُتُونَ فِيهِ كَمَا تَنْبُتُ
الْحِبَّةُ إِلَى جَانِبِ السَّيْلِ ، قَالَ عَلَيْهِ السَّلامُ : أَلَمْ
تَرَوْهَا كَيْفَ تَخْرُجُ صَفْرَاءَ مُلْتَوِيَةً ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
الْقَاضِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
مَالِكٌ بِمِثْلِهِ .
341 حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْحُنَيْنِ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، عَنْ عَمْرِو
بْنِ يَحْيَى ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله
عليه وسلم - قَالَ : إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ
، قَالَ اللَّهُ : مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَيْرٍ فَأَخْرِجُوهُ
، فَيَخْرُجُونَ قَدِ امْتُحِشُوا وَعَادُوا حُمَمًا ، قَالَ : فَيُلْقَوْنَ فِي
نَهْرِ يُقَالُ لَهُ : نَهْرُ الْحَيَاةِ ، فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ
الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ أَوْ حَمِئَةِ السَّيْلِ شَكَّ عَمْرٌو ، قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم - : أَلا تَرَوْنَهَا
تَنْبُتُ صَفْرَاءَ مُلْتَوِيَةً .
صِفَةُ أَهْلِ النَّارِ الْمُخَلَّدُونَ فِيهَا
وَأَنَّهُ يُلْقَى فِيهَا وَتَقُولُ : هَلْ مِنْ مزيد حتى يضع الرب تبارك وتعالى
قدمه فيها وأن أهل النار يدخلون ، ثم يخرجون ، فيعرضوا علي ربهم وصفة خلق آدم
342 حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ الْمَرْوَزِيُّ ،
قَالَ : أنبا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي
مَسْلَمَةَ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنِ
النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : أَمَّا أَهْلُ النَّارِ الَّذِينَ هُمْ
أَهْلُهَا لا يَمُوتُونَ فِيهَا وَلا يَحْيَوْنَ ، وَلَكِنَّهَا تُصِيبُ
أَقْوَامًا بِذُنُوبِهِمْ وَخَطَايَاهُمْ ، فَإِذَا صَارُوا فَحْمًا أُذِنَ فِي
الشَّفَاعَةِ ، فَأُخْرِجُوا ضَبَائِرَ ضَبَائِرَ ، فَبُثُّوا عَلَى أَنْهَارِ
الْجَنَّةِ ، فَيُنَادِي مُنَادِي
: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ أَهْرِيقُوا عَلَيْهِمْ مِنَ
الْمَاءِ ، فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ ، حَدَّثَنَا
حَمْدَانُ السُّلَمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مَسْلَمَةَ ، بِإِسْنَادِهِ
بِنَحْوِهِ ، قَالَ : فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ كَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم - كَانَ بِالْبَادِيَةِ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَكِيمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ
التَّيْمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنِ النَّبِيِّ
- صلى الله عليه وسلم - بِنَحْوِهِ ، حَدَّثَنَا الصَّاغَانِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ ،
عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ بِنَحْوِهِ .
343 حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
حَنْبَلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
حَرَمِيٌّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : يُلْقَى فِي النَّارِ
وَتَقُولُ : هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ، حَتَّى يَضَعَ قَدَمَهُ أَوْ رِجْلَهُ عَلَيْهَا
، فَتَقُولُ : قَطْ قَطْ ، وَرَوَاهُ عَبْدَانُ عَنْ أَبِيهِ عَن شُعْبَةَ ،
فَقَالَ : قَطْ قَطْ .
344 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ ، وَعَلانُ بْنُ
الْمُغِيرَةِ ، وَأَبُو قِرْصَافَةَ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي
إِيَاسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شَيْبَانُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : لا تَزَالُ جَهَنَّمُ تَقُولُ :
هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ، حَتَّى يَضَعَ رَبُّ الْعِزَّةِ فِيهَا قَدَمَهُ ، فَتَقُولُ : قَطْ قَطْ
وَعِزَّتِكَ ، وَيَنْزَوِي بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ .
345 حَدَّثَنَا الصَّاغَانِيُّ ، قَالَ : أنبا عَفَّانُ
، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، وأبي عمران ، عَنْ
أَنَسٍ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : يَخْرُجُ
أَرْبَعَةٌ مِنَ النَّارِ ، قَالَ أَبُو عِمْرَانَ : أَرْبَعَةٌ ، وَقَالَ ثَابِتٌ : رَجُلانِ ،
فَيُعْرَضُونَ عَلَى اللَّهِ ، ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِمْ إِلَى النَّارِ ، قَالَ :
فَيَلْتَفِتُ أَحَدُهُمْ ، فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ ، قَدْ كُنْتُ أَرْجُو إِذْ
أَخْرَجْتَنِي مِنْهَا أَنْ لا تُعِيدَنِي ، قَالَ : فَيُنْجِيهِ اللَّهُ مِنْهَا
، حَدَّثَنَا الصَّاغَانِيُّ ، قَالَ
: أنبا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ .
346 حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الدَّارِمِيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا ثَابِتٌ ، وَأَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
: وَلا يَزَالُ فِي الْجَنَّةِ فَضْلٌ حَتَّى يُنْشِئَ اللَّهُ خَلْقًا
فَيُسْكِنَهُ فُضُولَ الْجَنَّةِ
.
347 حَدَّثَنَا السُّلَمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : أنبا مَعْمَرٌ ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : تَحَاجَّتِ الْجَنَّةُ
وَالنَّارُ ، فَقَالَتِ النَّارُ : أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ
، وَقَالَتِ الْجَنَّةُ : مَالِي لا يَدْخُلُنِي إِلا ضُعَفَاءُ النَّاسِ
وَسَقَطَتُهُمْ ، فَقَالَ اللَّهُ لِلْجَنَّةِ : إِنَّمَا أَنْتِ رَحْمَتِي
أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي ، وَقَالَ لِلنَّارِ : إِنَّمَا أَنْتِ
عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ
مِنْكُمَا مِلْؤُهَا ، فَأَمَّا النَّارُ فَلا تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ فِيهَا
رِجْلَهُ ، فَتَقُولُ : قَطْ قَطْ قَطْ ، فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ وَيُزْوَى
بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ ، وَلا يَظْلِمُ اللَّهُ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا ، فَأَمَّا
الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللَّهَ يُنْشِئُ لَهَا خَلْقًا .
348 وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا .
349 وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :
جَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَقَالَ لَهُ : أَجِبْ
رَبَّكَ ، قَالَ : فَلَطَمَ مُوسَى عَيْنَ مَلَكِ الْمَوْتِ فَفَقَأَهَا ، قَالَ : فَرَجَعَ
الْمَلَكُ إِلَى اللَّهِ ، فَقَالَ : إِنَّكَ أَرْسَلَتْنِي إِلَى عَبْدٍ لَكَ لا
يُرِيدُ الْمَوْتَ ، وَقَدْ فَقَأَ عَيْنِي فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ عَيْنَهُ
مُبْتَدَأُ كِتَابِ الطَّهَارَةِ
بَيَانُ الطَّهَارَاتِ الَّتِي تَجِبُ عَلَى الإِنْسَانِ
فِي بَدَنِهِ، ومن ذلك إيجاب جز الشوارب وإخفاء وايجاب إعفاء اللحية، وإيجاب
مخالفة المجوس، والتشبه بأمورهم
350 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ،
قَالَ: أنبا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: أنبا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ أَخُو
إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم -: أَحْفُوا الشَّوَارِبَ، وَأَعْفُوا اللِّحَى، خَالِفُوا
الْمَجُوسَ، رَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ: جُزُّوا .
351 حَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْحَسَنُ بْنُ
السُّكَيْنِ الْبَلَدِيُّ بِبَلَدٍ، وَعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ،
قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ
إِسْحَاقَ الْقَوَّاسُ الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
نُمَيْرٍ كِلاهُمَا، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ
عُمَرَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: أَحْفُوا
الشَّوَارِبَ وَأَعْفُوا اللِّحَى.
352 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ:
أنبا ابْنُ وَهْبٍ، أن مالكا أخبره وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْجُنَيْدِ أَبُو جَعْفَرٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي
بَكْرِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنّ رَسُولَ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَمَرَ بِإِحْفَاءِ الشَّوَارِبِ وَإِعْفَاءِ
اللِّحَى، وَحَدَّثَنَا الصَّاغَانِيُّ، قَالَ: أنبا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ،
عَنْ مَالِكٍ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ، إِلا أَنَّهُ قَالَ: الشَّارِبَ.
353 حَدَّثَنَا ابْنُ شَبَابَانِ بِمَكَّةَ، وَاسْمُهُ:
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى بْنِ شَبَابَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: خَالِفُوا الْمَجُوسَ، أَحْفُوا الشَّوَارِبَ
وَأَعْفُوا اللِّحَى .
إيجاب حلق العانة، وقص الشارب، وتقليم الاظافر، وَنَتْفِ
الإِبْطِ، والتوقيت فيها، ومنه: الختان، وغسل البراجم، وانتقاض الماء
354 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي
عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: وُقِّتَ لَنَا فِي
قَصِّ الشَّارِبِ، وَتَقْلِيمِ الأَظْفَارِ، وَنَتْفِ الإِبْطِ، وَحَلْقِ الْعَانَةِ
أَرْبَعِينَ يَوْمًا.
355 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ:
أنبا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوأَيُّوبَ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ
بْنُ سَعْدٍ كِلاهُمَا، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، أَنَّهُ قَالَ: الْفِطْرَةُ
خَمْسٌ: الاخْتِتَانُ، وَالاسْتِحْدَادُ، وَقَصُّ الشَّارِبِ، وَتَقْلِيمُ
الأَظْفَارِ، وَنَتْفُ الإِبْطِ.
356 حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ أَسَدٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ وَحَدَّثَنَا التِّرْمِذِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ،
عَنْ سَعِيدِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى
الله عليه وسلم - قَالَ: الْفِطْرَةُ خَمْسٌ، أَوْ خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ:
الْخِتَانُ، وَالاسْتِحْدَادُ، وَتَقْلِيمُ الأَظْفَارِ، وَنَتْفُ الإِبْطِ،
وَقَصُّ الشَّارِبِ.
357 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي
رَجَاءٍ الْمِصِّيصِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ
طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: عَشَرَةٌ مِنَ السُّنَّةِ: قَصُّ الشَّارِبِ،
وَإِعْفَاءُ اللِّحَى، وَالسِّوَاكُ، وَالاسْتِنْثَارُ بِالْمَاءِ، وَقَصُّ
الأَظْفَارِ، وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ، وَنَتْفُ الإِبْطِ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ،
وَانْتِقَاصُ الْمَاءِ، يَعْنِي:
الاسْتِنْجَاءَ بِالْمَاءِ، قَالَ زَكَرِيَّا، وَقَالَ
مُصْعَبٌ: وَنَسِيتُ الْعَاشِرَةَ إِلا أَنْ تَكُونَ الْمَضْمَضَةَ، حَدَّثَنَا
أَبُو دَاوُدَ السِّجْزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ بِمِثْلِهِ، وَقَالَ بَدَلَ السُّنَّةِ: الْفِطْرَةُ، وَالاسْتِنْشَاقُ.
بَيَانُ التَّرْغِيبِ فِي السِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ
صَلاةٍ وَالدَّلِيلِ عَلَى إِبَاحَةِ تَرْكِهِ، وأن استعماله في الوضوء وغير
الوضوء غير حتم
358 حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ:
أنبا الشَّافِعِيُّ، قَالَ: أنبا سُفْيَانُ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ
الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: لَوْلا أَنْ أَشُقَّ
عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ، وَلأَمَرْتُهُمْ بِتَأْخِيرِ
الْعِشَاءِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ السِّرَاجُ أَخُو أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُغِيرَةَ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ بِمِثْلِهِ: عَلَى النَّاسِ لأَمَرْتُهُمْ
بِالسِّوَاكِ .
359 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
قَبِيصَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: إِذَا دَخَلَ
بَيْتَهُ أَوَّلُ مَا يَبْدَأُ بِهِ السِّوَاكُ.
360 حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رَجَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَكَّائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
يَعْلَى وَحَدَّثَنَا الدَّقِيقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ
وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَفَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ
وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، وَعُبَيْدُ
اللَّهِ كلهم، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَ: قُلْتُ لَهَا: بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ يَبْدَأُ رَسُولُ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم - إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ؟ قَالَتْ: بِالسِّوَاكِ.
صِفَةُ السِّوَاكِ وأنه للسان والفم361 حَدَّثَنَا
جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَفَّافُ الأَنْطَاكِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ،
وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ وَحَدَّثَنَا
جَعْفَرُ بْنُ نُوحٍ الأَذَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى
يَعْنِي ابْنَ الطَّبَّاعِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ
غَيْلانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى
رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَسْتَاكُ عَلَى طَرْفِ لِسَانِهِ،
وَلَفْظُ أَبِي النُّعْمَانِ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم -: وَهُوَ يَسْتَاكُ وَالسِّوَاكُ عَلَى فِيهِ، وَهُوَ يَقُولُ: عَقْ عَقْ،
حَدَّثَنَا يُوسُفُ الْقَاضِي، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
حَمَّادٌ بِمِثْلِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: إِهْ إِهْ، كَأَنَّهُ يَتَهَوَّعُ.
362 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو عَتَّابٍ سَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ
خَالِدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى،
قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَسْتَاكُ، فَكَأَنَّمَا
أَنْظُرُ إِلَى السِّوَاكِ قَدْ قَلَصَ وَهُوَ يَسْتَاكُ.
363 حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بِإِسْنَادِهِ،
قَالَ: أَقْبَلْتُ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَسْتَاكُ،
فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى سِوَاكٍ تَحْتَ شَفَتِهِ وَقَدْ قَلَصَتْ عَنْهُ .
364 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ
حُذَيْفَةَ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ
يَشُوصُ فَاهُ بِالسِّوَاكِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَكَّائِيُّ،
وَالصَّاغَانِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ
سَيَّارٍ، وَالْغَزِّيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، وَالْفِرْيَابِيُّ، وَقَالَ
إِسْحَاقُ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ
مَنْصُورٍ بِمِثْلِهِ.
365 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ
بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ حُصَيْنٍ،
عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه
وسلم - إِذَا قَامَ لِلتَّهَجُّدِ يَشُوصُ فَاهُ بِالسِّوَاكِ، حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ،
عَنْ مَنْصُورٍ، وَحُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، بِإِسْنَادِهِ بِمِثْلِ حَدِيثِ
ابْنِ عُيَيْنَةَ.
بَيَانُ حَظْرِ الْخَلاءِ فِي طُرُقِ النَّاسِ
وَظِلِّهِمْ، وَإِيثَارِ التَّبَاعُدِ بِهِ مِنَ الناس والدليل على إيجاد الارتياد
للبول والاستنثار منه
366 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: اجْتَنِبُوا اللاعِنَيْنِ،
قَالُوا: وَمَا اللاعِنَانِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الَّذِينَ يَبْرُزُونَ
عَلَى طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ فِي مَجْلِسِ قَوْمٍ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى،
قَالَ: أنبا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ،
عَنِ الْعَلاءِ بِمِثْلِهِ، قَالَ: الَّذِي يَتَغَوَّطُ عَلَى طَرِيقِ النَّاسِ
أَوْ فِي مَجْلِسِ قَوْمٍ.
367 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ وَحَدَّثَنَا أَبُو الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
أُسَامَةَ، قَالا: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ،
عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه
وسلم - فِي سَفَرٍ، فَقَالَ: يَا مُغِيرَةُ، خُذِ الإِدَاوَةَ، فَأَخَذْتُهَا،
فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ حَتَّى تَوَارَى عَنِّي، ثُمَّ جَاءَ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ
شَامِيَّةٌ مِنْ صُوفٍ، فَذَهَبَ يُخْرِجُ يَدَهُ فَضَاقَ كُمُّهَا فَأَخْرَجَ
يَدَهُ مِنْ أَسْفَلِهَا، وَصَبَبْتُ عَلَيْهِ فَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلاةِ،
وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ وَصَلَّى.
368 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ النَّصِيبِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
حَيَّوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالا:
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ
الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي سَفَرٍ، فَقَالَ: أَمَعَكَ مَاءٌ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ،
فَنَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ فَمَشَى حَتَّى تَوَارَى عَنِّي فِي سَوَّادِ
اللَّيْلِ، ثُمَّ جَاءَ فَأَفْرَغْتُ عَلَيْهِ مِنَ الإِدَاوَةِ، فَغَسَلَ
يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ
يُخْرِجَ ذِرَاعَيْهِ مِنْهُمَا حَتَّى أَخْرَجَهُمَا مِنْ أَسْفَلِ الْجُبَّةِ، فَغَسَلَ
ذِرَاعَيْهِ وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ أَهْوَيْتُ لأَنْزِعَ خُفَّيْهِ، فَقَالَ:
دَعْهُمَا فَإِنِّي أَدْخَلْتُهُمَا طَاهِرَتَيْنِ فَمَسَحَ عَلَيْهِمَا،
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ.
369 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ السِّجْزِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ
عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم -: دَخَلَ حَائِطًا وَمَعَهُ غُلامٌ مَعَهُ مِيضَأَةٌ،
وَهُوَ أَصْغَرُنَا، فَوَضَعَهَا عِنْدَ السِّدْرَةِ، فَقَضَى حَاجَتَهُ، فَخَرَجَ
عَلَيْنَا وَقَدِ اسْتَنْجَى بِالْمَاءِ .
370 حَدَّثَنَا الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي
مَيْمُونَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -
كَانَ إِذَا خَرَجَ إِلَى الْغَائِطِ أَتَيْتُهُ أَنَا وَغُلامٌ بِإِدَاوَةٍ
وَعَنَزَةٍ فَاسْتَنْجَى بِهِ، حَدَّثَنَا الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ،
قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا، فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَلَمْ يَذْكُرْ عَنَزَةً.
371 حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
حَنْبَل ٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
عُلَيَّةَ، عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ،
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
إِذَا تَبَرَّزَ لِحَاجَتِهِ أَتَيْتُهُ بِالْمَاءِ فَيَغْتَسِلَ مِنْهُ.
372 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَوَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ
وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا
الأَعْمَشُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يُحَدِّثُ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِقَبْرَيْنِ، فَقَالَ:
إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا:
فَكَانَ لا يَسْتَتِرُ مِنَ الْبَوْلِ، وَأَمَّا الآخَرُ: فَكَانَ يَمْشِي
بِالنَّمِيمَةِ، ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً رَطْبَةً فَشَقَّهَا بِنِصْفَيْنِ،
وَغَرَزَ فِي كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَ
صَنَعْتَ هَذَا؟ قَالَ: لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا، وَاللَّفْظُ
لِعَلِيٍّ، حَدَّثَنَا السُّلَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، فَقَالَ:
كَانَ لا يَسْتَتِرُ مِنَ الْبَوْلِ.
بَيَانُ إِيثَارِ التَّسَتُّرِ بِالْهَدَفِ
لِلْمُتَغَوِّطِ والدليل على إباحة الخلاء في ظل الشجر والهدف، والإباحة للباطن أن
لا يخلو ببوله عن الناس وأن يبول قائما في ظل الحائط
373 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَارِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ وَحَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ
رَجَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَبَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ
مَيْمُونٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي
يَعْقُوبَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ،
قَالَ: أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ
خَلْفَهُ، فَأَسَرَّ إِلَيَّ حَدِيثًا لا أُحَدِّثُهُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ،
وَكَانَ أَحَبُّ مَا اسْتَتَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
لِحَاجَتِهِ هَدَفًا أَوْ حَائِشَ نَخْلٍ، قَالَ: فَدَخَلَ حَائِطًا لِرَجُلٍ مِنَ
الأَنْصَارِ فَإِذَا جَمَلٌ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -
حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فَمَسَحَ سَرَاتَهُ وَذِفْرَيْهِ فَسَكَنَ،
فَقَالَ: مَنْ رَبُّ هَذَا الْجَمَلِ؟ فَجَاءَ فَتًى مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ:
هُوَ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: أَلا تَتَّقِي اللَّهَ فِي هَذِهِ
الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ إِيَّاهَا، فَإِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ أَنَّكَ
تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ .
374 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا
وَائِلٍ يُحَدِّثُ، قَالَ: قِيلَ لِحُذَيْفَةَ: إِنَّ أَبَا مُوسَى يُشَدِّدُ فِي
الْبَوْلِ، قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَالَ جَرِيرُ فِي هَذَا الإِسْنَادِ: إِنَّ
أَبَا مُوسَى كَانَ يَبُولُ فِي قَارُورَةٍ وَيُشَدِّدُ فِي الْبَوْلِ، فَقَالَ
حُذَيْفَةُ: وَدِدْتُ أَنَّهُ لا يَفْعَلُ هَذَا، إِنِّي كُنْتُ مَعَ رَسُولِ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَتَى سُبَاطَةً لِقَوْمٍ فَبَالَ قَائِمًا.
375 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ
الأَحْمَسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَحَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ
بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: أنبا يَحْيَى بْنُ عِيسَى الرَّمْلِيُّ،
قَالُوا: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ:
رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ فَبَالَ عَلَيْهَا
قَائِمًا، فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوءٍ فَذَهَبْتُ لأَتَأَخَّرَ عَنْهُ، فَدَعَانِي
حَتَّى كُنْتُ عِنْدَ عَقِبَيْهِ فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ،
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: أنبا سُفْيَانُ بْنُ
عُيَيْنَةَ، عَنِ الأَعْمَشُ، بِإِسْنَادِهِ بِمِثْلِهِ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ
بِمِثْلِهِ، قَالَ أَبُو بَدْرٍ:
السُّبَاطَةُ: الْكُنَاسَةُ.
376 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ النَّصِيبِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، قَالَ: أنبا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - فَبَالَ قَائِمًا عَلَى سُبَاطَةٍ، وَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ
وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ،
بِإِسْنَادِهِ بِمِثْلِهِ.
بَيَانُ إِيثَارِ تَرْكِ الْبَوْلِ قَائِمًا والدليل على
أنه منسوخ من فعل النبي صلي الله علية وسلم377 حَدَّثَنَا الصَّاغَانِيُّ، قَالَ:
أنبا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا بَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
قَائِمًا مُنْذُ أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ، رَوَاه وَكِيعٌ عَنِ الثَّوْرِيِّ
أَحْسَنَ مِنْهُ.
بَيَانُ حَظْرِ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ
وَاسْتِدْبَارِهَا بِالْغَائِطِ وَالْبَوْلِ، والدليل على إباحة استقبالهما في
البيوت، وفيما سواها علي الحظر وايجاب الاستقبال بهما شرقا وغربا
378 حدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ
يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، سَمِعَ أَبَا أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: إِذَا أَتَيْتُمُ الْغَائِطَ فَلا
تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ بِغَائِطٍ وَلا بَوْلٍ، وَلَكِنْ شَرِّقُوا
وَغَرِّبُوا، فَقَدِمْنَا الشَّامَ فَوَجَدْنَا مَرَاحِيضَ قَدْ بُنِيَتْ نَحْوَ
الْقِبْلَةِ، فَنَنْحَرِفُ عَنْهَا وَنَسْتَغْفِرُ اللَّهَ.
379 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ
الصَّبَّاحِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَالسُّلَمِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، بِمِثْلِهِ بِإِسْنَادِهِ،
أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: إِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ
الْغَائِطَ فَلا تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ، وَلَكِنْ لِيُشَرِّقْ أَوْ
يُغَرِّبْ، قَالَ أَبُو أَيُّوبَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا الشَّامَ وَجَدْنَا
مَرَاحِيضَ نَحْوَ الْقِبْلَةِ، فَكُنَّا نَنْحَرِفُ وَنَسْتَغْفِرُ اللَّهَ.
380 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ:
أنبا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، بِإِسْنَادِهِ فَلا تَسْتَقْبِلُوا
الْقِبْلَةَ وَلا يُوَلِّيهَا ظَهْرَهُ، وَلَكِنْ شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا .
381 حَدَّثَنَا الدَّقِيقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أنبا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، بِإِسْنَادِهِ
وَلا تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ، وَلا يُوَلِّيهَا ظَهْرَهُ، وَلَكِنْ شَرِّقُوا
أَوْ غَرِّبُوا.
382 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَجْلانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ،
عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله
عليه وسلم -: إِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْغَائِطَ فَلا يَسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ
وَلا يَسْتَدْبِرْهَا.
383 حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، بِمِثْلِهِ،
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خِرَاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ
الْوَهَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
63رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَن سُهَيْلٍ، عَنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: إِذَا جَلَسَ
أَحَدُكُمْ عَلَى حَاجَتِهِ فَلا يَسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَلا يَسْتَدْبِرْهَا.
384 حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ، قَالَ: أنبا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ عَجْلانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ مِثْلُ
الْوَالِدِ، فَإِذَا ذَهَبَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْغَائِطِ فَلا يَسْتَقْبِلِ
الْقِبْلَةَ وَلا يَسْتَدْبِرْهَا بِغَائِطٍ وَلا بَوْلٍ، وَلْيَسْتَنْجِ
بِثَلاثَةِ أَحْجَارٍ، وَنَهَى عَنِ الرَّوْثِ، وَالرِّمَّةِ، وَأَنْ يَسْتَنْجِيَ
الرَّجُلُ بِيَمِينِهِ.
385 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ
الصَّاغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ
عَمِّهِ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: رَقِيتُ عَلَى بَيْتِ
أُخْتِي حَفْصَةَ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَاعِدًا لِحَاجَتِهِ
مُسْتَقْبِلَ الشَّامِ مُسْتَدْبِرَ الْقِبْلَةِ.
386 وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْقَطَوَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ
بِلالٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ
بْنَ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ عَمِّهِ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ، قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي
فِي الْمَسْجِدِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إِلَى
الْقِبْلَةِ، فَلَمَّا قَضَيْتُ صَلاتِي انْصَرَفْتُ إِلَيْهِ مِنْ شِقِّي
الأَيْسَرِ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَدْ رَقِيتُ عَلَى ظَهْرِ بَيْتِ أُخْتِي
حَفْصَةَ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ قَاعِدًا عَلَى لَبِنَتَيْنِ مُسْتَقْبِلَ
بَيْتِ الْمَقْدِسِ لِحَاجَتِهِ.
387 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ عَمِّهِ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ، قَالَ: قَالَ لِي
ابْنُ عُمَرَ: يَقُولُ نَاسٌ إِذَا قَعَدْتَ عَلَى حَاجَتِكَ فَلا تَقْعُدْ مُسْتَقْبِلَ
الْقِبْلَةِ وَلا بَيْتَ الْمَقْدِسِ، وَلَقَدْ رَقِيتُ مَرَّةً عَلَى ظَهْرِ
مَنْزِلِنَا فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُسْتَقْبِلَ
بَيْتِ الْمَقْدِسِ لِحَاجَتِهِ.
بَيَانُ تَطْهِيرِ الثَّوْبِ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ مِنْ
بَوْلِ الْمَوْلُودِ الذِّكْرِ الَّذِي لم يطعم لا الأنثى
388 حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
مَنْصُورٍ الْبَصْرِيُّ قُرْبُزَانُ، قَالَ: أنبا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ
الْقَطَّانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ،
أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -: وَضَعَ صَبِيًّا فِي حِجْرِهِ، فَبَالَ
عَلَيْهِ فَدَعَا بِمَاءٍ فَأَتْبَعَهُ إِيَّاهُ.
389 حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رَجَاءٍ الْمِصِّيصِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
عَائِشَةَ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -: أُتِيَ بِصَبِيٍّ، فَبَالَ
عَلَيْهِ، فَأَتْبَعَهُ ذَلِكَ الْمَاءَ وَلَمْ يَغْسِلْهُ.
390 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَاضِرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ،
أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -: أُتِيَ بِصَبِيٍّ، فَبَالَ عَلَيْهِ،
فَأَتْبَعَهُ ذَلِكَ الْمَاءَ وَلَمْ يَغْسِلْهُ.
391 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -: أُتِيَ
بِصَبِيٍّ يَدْعُ لَهُ، فَأَقْعَدَهُ فِي حِجْرِهِ، فَبَالَ عَلَيْهِ فَدَعَا
بِمَاءٍ فَصَبَّهُ عَلَى الْبَوْلِ يَتْبَعُهُ إِيَّاهُ.
392 رَوَاهُ ابْنُ نُمَيْر ٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -: كَانَ يُؤْتَى
بِالصِّبْيَانِ فَيُبَارِكَ عَلَيْهِمْ وَيُحَنِّكَهُمْ، فَأُتِيَ بِصَبِيٍّ
فَبَالَ عَلَيْهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَأَتْبَعَهُ بَوْلَهُ
393 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، وَشُعَيْبُ
بْنُ عَمْرٍو، قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أُمِّ قَيْسٍ
بِنْتِ مِحْصَنٍ أُخْتِ عُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ، قَالَتْ: دَخَلْتُ بِابْنٍ لِي
عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يَأْكُلِ الطَّعَامَ، فَبَالَ
عَلَيْهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَرَشَّهُ عَلَيْهِ.
394 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، وَيُونُسُ، وَعَمْرُو بْنُ
الْحَارِثِ، وَاللَّيْثُ، أن ابن شهاب حدثهم، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ، عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ أَنَّهَا جَاءَتِ النَّبِيَّ - صلى
الله عليه وسلم - بِابْنٍ لَهَا صَغِيرٍ لَمْ يَأْكُلِ الطَّعَامَ، فَأَجْلَسَهُ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي حِجْرِهِ، فَبَالَ عَلَيْهِ فَدَعَا
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمَاءٍ فَنَضَحَهُ وَلَمْ يَغْسِلْهُ.
395 حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ:
حَدَّثَنَا صَالِحٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ، عَنْ أُمِّ قَيْسٍ: أَنَّهَا أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - بِابْنٍ لَهَا لَمْ يَأْكُلِ الطَّعَامَ، فَوَضَعَهُ فِي حِجْرِهِ، فَبَالَ
فَلَمْ يَزِدْ عَلَى أَنْ نَضَحَ الْمَاءَ.
396 حَدَّثَنَا أَبُو الأَزْهَرِ، وَالسُّلَمِيُّ،
قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنبا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ
بِإِسْنَادِهِ، قَالَتْ: جِئْتُ بِابْنٍ لِي إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه
وسلم - فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَوَضَعَهُ فِي حِجْرِهِ،
فَبَالَ عَلَيْهِ فَدَعَا بِمَاءٍ فَنَضَحَهُ، وَلَمْ يَكُنِ الصَّبِيُّ بَلَغَ أَنْ
يَأْكُلَ الطَّعَامَ.
بَيَانُ تَطْهِيرِ الثَّوْبِ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ
مِنَ الْمَنِيِّ وَالدَّمِ وَالدَّلِيلُ عَلَى أن المني طاهر397 حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْوَاسِطِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ،
قَالَ: أنبا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ،
قَالَ: أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ
إِذَا أَصَابَ ثَوْبَهُ الْمَنِيُّ غَسَلَ مَا أَصَابَ مِنْهُ مِنْ ثَوْبِهِ،
ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى أَثَرِ الْبُقَعِ فِي ثَوْبِهِ
ذَاكَ مِنْ أَثَرِ الغسل.
398 حَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَارِمٌ وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ
اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالا: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ وَاصِلٍ
الأَحْدَبِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، قَالَ: رَأَتْنِي أُمُّ
الْمُؤْمِنِينَ قَدْ غَسَلْتُ أَثَرَ جَنَابَةٍ أَصَابَتْ ثَوْبِي، فَقَالَتْ:
لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنَّهُ لَفِي ثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
- فَمَا أَزِيدُ عَلَى أَنْ أَفْرُكَ بِهِ هَكَذَا فَأَدْلُكَهُ.
399 حَدَّثَنَا الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
وَاصِلٌ الأَحْدَبُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ،
قَالَ: رَأَتْنِي عَائِشَةُ أَغْسِلُ أَثَرِ جَنَابَةٍ أَصَابَتْ ثَوْبِي،
قَالَتْ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنَّهُ لَيُصِيبُ ثَوْبَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - وَمَا أَزِيدُ عَلَى أَنْ أَفْرُكَ بِهِ هَكَذَا .
400 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى التِّنِّيسِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
سَعِيدٍ وَحَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ، قَالَ: أنبا
عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ،
عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَفْرُكُ الْمَنِيَّ مِنْ
ثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -.
401 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ أَبُو بَكْرٍ
وَرَّاقُ الْحُمَيْدِيِّ، وَالصَّائِغُ بِمَكَّةَ، وَأَيُّوبُ بْنُ إِسْحَاقَ،
قَالُوا: إِنَّ الْحُمَيْدِيَّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ
أَفْرُكُ الْمَنِيَّ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا كَانَ
يَابِسًا وَأَمْسَحُهُ، أَوْ أَغْسِلُهُ، شَكَّ الْحُمَيْدِيُّ إِذَا كَانَ
رَطْبًا.
402 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: أنبا يَحْيَى
بْنُ حَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَبِشْرُ
بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ
بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
كُنْتُ أَغْسِلُ الْمَنِيَّ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم -، فَيَخْرُجُ إِلَى الصَّلاةِ وَإِنَّ بُقَعَ الْمَاءِ فِي
ثَوْبِهِ.
403 رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا
خَالِدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، وَالأَسْوَدِ: أَنَّ رَجُلا نَزَلَ بِعَائِشَةَ، فَأَصْبَحَ
يَغْسِلُ ثَوْبَهُ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّمَا كَانَتْ تُجْزِئُكَ
404 حَدَّثَنَا ابْنُ مَسْعُودٍ الْمَقْدِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
مُعَلَّى، قَالا: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أنبا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ،
عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي أَحُكُّ الْمَنِيَّ
مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَحُتُّهُ عَنْهُ.
405 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ الأَشْجَعِيِّ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ مَسْعُودٍ
الْمَقْدِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
زَائِدَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ،
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَقَدْ كُنْتُ أَحُتُّ أَوْ أَفْرُكُ الْمَنِيَّ مِنْ
ثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -.
406 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِشْكَابَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَفَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالا: أنبا الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ
الْحَارِثِ، قَالَ: نَزَلَ بِعَائِشَةَ ضَيْفٌ، فَأَمَرَتْ لَهُ بِمِلْحَفَةٍ
لَهَا صَفْرَاءَ، فَاحْتَلَمَ فِيهَا، فَاسْتَحْيَا أَنْ يُرْسِلَ بِهَا وَفِيهَا
أَثَرُ الاحْتِلامِ، فَغَمَسَهَا فِي الْمَاءِ، ثُمَّ أَرْسَلَ بِهَا، فَقَالَتْ:
لِمَ أَفْسَدْتَ عَلَيْنَا ثَوْبَنَا؟ إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيهِ أَنْ يَفْرُكَهُ بِأُصْبُعِهِ
لَرُبَّمَا فَرَكْتُهُ مِنْ ثَوْبِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -
بِأُصْبُعَيَّ، هَذَا لَفْظُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ.
407 حَدَّثَنَا أَبُو الأَزْهَرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ
فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: أَتَتِ النَّبِيَّ - صلى
الله عليه وسلم - امْرَأَةٌ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ ثَوْبَ إِحْدَانَا
يُصِيبُ مِنْ دَمِ الْحَيْضَةِ، فَكَيْفَ تَصْنَعَ بِهِ؟ قَالَ: إِذَا أَصَابَ
ثَوْبَ إِحْدَاكُنَّ مِنْ دَمِ الْحَيْضَةِ فَلْتَحُتَّهُ، ثُمَّ لِتَقْرُصْهُ
بِالْمَاءِ، ثُمَّ لِتَنْضَحْهُ، ثُمَّ لِتُصَلِّ فِيهِ .
408 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ:
أنبا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ،
وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ هِشَامَ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ
فَاطِمَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم - عَنِ الثَّوْبِ يُصِيبُ الدَّمَ مِنَ الْحَيْضَةِ،
فَقَالَ: لِتَحُتَّهُ، ثُمَّ لِتَقْرُصْهُ، ثُمَّ لِتَنْضَحْهُ الْمَاءَ، ثُمَّ
لِتُصَلِّي فِيهِ، رَوَاهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حُتِّيهِ،
ثُمَّ اقْرُصِيهِ بِالْمَاءِ، ثُمَّ رُشِّيهِ وَصَلِّي فِيهِ، وَأَمَّا أَصْحَابُ هِشَامٍ
رَوَوْهُ ثُمَّ لِتَنْضَحْهُ، إِلا سُفْيَانُ.
409 حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ
الشَّافِعِيِّ، قَالَ: أنبا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، بِإِسْنَادِهِ:
أَرَأَيْتَ إِحْدَانَا إِذَا أَصَابَ ثَوْبَهَا الدَّمُ الْحَيْضَةُ، كَيْفَ
تَصْنَعُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: إِذَا أَصَابَ ثَوْبَ
إِحْدَاكُنَّ الدَّمُ، فَلْتَقْرُصْهُ، ثُمَّ لِتُتْبِعْهُ بِمَاءٍ، ثُمَّ
تُصَلِّي فِيهِ.
صِفَةُ تَطْهِيرِ الإِنَاءِ إِذَا وَلَغَ فِيهِ الْكَلْبُ
وإيحاب إهراق ما فيه410 أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: أنبا
ابْنُ وَهْبٍ، أن مالكا حَدَّثَهُ وَحَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ، قَالَ: أنبا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ،
عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - قَالَ: إِذَا شَرِبَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْسِلْهُ
سَبْعَ مَرَّاتٍ، كَذَا قَالَ أَصْحَابُ أَبِي الزِّنَادِ إِلا سُفْيَانَ فَإنه
قال: إِذَا وَلَغَ .
411 حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ، قَالَ: حَدَّثَنَا
الشَّافِعِيُّ، قَالَ: أنبا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: إِذَا وَلَغَ
الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ.
412 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْحَرَّانِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِرْمَانِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، وأبي
صالح، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:
إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيُهْرِقْهُ وَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ
مَرَّاتٍ.
413 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ صَدَقَةَ وَحَدَّثَنَا الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ
وَحَدَّثَنَا الصَّاغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَائِدَةُ كُلُّهُمْ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: إِذَا
وَلَغَ الْكَلْبُ فِي الإِنَاءِ فَاغْسِلُوهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ أُولاهُنَّ بِالتُّرَابِ.
414 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: طُهُورُ
إِنَاءِ أَحَدِكُمْ إِذَا وَلَغَ فِيهِ الْكَلْبُ أَنْ يَغْسِلَهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ
أُولاهُنَّ بِالتُّرَابِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، وَالدَّبَرِيُّ،
عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِمِثْلِهِ،
وَحَدَّثَنَا الرَّبِيعُ، حَدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ، قَالَ: أنبا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ،
بِمِثْلِهِ أُولاهُنَّ أَوْ أُخْرَاهُنَّ بِالتُّرَابِ.
415 حَدَّثَنَا السُّلَمِيُّ، حدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: طُهُورُ إِنَاءِ
أَحَدِكُمْ إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فَيَغْسِلُهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ.
416 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ: أنبا أَبُو
النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ مُطَرِّفٍ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
- بِقَتْلِ الْكِلابِ، ثُمَّ قَالَ: مَالَهُمْ وَلِلْكِلابِ، فَرَخَّصَ فِي كَلْبِ
الصَّيْدِ وَالْغَنَمِ، وَقَالَ فِي الإِنَاءِ إِذَا وَلَغَ فِيهِ الْكَلْبُ
اغْسِلُوهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَعَفِّرُوهُ الثَّامِنَةَ فِي التُّرَابِ،
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ السِّجْزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ، قَالَ: يَحْيَى بْنُ
سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ: كَلْبُ الْغَنَمِ، وَالصَّيْدِ، وَالزَّرْعِ، لَمْ
يَقُلِ: الزَّرْعُ إِلا يَحْيَى، وَلَمْ يَقُلْ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
417 حَدَّثَنَا الْبَكَّائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْقَطَوَانِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، عَنْ
سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه
وسلم - قَالَ: إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي الإِنَاءِ فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ
مَرَّاتٍ.
تَطْهِيرُ جُلُودِ الْمَيْتَةِ والدليل على أن الجلد
والإهاب واحد418 حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ، قَالَ:
أنبا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ بِشَاةٍ لِمَيْمُونَةَ
مَيْتَةٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: مَا عَلَى أَهْلِ هَذِهِ
لَوْ أَخَذُوا إِهَابَهَا فَدَبَغُوهُ فَانْتَفَعُوا بِهِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ
اللَّهِ إِنَّهَا مَيْتَةٌ، قَالَ: إِنَّمَا حُرِّمَ أَكْلُهَا .
419 حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ
اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ: أَنّ
النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ بِشَاةٍ لَهَا مَيْتَةٍ، قَالَ: أَلا
نَزَعْتُمْ إِهَابَهَا فَدَبَغْتُمُوهُ فَانْتَفَعْتُمْ بِهِ، قَالُوا: يَا
رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا مَيْتَةٌ، قَالَ: إِنَّمَا حُرِّمَ أَكْلُهَا،
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
الْمَدِينِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ
اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه
وسلم - بِمِثْلِهِ، قَالَ عَلِيٌّ، وَقَالَ سُفْيَانُ غَيْرَ مَرَّةٍ: عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ.
420 حَدَّثَنَا السُّلَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مَرّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -
عَلَى شَاةٍ لِمَيْمُونَةَ مَيْتَةٍ، فَقَالَ: أَفَلا اسْتَمْتَعْتُمْ
بِإِهَابِهَا، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ وَهِيَ مَيْتَةٌ يَا رَسُولَ
اللَّهِ؟ قَالَ: إِنَّمَا حُرِّمَ لَحْمُهَا.
421 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، وَعَبَّاسٌ
الدُّورِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ
عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنّ
رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَرَّ بِشَاةٍ مَيْتَةٍ، فَقَالَ: هَلا
اسْتَمْتَعْتُمْ بِإِهَابِهَا، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهَا مَيْتَةٌ،
قَالَ: إِنَّمَا حُرِّمَ أَكْلُهَا.
422 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ:
أنبا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ،
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنّ رَسُولَ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَجَدَ شَاةً مَيْتَةً أُعْطِيَتْهَا مَوْلاةٌ
لِمَيْمُونَةَ مِنَ الصَّدَقَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:
أَلا انْتَفَعْتُمْ بِجِلْدِهَا، قَالُوا: إِنَّهَا مَيْتَةٌ، قَالَ: إِنَّمَا
حُرِّمَ أَكْلُهَا، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ، عَنْ
مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، بِنَحْوِهِ، وَقَالَ: بِجِلْدِهَا، حَدَّثَنَا الصَّاغَانِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ طَارِقٍ، قَالَ: أنبا يَحْيَى
بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُقَيْلٍ، وَيُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، بِمِثْلِهِ،
وَقَالا: بِجِلْدِهَا.
423 حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ
بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ
عَبَّاسٍ، يَقُولُ: مَاتَتْ شَاةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
- لأَهْلِ الشَّاةِ: أَلا نَزَعْتُمْ جِلْدَهَا، ثُمَّ دَبَغْتُمُوهُ فَاسْتَمْتَعْتُمْ
بِهِ.
424 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عَطَاءٌ أَظُنُّهُ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ شَاةً
لِمَيْمُونَةَ مَاتَتْ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: أَلا
انْتَفَعْتُمْ بِإِهَابِهَا، وَقَالَ غَيْرُهُ: فَانْتَفَعْتُمُوهُ، وَقَالَ
مَالِكٌ أَيْضًا: هَلا انْتَفَعْتُمْ بِجِلْدِهَا.
425 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو،
عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -،
مَرَّ بِشَاةٍ مَيْتَةٍ لِمَوْلاةِ مَيْمُونَةَ مِنَ الصَّدَقَةِ، فَقَالَ: أَلا
أَخَذُوا إِهَابَهَا فَدَبَغُوهُ فَانْتَفَعُوا بِهِ.
بَيَانُ إِبَاحَةِ الانْتِفَاعِ بِجَلْدِ الْمَيْتَةِ
الَّتِي يُؤْكَلُ لَحْمُهَا وإن لم يدبغ، وأن الحرام منها أكلها، والدليل على أن
شعرها بالدباغ، وأن ما لا يؤكل مما يقع علية اسم الإهاب، وإن لم يعرف ما هي، طاهرة
إذا كانت مدبوغة
426 حَدَّثَنَا السُّلَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - عَلَى شَاةٍ لِمَيْمُونَةَ مَيْتَةٍ، فَقَالَ: أَفَلا انْتَفَعْتُمْ بِإِهَابِهَا؟
قَالُوا: كَيْفَ وَهِيَ مَيْتَةٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِنَّمَا حُرِّمَ
لَحْمُهَا، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: أنبا ابْنُ وَهْبٍ،
قَالَ: أنبا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ، إِلاأنه قال:
بِجِلْدِهَا وَلَمْ يَذْكُرِ الدِّبَاغَ، رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ، الْحَدِيثَ.
427 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ، وَشُعَيْبُ
بْنُ عَمْرٍو، وَيُونُسُ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ زَيْدِ
بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَعْلَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،
قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: أَيُّمَا إِهَابٍ دُبِغَ فَقَدْ
طَهُرَ.
428 حَدَّثَنَاُ الْعَبَّاسُ الْغَزِّيُّ، دَثَنَا
الْفِرْيَابِيُّ، وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، حدَثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ،
وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَعْلَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ
الأَسْقِيَةِ، فَقَالَ: مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لَكَ غَيْرَ أَنِّي سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: أَيُّمَا إِهَابٍ دُبِغَ فَقَدْ
طَهُرَ.
429 حَدَّثَنا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، وَمُحَمَّدُ
بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ
طَارِقٍ، قَالَ: أنبا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، أَنَّ
أَبَا الْخَيْرِ حَدَّثَهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَعْلَةَ السَّبَئِيُّ،
سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، فَقُلْتُ: إِنَّا نَكُونُ بِالْمَغْرِبِ
فَتَأْتِينَا الْمَجُوسُ بِالأَسْقِيَةِ فِيهَا الْمَاءُ وَالْوَدَكُ، فَقَالَ:
اشْرَبْ، فَقُلْتُ: رَأَيًا تَرَاهُ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
يَقُولُ: دِبَاغُهُ طُهُورُهُ.
430 حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ،
وَالصَّغَانِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ طَارِقٍ، قَالَ:
أنبا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ أَبَا
الْخَيْرِ حَدَّثَهُ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى ابْنِ وَعْلَةَ السَّبَئِيِّ فَرْوًا
فَمَسَسْتُهُ، فَقَالَ: مَا لَكَ تَمَسُّهُ؟ سَأَلْتُ عَنْهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
عَبَّاسٍ فَقُلْتُ: إِنَّا نَكُونُ بِالْمَغْرِبِ وَمَعَنَا الْبَرْبَرُ
وَالْمَجُوسُ نُؤْتَى بِالْكَبْشِ قَدْ ذَبَحُوهُ، وَنَحْنُ لا نَأْكُلُ
ذَبَائِحَهُمْ، وَنُؤْتَي بِالسِّقَاءِ يَجْعَلُونَ فِيهِ الْوَدَكَ؟ فَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ: قَدْ سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:
دِبَاغُهُ طُهُورُهُ.
431 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ الأَوْدِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَعْلَةَ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الْمُسُوكِ الْمَيْتَةِ، فَقَالَ: لا
أَدْرِي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: أَيُّمَا إِهَابٍ دُبِغَ
فَقَدْ طَهُرَ.
بَيَانُ تَطْهِيرِ الأَرْضِ الَّتِي يُصَلِّي عَلَيْهَا
إِذَا أَصَابَهَا الْبَوْلُ، والدليل على أن النجاسة إذا خالطها الماء والماء أقل
من قلتين فلم يغير طعمه ولا ريحه كان طاهراً
432 حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الزَّعْفَرَانِيُّ،
وَأَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: دَخَلَ
أَعْرَابِيٌّ الْمَسْجِدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَضَى
حَاجَتَهُ، ثُمَّ قَامَ إِلَى نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ فَبَالَ، قَالَ: فَصَاحَ بِهِ
النَّاسُ، فَصَدَّهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى فَرَغَ،
ثُمَّ دَعَا بِذُنُوبٍ مِنْ مَاءٍ، فَصَبَّهُ عَلَى بَوْلِ الأَعْرَابِيِّ.
433 حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ، عَنِ الشَّافِعِيِّ، قَالَ:
أنبا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ
بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: بَالَ أَعْرَابِيٌّ فِي الْمَسْجِدِ فَعَجِلَ النَّاسُ إِلَيْهِ،
فَنَهَاهُمْ عَنْهُ، وَقَالَ: صُبُّوا عَلَيْهِ دَلْوًا مِنْ مَاءٍ.
434 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى السَّابِرِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ
بْنُ مَرْزُوقٍ الْبَصْرِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ
الْيَمَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ
بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ مَعَ نَبِيِّ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم - إِذْ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ، فَقَامَ يَبُولُ فِي الْمَسْجِدِ،
فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: مَهْ مَهْ، فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: لا تُزْرِمُوهُ، دَعُوهُ، فَتَرَكُوهُ
حَتَّى بَالَ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - دَعَاهُ،
فَقَالَ لَهُ: إِنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لا تَصْلُحُ لِشَيْءٍ مِنْ هَذَا الْبَوْلِ
وَلا الْقَذَرِ، وَإِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ اللَّهِ وَالصَّلاةِ وَقِرَاءَةِ
الْقُرْآنِ، ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِدَلْوٍ مِنْ
مَاءٍ فَشَنَّهُ عَلَيْهِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ الْبَزَّازُ،
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، بِإِسْنَادِهِ
مِثْلَهُ وَلَمْ يَذْكُرْ قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ، حَدَّثَنَا السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنَا
النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، بِمِثْلِهِ بِذَنُوبٍ مِنْ
مَاءٍ فَشَنَّهُ عَلَيْهِ شَنًّا، وَلَمْ يَذْكُرْ قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ.
435 حَدَّثَنَا الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ:
أَنَّ أَعْرَابِيًّا بَالَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَامَ إِلَيْهِ الْقَوْمُ، فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: دَعُوهُ، لا تُزْرِمُوهُ، قَالَ: فَتَرَكُوهُ
حَتَّى بَالَ وَفَرَغَ، ثُمَّ دَعَا بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ فَصَبَّ عَلَى الْبَوْلِ.
436 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الرَّازِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ
زِيَادٍ إِمْلاءً، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا بَالَ فِي
الْمَسْجِدِ، فَهَمَّ بِهِ أَصْحَابُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: دَعُوهُ، لا تُزْرِمُوهُ، قَالَ: ثُمَّ
دَعَا بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ، أَوْ قَالَ: ذَنُوبًا مِنْ مَاءٍ، فَصَبَّهُ عَلَيْهِ.
بَيَانُ حَظْرِ الْبَوْلِ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ، والدليل
على إباحة البول في الماء الجاري437 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِصَامٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ،
عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَجُلا
مَرَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَبُولُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ
فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ.
438 وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِصَامٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الضَّحَّاكِ
بْنِ عُثْمَانَ مِنْ وَلَدِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ
عُمَرَ: أَنَّ رَجُلا مَرَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَبُولُ
أَوْ يَتَوَضَّأُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ حَتَّى فَرَغَ.
439 حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ
بْنُ اللَّيْثِ، عَنِ اللَّيْثِ وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ
السَّرَّاجُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أنبا اللَّيْثُ،
عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -:
أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُبَالَ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ
عَفَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ وَحَدَّثَنَا عَمَّارُ
بْنُ رَجَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ
بْنُ عَفَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ.
بَيَانُ مَا يُقَالُ عِنْدَ دُخُولِ الْخَلاء، والدليل
على إباحة ذكر الله والدعاء في الموضع الذي يتغوط فيه، وبيان إباحة ذكر الله في
الأحوال كلها وجميع المواضيع
440 حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رَجَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ
وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ
وَحَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالُوا:
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا دَخَلَ الْخَلاءَ، قَالَ:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ، هَذَا لَفْظُ
وَكِيعٍ، وَأَبِي النَّضْرِ.
441 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّوَيْهِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ
عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ - صلى الله
عليه وسلم - إِذَا دَخَلَ الْخَلاءَ، يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ
وَالْخَبَائِثِ.
442 حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ الدِّمَشْقِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ: أنبا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ
وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ:
أنبا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ
الْبَهِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - يَذْكُرُ اللَّهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ.
صِفَةُ مَا يَجِبُ فِي دُخُولِ الْخَلاءِ مِنْ ذَلِكَ
إِيجَابُ تَرْكِ اسْتِقْبَالِ القبلة بالغائط والبول، وحظر الاستنجاء باليمين،
والتمسح بالعظم والبعر، والدليل على الاستنجاء بغيرها مما يجوز به، وعلي أنه لا
يجزي فيه دون ثلاث مرات، وعلي أن زاد جائز إذا كان وتراً، وبيان حظر الاستنجاء بما
قد استنجي به
443 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ
الأَحْمَسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ:
قَالَ لِي الْمُشْرِكُونَ: إِنَّ هَذَا لَيُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ حَتَّى إِنَّهُ لَيُعَلِّمُكُمُ
الْخِرَاءَ، قَالَ: قُلْتُ: إِنْ قُلْتُمْ ذَلِكَ لَقَدْ نَهَانَا أَنْ
نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ أَوْ نَسْتَدْبِرَهَا بِغَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ، أَوْ
نَسْتَنْجِيَ بِأَيْمَانِنَا، وَقَالَ: لا يَكْفِي أَحَدَنَا دُونَ ثَلاثَةِ
أَحْجَارٍ، أَوْ يَسْتَنْجِيَ بِرَجِيعٍ أَوْ عَظْمٍ.
444 حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْغَزِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
الْفِرْيَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ،
قَالَ: قَالَ الْمُشْرِكُونَ إِنْ نَحْسَبُ صَاحِبَكُمْ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ
شَيْءٍ حَتَّى الْخِرَاءَةَ، فَقَالَ: أَجَلْ نَهَانَا أَنْ نَسْتَقْبِلَ
الْقِبْلَةَ، أَوْ يَسْتَنْجِيَ أَحَدُنَا بِيَمِينِهِ، وَنَهَانَا عَنِ الرَّوْثِ
وَالْعَظْمِ، وَقَالَ: لا يَكْفِي أَحَدَكُمْ دُونَ ثَلاثَةِ أَحْجَارٍ
فَيَسْتَنْجِيَ بِهَا، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ مِثْلَهُ، رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الدَّارَابْجِرْدِيُّ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ
مَنْصُورٍ، وَالأَعْمَشِ، بمثله.
445 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ السِّجْزِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحٌ وَحَدَّثَنَا أَبُو
دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَلامٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ وَحَدَّثَنَا أَبُو الأَزْهَرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، سَمِعَ جَابِرًا، يَقُولُ: نَهَانَا رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نَمْسَحَ بِعَظْمٍ أَوْ بِبَعْرٍ،
وَاللَّفْظُ لِسَعِيدٍ، وَلَفْظُ أَبِي الأَزْهَرِ، وَابْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ رَوْحٍ
وَاحِدٌ.
446 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ
الْبَزَّازُ، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أنبا
دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ
فِي حَدِيثِ قِصَّةِ الْجِنِّ ذَكَرَهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم -: لا تَسْتَنْجُوا بِالْعِظَامِ، وَلا بِالْبَعْرِ، فَإِنَّهُ زَادُ إِخْوَانِكُمْ
مِنَ الْجِنِّ، زَادَ الصَّغَانِيُّ، قَالَ دَاوُدُ: فَلا أَدْرِي هُوَ فِي
الْحَدِيثِ أَوْ شَيْءٌ قَالَهُ الشَّعْبِيُّ.
447 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى
بْنُ طَلْحَةَ الْيَرْبُوعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ
الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: لا تَسْتَنْجُوا بِالرَّوْثِ، وَلا بِالْعِظَامِ،
فَإِنَّهُ زَادُ إِخْوَانِكُمْ مِنَ الْجِنِّ، قَالَ الصَّغَانِيُّ: إِنَّمَا هُوَ
حَفْصٌ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ، أَخْطَأَ فِيهِ
الْيَرْبُوعِيُّ .
448 حَدَّثَنَا ابْنُ الْجُنَيْدِ الدَّقَّاقُ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ
عَلْقَمَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: إِنَّ النَّاسَ
يَتَحَدَّثُونَ أَنَّكَ صَحِبْتَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - لَيْلَةَ
الْجِنِّ، فَقَالَ: مَا صَحِبَهُ مِنَّا أَحَدٌ، وَلَكِنَّا فَقَدْنَاهُ وَنَحْنُ
بِمَكَّةَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَالْتَمَسْنَاهُ فِي الأَوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ،
فَقُلْنَا: اغْتِيلَ اسْتُطِيرَ، فَبِتْنَا بِشْرِ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ، فَلَمَّا
أَصْبَحْنَا رَأَيْنَاهُ مُقْبِلا مِنْ حِرَاءَ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ
بِتْنَا بِشْرِ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ، قَالَ: أَتَانِي دَاعِيَ الْجِنِّ فَذَهَبْتُ
أُقْرِئُهُمُ الْقُرْآنَ فَانْطَلَقَ بِنَا فَأَرَانَا آثَارَهُمْ وَآثَارَ
نِيرَانِهِمْ، قَالَ عَامِرٌ: وَسَأَلُوهُ الزَّادَ؟ قَالَ: كُلُّ عَظْمٍ لَمْ يُذْكَرِ
اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَقَعُ فِي يَدِ أَحَدِكُمْ أَوْفَرَ مَا كَانَ لَحْمًا،
وَكُلُّ بَعْرَةٍ عَلَفًا لِدَوَابِّكُمْ، قَالَ: وَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم -: أَنْ يُسْتَنْجَى بِهِ، وَقَالَ: إِنَّهُمَا زَادُ إِخْوَانِكُمْ
مِنَ الْجِنِّ.
449 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ: أنبا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنبا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ،
يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: إِذَا اسْتَجْمَرَ أَحَدُكُمْ
فَلْيُوتِرْ.
بيان حظر إمساك البائل ذكره بيمينه أو يمسه في الخلاء
بيمينه والاستنجاء به والتنفس في إنائه، وبيان الاستنجاء بالماء، والدليل في هذا
الباب والذي قبله علي الجمع بين الاستنجاء بالحجارة والاستنجاء بالماء إذا ظهر
البول علي الحشفة والغائط علي المسربة
450 حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أنبا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابن أبي قتادة، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلا
يَتَنَفَّسْ فِي الإِنَاءِ، وَإِذَا أَتَى الْخَلاءَ فَلا يَمْسَحْ ذَكَرَهُ
بِيَمِينِهِ وَلا يَتَمَسَّحْ بِيَمِينِهِ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، بِنَحْوِهِ.
451 وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
عُثْمَانَ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه
وسلم -: إِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْخَلاءَ فَلا يُمْسِكَنَّ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ،
وَإِذَا أَتَى الْخَلاءَ فَلا يَسْتَنْجِي بِيَمِينِهِ، وَإِذَا شَرِبَ فَلا يَتَنَفَّسْ
فِي الإِنَاءِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ
الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ يَحْيَى، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ.
452 حَدَّثَنَا السُّلَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى، بِإِسْنَادِهِ بِمِثْلِ حَدِيثِ
الأَوْزَاعِيِّ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -: نَهَى أَنْ يَتَنَفَّسَ
فِي الإِنَاءِ، وَأَنْ يَمَسَّ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ، وَأَنْ يَسْتَطِيبَ
بِيَمِينِهِ، هَذَا حَدِيثُ عَبْدِ الْوَهَّابِ.
453 حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ الْهُذَيْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى،
بِإِسْنَادِهِ: إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمُ الْغَائِطَ فَلا يَمَسَّ ذَكَرَهُ
بِيَمِينِهِ.
454 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
زَيْدٍ الْهَرَوِيُّ وَحَدَّثَنَا الدَّقِيقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ، قَالا:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بِمِثْلِهِ: وَلا يُمْسِكَنَّ
ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ.
455 حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ
أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم
-: إِذَا خَرَجَ إِلَى الْغَائِطِ أَتَيْتُهُ أَنَا وَغُلامٌ بِإِدَاوَةٍ
وَعَنَزَةٍ فَاسْتَنْجَى، رَوَاه كَذَا غُنْدَرٌ وَالنَّضْرُ وَشَاذَانُ،
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بِمِثْلِهِ: تَبِعْتُهُ أَنَا وَغُلامٌ مِنَّا بِإِدَاوَةٍ
مِنْ مَاءٍ يَسْتَنْجِي مِنْهَا.
456 حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
حَنْبَل ٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي
عَطَاءُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم - إِذَا تَبَرَّزَ لِحَاجَتِهِ أَتَيْتُهُ بِمَاءٍ
فَيَغْتَسِلَ بِهِ.
التَّرْغِيبُ فِيُ التَّيَمُّنِ فِي الطُّهُورِ
وَالتَّرَجُّلِ وَالانْتِعَالِ، والدليل في الابتداء بغسيل الكف الأيمن وبالنخر
الأيمن في الاستنشاق وإلىد اليمنى والرجل اليمنى وما يليها من اليسرى
457 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
بِشْرُ بْنُ عُمَرَ وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالا: أنبا
شُعْبَةُ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي
يُحَدِّثُ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله
عليه وسلم - يُحِبُّ التَّيَمُّنَ فِي شَأْنِهِ كُلِّهُ فِي طُهُورِهِ
وَتَرَجُّلِهِ وَتَنَعُّلِهِ، قَالَ: ثُمَّ سَأَلْتُهُ بِالْكُوفَةِ بَعْدُ،
فَقَالَ: التَّيَمُّنُ مَا اسْتَطَاعَ.
458 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بِإِسْنَادِهِ، قَالَ: كَانَ
النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: يُحِبُّ التَّيَمُّنَ مَا اسْتَطَاعَ، وَقَالَ
مَرَّةً فِي شَأْنِهِ كُلِّهُ: طُهُورِهِ إِذَا تَوَضَّأَ، وَفِي انْتِعَالِهِ إِذَا
انْتَعَلَ، وَفِي تَرَجُّلِهِ إِذَا تَرَجَّلَ.
التَّرْغِيبُ فِي الْوُضُوءِ وَثَوَابُ إِسْبَاغِهِ،
وثواب من يقول بعد فراغه من وضوئه: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده
ورسوله، وبيان ثوابه
459 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أُخْتِ
غَزَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ وَحَدَّثَنَا
الصَّغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي
سَلامٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - قَالَ: الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ الْمِيزَانَ،
وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ يَمْلآَنِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ
وَالأَرْضِ، وَالصَّلاةُ نُورٌ، وَالصَّوْمُ بُرْهَانٌ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ،
وَالْقُرْآنُ حَجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو بَائِعَ
نَفْسِهِ فَمُوبِقُهَا أَوْ مُعْتِقُهَا.
460 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ،
وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، قَالا: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ
سَلامٍ، عَنْ أَخِيهِ زَيْدِ بْنِ سَلامٍ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِي سَلامٍ الْحَبَشِيِّ،
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، أَنَّ أَبَا مَالِكٍ الأَشْعَرِيَّ
حَدَّثَهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ شَطْرُ
الإِيمَانِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ الْمِيزَانَ، وَالتَّسْبِيحُ
وَالتَّكْبِيرُ يَمْلآَنِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَالصَّلاةُ نُورٌ،
وَالصَّوْمُ بُرْهَانٌ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، وَالْقُرْآنُ شِفَاءٌ حَجَّةٌ لَكَ
أَوْ عَلَيْكَ، كُلُّ إِنْسَانٍ بَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا.
461 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، وَالصَّغَانِيُّ،
وَيَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَيَّوَيْهِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: أنبا أَبُو غَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ
أَسْلَمَ، عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ، قَالَ: أَتَيْتُ عُثْمَانَ بِوَضُوءٍ
وَهُوَ عَلَى الْمَقَاعِدِ فَتَوَضَّأَ، فَقَالَ: إِنَّ أُنَاسًا يَتَحَدَّثُونَ
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَحَادِيثَ لا أَدْرِي مَا هِيَ،
إِلا أَنِّي أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَقُولُ:
مَنْ تَوَضَّأَ مِثْلَ وُضُوئِي هَذَا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ،
وَكَانَتْ صَلاتُهُ وَمَشْيُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ نَافِلَةً، زَادَ يَعْقُوبُ، وَالصَّغَانِيُّ،
قَالَ حُمْرَانُ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا،
وَيَدَيْهِ ثَلاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَأُذُنَيْهِ، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ
ثَلاثًا ثَلاثًا.
462 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَبْدِ الْحَكَمِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، وَشُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ، عَنِ
اللَّيْثِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ وَحَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ
كِلاهُمَا، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُجْمِرِ،
أَنَّهُ رَأَى أَبَا هُرَيْرَةَ يَتَوَضَّأُ، ثم قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم -، يَقُولُ: إِنَّ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا
مُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ
غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ، هَذَا لَفْظُ عَمْرٍو، وَحَدِيثُ اللَّيْثِ بِمَعْنَاهُ.
463 حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ،
قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعُ بْنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ،
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ
قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ
مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ
يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ .
464 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْجُعْفِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ،
عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ
الْخَوْلانِيِّ، وَمُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ
نُفَيْرٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم
-: مَنْ بَالَغَ فِي الْوُضُوءِ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ
وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ
فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ.
465 حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ صَالِحٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي
عُثْمَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أنه قال:
كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خُدَّامَ أَنْفُسِنَا
نَتَنَاوَبُ رِعَايَةَ إِبِلِنَا، فَرَوَّحْتُهَا بِعَشِيٍّ، فَأَدْرَكْتُ رَسُولَ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ النَّاسَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَا مِنْكُمْ
أَحَدٌ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ
يُقْبِلُ عَلَيْهِمَا بِقَلْبِهِ وَبِوَجْهِهِ فَقَدْ أَوْجَبَ، فَقُلْتُ: بَخٍ
بَخٍ مَا أَجْوَدَ هَذِهِ ! فَقَالَ رَجُلٌ بَيْنَ يَدَيَّ: الَّتِي قَبْلَهَا
أَجْوَدُ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقُلْتُ
لَهُ: مَا هِيَ يَا أَبَا حَفْصٍ؟ قَالَ: إِنَّهُ قَالَ آنِفًا قَبْلَ أَنْ
تَجِيءَ: مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ، ثُمَّ
يَقُولُ حِينَ يَفْرُغُ مِنَ الْوُضُوءِ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ أَلا اللَّهُ
وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ إِلا فُتِحَتْ لَهُ
أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ، قَالَ
مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ: وَحَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي
إِدْرِيسَ، عَنْ عُقْبَةَ، قَالَ مُعَاوِيَةُ: وَهُوَ ابْنُ صَالِحٍ، وَحَدَّثَنِي
عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ بُخْتٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عُقْبَةَ
بْنِ عَامِرٍ.
466 حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْغَزِّيُّ عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَرَّاحِ، وَالأَزْدِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ،
وَأَبُو عُثْمَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ:
كُنَّا نَتَنَاوَبُ رَعْيَةَ الإِبِلِ فَجَاءَتْ نَوْبَتِي أَرْعَاهَا،
فَرَوَّحْتُهَا بِالْعَشَاءِ فَأَدْرَكْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَائِمًا
يَخْطُبُ فَأَدْرَكْتُ مِنْ قَوْلِهِ: مَا مِنْكُمْ، ثُمَّ ذَكَرَ بِطُولِهِ
بِمِثْلِهِ إِلا أَنَّهُ قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا
اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ إِلا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ
الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ، وَقَالَ فِيهِ:
بِوَجْهِهِ وَقَلْبِهِ إِلا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ.
467 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى،
وَالصَّغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَاضِرُ بْنُ الْمُوَرِّعِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُعْفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ
هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ
عَفَّانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: تَوَضَّأُ عُثْمَانُ
بِالْمَقَاعِدِ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: مَنْ
تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ صَلَّى غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ
الصَّلاةِ الأُخْرَى.
468 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ:
أنبا ابْنُ وَهْبٍ، أن مالكا حَدَّثَهُ وَحَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ
التِّرْمِذِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ وَحَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّوَيْهِ، قَالَ: أنبا مُطَرِّفُ، عْنُ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ
بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ، أَنَّ عُثْمَانَ
بْنَ عَفَّانَ جَلَسَ عَلَى الْمَقَاعِدِ، فَجَاءَ الْمُؤَذِّنُ فَآذَنَهُ
بِصَلاةِ الْعَصْرِ فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ
لأُحَدِّثَنَّكُمْ حَدِيثًا لَوْلا آيَةٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا
حَدَّثْتُكُمُوهُ، ثُمّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: مَا
مِنِ امْرِئٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ، ثُمَّ يُصَلِّي الصَّلاةَ إِلا غُفِرَ
لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّلاةِ الأُخْرَى حَتَّى يُصَلِّيَهَا، قَالَ
مَالِكٌ: إِنَّهُ يُرِيدُ هَذِهِ الآيَةَ: {أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ
النَّهَارِ}[سورة هود آية 114
].
469 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ:
أنبا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حُمْرَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ،أنه قال: وَاللَّهِ
لأُحَدِّثَنَّكُمْ حَدِيثًا لَوْلا آيَةٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا حَدَّثْتُكُمُوهُ،
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -،
يَقُولُ: لا يَتَوَضَّأُ رَجُلٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ، ثُمَّ يُصَلِّي إِلا غُفِرَ
لَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّلاةِ الأُخْرَى حَتَّى يُصَلِّيَهَا.
470 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا
يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي وَحَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ ابْنُ سَعْدٍ، قَالا: عَنْ صَالِحِ بْنِ
كَيْسَانَ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَلَكِنَّ عُرْوَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ حُمْرَانَ،
أنه قال: فَلَمَّا تَوَضَّأَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، قَالَ: وَاللَّهِ لأُحَدِّثَنَّكُمْ
حَدِيثًا لَوْلا آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَا حَدَّثْتُكُمُوهُ، إِنِّي
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -،
يَقُولُ: لايَتَوَضَّأُ رَجُلٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ، ثُمَّ يُصَلِّي إِلا غُفِرَ
لَهُ مَا بَيْنَهُمَا وَبَيْنَ الصَّلاةِ الَّتِي يُصَلِّيهَا، قَالَ عُرْوَةُ:
الآيَةُ: {الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ}[سورة البقرة
آية 159 ].
471 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ وَحَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالُوا:
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ،
قَالَ: سَمِعْتُ حُمْرَانَ يُحَدِّثُ، عَنْ عُثْمَانَ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله
عليه وسلم - قَالَ: مَنْ أَتَمَّ الْوُضُوءَ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ فَالصَّلَوَاتُ
الْمَكْتُوبَاتُ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ، هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي
عَامِرٍ، وَلَفْظُ الْبَاقِينَ: فَالصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ كَفَّارَاتٌ لِمَا
بَيْنَهُنَّ.
472 حَدَّثَنَا حَمْدَانُ بْنُ الْجُنَيْدِ الدَّقَّاقُ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ،
عَنْ أَبِي صَخْرَةَ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَبَانَ، قَالَ:
قَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:
مَا مِنِ امْرِئٍ يُتِمُّ الْوُضُوءَ الَّذِي كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ
يُصَلِّي هَؤُلاءِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ إِلا كُنَّ كَفَّارَاتٍ لِمَا بَيْنَهُنَّ،
وَرَوَاهُ وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، فَقَالَ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ عُثْمَانُ: حَدَّثَنَا رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
عِنْدَ انْصِرَافِنَا مِنْ صَلاتِنَا هَذِهِ، فَقَالَ:
مَا أَدْرِي أُحَدِّثُكُمْ بِشَيْءٍ.
473 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ: أنبا أَبُو
النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ
أَبُو صَخْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ حُمْرَانَ بْنَ أَبَانَ يُحَدِّثُ أَبَا بُرْدَةَ
فِي مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ وَأَنَا قَائِمٌ مَعَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عُثْمَانَ بْنَ
عَفَّانَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّهُ مَنْ
أَتَمَّ الْوُضُوءَ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ فَالصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ كَفَّارَاتٌ
لِمَا بَيْنَهُنَّ.
474 حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ كَامِلٍ الْعَطَّارُ وَحَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ:
أنبا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ،
عَنْ حُمْرَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم -: مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ
حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ،
قَالَ: جَاءَ عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، بِإِسْنَادِهِ بِمِثْلِهِ بِمِثْلِ حَدِيثِ
يَعْقُوبَ بْنِ سُفْيَانَ.
بَيَانُ إِيجَابِ إِسْبَاغِ الْوُضُوء وثواب إسباغه على
المكاره475 حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رَجَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ
وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَفَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ
وَحَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْغَزِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ،
قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ
أَبِي يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ - صلى
الله عليه وسلم - قَوْمًا يَتَوَضَّئُونَ فَرَأَى أَعْقَابَهُمْ تَلُوحُ، فَقَالَ:
وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ، أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ، حَدَّثَنَا
الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ ابْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا أَبُو
الْجَوَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنْ مَنْصُورٍ،
بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ.
476 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَمِعْتُ
هِلالَ بْنَ يِسَافٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، أَتَى عَلَى
قَوْمٍ يَتَوَضَّئُونَ وَكَانَ فِي سَفَرٍ، فَقَالَ: أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ،
وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ، أَوْ وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النَّارِ،
قَالَ شُعْبَةُ أَحَدَهُمَا .
477 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْوَهْبِيُّ،
قَالَ: أنبا عَمِّي يَعْنِي ابْنَ وَهْبٍ وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْفَأْفَاءِ الْعَلافُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ سَالِمٍ مَوْلَى شَدَّادٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ يَوْمَ
تُوُفِّيَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، فَدَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي
بَكْرٍ فَتَوَضَّأَ عِنْدَهَا، فَقَالَتْ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَسْبِغِ الْوُضُوءَ،
فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ
النَّارِ.
478 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ الْبَصْرِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ
عَمَّارٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو مُقَاتِلٍ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ وَحَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي
كَثِيرٍ، عَنْ سَالِمٍ وَحَدَّثَنَا يُوسُفُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
كَثِيرٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ عِكْرِمَةُ:
مَوْلَى الْمَهْرِيِّ، وَقَالَ حَرْبٌ: سَالِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
الدَّوْسِيُّ، وَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ أَيْضًا: سَالِمٌ الدَّوْسِيُّ، وَقَالَ
عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ: سَالِمٌ 23، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ
لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ: أَسْبِغِ الْوُضُوءَ فَإِنِّي سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ
النَّارِ.
479 حَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُعَلَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ
يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنّ النَّبِيَّ - صلى
الله عليه وسلم - قَالَ: وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ مَرَّتَيْنِ أَوْ
ثَلاثًا.
480 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: وَفِيمَا
قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ الصَّائِغِ، وَحَدَّثَنِيهِ
مُطَرِّفٌ، عَنْ مَالِكٍ،ح وَحَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ: أنبا إِسْحَاقُ
بْنُ عِيسَى، قَالَ: أنبا مَالِكٌ وَأَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى،
قَالَ: أنبا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أنبا مَالِكٌ، عَنِ الْعَلاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: أَلا
أُخْبِرُكُمْ بِمَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ:
إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَى إِلَى
الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ،
فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أنبا شُعْبَةُ، عَنِ
الْعَلاءِ، بِنَحْوِهِ إِلَى قَوْلِهِ:
إِلَى الْمَسَاجِدِ.
بَيَانُ الاقْتِصَادِ فِي صَبِّ الْمَاءِ فِي الْوُضُوءِ
وَالْغُسْلِ، وتقدير الماء فيهما وتوقيت، والدليل على إبطال ايجاب التوقيت
والتقدير في الماء لهما
481 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
قَبِيصَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَأَلْنَاهُ عَنِ الْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةِ،
فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ
ثَلاثًا، فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ: إِنِّي رَجُلٌ كَثِيرُ
الشَّعْرِ، فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَكْثَرَ
شَعَرًا مِنْكَ وَأَطْيَبَ .
482 حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ:
أنبا الشَّافِعِيُّ، قَالَ: أنبا سُفْيَانُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَغْرِفُ
عَلَى رَأْسِهِ وَهُوَ جُنُبٌ ثَلاثًا.
483 حَدَّثَنَا الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عَفَّانُ وَحَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالا:
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبْرٍ،
سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
- يَتَوَضَّأُ بِمَكُّوكٍ وَيَغْتَسِلُ بِخَمْسِ مَكَاكِيَّ.
484 حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ ابْنُ أَخِي هَنَّادٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي
شَيْخٌ مِنَ الأَنْصَارِ، يُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَبْرٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَنَسًا، يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
يَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ إِلَى خَمْسَةِ أَمْدَادٍ، وَكَانَ يَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ،
رَوَاهُ وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ بِمِثْلِهِ.
485 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبْرٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ
النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: يَكْفِي مِنَ الْوُضُوءِ الْمُدُّ،
وَيَكْفِي مِنَ الْغُسْلِ الصَّاعُ.
486 حَدَّثَنَا حَمْدَانُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
رَيْحَانَةَ، عَنْ سَفِينَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -
يَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ وَيَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي
رَوْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَبِي رَيْحَانَةَ، عَنْ
سَفِينَةَ بِمِثْلِهِ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَزْهَرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي رَيْحَانَةَ، عَنْ سَفِينَةَ، بِمِثْلِهِ.
487 حَدَّثَنَا الدَّقِيقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
مُحَاضِرٌ كِلاهُمَا، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ مُعَاذَةَ، قَالَتْ: أَخْبَرَتْنِي
عَائِشَةُ: أَنَّهَا كَانَتْ تَغْتَسِلُ هِيَ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ.
488 حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: أنبا
الشَّافِعِيُّ، قَالَ: أنبا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ،
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، فَرُبَّمَا قُلْتُ: أَبْقِ لِي أَبْقِ لِي .
الدَّلِيلُ عَلَى إِيجَابِ الْوُضُوءِ لِكُلِّ صَلاةٍ
وَأَنَّهَا لا تُقْبَلُ إِلا مِنْ طاهر وما عليه طاهر، وبيان نسخ الوضوء لكل صلاة،
والإباحة لمن يصلي الصلوات بوضوء واحد، وأن المتطهر لا يجب عليه وضوء الصلوات
بوضوء واحد ولا لغيرها حتى
يحدث، والدليل على أنه لا يزيل طهارته ظنه أنه أحدث،
وأنه لا يجب عليه الوضوء حتى
يستيقن
489 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، وَإِبْرَاهِيمُ
بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالا: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: جَعَلَ النَّاسُ
يُثْنُونَ عَلَى ابْنِ عَامِرٍ عِنْدَ مَوْتِهِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَمَا
إِنِّي لَسْتُ بِأَغَشِّهِمْ لَكَ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ لا يَقْبَلُ صَلاةً بِغَيْرِ طَهُورٍ، وَلا
صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ.
490 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّوَيْهِ، وَأَبُو
الْمُثَنَّى، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ،
عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنّ النَّبِيَّ -
صلى الله عليه وسلم - قَالَ: لا يَقْبَلُ اللَّهُ صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ، وَلا
صَلاةً بِغَيْرِ طَهُورٍ، وَقَالَ فِي حَدِيثِهِ: كُنْتُ عَلَى الْبَصْرَةِ وَلا
تُقْبَلُ صَلاةٌ بِغَيْرِ طَهُورٍ، قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: فَدَلَّ قَوْلُهُ أَنَّ
قَبُولَهَا بِاجْتِنَابِهِ أَكْلَ الْحَرَامِ وَلُبْسَ الْحَرَامِ.
491 حَدَّثَنَا السُّلَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنبا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: هَذَا
مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - فَذَكَرَ أَحَادِيثَ مِنْهَا، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
-: لا تُقْبَلُ صَلاةُ أَحَدِكُمْ إِذَا أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ، قَالَ أَبُو
عَوَانَةَ: 10مِنْ هُنَا لَمْ يُخْرِجُهُ أَصْحَابُنَا.
492 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو عَامِرٍ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ
بْنُ جَرِيرٍ، قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لا يَقْبَلُ صَلاةً
بِغَيْرِ طَهُورٍ، وَلا صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ.
493 حَدَّثَنَا أَبُو الأَزْهَرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ:
وَحَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سِنَانٍ الْكِنْدِيِّ، عَنْ أَنَسِ
بْنِ مَالِكٍ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ،
قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ
سِنَانٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم
-: لا تُقْبَلُ صَلاةٌ بِغَيْرِ طَهُورٍ، وَلا صَدَقَةٌ مِنْ غُلُولٍ.
494 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي
حَازِمٍ وَحَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ كِلاهُمَا، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ،
عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم - قَالَ: لا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلاةً بِغَيْرِ طَهُورٍ، زَادَ
الرَّبِيعُ، وَأَبُو زُرْعَةَ: وَلا صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى
الله عليه وسلم - بِمِثْلِهِ.
495 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَكِّيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: لا يَقْبَلُ اللَّهُ
صَلاةً بِغَيْرِ طَهُورٍ، وَلا صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ .
496 حَدَّثَنَا الْبِرْتِيُّ الْقَاضِي أَبُو الْعَبَّاسِ،
قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا هِقْلٌ، عَنْ هِشَامِ
بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: لا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلاةً
إِلا بِوَضُوءٍ، وَلا صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ.
497 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ
الْقَرْدُوَانِيُّ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي
سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ،
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
قَالَ: لا يَقْبَلُ اللَّهُ صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ، وَلا صَلاةً بِغَيْرِ طَهُورٍ.
498 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْهَيْثَمِ
بِسُرَّمَرَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الْوَاقِعِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ،
عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:
لا يَقْبَلُ اللَّهُ صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ، وَلا صَلاةً بِغَيْرِ طَهُورٍ،
وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: إِلَى هُنَا زِدْتُ مِنْ
عِنْدِي.
499 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، والقاسم بن يزيد يعني الجرمي، وَأَبُو
دَاوُدَ كُلُّهُمْ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ،
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَتَوَضَّأُ لِكُلِّ صَلاةٍ حَتَّى
كَانَ عَامَ الْفَتْحِ فَصَلَّى الصَّلَوَاتِ بِوَضُوءٍ وَاحِدٍ.
500 حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْغَزِّيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ
عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ،
قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الصَّلَوَاتِ كُلَّهَا
يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ بِوَضُوءٍ وَاحِدٍ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، فَقَالَ لَهُ
عُمَرُ: إِنِّي رَأَيْتُكَ الْيَوْمَ صَنَعْتَ شَيْئًا لَمْ تَكُنْ تَصْنَعُهُ،
فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: عَمْدًا فَعَلْتُهُ يَا عُمَرُ .
501 حَدَّثَنَا الأَحْمَسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، بِإِسْنَادِهِ لَمَّا كَانَ يَوْمَ فَتْحِ
مَكَّةَ تَوَضَّأَ النَّبِيُّ -
صلى الله عليه وسلم - وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، فَقَالَ
لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ رَأَيْتُكَ الْيَوْمَ صَنَعْتَ شَيْئًا
لَمْ تَكُنْ صَنَعْتَهُ، قَالَ: عَمْدًا صَنَعْتُهُ يَا عُمَرُ، حَدَّثَنَا أَبُو
عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَسْكَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ، بِمِثْلِ حَدِيثِ وَكِيعٍ:
صَنَعْتُهُ يَا عُمَرُ.
502 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ
عَمِّهِ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يُخَيَّلُ
إِلَيْهِ أَنَّهُ يَجِدُ الشَّيْءَ فِي الصَّلاةِ، فَقَالَ: لا يَنْصَرِفْ حَتَّى
يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا.
503 أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ، قَالَ: أنبا الشَّافِعِيُّ،
قَالَ: أنبا سُفْيَانُ، بِإِسْنَادِهِ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ،
أَنَّهُ شَكَا إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - الرَّجُلَ يُخَيَّلُ
إِلَيْهِ فِي الصَّلاةِ، فَقَالَ: لا يَنْفَتِلُ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ
يَجِدَ رِيحًا.
بَيَانُ وُضُوءِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -
وَأَنَّ أَتَمَّ الْوُضُوءِ وَأَسْبَغَهُ ثلاثاً ثلاثاً، وبيان الابتداء بغسيل
الكفين ثلاثا قبل إدخالهما في وضوئه، وإباحة الوضوء من الإناء
504 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ
وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ
يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، أَخْبَرَهُ أَنَّ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ أَخْبَرَهُ،
أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ دَعَا يَوْمًا بِوَضُوءٍ، فَتَوَضَّأَ فَغَسَلَ
كَفَّيْهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ
ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى إِلَى الْمِرْفَقِ ثَلاثَ
مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُسْرَى مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ مَسَحَ
بِرَأْسِهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى إِلَى الْكَعْبَيْنِ ثَلاثَ
مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ الْيُسْرَى مِثْلَ ذَلِكَ، ثم قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم -: مَنْ تَوَضَّأَ مِثْلَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ قَامَ
فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ
ذَنْبِهِ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَكَانَ عُلَمَاؤُنَا يَقُولُونَ هَذَا الْوُضُوءُ
أَسْبَغُ مَا يَتَوَضَّأُ بِهِ أَحَدٌ لِلصَّلاةِ.
505 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو دَاوُدَ وَحَدَّثَنَا الزَّعْفَرَانِيُّ، وَالصَّغَانِيُّ، قَالا:
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ
يَزِيدَ، عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ، أَنَّهُ رَأَى عُثْمَانَ دَعَا بِإِنَاءٍ،
فَأَفْرَغَ عَلَى كَفَّيْهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَمِينِهِ فِي
الإِنَاءِ فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ،
وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ، ثُمَّ
غَسَلَ رِجْلَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
-: مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئي هَذَا، ثُمَّ صَلَّى
رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ نَفْسَهُ فِيهِمَا بِشَيْءٍ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ
مِنْ ذَنْبِهِ.
506 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الصَّبَّاحِ
الصَّنْعَانِيُّ، وَالسُّلَمِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ:
أنبا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، أَنَّ
حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ، قَالَ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ تَوَضَّأَ
فَأَفْرَغَ عَلَى يَدَيْهِ ثَلاثًا فَغَسَلَهُمَا، ثُمَّ مَضْمَضَ، ثُمَّ ذَكَرَ
بِمِثْلِ حَدِيثِ يُونُسَ إِلَى قَوْلِهِ مِنْ ذَنْبِهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ
الْجُعْفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرٍ
وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: أنبا أَبُو الْيَمَانِ، قَالا: حَدَّثَنَا
شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْجُعْفِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ وَحَدَّثَنَا الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، كِلاهُمَا قَالا: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ
بُرْقَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ.
507 حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رَجَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ أَبِي أَنَسٍ،
أَنَّ عُثْمَانَ تَوَضَّأَ بِالْمَقَاعِدِ، ثم قال: أَلا أُرِيَكُمْ وُضُوءَ رَسُولِ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ تَوَضَّأَ ثَلاثًا ثَلاثًا، قَالَ
سُفْيَانُ: قَالَ أَبُو النَّضْرِ: عَنْ أَبِي أَنَسٍ وَعِنْدَهُ رِجَالٌ مِنْ
أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: أَلَيْسَ هَكَذَا
رَأَيْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَوَضَّأُ؟ قَالُوا: نَعَمْ.
باب إباحة الوضوء مرتين مرتين، وبيان إباحة المضمضة
والاستنشاق بغرفة واحدة، وبيان الوضوء من التور
508 حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ، قَالَ: أنبا الشَّافِعِيُّ،
قَالَ: أنبا مَالِكٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ،
أَنَّهُ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ: هَلْ تَسْتَطِيعُ
أَنْ تُرِيَنِي، كَيْفَ كَانَ رَسُولُ - صلى الله عليه وسلم - يَتَوَضَّأُ؟ فَقَالَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ: نَعَمْ، فَدَعَا بِوَضُوءٍ، فَأَفْرَغَ عَلَى يَدِهِ
فَغَسَلَ يَدَهُ مَرَّتَيْنِ وَمَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ ثَلاثًا، ثُمَّ غَسَلَ
وَجْهَهُ ثَلاثًا، ثُمَّ غَسَلَ يَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ إِلَى
الْمِرْفَقَيْنِ، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ بِيَدَيْهِ فَأَقْبَلَ بِهِمَا
وَأَدْبَرَ، بَدَأَ بِمُقَدَّمِ رَأْسِهِ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِمَا إِلَى قَفَاهُ،
ثُمَّ رَدَّهُمَا إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي بَدَأَ مِنْهُ، ثُمَّ غَسَلَ
رِجْلَيْهِ .
509 حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ
وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَالِمٍ، وَمَالِكٌ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ الْمَازِنِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ صَبَّ
عَلَى يَدَيْهِ مِنَ الإِنَاءِ فَغَسَلَهُمَا، وَأَنَّهُ مَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ
ثَلاثًا ثَلاثًا، وَأَنَّهُ أَخَذَ بِيَدَيْهِ مَاءً فَبَدَأَ بِمُقَدَّمِ
رَأْسِهِ، ثُمَّ ذَهَبَ بِيَدَيْهِ إِلَى مُؤَخَّرِ الرَّأْسِ، ثُمَّ رَدَّهُمَا
إِلَى مُقَدَّمِهِ، قَالَ مَالِكٌ:
أَحْسَنُ مَا سَمِعْتُ فِي ذَلِكَ عِنْدِي وَأَعَمُّهُ
فِي مَسْحَةِ الرَّأْسِ هَذَا، وَقَالَ لِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ: ذَلِكَ أَحْسَنُ
الْمَسْحِ عِنْدَنَا، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، قَالَ:
حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ وَذَكَرَ
الْحَدِيثَ نحوه، وَقَالَ: غَسَلَ يَدَيْهِ ثَلاثًا، وَقَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ
رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَوَضَّأُ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ السِّجْزِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ، وَذَكَرَ
الْحَدِيثَ، قَالَ: فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ مِنْ كَفٍّ وَاحِدٍ يَفْعَلُ ذَلِكَ
ثَلاثًا حَدِيثُ خَالِدٍ تَمَامٌ.
510 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ أَسَدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، أَنّ
النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - تَوَضَّأَ فَاسْتَنْشَقَ وَمَضْمَضَ مِنْ غَرْفَةٍ وَاحِدَةٍ .
511 حَدَّثَنَا يُوسُفُ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ
بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ
يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ: شَهِدْتُ عَمْرَو بْنَ أَبِي حَسَنٍ، سَأَلَ عَبْدَ
اللَّهِ بْنَ زَيْدٍ عَنْ وُضُوءِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَدَعَا
بِتَوْرٍ فَتَوَضَّأَ لَهُمْ فَأَكْفَأَ عَلَى يَدَيْهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنَ
التَّوْرِ فَغَسَلَ يَدَيْهِ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ فَمَضْمَضَ
وَاسْتَنْشَقَ وَاسْتَنْثَرَ مِنْ ثَلاثِ غَرَفَاتٍ، وَقَالَ أَيْضًا، وَمَسَحَ
بِرَأْسِهِ فَأَقْبَلَ بِيَدَيْهِ وَأَدْبَرَ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي
الإِنَاءِ فَغَسَلَ رِجْلَيْهِ فِي الْكَعْبَيْنِ، رَوَاهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ عَن
عَمْرٍو، وَقَالَ فِيهِ: وَغَسَلَ يَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ.
بَيَانُ الدَّلِيلِ عَلَى إِبَاحَةِ الْوُضُوءِ مَرَّةً
مَرَّةً إِذَا أَسْبَغَهُ الْمُتَوَضِّئُ، وبيان إباحة مجاوزة المرفقين والكعبين
بالغسل في الوضوء إلى المنكبين والساقين، والدليل على أن الفضيلة في ترك مجاوزتهما
512 حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ،
وَأَبُو أُمَيَّةَ، قَالا: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي
سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ، عَنْ
نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُجْمِرِ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ: تَوَضَّأَ
فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى حَتَّى
أَشْرَعَ فِي الْعَضُدِ، ثُمَّ يَدَهُ الْيُسْرَى حَتَّى أَشْرَعَ فِي الْعَضُدِ،
ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى، حَتَّى أَشْرَعَ فِي
السَّاقِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى حَتَّى أَشْرَعَ فِي السَّاقِ، ثُمَّ
قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَتَوَضَّأُ،
زَادَ عَبَّاسٌ وَقَالَ لَنَا: أَنْتُمُ الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ مِنْ إِسْبَاغِ الْوُضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ فَلْيُطِلْ غُرَّتَهُ
وَتَحْجِيلَهُ، رَوَاهُ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: أنبا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ،
عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ نَحْوَهُ، وَرَوَى عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ عَنْ نُعَيْمٍ.
513 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْحَرَّانِيُّ،
وَعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالا: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ خَتَنُ
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا مَالِكٍ الأَشْجَعِيَّ، يَذْكُرُ عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، قَالَ: رَأَيْتُهُ يَتَوَضَّأُ فَيَبْلُغُ بِالْمَاءِ عَضُدَيْهِ
فَقُلْتُ: مَاهَذَا؟ قَالَ: وَأَنْتُمْ حَوْلِي يَا بَنِي فَرُّوخَ، سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
- يَقُولُ: الْحِلْيَةُ تَبْلُغُ مَوَاضِعَ الطُّهُورِ.
514 حَدَّثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ حَنْبَلٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ،
قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ أَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، وَهُوَ يَمُدُّ الْوُضُوءَ
إِلَى إِبْطِهِ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا هَذَا الْوُضُوءُ؟ فَقَالَ: يَا بَنِي
فَرُّوخَ وَأَنْتُمْ هَاهُنَا لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكُمْ هَاهُنَا مَا تَوَضَّأْتُ
هَذَا الْوُضُوءَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ:
تَبْلُغُ الْحِلْيَةُ مِنَ الْمُؤْمِنِ حَيْثُ يَبْلُغُ الْوُضُوءُ .
515 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَحَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ
شَدَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حُمْرَانَ يُحَدِّثُ، عَنْ عُثْمَانَ، أَنّ النَّبِيَّ
- صلى الله عليه وسلم - قَالَ: مَنْ أَتَمَّ الْوُضُوءَ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ
فِي الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ كُنَّ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهُنَّ.
بَيَانُ ثَوَابِ الْمَضْمَضَةِ وَالاسْتِنْشَاقِ
وَصِفَتِهُمَا، وثواب غسل سائر أعضاء الوضوء، والدليل على أنه إذا وقع علي كل عضو
منها اسم الغسل مرة كانت أو أكثر كان وضوءاً جائزاً، وعلي أن الفضيلة في ترك
التمسح بالمنديل
516 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى
النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا شَدَّادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو عَمَّارٍ،
وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -
قَالَ: قَالَ أَبُو أُمَامَةَ: يَا عَمْرُو بْنَ عَبَسَةَ لِصَاحِبِ الْعَقْلِ رَجُلٍ
مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، بِأَيِّ شَيْءٍ تَدَّعِي أَنَّكَ رُبْعُ الإِسْلامِ؟
فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أَرَى النَّاسَ عَلَى ضَلالَةٍ وَلا أَرَى الأَوْثَانَ
بِشَيْءٍ، ثُمَّ سَمِعْتُ عَنْ رَجُلٍ يُخْبِرُ أَخْبَارًا بِمَكَّةَ وَيُحَدِّثُ
أَحَادِيثًا، فَرَكِبْتُ رَاحِلَتِي حَتَّى أَقْدَمَ مَكَّةَ، فَإِذَا أَنَا
بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُسْتَخْفِيًا، فَذَكَرَ صَدْرًا مِنَ
الْحَدِيثِ وَقَالَ فِيهِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي عَنِ
الْوُضُوءِ؟ فَقَالَ: مَا مِنْكُمْ مِنْ رَجُلٍ يَقْرَبُ وَضُوءَهُ، ثُمَّ
يَتَمَضْمَضُ فَيَمْسَحُ ثُمَّ يَسْتَنْشِقُ، وَيَنْتَثِرُ إِلا خَرَّتْ خَطَايَا
فِيهِ وَخَيَاشِيمِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَغْسِلُ وَجْهَهُ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ
إِلا خَرَّتْ خَطَايَا وَجْهِهِ مِنْ أَطْرَافِ لِحْيَتِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ
يَغْسِلُ يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ إِلا خَرَّتْ خَطَايَا يَدَيْهِ مِنْ
أَطْرَافِ أَنَامِلِهِ مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَمْسَحُ رَأْسَهُ كَمَا أَمَرَهُ
اللَّهُ إِلا خَرَّتْ خَطَايَا رَأْسِهِ مَعَ أَطْرَافِ شَعْرِهِ مَعَ الْمَاءِ،
ثُمَّ يَغْسِلُ قَدَمَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ إِلا
خَرَّتْ خَطَايَا قَدَمَيْهِ مَعَ أَطْرَافِ أَصَابِعِهِ، مَعَ الْمَاءِ، ثُمَّ
يَقُومُ فَيَحْمَدُ اللَّهَ وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِالَّذِي هُوَ لَهُ أَهْلٌ، ثُمَّ
يَرْكَعُ
رَكْعَتَيْنِ إِلا انْصَرَفَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَهَيْئَةِ
يَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ.
517 أَخْبَرَنَا يُونُسُ، قَالَ: أنبا ابْنُ وَهْبٍ، أن مالكا
حَدَّثَهُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: إِذَا تَوَضَّأَ
الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ، أَوِ الْمُؤْمِنُ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَتْ مِنْ
وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ مَعَ الْمَاءِ، أَوْ مَعَ
آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَتْ مِنْ يَدَيْهِ كُلُّ
خَطِيئَةٍ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مَعَ الْمَاءِ، أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ،
فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلاهُ مَعَ
الْمَاءِ، أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ، قَالَ: حَتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ
الذُّنُوبِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى ابْنِ
نَافِعٍ، وَحَدَّثَنِي مُطَرِّفٌ، عَنْ مَالِكٍ وَحَدَّثَنَا التِّرْمِذِيُّ أَبُو
إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، بِإِسْنَادِهِ
مِثْلَهُ .
بَيَانُ إِيجَابِ الاسْتِنْشَاقِ فِي الْوُضُوءِ،
وَإِيجَابِ الاسْتِنْثَارِ عَلَى الْمُسْتَيْقِظِ مِنْ نَوْمِه ثلاثا، وبيان علة
إيجابه حين يستيقظ
518 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ:
أنبا ابْنُ وَهْبٍ، أن مالكا حَدَّثَهُ وَحَدَّثَنَا التِّرْمِذِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ
الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: إِذَا تَوَضَّأَ
أَحَدُكُمْ فَلْيَجْعَلْ فِي أَنْفِهِ مَاءً ثُمَّ لِيَنْثُرْ، وَمَنِ اسْتَجْمَرَ
فَلْيُوتِرْ، رَوَاه ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ مِثْلَهُ.
519 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهِلٍّ الصَّنْعَانِيُّ
بِصَنْعَاءَ، وَالسُّلَمِيُّ، وَالدَّبَرِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا، وَقَالَ الدَّبَرِيُّ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ،
قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم - قَالَ: إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَنْشِقْ
بِمَنْخِرَيْهِ مِنْ مَاءٍ، ثُمَّ لِيَنْتَثِرْ، زَادَ ابْنُ مُهِلٍّ: وَمَنِ
اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ.
520 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أنبا يُونُسُ، وَمَالِكٌ وَحَدَّثَنَا يُونُسُ،
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَنَّ مَالِكًا حَدَّثَهُ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ حَيَّوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَمُطَرِّفٌ،
وَالْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ
الْخَوْلانِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - قَالَ: مَنْ تَوَضَّأَ فَلْيَسْتَنْثِرْ، وَمَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ،
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ،
قَالَ: أنبا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، بِمِثْلِهِ.
521 حَدَّثَنَا السُّلَمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى،
قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، وَمَالِكٍ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الصَّبَّاحِ
الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، بِإِسْنَادِهِ،
قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَنْثِرْ،
وَإِذَا اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ، قَالَ مُحَمَّدٌ: مَنْ تَوَضَّأَ.
522 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ
شِهَابٍ، بِمِثْلِ حَدِيثِ مَالِكٍ وَحَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ يَعْنِي وَهْبَ اللَّهِ بْنَ رَاشِدٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يُونُسُ وَحَدَّثَنَا الْمَيْمُونِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى،
قَالا: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ يُونُسَ
كِلاهُمَا، قَالا: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، وأبي سعيد الخدري، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:
مَنْ تَوَضَّأَ فَلْيَسْتَنْثِرْ، وَمَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ، كَذَا قَالا جَمِيعًا .
523 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى،
وَالنُّفَيْلِيُّ علي بن عثمان، قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ:
أنبا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: أنبا ابْنُ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ،
عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - قَالَ: إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَنَامِهِ فَتَوَضَّأَ
فَلْيَسْتَنْثِرْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَبِيتُ عَلَى
خَيَاشِيمِهِ، وَكَذَا رَوَاهُ الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنِ ابْنِ الْهَادِ.
صِفَةُ مَسْحِ الرَّأْسِ، وَأَنَّهُ مَرَّةً وَاحِدَةً،
وَيَمْسَحُ بِمَاءٍ جَدِيدٍ524 حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ، قَالَ: أنبا الشَّافِعِيُّ
وَأَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ،
كِلاهُمَا عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - تَوَضَّأَ فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا وَيَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ
مَرَّتَيْنِ، وَمَسَحَ رَأْسَهُ بِيَدَيْهِ فَأَقْبَلَ بِهِمَا وَأَدْبَرَ، بَدَأَ
بِمُقَدَّمِ رَأْسِهِ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِمَا إِلَى قَفَاهُ، ثُمَّ رَدَّهُمَا إِلَى
الْمَكَانِ الَّذِي بَدَأَ مِنْهُ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ، قَالَ ابْنُ وَهْبٍ:
قَالَ لِي مَالِكٌ: أَحْسَنُ مَا سَمِعْتُ فِي هَذَا وَأَعَمُّهُ فِي مَسْحِ
الرَّأْسِ هَذَا، وَقَالَ لِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ: وَذَلِكَ
أَحْسَنُ الْمَسْحِ عِنْدَنَا، وَهَذَا لَفْظُ الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ،
حَدَّثَنَا يُوسُفُ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، بِنَحْوِهِ، وَقَالَ أَيْضًا:
فَمَسَحَ بِرَأْسِهِ فَأَقْبَلَ بِيَدِهِ وَأَدْبَرَ مَرَّةً وَاحِدَةً، ثُمَّ
أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ فَغَسَلَ رِجْلَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، رَوَاه
بَهْزٌ عَنْ وُهَيْبٍ، وَقَالَ فِيهِ: فَأَقْبَلَ بِيَدِهِ مَرَّةً وَاحِدَةً،
رَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، فَقَالا: فَأَدْبَرَ بِيَدَيْهِ وَأَقْبَلَ.
525 حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الأَزْرَقُ وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، قَالا:
حَدَّثَنَا عَمْرٌو، أَنَّ حَبَّانَ بْنَ وَاسِعٍ الأَنْصَارِيّ حَدَّثَهُ، أَنَّ
أَبَاهُ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ
الْمَازِنِيَّ، ذَكَرَ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
تَوَضَّأَ فَتَمَضْمَضَ، ثُمَّ اسْتَنْثَرَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا،
وَيَدَهُ الْيُمْنَى ثَلاثًا، وَالأُخْرَى ثَلاثًا، وَمَسَحَ رَأْسَهُ بِمَاءٍ غَيْرِ
فَضْلِ يَدِهِ، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ حَتَّى أَنْقَاهُمَا.
بَيَانُ إِثْبَاتِ غَسْلِ الرِّجْلَيْنِ حَتَّى تَنْقِيَا
وابطال المسح عليهما، والدليل على أن المتوضئ إذا ترك غسيل بعض أعضاء الوضوء رجع
في وضوءه فأعاده، وأنه لا يجزيه إن مسحه ببلل وضوئه، والتشديد في السهو في إسباغ الوضوء،
وأنه يجب عليه أن ينقيه حتى
يستيقن أنه قد نقاه، وإباحة الوضوء من المطهرة
526 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ وَحَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ،
سَمِعْتُ هِلالَ بْنَ يِسَافٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَتَى عَلَى
قَوْمٍ يَتَوَضَّئُونَ وَكَانَ فِي سَفَرٍ، فَقَالَ: أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ، وَيْلٌ
لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ، أَوْ وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النَّارِ، قَالَ شُعْبَةُ:
أَحَدَهُمَا.
527 حَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبُو عَوَانَةَ وَحَدَّثَنَا
ابْنُ أُخْتِ غَزَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبُو
عَوَانَةَ، عن أبي بشر، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَمْرٍو، قَالَ: تَخَلَّفَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَنَّا فِي سَفَرِهِ
فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقَنَا الْعَصْرُ، فَجَعَلْنَا نَتَوَضَّأُ وَنَمْسَحُ
عَلَى أَرْجُلِنَا فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ
النَّارِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا، هَذَا لَفْظُ هِلالِ بْنِ مُعَلَّى.
528 رَوَى أَحْمَدُ بنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ،
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ،
قَالَ: وَهُوَ يُوسُفُ بْنُ مَاهَكَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنّ
النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - رَأَى قَوْمًا تَوَضَّئُوا وَلَمْ يُتِمُّوا
الْوُضُوءَ، فَقَالَ: وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النَّارِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ، عَنْ عِمْرَانَ، عَنْ سَالِمٍ سَبَلان، حَدِيثُ عَلِيٍّ هَذَا تَامٌّ
وَهُوَ قَوْلُ سَبَلانَ: خَرَجْتُ مَعَ عَائِشَةَ، وَحَدِيثُ يُونُسَ بَعْدَهُ سَمِعْتُ
عَائِشَةَ بِمِثْلِهِ.
529 وَحَدَّثنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عِمْرَانَ
بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ سَالِمٍ سَبَلانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ بِمِثْلِهِ، قَالَ:
خَرَجْتُ مَعَ عَائِشَةَ فَسَمِعْتُهَا تَقُولُ لأَخِيهَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ: يَا
عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَسْبِغِ الْوُضُوءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - يَقُولُ: وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ.
530 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ وَارَةَ،
وَيَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ، وَابْنُ الْجُنَيْدِ، وَأَبُو
أُمَيَّةَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ،
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَسْبِغِ
الْوُضُوءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ:
وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، بِمِثْلِهِ.
531 حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رَجَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ وَحَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ
وَحَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ وَحَدَّثَنَا
الصَّغَانِيُّ، قَالَ: أنبا أَبُو النَّضْرِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ يَمُرُّ بِنَا وَالنَّاسُ
يَتَوَضَّئُونَ مِنَ الْمَطْهَرَةِ، فَيَقُولُ: أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ، فَإِنِّي
سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: وَيْلٌ لِلْعَقِبِ مِنَ
النَّارِ، قَالَ حَجَّاجٌ: لِلْعَرَاقِيبِ، وَالزِّيَادَةُ لأَبِي دَاوُدَ، رَوَى الرَّبِيعُ
بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
532 حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ
أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو
أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَزَّةَ الصَّنْعَانِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، كِلاهُمَا عَنْ سُهَيْلٍ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -
قَالَ: وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ.
533 حَدَّثَنَا سَخْتَوَيْهِ بْنُ مَازْيَارَ أَبُو
عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ سُعَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ،
عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم
- رَجُلا تَوَضَّأَ وَلَمْ يَمَسَّ عَقِبَهُ الْمَاءُ، فَقَالَ: وَيْلٌ
لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ.
534 حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ،
عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ
- صلى الله عليه وسلم -: وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ.
535 حَدَّثَنَا خَرْدَلَةُ وَاسْمُهُ: عَبْدُ اللَّهِ،
وَشُعَيْبُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَسْكَرِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ
شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
مَعْقِلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، أَنَّ رَجُلا تَوَضَّأَ فَتَرَكَ مَوْضِعَ
ظُفُرٍ عَلَى قَدَمِهِ، فَأَبْصَرَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ:
ارْجِعْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ، فَرَجَعَ ثُمَّ صَلَّى فِيهِ بَيَانٌ أَنَّهُ
رَجَعَ فِي وُضُوءٍ بِقَوْلِهِ فَرَجَعَ ثُمَّ صَلَّى.
536 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ
السِّجْزِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ قَتَادَةَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - وَقَدْ تَوَضَّأَ وَتَرَكَ عَلَى قَدَمِهِ مِثْلَ مَوْضِعِ
الظُّفُرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ
- صلى الله عليه وسلم -: ارْجِعْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ،
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ هَذَا الْحَدِيثُ بِمَعْرُوفٍ، عَنْ جَرِيرٍ، وَلا عَنْ
قَتَادَةَ، لَمْ يَرْوِهِ إِلا ابْنُ وَهْبٍ.
537 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ أَشْيَبَ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ،
بِمِثْلِ حَدِيثِ مَعْقِلٍ: فَرَجَعَ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ صَلَّى وَحَدَّثَنَا
الصَّوْمَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَصْبَغُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ،
قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ
عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّهُ رَأَى رَجُلا قَدْ جَاءَهُ وَقَدْ تَوَضَّأَ
وَتَرَكَ عَلَى ظَهْرِ قَدَمِهِ مِثْلَ مَوْضِعِ الظُّفُرِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ
- صلى الله عليه وسلم -: ارْجِعْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ.
538 حَدَّثَنَا أَبُو فَرْوَةَ الرُّهَاوِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ سِقْلابٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَازِعُ، عَنْ
سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَيْنَا أَنَا جَالِسٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ قَدْ تَوَضَّأَ وَبَقِيَ عَلَى ظَهْرِ قَدَمِهِ
مِثْلُ ظُفُرِ إِبْهَامِهِ، فَأَبْصَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
فَقَالَ: ارْجِعْ فَأَتِمَّ وُضُوءَكَ، قَالَ: فَفَعَلَ، إِلَى هُنَا لَمْ
يُخْرِجَاهُ .
بَيَانُ إِثْبَاتِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ
539 حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رَجَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
وَكِيعٌ وَحَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ،
كِلاهُمَا عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ،
رَأَيْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بَالَ، ثُمَّ أَتَى الْمَطْهَرَةَ
فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، فَقِيلَ لَهُ: أَتَفْعَلُ وَأَنْتَ صَاحِبُ
رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ فَقَالَ: وَمَا يَمْنَعُنِي وَقَدْ
رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ،
قَالَ الأَعْمَشُ: كَانَ يُعْجِبُهُمْ حَدِيثُ جَرِيرٍ، لأَنَّ إِسْلامَهُ بَعْدَ
نُزُولِ الْمَائِدَةِ.
540 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى،
وَأَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ، وَابْنُ أَبِي فَرْوَةَ النصيبي، قَالُوا: حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامٍ،
قَالَ: رَأَيْتُ جَرِيرًا تَوَضَّأَ مِنَ الْمَطْهَرَةِ، ثُمَّ مَسَحَ عَلَى
خُفَّيْهِ، فَقِيلَ لَهُ: أَتَمْسَحُ عَلَى خُفَّيْكَ؟ قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ
النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَمْسَحُ عَلَى خُفَّيْهِ، فَكَانَ هَذَا الْحَدِيثُ
يُعْجِبُ أَصْحَابَ عَبْدِ اللَّهِ، لأَنَّ إِسْلامَهُ كَانَ بَعْدَ نُزُولِ
الْمَائِدَةِ.
541 حَدَّثَنَا الْغَزِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ وَحَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ جَرِيرٍ، أَنّ النَّبِيَّ -
صلى الله عليه وسلم - مَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ: كَانَ
يُعْجِبُهُمْ هَذَا الْحَدِيثُ، لأَنَّ إِسْلامَ جَرِيرٍ كَانَ بَعْدَ نُزُولِ
الْمَائِدَةِ.
542 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ:
وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
مُسْهِرٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، وَحُسَيْنٌ، عَنْ زَائِدَةَ، قَالَ
إِبْرَاهِيمُ وَحَدَّثَنَا ابْنُ عَائِشَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو عَوَانَةَ،
وَسُفْيَانُ،ح قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، وَوَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ
هَمَّامٍ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بَالَ ثُمَّ
تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ
.
بَيَانُ إِبَاحَةِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ إِذَا
أَدْخَلَ رِجْلَيْهِ فِيهِمَا وَهُمَا طَاهِرَتَانِ543 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ
وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
مُوسَى وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ،
وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّوَيْهِ، وَأَبُو
دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا
زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَامِرٌ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ
بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي سَفَرٍ، فَقَالَ: أَمَعَكَ مَاءٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ،
فَنَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ فَمَشَى حَتَّى تَوَارَى عَنِّي فِي سَوَّادِ
اللَّيْلِ، ثُمَّ جَاءَ فَأَفْرَغْتُ عَلَيْهِ مِنَ الإِدَاوَةِ، فَغَسَلَ
يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ، وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ
يُخْرِجَ ذِرَاعَيْهِ، مِنْهُمَا حَتَّى أَخْرَجَهُمَا مِنْ أَسْفَلِ الْجُبَّةِ،
فَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ أَهْوَيْتُ لأَنْزِعَ خُفَّيْهِ،
فَقَالَ: دَعْهُمَا، فَإِنِّي أَدْخَلْتُهُمَا طَاهِرَتَيْنِ، فَمَسَحَ عَلَيْهِمَا
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى
الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ بِمَعْنَى
حَدِيثِ أَبِي نُعَيْمٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
نُعَيْمٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي
عُرْوَةُ، عَنْ أَبِيهِ الْمُغِيرَةِ، فَذَكَرَهُ.
544 وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُرَيْجُ
بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ حُصَيْنِ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ،
عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَمْسَحُ عَلَى خُفَّيْكَ؟
قَالَ: إِنِّي أَدْخَلْتُهُمَا وَهُمَا طَاهِرَتَانِ.
545 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الأَبْرَصُ، قَالَ: حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِيهِ، بِنَحْوِ حَدِيثِ
زَكَرِيَّا إِلا، أنه قال: فَلَمَّا أَقْبَلَ اسْتَقْبَلْتُهُ بِالْمِطْهَرَةِ وَكَانَتْ
عَلَيْهِ جُبَّةٌ شَامِيَّةٌ ضَيِّقَةُ الْكُمَّيْنِ.
546 حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ:
أنبا الشَّافِعِيُّ، قَالَ: أنبا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، وَزَكَرِيَّا،
وَيُونُسَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ،
قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ؟ قَالَ:
نَعَمْ، إِنِّي أَدْخَلْتُهُمَا وَهُمَا طَاهِرَتَانِ.
بَابُ بَيَانِ الإِبَاحَةِ لِلْمُتَوَضِّئ أَنْ
يُعِينَهُ عَلَى وُضُوئِهِ غَيْرُهُ وَيَصُبُّهُ عَلَيْهِ، والدليل على إجازة
المسح على الخفين كيف ما مسح إذا وقع علية اسم المسح
547 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
مُعَاوِيَةَ وَحَدَّثَنَا أَبُو الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالا:
حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي الضُّحَى مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ
مَسْرُوقٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى
الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ، فَقَالَ: يَا مُغِيرَةُ، خُذِ الإِدَاوَةَ،
فَأَخَذْتُهَا فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ حَتَّى تَوَارَى عَنِّي، ثُمَّ جَاءَ
وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ شَامِيَّةٌ مِنْ صُوفٍ، فَذَهَبَ يُخْرِجُ يَدَهُ فَضَاقَ كُمُّهَا،
فَأَخْرَجَ يَدَهُ مِنْ أَسْفَلِهَا، وَصَبَبْتُ عَلَيْهِ فَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ
لِلصَّلاةِ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ وَصَلَّى.
548 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
وَحَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شَرِيكٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي نَمِرٍ، أَنَّهُ
سَمِعَ أَبَا السَّائِبِ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ
الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ، يَقُولُ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - فِي سَفَرٍ فَنَزَلَ مَنْزِلا فَتَبَرَّزَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - فَتَبِعْتُهُ بِإِدَاوَةٍ فَصَبَبْتُ عَلَيْهِ فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ
عَلَى الْخُفَّيْنِ.
549 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ،
قَالَ: حَدَّثَنِي شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ أَبِي
السَّائِبِ مَوْلَى هِشَامٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، قَالَ: كُنْتُ
مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ فَأَتَيْتُهُ بِإِدَاوَةٍ
مِنْ مَاءٍ، فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ.
550 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أُخْتِ
غَزَالٍ، وَأَبُو أُمَيَّةَ، قَالا: حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ
شُعْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: ذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، فَقُمْتُ أَسْكُبُ عَلَيْهِ الْمَاءَ مِنْ إِدَاوَةٍ،
فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَذَهَبَ لِيَغْسِلَ ذِرَاعَيْهِ، فَضَاقَ عَلَيْهِ الْجُبَّةُ،
فَأَخْرَجَهُمَا مِنْ أَسْفَلَ فَغَسَلَهُمَا، ثُمَّ مَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ.
551 حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ
الْمَجِيدِ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعْدُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَخْبَرَهُ
أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، يُحَدِّثُ عَنِ
الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - فِي سَفَرٍ وَأَنَّهُ ذَهَبَ لِحَاجَةٍ لَهُ، وَأَنَّ مُغِيرَةَ جَعَلَ
يَصُبُّ عَلَيْهِ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ
وَمَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، َثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ:
سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ،
أَنَّ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ يُحَدِّثُ، عَنِ
الْمُغِيرَةِ، بِنَحْوِهِ.
552 حَدَّثَنَا ابْنُ مِلْحَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
ابْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ
بِإِسْنَادِهِ، أَنَّهُ خَرَجَ لِحَاجَتِهِ وَأَتْبَعَهُ الْمُغِيرَةُ بِإِدَاوَةٍ
فِيهَا مَاءٌ، فَصَبَّ عَلَيْهِ حِينَ فَرَغَ مِنْ حَاجَتِهِ فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ
عَلَى الْخُفَّيْنِ.
إِبَاحَةُ الْمَسْحِ عَلَى الْعِمَامَةِ إِذَا مَسَحَهَا
مَعَ نَاصِيَتِهِ، وَعَلَى الْخِمَارِ553 حَدَّثَنَا يُوسُفُ الْقَاضِي، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ،
عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: تَخَلَّفَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَتَخَلَّفْتُ مَعَهُ، فَلَمَّا قَضَى
حَاجَتَهُ، قَالَ: أَمَعَكَ مَاءٌ؟ فَأَتَيْتُهُ بِمِطْهَرَةٍ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ
وَوَجْهَهُ، وَذَهَبَ يَحْسِرُ عَنْ ذِرَاعَيْهِ، فَضَاقَ كُمُّ الْجُبَّةِ،
فَأَخْرَجَ يَدَيْهِ مِنْ تَحْتِ الْجُبَّةِ وَأَلْقَى الْجُبَّةَ عَلَى
مَنْكِبَيْهِ، فَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ وَمَسَحَ بِنَاصِيَتِهِ وَعَلَى الْعِمَامَةِ وَمَسَحَ
عَلَى الْخُفَّيْنِ، فَرَكِبَ وَرَكِبْتُ فَانْتَهَى إِلَى الْقَوْمِ وَقَدْ
قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ يُصَلِّي بِهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَقَدْ
رَكَعَ رَكْعَةً، فَلَمَّا حَسَّ بِالنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ذَهَبَ
يَتَأَخَّرُ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَصَلَّى
بِهِمْ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَقُمْتُ
فَرَكَعْنَا الرَّكْعَةَ الَّتِي سُبِقْنَا.
554 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ
عِيسَى الأَبْرَصُ، وعمار بن رجاء، قَالُوا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أنبا هَارُونُ،
قَالَ: أنبا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ
ابْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - مَسَحَ
عَلَى الْخُفَّيْنِ، وَمَسَحَ مُقَدَّمَ رَأْسِهِ وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى
الْعِمَامَةِ، أَوْ مَسَحَ عَلَى الْعِمَامَةِ.
555 حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ،
قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ،
عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ
شُعْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ بَكْرٌ: وَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنِ ابْنِ الْمُغِيرَةِ
بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - تَوَضَّأَ
فَمَسَحَ عَلَى نَاصِيَتِهِ، وَعَلَى الْعِمَامَةِ وَعَلَى الْخُفَّيْنِ،
حَدَّثَنَا يُوسُفُ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، بِمِثْلِهِ.
556 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَفَّانَ مِنْ أَصْلِ
كِتَابِهِ، وَعِيسَى بْنُ أَحْمَدَ، قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ
الأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي
لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنْ بِلالٍ، رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله
عليه وسلم - يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْخِمَارِ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ،
عَنِ الأَعْمَشِ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ: عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْعِمَامَةِ،
رَوَاهُ عِيسَى بْنُ يُونُسَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ هكذا .
557 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَال:
وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي،
عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ
عُجْرَةَ، عَنْ بِلالٍ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - مَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ
وَالْخِمَارِ.
558 وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ
الأَعْمَشِ، بِإِسْنَادِهِ بِمِثْلِهِ، عَنْ كَعْبٍ، عَنْ بِلالٍ، قَالَ: رَأَيْتُ
النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - مَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْخِمَارِ.
بَابُ بَيَانِ التَّوْقِيتِ فِي الْمَسْحِ عَلَى
الْخُفَّيْنِ559 حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدُوسٍ وَرَّاقُ الْفِرْيَابِيِّ
بالشام، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلائِيِّ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنِ
الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ:
جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثَلاثَةَ أَيَّامٍ
وَلَيَالِيَهُنَّ لِلْمُسَافِرِ، وَلِلْمُقِيمِ يَوْمًا وَلَيْلَةً الْمَسْحَ
عَلَى الْخُفَّيْنِ.
560 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
بَرَّةَ أَبُو إِسْحَاقَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ، قَالا: حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ وَحَدَّثَنَا الدَّبَرِيُّ،
عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنِ
الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ شُرَيْحِ
بْنِ هَانِئٍ، قَالَ: أَتَيْتُ عَائِشَةَ أَسْأَلُهَا عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ،
فَقَالَتْ: عَلَيْكَ بِابْنِ أَبِي طَالِبٍ فَسَلْهُ، فَإِنَّهُ كَانَ يُسَافَرُ
مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ:
جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ
لِلْمُسَافِرِ، وَلَيْلَةً وَيَوْمًا لِلْمُقِيمِ.
561 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
قَبِيصَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ وَحَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ،
وَأَحْمَدُ بْنُ بَكْرَوَيْهِ الْبَالِسِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ،
قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلائِيِّ، عَنِ
الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ شُرَيْحِ
بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:
لِلْمُسَافِرِ أَنْ يَمْسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ
وَلَيْالِيَهَا، وَلِلْمُقِيمِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ
الْحَرْبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، بِمِثْلِهِ، حَدَّثَنَا
أَبُو عَلِيٍّ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَال: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ
الأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ،
عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، قَالَ:
سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ،
فَقَالَتْ: ائْتِ عَلِيًّا، فَإِنَّهُ أَعْلَمُ بِذَاكَ مِنِّي، فَأَتَى عَلِيًّا
فَسَأَلَهُ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم -. فَذَكَرَ مِثْلَهُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ
الأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَمِ، بِمِثْلِهِ.
562 وَحَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ، وَإِبْرَاهِيمُ
الْحَرْبِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ
شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، فَقَالَتْ:
سَلْ عَلِيًّا، فَإِنَّهُ كَانَ يُسَافَرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم -، فَسَأَلْتُ: عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم -: الْمَسْحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ
وَلَيَالِيهِنَّ لِلْمُسَافِرِ، وَلِلْمُقِيمِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، حَدَّثَنَا
يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ
اللَّهِ الْجَدَلِيِّ، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله
عليه وسلم - فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ .
إِيجَابُ غَسْلِ الْيَدَيْنِ ثَلاثًا عَلَى الْمُسْتَيْقِظِ
مِنْ نَوْمِهِ، والدليل على أنه إن غسلها دون ذلك جائز، وعلى أن النائم إذا زالت
طهارته وأن عليه الوضوء، ومن مس الذكر
563 حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: أنبا
الشَّافِعِيُّ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ،
قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي
سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:
إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَلا يَغْمِسْ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ
حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلاثًا، فَإِنَّهُ لا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ، وَحَدَّثَنَا
الرَّبِيعُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ وَحَدَّثَنَا التِّرْمِذِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله
عليه وسلم - مِثْلَهُ، زَادَ الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ سُفْيَانُ: هَذَا يَشُدُّ
قَوْلَ مَنْ يَقُولُ: الْوُضُوءُ مِنْ مَسِّ الذِّكْرِ.
564 حَدَّثَنَا يُوسُفُ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا
نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ خَالِدٍ
الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ
النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ
نَوْمِهِ، فَلا يَغْمِسْ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلاثًا،
فَإِنَّهُ لا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ.
565 حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَارِسِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَرَّانِيُّ أَبُو
أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَحَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ
عِمْرَانَ الْعَسْكَرِيُّ بِمَكَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَعْيَنَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْقِلُ بْنُ
عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ
فَلْيُفْرِغْ عَلَى يَدِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَهُ فِي إِنَائِهِ،
فَإِنَّهُ لا يَدْرِي فِيمَ بَاتَتْ يَدُهُ.
566 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: إِذَا قَامَ
أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ فَلا يُدْخِلْ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ حَتَّى
يَغْسِلَهَا، فَإِنَّهُ لا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ.
567 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ
الصَّبَّاحِ الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ فَلا
يُدْخِلْ يَدَهُ فِي إِنَائِهِ أَوْ قَالَ: فِي وُضُوءهِ، حَتَّى يَغْسِلَهَا
ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَإِنَّهُ لا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ
بْنُ أَبِي الْخَيْبَرِيِّ، وَالْعُطَارِدِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ،
عَنْ أَبِي صَالِحٍ، وأبي رزين، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَرْفَعُهُ مِثْلَ حَدِيثِ
أَبِي مُعَاوِيَةَ.
568 حَدَّثَنَا السُّلَمِيُّ، وَالدَّبَرِيُّ، قَالا:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:
إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ فَلا يَضَعْ يَدَهُ فِي الْوَضُوءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا،
إِنَّهُ لا يَدْرِي أَحَدُكُمْ أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ .
569 حَدَّثَنَا الدَّبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدِ
الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زِيَادٌ، أَنَّ ثَابِتًا
مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ
أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: إِذَا
كَانَ أَحَدُكُمْ نَائِمًا، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ فَأَرَادَ الْوُضُوءَ فَلا يَضَعْ
يَدَهُ فِي الإِنَاءِ حَتَّى يَصُبَّ عَلَى يَدِهِ، لَمْ يَقُلْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ
ثَلاثًا إِلا مَا قَدْ قَدَّمْنَا مِنْ رِوَايَةِ جَابِرٍ، وَابْنِ الْمُسَيَّبِ،
وَأَبِي سَلَمَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، وَأَبِي صَالِحٍ، وَأَبِي
رَزِينٍ، فَإِنَّ فِي حَدِيثِهِمْ ذِكْرَ الثَّلاثِ.
570 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ
أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الْعَلاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ
النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إِلَى
الْوُضُوءِ حِينَ يُصْبِحُ، أَوْ لَعَلَّهُ قَالَ: مِنْ نَوْمِهِ، أَوْ كَلِمَةً
نَحْوَهَا، فَلْيُفْرِغْ عَلَى يَدَيْهِ ثَلاثًا، فَإِنَّهُ لا يَدْرِي أَيْنَ
بَاتَتْ يَدُهُ.
بَابُ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ أَمْرَ النَّبِيِّ - صلى
الله عليه وسلم - لِلْمُسْتَيْقِظِ من النوم غسيل يديه على إباحة، وأن النائم في
المسجد لانتظار الصلاة لا يجب علية الوضوء
571 حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ وَحَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
دِينَارٍ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
- مِنَ اللَّيْلِ فَتَوَضَّأَ مِنْ شَنٍّ مُعَلَّقٍ وُضُوءًا خَفِيفًا، فَجَعَلَ
يَصِفُهُ وَجَعَلَ يُقَلِّلُهُ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقُمْتُ فَصَنَعْتُ مِثْلَ
مَا صَنَعَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ جِئْتُ فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ فَأَخْلَفَنِي
فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ فَصَلَّى، ثُمَّ اضْطَجَعَ فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ،
ثُمَّ أَتَاهُ بِلالٌ فَآذَنَهُ بِالصَّلاةِ فَخَرَجَ فَصَلَّى وَلَمْ
يَتَوَضَّأْ، لَمْ يَذْكُرْ عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ فَقَطْ،
زَادَ الْحُمَيْدِيُّ: قَالَ سُفْيَانُ:
وَثَنَاهُ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ، بِمِثْلِهِ إِلَى، قَوْلِهِ: فَأَخْلَفَنِي فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ،
فَصَلَّى فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: هِيهِ زِدْنَا يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، قَالَ عَطَاءٌ: مَا هِيهِ؟
هَكَذَا سَمِعْتُ، فَقَالَ عَمْرٌو: أَخْبَرَنِي كُرَيْبٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
أَنَّهُ قَالَ: ثُمَّ اضْطَجَعَ فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ، ثُمَّ أَتَاهُ بِلالٌ
فَنَادَاهُ بِالصَّلاةِ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ، قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ:
هَذَا لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - خَاصَّةً، لأَنَّهُ كَانَ تَنَامُ
عَيْنَاهُ وَلا يَنَامُ قَلْبُهُ
.
572 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، وَإِبْرَاهِيمُ
بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا، يَقُولُ: كَانَ أَصْحَابُ
رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَنَامُونَ، ثُمَّ يَقُومُونَ فَيُصَلُّونَ
وَلا يَتَوَضَّؤُنَ.
573 حَدَّثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ
الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: أُقِيمَتِ
الصَّلاةُ فَجَاءَ رَجُلٌ فَجَعَلَ يُنَاجِي رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى نَامَ
أَصْحَابُهُ، ثُمَّ جَاءَ فَصَلَّى بِهِمْ، رَوَاهُ غُنْدَرٌ أَيْضًا.
574 حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الصَّائِغُ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ،
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: أُقِيمَتْ صَلاةُ الْعِشَاءِ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقَالَ رَجُلٌ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي حَاجَةً، فَقَامَ مَعَهُ يُنَاجِيهِ حَتَّى نَعَسَ
بَعْضُ الْقَوْمِ، ثُمَّ صَلَّى بِهِمْ، وَلَمْ يَذْكُرْ وُضُوءًا، قَالَ أَبُو عَوَانَةَ:
قَلِيلُ النَّوْمِ وَكَثِيرُهُ يَجِبُ الْوُضُوءُ عِنْدِي وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
بَابُ إِيجَابِ الْوُضُوءِ مِنَ الرِّيحِ، والدليل على
إيجاب الوضوء على من يدافع الأخبثين عند القيام إلى الصلاه، والدليل على أن من وجد
شيئاً من ذلك وهو في صلاته لم يجب عليه الانصراف وصلاته جائزة
575 حَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ سُهَيْلٍ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم -: إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ فِي بَطْنِهِ شَيْئًا فَأَشْكَلَ عَلَيْهِ خَرَجَ
أَوْ لَمْ يَخْرُجْ فَلا يَخْرُجَنَّ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا،
يَعْنِي مِنَ الْمَسْجِدِ.
576 حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ، قَالَ: حَدَّثَنَا
الشَّافِعِيُّ، قَالَ: أنبا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ
عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ: شُكِيَ إِلَى
النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - الرَّجُلُ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ فِي الصَّلاةِ،
فَقَالَ: لا يَنْفَتِلْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا.
577 حَدَّثَنَا السُّلَمِيُّ، وَابْنُ الصَّبَّاحِ
الصَّنْعَانِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنبا مَعْمَرٌ،
عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ،
عَنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرَ أَحَادِيثًا،
وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: الْمَلائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى
أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلاهُ الَّذِي صَلَّى فِيهِ، تَقُولُ: اللَّهُمَّ
اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ مَا لَمْ يُحْدِثْ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ
أَهْلِ حَضْرَمَوْتَ، لأَبِي هُرَيْرَةَ: وَمَا الْحَدَثُ؟ قَالَ: فُسَاءٌ أَوْ
ضُرَاطٌ.
578 حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
حُجْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَزْرَةَ
يَعْنِي: يَعْقُوبَ الْقَاصَّ بْنَ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي
عَتِيقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا
يُصَلِّيَنَّ أَحَدُكُمْ بِحَضْرَةِ الطَّعَامِ وَلا هُوَ يُدَافِعُهُ
الأَخْبَثَانِ، رَوَاهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَرْزَةَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ.
579 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ السِّجْزِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ، ومسدد،
المعنى واحد، قَالُوا: حَدَّثَنَا يَحْيَى الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
حَزْرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ ابْنُ عِيسَى
فِي حَدِيثِهِ: ابْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ اتَّفَقُوا أَخُو الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ،
قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَائِشَةَ فَجِيءَ بِطَعَامٍ لَهَا فَقَامَ الْقَاسِمُ
يُصَلِّي، فَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ:
لا يُصَلِّي بِحَضْرَةِ الطَّعَامِ وَلا هُوَ يُدَافِعُهُ الأَخْبَثَانِ .
بَيَانُ إِيجَابِ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ،
وبيان ما يعارضه من الأخبار، والدليل على أن الوضوء مما مست النار منسوخ، وإثبات
الوضوء من لحوم الابل
580 حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنبا ابْنُ جُرَيْجٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو
عُمَرَ الإِمَامُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ
جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ،
أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَارِظٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ وَجَدَ
أَبَا هُرَيْرَةَ يَتَوَضَّأُ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ أَبُو
هُرَيْرَةَ: إِنَّمَا أَتَوَضَّأُ مِنْ أَثْوَارِ أَقِطٍ أَكَلْتُهَا، لأَنَّ
النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم
- قَالَ: توضؤا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ.
581 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ:
أنبا ابْنُ وَهْبٍ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ التَّيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالا: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ
بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَكَلَ كَتِفَ
شَاةٍ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
582 حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
حُجْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ
حَلْحَلَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنّ
رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: جَمَعَ ثِيَابَهُ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى
الصَّلاةِ فَأُتِيَ بِهَدِيَّةٍ خُبْزٍ وَلَحْمٍ فَأَكَلَ ثَلاثَ لُقَمٍ، ثُمَّ
خَرَجَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ وَمَا مَسَّ مَاءً.
583 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ
الْحَارِثِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي
بَيْتِ مَيْمُونَةَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي هَذَا الْبَيْتِ
عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَدْ تَوَضَّأَ، ثُمَّ لَبِسَ
ثِيَابَهُ، وَذَكَرَ بِمَعْنَى حَدِيثِ ابْنِ حَلْحَلَةَ وَفِيهِ أَنَّ ابْنَ
عَبَّاسٍ شَهِدَ ذَلِكَ مِنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَقَالَ: صَلَّى
وَلَمْ يَقُلْ بِالنَّاسِ،.
584 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ: أنبا أَصْبَغُ،
قَالَ: أنبا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ:
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ
بْنِ أَبِي رَافِعٍ وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عَمِّي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي غَطَفَانَ، عَنْ
أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: أَشْهَدُ لَقَدْ كُنْتُ أَشْوِي لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى
الله عليه وسلم - بَطْنَ الشَّاةِ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
585 حَدَّثَنَا ابْنُ الْجُنَيْدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ وَحَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ،
قَالا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ.ح،
وَحَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ: أنبا أَبُو الْيَمَانِ،
قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ وَحَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَصَالِحُ
بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالا: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الأَزْرَقُ وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، كِلاهُمَا عَنِ ابْنِ
وَهْبٍ، عَنْ عَمْرٍو.ح،
وَحَدَّثَنَا الدَّقِيقِيُّ، وَعَبَّاسٌ، قَالا:
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي،
عَنْ صَالِحٍ، كُلُّهُمْ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ
عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَحْتَزُّ مِنْ كَتِفِ شَاةٍ يَحْتَزُّ مِنْهَا، ثُمَّ
دُعِيَ إِلَى الصَّلاةِ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ وَهَذَا لَفْظُ إِبْرَاهِيمَ
بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.
586 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ السِّجْزِيُّ،
وَإِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: عَنْ عُثْمَانَ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ، عَنْ
جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه
وسلم - فَسُئِلَ أَنَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟ قَالَ: إِنْ شِئْتَ
فَتَوَضَّأْ، وَإِنْ شِئْتَ فَلا تَوَضَّأْ، قَالَ: أَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ
الإِبِلِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَتَوَضَّأْ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ، قَالَ: أُصَلِّي فِي
مَرَابِضِ الْغَنَمِ؟ قَالَ: نَعَمْ
.
587 حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ، قَالَ: أنبا الشَّافِعِيُّ،
قَالَ: أنبا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ رَجُلَيْنِ:
أَحَدُهُمَا جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ،
أَنّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَكَلَ كَتِفِ شَاةٍ، ثُمَّ صَلَّى
وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
بَابٌ فِي الْمَضْمَضَةِ مِنْ شُرْبِ اللَّبَنِ
وَالدَّسَم، والدليل على إباحة تركه، وبالله التوفيق
588 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، وَأَيُّوبُ بْنُ خَالِدٍ، وَيَحْيَى بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ
اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أنه قال: شَرِبَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه
وسلم - لَبَنًا فَمَضْمَضَ مِنْهُ، وَقَالَ: إِنَّ لَهُ دَسَمًا.
589 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: أنبا اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ
ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،
أنه قال: شَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَبَنًا، ثُمَّ دَعَا
بِمَاءٍ فَتَمَضْمَضَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ لَهُ دَسَمًا .
590 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ
وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنّ النَّبِيَّ -
صلى الله عليه وسلم - شَرِبَ لَبَنًا، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَتَمَضْمَضَ مِنْهُ،
ثُمَّ قَالَ: إِنَّ لَهُ دَسَمًا.
591 حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنّ
رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَكَلَ عَرْقًا مِنْ شَاةٍ، ثُمَّ صَلَّى
وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
592 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَاضِرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنّ
رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تَعَرَّقَ عَرْقًا، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ
يَتَوَضَّأْ.
593 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَبْدِ الْحَكَمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ،
عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ يُخْبِرُ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَأْكُلُ
عَرْقًا مِنْ شَاةٍ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يُمَضْمِضْ وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً،
رَوَاهُ بُنْدَارٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ،
هَذِهِ الثَّلاثَةُ الأَحَادِيثُ صَحِيحَةٌ.
بَابُ إِيجَابِ الْوُضُوءِ مِنَ الْمَذْيِ،
وَالاسْتِنْجَاءِ بِالْمَاءِ مِنْهُ ونضح الفرج بالماء594 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْخَيْبَرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ
الأَعْمَشِ، عَنْ مُنْذِرٍ أَبِي يَعْلَى، عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ
عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلا مَذَّاءً وَكُنْتُ أَسْتَحْيِي أَنْ أَسْأَلَ
رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لِمَكَانِ ابْنَتِهِ، فَأَمَرْتُ الْمِقْدَادَ
فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: يَغْسِلُ ذَكَرَهُ وَيَتَوَضَّأُ .
595 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي، قَالَ: حَدَّثَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَرْسَلْنَا الْمِقْدَادَ بْنَ الأَسْوَدِ إِلَى
النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَسَأَلَهُ عَنِ الْمَذْيِ يَخْرُجُ مِنَ الإِنْسَانِ
كَيْفَ يَفْعَلُ بِهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: تَوَضَّأْ
وَانْضَحْ فَرْجَكَ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَصْبَغُ، وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
عِيسَى، قَالا: أنبا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَخْرَمَةَ بِمِثْلِهِ.
596 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَيَزِيدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ مُرْشِلٍ، قَالا:
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ
أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلا مَذَّاءً فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسْأَلَ
النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَرْسَلْتُ الْمِقْدَادَ فَسَأَلَ
النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله
عليه وسلم -: يَغْسِلُ أُنْثَيَيْهِ وَذَكَرَهُ وَيَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلاةِ.
بَابٌ فِي إِبَاحَةِ تَرْكِ الْوُضُوءِ لِلْمُتَغَوِّطِ
إِذَا أَرَادَ أَنْ يَطْعَمَ، وللجنب ترك الاغتسال إذا أراد أن يطعم أو يعمل
عملاً597 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، وَيُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالا: حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَتَى
الْخَلاءَ، ثُمَّ خَرَجَ فَأُتِيَ بِطَعَامٍ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلا
تَتَوَضَّأُ؟ قَالَ: أُصَلِّي فَأَتَوَضَّأُ؟، زَادَ يُونُسُ: آكُلُ بِيَمِينِي
وَإِنَّمَا أَسْتَطِيبُ بِشِمَالِي، رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ
الطَّائِفِيُّ عَنْ عَمْرٍو.
598 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَحَمَّادُ بْنُ
زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الْخَلاءِ،
فَقَالُوا: نَأْتِيكَ بِوَضُوءٍ؟ قَالَ: لا أُصَلِّي فَأَتَوَضَّأُ.
599 حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي
سَعِيدُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: تَبَرَّزَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه
وسلم - لِحَاجَتِهِ، ثُمَّ رَجَعَ فَأُتِيَ بِعَرْقٍ فَأَكَلَ مِنْهُ وَلَمْ
يَتَوَضَّأْ، قَال: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ فَعَرَفَهُ وَزَادَ
فِيهِ: قِيلَ لَهُ: أَلا تَوَضَّأُ؟ فَقَالَ: مَا أُرِيدُ الصَّلاةَ فَأَتَوَضَّأُ.
600 حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ،
عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى
الله عليه وسلم - خَرَجَ مِنَ الْخَلاءِ فَقَرَّبَ لَهُ طَعَامًا، فَقَالُوا: أَلا
تَتَوَضَّأُ؟ فَقَالَ: مَا أُرِيدُ أَنْ أُصَلِّيَ فَأَتَوَضَّأَ.
601 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ:
أنبا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ
الْحُوَيْرِثِ حَدَّثَهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْغَائِطِ، ثُمَّ جَاءَ فَأَكَلَ عَرْقًا وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.
602 حَدَّثَنَا يُوسُفُ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ
بْنِ الْحُوَيْرِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -
خَرَجَ مِنَ الْخَلاءِ، ثُمَّ طَعِمَ فَقِيلَ أَلا تَتَوَضَّأُ؟ فَقَالَ: إِنِّي
لا أُرِيدُ أَنْ أُصَلِّيَ فَأَتَوَضَّأَ.
603 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا
مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي
رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ لَقِيَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه
وسلم - فِي طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ وَهُوَ جُنُبٌ، فَانْسَلَّ فَذَهَبَ
فَاغْتَسَلَ فَتَفَقَّدَهُ النَّبِيُّ
- صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا جَاءَ قَالَ: أَيْنَ
كُنْتَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقِيتَنِي وَأَنَا
جُنُبٌ فَكَرِهْتُ أَنْ أُجَالِسَكَ حَتَّى أَغْتَسِلَ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ
إِنَّ الْمُؤْمِنَ لا يَنْجُسُ، حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَشْكِيبُ أَبُو عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ حُمَيْدٍ
بِإِسْنَادٍ مِثْلِهِ.
604 ذَكَرَ عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي وَاصِلٌ،
عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -
لَقِيَهُ وَهُوَ جُنُبٌ، قَالَ:
فَأَهْوَى إِلَيَّ، فَقُلْتُ: إِنِّي جُنُبٌ، فَقَالَ:
إِنَّ الْمُؤْمِنَ لا يَنْجُسُ، رَوَاهُ بُنْدَارٌ أَيْضًا، وَرَوَاهُ وَكِيعٌ
عَنْ مِسْعَرٍ.
605 حَدَّثَنَا يُوسُفُ الْقَاضِي، وَإِبْرَاهِيمُ
الْحَرْبِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ
مِسْعَرٍ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنّ النَّبِيَّ -
صلى الله عليه وسلم - لَقِيَهُ وَهُوَ جُنُبٌ فَأَهْوَى إِلَيْهِ، فَقَالَ: إِنِّي
جُنُبٌ، فَقَالَ: إِنَّ الْمُسْلِمَ لَيْسَ بِنَجِسٍ، وَحَدَّثَنَا يُوسُفُ،
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ،
بِمِثْلِهِ.
بيان حظر اغتسال الجنب في الماء الدائم، وإباحة الاغتسال
به والوضوء منه إذا تناوله بيده تناولوا، وحظر الاغتسال بالماء الدائم إذا بال فيه
606 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا السَّائِبِ مَوْلَى هِشَامِ
بْنِ زُهْرَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: لا يَغْتَسِلْ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ
الدَّائِمِ وَهُوَ جُنُبٌ، فَقَالَ: فَكَيْفَ تَفْعَلُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟
قَالَ: نَتَنَاوَلُهُ تَنَاوُلا، حَدَّثَنَا الصُّبَحِيُّ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، قَالَ:
وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، عَنْ
عَمْرٍو بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ.
607 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنبا مَعْمَرٌ، عَنْ
أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى
الله عليه وسلم - قَالَ: لا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ،
ثُمَّ يَتَوَضَّأُ مِنْهُ.
608 حَدَّثَنَا السُّلَمِيُّ، وَالدَّبَرِيُّ، جميعا
عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: لا
يُبَالُ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ الَّذِي لا يَجْرِي، ثُمَّ يُغْتَسَلُ بِهِ.
بَيَانُ إِيجَابِ الْوُضُوءِ عَلَى الْجُنُبِ إِذَا
أَرَادَ أَنْ يَنَامَ أَوْ يَأْكُلَ، وايجاب غسيل الذكر مع الوضوء إذا أراد النوم
609 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَرَادَ
أَنْ يَنَامَ وَهُوَ جُنُبٌ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلاةِ.
610 حَدَّثَنَا أَبُو حُمَيْدٍ الْمِصِّيصِيُّ، قَالَ:
سَمِعْتُ حَجَّاجً، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ
عُمَرَ اسْتَفْتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - هَلْ يَنَامُ أَحَدُنَا
وَهُوَ جُنُبٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، لِيَتَوَضَّأْ، ثُمَّ لِيَنَمْ حَتَّى يَغْتَسِلَ
إِذَا شَاءَ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ وَهُوَ جُنُبٌ يَتَوَضَّأُ،
حَدَّثَنَا الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي نَافِعٌ، بِمِثْلِهِ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِعْلَ ابْنِ عُمَرَ، حَدَّثَنَا
السُّلَمِيُّ، وَالدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ،
عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ، قَالَ: بِنَحْوِهِ، قَالَ: نَعَمْ
وَيَتَوَضَّأُ، حَدَّثَنَا الْمَيْمُونِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عُبَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، بِنَحْوِهِ.
قَالَ: نَعَمْ إِذَا تَوَضَّأَ.
611 حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: أنبا ابْنُ وَهْبٍ،
قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْجُنَيْدِ،
وَالصَّغَانِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ
شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ وَحَدَّثَنَا ابْنُ شَاذَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَلَّى وَحَدَّثَنَا
الصَّغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالا: حَدَّثَنَا
اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا
قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ وَهُوَ
جُنُبٌ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلاةِ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ.
612 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ وَحَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ وَحَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ
بْنُ عُمَرَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ،
قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ:
قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ تُصِيبُنِي
الْجَنَابَةُ مِنَ اللَّيْلِ فَكَيْفَ أَصْنَعُ؟ قَالَ: اغْسِلْ ذَكَرَكَ
وَتَوَضَّأْ وَارْقُدْ.
613 حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلانِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، أَنَّ
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي قَيْسٍ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ، هَلْ
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَنَامُ وَهُوَ جُنُبٌ أَمْ يَغْتَسِلُ
قَبْلَ أَنْ يَنَامَ؟ قَالَتْ: كُلَّ ذَلِكَ قَدْ كَانَ يَفْعَلُ، رُبَّمَا
اغْتَسَلَ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ، وَرُبَّمَا تَوَضَّأَ ثُمَّ نَامَ قَبْلَ أَنْ
يَغْتَسِلَ قُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي الأَمْرِ سَعَةً.
614 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، وَبِشْرُ بْنُ عُمَرَ، قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
وَحَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ،
قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ أَوْ
يَأْكُلَ وَهُوَ جُنُبٌ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلاةِ.
بَيَانُ صِفَةِ وُضُوءِ الْبَائِلِ إِذَا أَرَادَ
النَّوْمَ والرخصة للجنب إذا توضأ وضوءاً خفيفاً أو أراد أن ينام قبل أن يغتسل
615 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو حُمَيْدٍ
الْمِصِّيصِيَّانِ، قَالا: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي شُعْبَةُ وَحَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ
كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بِتُّ فِي بَيْتِ خَالَتِي مَيْمُونَةَ فَتَعَيَّنْتُ
رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَيْفَ يُصَلِّي، فَنَامَ ثُمَّ قَامَ
فَبَالَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ وَكَفَّيْهِ، ثُمَّ نَامَ ثُمَّ قَامَ فَعَمَدَ
إِلَى الْقِرْبَةِ......، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ مَهْدِيٍّ،
عَنْ سُفْيَانَ .
616 حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ
بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي
مَيْمُونَةَ فَقَامَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَتَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ
غَسَلَ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ ثُمَّ نَامَ...... وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، كَذَا رَوَاهُ
ابْنُ مَهْدِيٍّ أَيْضًا، عَنْ سُفْيَانَ.
617 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ الْقَوَّاسُ،
قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ وَحَدَّثَنَا الْمَيْمُونِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، كِلاهُمَا عَنْ عُبَيْدِ اللَهِ بْنِ عُمَرَ،
عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ،
أَيَنَامُ أَحَدُنَا وَهُوَ جُنُبٌ؟ قَالَ: نَعَمْ إِذَا تَوَضَّأَ.
618 حَدَّثَنَا السُّلَمِيُّ، وَالدَّبَرِيُّ، عَنْ
عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ
عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ سَأَلَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ، أَيَرْقُدُ أَحَدُنَا وَهُوَ جُنُبٌ؟ قَالَ: نَعَمْ
وَيَتَوَضَّأُ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ وَهُوَ جُنُبٌ
تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلاةِ مَا خَلا رِجْلَيْهِ.
619 حَدَّثَنَا الْغَزِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
الْفِرْيَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ
كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا
اسْتَيْقَظَ وَأَصَابَ الْحَاجَةَ وَأَرَادَ أَنْ يَنَامَ غَسَلَ يَدَيْهِ
وَوَجْهَهُ.
بَيَانُ إِيجَابِ الْوُضُوءِ عَلَى الْجُنُبِ إِذَا
أَرَادَ أَنْ يَعُودَ فِي الْجِمَاعِ، والإباحة لمن طاف على نسائه بغسل واحد
620 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، وَأَبُو أُمَيَّةَ،
قَالا: حَدَّثَنَا مُحَاضِرُ بْنُ الْمُوَرِّعِ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ،
عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: إِذَا غَشِيَ أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ، ثُمَّ
أَرَادَ أَنْ يَعُودَ فَلْيَتَوَضَّأْ وُضُوءَهُ لِلصَّلاةِ، قَالَ أَبُو أُمَيَّةَ:
يَعْنِي الرَّجُلَ يُجَامِعُ، ثُمَّ يَعُودُ قَبْلَ أَنْ يَغْتَسِلَ.
621 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُزْبُرَانِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ
الْحِمْصِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، كِلاهُمَا قَالَ:
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنّ
النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ بِغُسْلٍ
وَاحِدٍ، زَادَ بَقِيَّةُ: نِسَائِهِ بِغُسْلٍ وَاحِدٍ، يُعَارِضُ هَذِهِ
الأَخْبَارَ فِي إِيجَابِ الْوُضُوءِ.
622 حَدِيثُ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ مِنَ الْخَلاءِ فَأُتِيَ
بِطَعَامٍ، فَقِيلَ لَهُ: أَلا تَوَضَّأُ؟ قَالَ: إِنَّمَا أُمِرْتُ بِالْوُضُوءِ
إِذَا قُمْتُ إِلَى الصَّلاةِ، إِنْ كَانَ صَحِيحًا عِنْدَ أَهْلِ التَّمْيِيزِ
623 حَدَّثَنَا الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه
وسلم - طَافَ عَلَى نِسَائِهِ فِي لَيْلَةٍ بِغُسْلٍ وَاحِدٍ.
بَابُ إِبَاحَةِ التَّعَرِّي عِنْدَ الاغْتِسَالِ
وَغَيْرِهِ، وبيان حظر النظر إلى الفرج624 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ
السُّلَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنبا مَعْمَرٌ، عَنْ
هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ:
هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنْ مُحَمَّدٍ
- صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرَ أَحَادِيثًا مِنْهَا، قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَغْتَسِلُونَ عُرَاةً يَنْظُرُ
بَعْضُهُمْ إِلَى سُوءَةِ بَعْضٍ، وَكَانَ مُوسَى يَغْتَسِلُ وَحْدَهُ، فَقَالُوا:
وَاللَّهِ مَا يَمْنَعُ مُوسَى أَنْ يَغْتَسِلَ مَعَنَا إِلا أَنَّهُ آدَرُ،
قَالَ: فَذَهَبَ مَرَّةً يَغْتَسِلُ فَوَضَعَ ثَوْبَهُ عَلَى حَجَرٍ، فَفَرَّ
الْحَجَرُ بِثَوْبِهِ، قَالَ: فَجَمَح فِي أَثَرِهِ وَيَقُولُ: ثَوْبِي حَجَرُ
ثَوْبِي حَجَرُ، حَتَّى نَظَرَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى سُوءَةِ مُوسَى،
فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا بِمُوسَى مِنْ بَأْسٍ، فَقَامَ الْحَجَرُ بَعْدَمَا
نَظَرُوا إِلَيْهِ فَأَخَذَ ثَوْبَهُ فَطَفِقَ بِالْحَجَرِ ضَرْبًا، فَقَالَ أَبُو
هُرَيْرَةَ: وَاللَّهِ إِنَّهُ نَدْبًا بِالْحَجَرِ سِتَّةٌ أَوْ سَبْعَةٌ أَثَرَ ضَرْبِ
مُوسَى .
625 حَدَّثَنَا أَبُو حُمَيْدٍ الْمِصِّيصِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: لَمَّا بُنِيَتِ
الْكَعْبَةُ ذَهَبَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَالْعَبَّاسُ يَنْقُلانِ
الْحِجَارَةَ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: اجْعَلْ
إِزَارَكَ عَلَى رَقَبَتِكَ مِنَ الْحِجَارَةِ، فَفَعَلَ فَخَرَّ إِلَى الأَرْضِ
وَطَمَحَتْ عَيْنَاهُ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَامَ فَقَالَ: إِزَارِي إِزَارِي،
فَشَدَّ عَلَيْهِ إِزَارَهُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ،
عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ بِمِثْلِهِ.
626 حَدَّثَنَا ابْنُ الْجُنَيْدِ، وَالصَّائِغُ، وَالصَّغَانِيُّ،
وَعَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ،
قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى
الله عليه وسلم - كَانَ يَنْقُلُ مَعَهُمُ الْحِجَارَةَ لِلْكَعْبَةِ وَعَلَيْهِ
إِزَارُهُ، فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ عَمُّهُ: يَا ابْنَ أَخِي لَوْ حَلَلْتَ إِزَارَكَ
فَجَعَلْتَهُ عَلَى مَنْكِبَيْكَ دُونَ الْحِجَارَةِ، قَالَ: فَجَعَلَهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ
فَسَقَطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ، قَالَ: فَمَا رُئِيَ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ
عُرْيَانًا.
627 حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا،
وَالْمَرْثَدِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ سَبَلانُ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ، وَالنَّهْرَتِيرِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى
الأُمَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ،
قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ
بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ: أَقْبَلْتُ بِحَجَرٍ أَحْمِلُهُ ثَقِيلٍ وَعَلَيَّ
إِزَارٌ خَفِيفٌ، قَالَ: فَانْحَلَّ إِزَارِي، وَمَعِي الْحَجَرُ لم أستطع أن أضعه
حتى بلغت إلى موضعه، فقال رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: ارْجِعْ إِلَى ثَوْبَكِ
فَخُذْهُ وَلا تَمْشُوا عُرَاةً.
628 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ
الْحَارِثِيُّ الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ
بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، أَنَّ أَبَا مُرَّةَ مَوْلَى عَقِيلِ
بْنِ أَبِي طَالِبٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ
حَدَّثَتْهُ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِيَ طَالِبٍ دَخَلَ عَلَيْهَا وَهُوَ مَعَ
رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ بِمَكَّةَ،
قَالَتْ: فَوَجَدَ عِنْدِي رَجُلَيْنِ مِنْ أَهْلِ زَوْجِي قَدْ فَرَّا إِلَيَّ
فَأَرَادَ أَنْ يَقْتُلَهُمَا....... وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، ثُمَّ سُكِبَ لَهُ
غُسْلٌ فَسَتَرَتْهُ ابْنَتُهُ فَاطِمَةُ بِثَوْبِهِ، فَلَمَّا اغْتَسَلَ أَخَذَهُ
وَالْتَحَفَ بِهِ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى ثَمَانَ سَجَدَاتٍ وَذَلِكَ ضُحًى.
629 حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ الأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ،
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: لا يَنْظُرِ الرَّجُلُ إِلَى
عُرَيَّةِ الرَّجُلِ، وَلا تَنْظُرِ الْمَرْأَةُ إِلَى عُرَيَّةِ الْمَرْأَةِ،
وَلا يُفْضِي الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، وَلا تُفْضِي
الْمَرْأَةُ إِلَى الْمَرْأَةِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، رَوَاهُ زَيْدُ بْنُ
الْحُبَابِ، عَن الضَّحَّاك بِنَحْوِهِ إِلَى عَوْرَةِ الرَّجُلِ.
بَابُ الإِبَاحَةِ لِلرَّجُلِ أَنْ يَغْتَسِلَ بِفَضْلِ
مَاءِ الْمَرْأَةِ والاغتسال معها في إناء واحد، والدليل على إبطال توقيت الماء في
الغسل، وإباحة اغتسال الجماعة من الحوض والأوقه وغيرها
630 حَدَّثَنَا أَبُو حُمَيْدٍ الْمِصِّيصِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: عِلْمِي
وَالَّذِي يَخْطُرُ عَلَى بَالِي أَنَّ أَبَا الشَّعْثَاءِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
ابْنُ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَان
يَغْتَسِلُ بِفَضْلِ مَيْمُونَةَ......
631 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَحْمَسِيُّ،
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ، قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
أَخْبَرَتْنِي مَيْمُونَةُ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - اغْتَسَلَ
وَهِيَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ وَهَذَا لَفْظُ الأَحْمَسِيِّ.
632 حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
الشَّافِعِيُّ، قَالَ: أنبا سُفْيَانُ وَحَدَّثَنَا الرَّبِيعُ، وَابْنُ أَبِي
مَسَرَّةَ، قَالا: حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ،
قَالَ: أنبا عَمْرٍو، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الشَّعْثَاءِ، أَنَّهُ سَمِعَ
ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: حَدَّثَتْنِي مَيْمُونَةُ أَنَّهَا كَانَتْ تَغْتَسِلُ
هِيُ وَالنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، زَادَ ابْنُ
أَبِي مَسَرَّةَ، قَالَ سُفْيَانُ: هَذَا الإِسْنَادُ كَانَ يُعْجَبُ بِهِ
شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي سَمِعْتُ، كَأَنَّهُ اشْتَهَى تَوْصِيلَهُ.
633 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ
الْقُرَشِيُّ بِالرَّقَّةِ، قَالَ:
حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا نَغْتَسِلُ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ
تَخْتَلِفُ فِيهِ أَيْدِينَا مِنَ الْجَنَابَةِ.
634 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: أنبا
ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، أَنَّهُ
سَمِعَ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ
- صلى
الله عليه وسلم - تَقُولُ: إِنِّي كُنْتُ لأَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم - مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ تَخْتَلِفُ أَيْدِينَا فِيهِ
وَتَلْتَقِي، رَوَاهُ وَكِيع، عَنْ أَفْلَحَ، فَقَالَ: مِنَ الْجَنَابَةِ.
635 حَدَّثَنَا أَبُو حُمَيْدٍ الْحِمْصِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ
بْنُ سَلامٍ، عَنْ يَحْيَى ابْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،
أَخْبَرَتْهُ زَيْنَبُ بِنْتُ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّهَا سَمِعَتْ أُمَّ سَلَمَةَ،
تَقُولُ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ إِنَاءٍ
وَاحِدٍ مِنَ الْجَنَابَةِ.
636 حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى،
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي زَيْنَبُ، عَنْ أُمِّ
سَلَمَةَ، قَالَتْ: بَيْنَمَا أَنَا مُضْطَجِعَةٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم - وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَكَانَتْ هِيَ وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله
عليه وسلم -، يَغْتَسِلانِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ مِنَ الْجَنَابَةِ.
بَابُ ذِكْرِ إِبَاحَةِ تَرْكِ الاغْتِسَالِ مِنَ
الْجِمَاعِ إِذَا لَمْ يُنْزِلْ، وما يعارضه من الأخبار الدالة على إيجاب الاغتسال
من مس الختان الختان وإن لم ينزل
637 حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
حُجْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الاثْنَيْنِ إِلَى قُبَاءَ
حَتَّى إِذَا كُنَّا فِي بَنِي سَالِمٍ وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - عَلَى بَابِ عِتْبَانَ فَصَرَخَ بِهِ فَخَرَجَ يَجُرُّ إِزَارَهُ، فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَعْجَلْنَا الرَّجُلَ، فَقَالَ
عِتْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ الرَّجُلُ يُعَجَّلَ عَنِ امْرَأَتِهِ
وَلَمْ يُمْنِ، مَاذَا عَلَيْهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّمَا
الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ
شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ
أَبِيهِ، أَنّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ،
وَذَكَرَ نَحْوَهُ إِلا أَنَّهُ قَالَ:
أَيْنَ عِتْبَانُ، حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ
مُحَمَّدٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ بِإِسْنَادِهِ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ -
صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ .
638 حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ
ذَكْوَانَ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ
- صلى الله عليه وسلم -، مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ
فَخَرَجَ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ، فَقَالَ: لَعَلَّنَا أَعْجَلْنَاكَ، قَالَ: نَعَمْ
يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: إِذَا أُعْجِلْتَ أَو أُقْحِطْتَ فَلا غُسْلَ
عَلَيْكَ، وَعَلَيْكَ الْوُضُوءُ.
639 حَدَّثَنَا أَبُو حُمَيْدٍ الْمِصِّيصِيُّ هُوَ
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ،
حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
سُئِلَ أَرَأَيْتَ إِنْ جَامَعَ أَحَدُنَا فَأَكْسَلَ وَلَمْ يُمْنِ؟ قَالَ
النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم
-: لِيَغْسِلْ مَا مَسَّ الْمَرْأَةَ مِنْهُ
وَلْيَتَوَضَّأْ، وَكَانَ أَبُو أَيُّوبَ يُفْتِي بِهَذَا، عَنْ أُبَيِّ بْنِ
كَعْبٍ.
640 حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى
بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ أَخْبَرَهُ،
أَنَّ زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ الْجُهَنِيَّ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَأَلَ عُثْمَانَ
بْنَ عَفَّانَ، قَالَ: قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إِذَا جَامَعَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ
وَلَمْ يُمْنِ؟ فَقَالَ عُثْمَانُ: يَتَوَضَّأُ كَمَا يَتَوَضَّأُ لِلصَّلاةِ وَيَغْسِلُ
ذَكَرَهُ، وَقَالَ عُثْمَانُ: سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم -.
641 حَدَّثَنَا الْعُطَارِدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ،
عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
-: عَنِ الرَّجُلِ يُصِيبُ مِنَ الْمَرْأَةِ، ثُمَّ يُقْحِطُ؟ قَالَ: يَغْسِلُ مَا
أَصَابَ مِنْهَا، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وَيُصَلِّي.
642 حَدَّثَنَا حَمْدَانُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْمِنْقَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ،
قَالَ: أَخْبَرَنِي حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ أَخْبَرَهُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ،
قَالَ: سَأَلْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ عَنِ الرَّجُلِ يُجَامِعُ امْرَأَتَهُ
فَلا يُنْزِلُ؟ قَالَ: لَيْسَ مِنْهُ إِلا الْوُضُوءُ، وَقَالَ عُثْمَانُ: سَمِعْتُهُ
مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: وَسَأَلْتُ الزُّبَيْرَ بْنَ
الْعَوَّامِ، وَطَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، فَقَالُوا
مِثْلَ ذَلِكَ.
643 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ
الدَّقِيقِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ سَيَّارٍ، وَأَبُو يُوسُفَ الْفَارِسِيُّ،
قَالُوا: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ:
حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، وَمَطَرٌ، كلاهما عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: إِذَا
قَعَدَ بَيْنَ شُعَبِهَا الأَرْبَعِ وَأَجْهَدَ نَفْسَهُ، فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ.
644 حَدَّثَنَا يُوسُفُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، وَمَطَرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: إِذَا جَلَسَ بَيْنَ
شُعَبِهَا الأَرْبَعِ، ثُمَّ جَهَدَهَا، فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ، وَفِي حَدِيثِ
مَطَرٍ: وَإِنْ لَمْ يُنْزِلْ.
645 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَهِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ
الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى
الله عليه وسلم - قَالَ: إِذَا قَعَدَ بَيْنَ شُعَبِهَا الأَرْبَعِ، ثُمَّ اجْتَهَدَ
فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ، قَالَ: وَزَادَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ فِي هَذَا
الْحديث: أَنْزَلَ أَوْ لَمْ يُنْزِلْ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا
عَبْدُ الصَّمَدِ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، وَوَهْبُ بْنُ
جَرِيرٍ، قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ بِنَحْوِهِ.
646 حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سَافِرِيٍّ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ أبو إسماعيل، قَالا: حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى،
قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا فَذَكَرُوا مَا يُوجِبُ الْغُسْلَ، فَقَالَ مَنْ حَضَرَ
مِنَ الْمُهَاجِرِينَ: إِذَا مَسَّ الْخِتَانُ الْخِتَانَ أَوْ خَالَطَ الْخِتَانُ
الْخِتَانَ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ، وَقَالَ مَنْ حَضَرَ مِنَ الأَنْصَارِ: لا،
حَتَّى يَدْفِقَ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: أَنَا آتِيكُمْ بِالْخَبَرِ، فَقَامَ
إِلَى عَائِشَةَ فَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكِ عَنْ
شَيْءٍ وَأَنَا أَسْتَحْيِي؟ فَقَالَتْ: لا تَسْتَحْيِ أَنْ عَنْ شَيْءٍ كُنْتَ
سَائِلا عَنْهُ أُمَّكَ الَّتِي وَلَدَتْكَ، فَإِنَّمَا أَنَا أُمُّكَ، قَالَ:
قُلْتُ: مَا يُوجِبُ الْغُسْلَ؟ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتَ،
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا الأَرْبَعِ
وَمَسَّ الْخِتَانُ الْخِتَانَ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ .
647 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ:
أنبا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عِيَاضُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ،
عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي أُمُّ
كُلْثُومٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَجُلا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه
وسلم - عَنِ الرَّجُلِ يُجَامِعُ أَهْلَهُ، ثُمَّ يُكْسِلُ هَلْ عَلَيْهِ مِنْ
غُسْلٍ؟ وَعَائِشَةُ جَالِسَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:
إِنِّي لأَفْعَلُ ذَلِكَ أَنَا وَهَذِهِ، ثُمَّ نَغْتَسِلُ.
648 حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أنبا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ،
عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ سَأَلْتَ رَسُولَ اللَّهِ -
صلى الله عليه وسلم -، عَنِ الْمَرْأَةِ تَرَى فِي مَنَامِهَا مَا يَرَى الرَّجُلُ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: إِذَا رَأَتْ ذَلِكَ الْمَرْأَةُ
فَلْتَغْتَسِلْ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: وَاسْتَحْيَيْتُ، وَقَالَتْ: أَوَ
يَكُونُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
-: نَعَمْ، فَمِنْ أَيْنَ يَكُونُ الشَّبَهُ؟ إِنَّ مَاءَ الرَّجُلِ غَلِيظٌ
أَبْيَضُ، وَمَاءُ الْمَرْأَةِ رَقِيقٌ أَصْفَرُ، فَمِنْ أَيِّهِمَا عَلا أَوْ
سَبَقَ أَشْبَهَهُ الْوَلَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقُ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي
عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ،
فَأَيُّ مَاءٍ سَبَقَ أَوْ عَلا فَمِنْهُ يَكُونُ الْوَلَدُ.
649 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، وَأَحْمَدُ
بْنُ يَحْيَى السَّابِرِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسٌ، قَالَ: جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى رَسُولِ
اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَت، وَعَائِشَةُ عِنْدَهُ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، الْمَرْأَةُ تَرَى مَا يَرَى الرَّجُلُ فِي الْمَنَامِ فَتَرَى مِنْ
نَفْسِهَا مَا يَرَى الرَّجُلُ مِنْ نَفْسِهِ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا أُمَّ
سُلَيْمٍ فَضَحْتِ النِّسَاءَ تَرِبَتْ يَمِينُكِ، فَقَالَ لِعَائِشَةَ: بَلْ
أَنْتِ تَرِبَتْ يَمِينُكِ، نَعَمْ، فَلْتَغْتَسِلْ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ إِذَا
رَأَتْ ذَلِكَ.
650 حَدَّثَنَا أَبُو الأَزْهَرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: دَخَلَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ
عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَعِنْدَهُ أُمُّ سَلَمَةَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، الْمَرْأَةُ تَرَى فِي مَنَامِهَا مَا يَرَى الرَّجُلُ، فَقَالَتْ أُمُّ
سَلَمَةَ: تَرِبَتْ يَدَاكِ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ فَضَحْتِ النِّسَاءَ، فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم
-: بَلْ أَنْتِ تَرِبَتْ يَدَاكِ، إِنَّ خَيْرَكُنَّ
الَّتِي تَسْأَلُ عَمَّا يَعْنِيهَا، إِذَا رَأَتِ الْمَرْأَةُ فَلْتَغْتَسِلْ،
فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: وَهَلْ لِلنِّسَاءِ مِنْ مَاءٍ؟ قَالَ: نَعَمْ،
فَأَنَّى يُشْبِهُهُنَّ الْوَلَدُ، إِنَّمَا هُنَّ شَقَائِقُ الرِّجَالِ.==
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق